دراسة مقارنة لجامعات العمر الثالث في كل من المملكة المتحدة وجنوب افريقيا وإمكانية الإفادة منها في مصر

 

                    كلية التربية

 كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

المجلة التربوية لتعليم الكبار– كلية التربية – جامعة أسيوط

               ======= 

 

دراسة مقارنة لجامعات العمر الثالث في كل من المملكة المتحدة وجنوب افريقيا وإمكانية الإفادة منها في مصر

 

إعــــــــــــــــــــــــــــــــداد

أ.م.د/ حنان صلاح الدين الحلواني      أ.م.د/ نعمات عبد الناصر احمد
     أستاذ التربية المقارنة                               أستاذ التربية المقارنة

       والإدارة التعليمية المساعد                        والإدارة التعليمية المساعد المتفرغ

              ورئيس القسم

أ/ سلوى محمد صديق احمد

المعيدة بقسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية

كلية التربية – جامعة أسيوط

 

}   المجلد الرابع – العدد الثاني –  أبريل 2022م {

Adult_EducationAUN@aun.edu.eg

مستلخص الدراسة:

      تزايد مؤخرًا عدد كبار السن في مصر، الأمر الذي صاحبه قصور في الخدمات التعليمية التي تسعى نحو تحقيق جودة الحياة لهذه الفئة. حيث تتركز معظم جهود وبرامج تعليم الكبار في مصر حاليًا في مجال محو الأمية. ونظرًا لسعي مصر حاليًا نحو إنشاء منظومة وطنية تدعم التعليم المستمر، تظهر الحاجة إلى إنشاء مؤسسة تقدم الخدمات التعليمية لفئة كبار السن. ومن هنا هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على خبرات المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في تطبيق جامعة العمر الثالث التي تعني بتقديم هذه الخدمات التعليمية، والتعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين هذه الجامعات في البلدين وتحليلها وتفسيرها من أجل الإفادة منها في تحقيق جودة الحياة لكبار السن في مصر.

وفي ضوء طبيعة مشكلة الدراسة وأهدافها اتبعت الدراسة المنهج المقارن. واقتصرت الدراسة علي تناول أهداف جامعة العمر الثالث، وعضوية الجامعة، وأنشطة الجامعة، حيث تمثل تلك المحاور أهم الممارسات في جامعة العمر الثالث. وتوصلت إلي مجموعة من الإجراءات المقترحة التي يمكن بواسطتها تطبيق جامعة العمر الثالث للإفادة منها في مصر.

الكلمات الافتتاحية: جامعة العمر الثالث، تعليم الكبار، تعليم كبار السن، التعلم المستمر، التعلم مدى الحياة.

 

 

 

 

 

 

 

Abstract:

Older adults' number has increased in Egypt in recent years. This was accompanied by a shortage in educational services aimed at achieving quality of life amongst the elderly; since most of current adult education programs and efforts focus on illiteracy eradication. Currently, Egypt strives to construct a comprehensive system supporting continuous-education. Therefore, there is a need to establish an organization that provides educational services to older-adults. Hence, this study aimed to identify the experiences of the United Kingdom and South Africa in the field of universities of the third age (U3As) which provide the aforementioned educational services for older adults. The study also aimed to identify, analyze and interpret the similarities and differences between universities of the third age in these countries to benefit from their expertise in achieving quality of life for older adults           in Egypt.

Due to the nature of the problem and objectives of the study, the study followed the comparative approach. The study was limited to addressing the objectives, membership and activities of the University of the Third Age, as they represent the most prominent practices in U3As. The study proposed a set of procedures by which universities of the third age can be applied and benefited from in Egypt.

Keywords: University of the third age, Adult education, Older-adults education, Continuous education, Lifelong education.

 

 

مقدمة:

يشهد العالم حاليًا أعلى نسبة في أعداد كبار السن عبر تاريخه المعروف        (نتيجة التطور الكبير الذي يشهده الطب ومجالات الرعاية الصحية)، بالإضافة إلى أن هذه النسبة معرضة للزيادة في السنوات المقبلة([1])، وبالتالي فإن أي محاولة للتنمية لا تشمل هذه    الفئة من المجتمع ستكون قاصرة ومن الصعب أن تحقق تغييرًا كبيرًا لأنها تقوم بتهميش       شق أصيل ومتنامي في الزيادة في المجتمع. ولذلك تتجه دول العالم نحو توفير البرامج التعليمية المناسبة لهم.

وتتجه مصر حاليًا نحو تعزيز التعلم مدى الحياة وإنشاء منظومة وطنية تدعم ذلك. ([2])ويتطلب ذلك استحداث نماذج وبرامج تعليمية تحقق هذا الهدف من خلال الاطلاع على التجارب الناجحة للدول الأخرى في هذا المجال والانتهاء إلى نظام يحقق التعليم المستمر للكبار. ومن التجارب العالمية الهامة في مجال التعليم المستمر تجربة "جامعة العمر الثالث"، وقد نشأت هذه الجامعة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وجدت القارة العجوز أن لديها عددا كبيرًا من المتقاعدين من الطبقة الوسطى، ولذلك تم استحداث نموذج تعليمي لتلبية احتياجاتهم وقد انتشر هذا النموذج سريعًا حول العالم. ([3])

نشأ مصطلح العمر الثالث (في التعليم) في فرنسا عام 1973 عندما طرحت جامعة Toulouse برامج صيفية للمتقاعدين من كبار السن واشارت للبرنامج باسم Universite du troisieme age / جامعة العمر الثالث.([4])وقد كان ذلك أول ظهور لتلك الجامعة وعرفت باسم النموذج الفرنسي.([5])كانت جامعة العمر الثالث مفتوحة لكل من تجاوز سن التقاعد. ولم تكن هناك مؤهلات تمنح لهم ولم يطلب منهم تجاوز امتحانات، كما تم تقليص التكاليف لأقل حد ممكن. وبحلول عام 1975 انتشر النموذج الفرنسي الى جامعات فرنسية اخرى وإلى جامعات في بلجيكا وسويسرا وبولندا وايطاليا وكاليفورنيا. ومازال النموذج الفرنسي موجودًا اليوم في جامعات عدة مستخدما مباني الجامعات التقليدية وطاقمها التدريسي. ^([6])

      وعقب النموذج الفرنسي تم إنشاء النموذج البريطاني لجامعات العمر الثالث. ونشأ هذا النموذج عام 1981 وقد وضعته جامعة كامبريدج، ويعتمد النموذج على فكرة الاستقلالية والاكتفاء الذاتي ولا يرتبط عادة بمؤسسات التعليم التقليدية ويعد نظامًا مفتوحًا بمعنى أنه لا يوجد متطلبات قبول أكاديمي ولا اختبارات. ويستخدم النموذج البريطاني لفظ "عضو" بدلًا من لفظ "طالب" حيث أن الأعضاء هم المسئولون عن التدريس فيما يعرف بـ "تدريس الأقران".^([7]) وانتشر النموذج البريطاني في الكثير من الدول ومن بينها جنوب افريقيا التي تبنت النموذج البريطاني لما يتميز به من مرونة تساعد أعضاء الجامعة على تكييف أنشطتها حسب احتياجاتهم وظروفهم لتحقيق أقصى استفادة منها. وجاءت نشأة جامعة العمر الثالث في جنوب افريقيا حديثة نوعًا ما؛ إذ تم إنشاء أول جامعة للعمر الثالث بها في مطلع القرن الحالي في كيب تاون. ومع ذلك، فقد تمكنت الجامعة من الانتشار في جنوب افريقيا في عدة مدن مقدمة خدماتها لكثير من المواطنين من كبار السن.([8])

        وبناء على ما تقدم، نجد أن تاريخ جامعة العمر الثالث يمتد لمدة تزيد عن الأربعة عقود، وقد اتخذت نماذج متعددة في بلاد مختلفة من أجل خدمة مصالح المتعلمين الكبار في كل بلد حسب احتياجاتهم وظروف مجتمعهم. ومن الضروري أن تبدأ مصر أيضا بتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهذه الفئة من المتعلمين من أجل الاستفادة منهم ومن خبراتهم وقدراتهم من ناحية، ومن أجل تحقيق مبدأ التضمين ومقاومة التهميش من ناحية أخرى.

مشكلة الدراسة:

في الوقت الذي تتركز فيه معظم جهود تطوير تعليم الكبار في مصر على محو الأمية والتعليم الوظيفي، تتجه الكثير من دول العالم إلى تطوير التعليم الجامعي المخصص لكبار السن سواء كان هذا بهدف دراسة تخصصات بعينها والحصول على شهادات علمية أو بهدف التعلم الإثرائي من أجل اكتساب معارف ومهارات عامة مفيدة للدارسين في حياتهم الشخصية. وتعد فئة كبار السن من الفئات المهمشة في نظام التعليم المصري إذ لا يوجد برامج بعينها موجهة لتلبية احتياجاتهم الأكاديمية والثقافية بشكل خاص يلائم اختلافها عن غيرها في المراحل العمرية المختلفة. وتبلغ نسبة المصريين فوق50 عام 14.3% من تعداد السكان.([9]) ومن غير المنطقي أن يتم غض الطرف عن هذه النسبة وعن تلبية احتياجاتهم في التعليم وكذلك والاستفادة من نتاج تنمية مهاراتهم.

      الإحالة للتقاعد حدث يؤثر في حياة الشخص نفسياً واجتماعياً لأنه لا يعني الانقطاع عن العمل فقط، بل يتضمن تغييًرا في بعض الأدوار الاجتماعية والمكانة والأهمية مما قد يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات النفسية والاجتماعية، ويصبح من الضروري إعادة تنظيم الحياة وفقاً لهذا التغيير؛ حيث أن التوافق الناجح مع التقاعد يرتبط بحالة الشخص الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وكونه ذكرًا أو أنثى، ومستوى تعليمه،ومدى تنوع وعمق علاقاته الاجتماعية، ومدى اقترابه أو ابتعاده عن سن التقاعد، وتقديره لذاته، ورضائه عن الحياة واتجاهاته نحو التقاعد، وما يمارسه من هوايات وأنشطة، وأهدافه وطموحاته وخبراته السابقة، وغير ذلك من العوامل.([10])

وبناء على ما تقدم، تتضح ضرورة انشاء مؤسسة تقدم برامج علمية وثقافية لهذه الفئة المهمشة دراسيًا في النظام التعليمي المصري أسوة بالدول التي تقدم برامج مماثلة لمواطنيها.

ومن ثم تتبلور مشكلة الدراسة في السؤال التالي "كيف يمكن الإفادة من خبرات الدول موضع الدراسة في تطبيق جامعات العمر الثالث في مصر؟"، ويتفرع من هذا السؤال الرئيس عدة أسئلة فرعية تتمثل فيما يلي:

1. ما الإطار الفكري لجامعات العمر الثالث في الأدبيات التربوية المعاصرة؟
2. ما خبرات كل من المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في تطبيق جامعات العمر الثالث؟
3. ما أوجه الشبه والاختلاف بين نماذج الجامعات موضع الدراسة المقارنة؟
4. ما الإجراءات المقترحة لتطبيق جامعات العمر الثالث في مصر في ضوء الاستفادة من خبرات دول المقارنة؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية إلى التوصل الي وضع إجراءات مقترحة لتطبيق جامعات العمر الثالث في مصر على ضوء خبرات دول المقارنة. يتفرع من هذا الهدف الأهداف التالية:

1. تعرف الإطار الفكري لجامعات العمر الثالث.
2. تعرف خبرتا المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في تطبيق جامعات العمر الثالث.
3. تعرف أوجه الشبه والاختلاف بين نماذج الجامعات موضع الدراسة المقارنة.
4. الإفادة من خبرتي المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في التوصل لإمكانية تطبيق جامعات العمر الثالث في مصر.

- أهمية الدراسة:تظهر أهمية الدراسة الحالية في الاهمية النظرية والأهمية التطبيقية،كما يلي:

- الأهمية النظرية: تُعدّ هذه الدراسة إضافةً إلى الأدبيات التي تناولت جامعات العمر الثالث والتعلم مدى الحياة، وفعاليتها في تحسين وتطوير تعليم الكبار كما تزود هذه الدراسة المهتمين بمجال تعليم الكبار والتعلم المستمر بصورة عامة عن خبرات المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في تطبيق نموذج جامعات العمر الثالث والنتائج الإيجابية التي حققتها في تطوير تعليم الكبار.

- الأهمية التطبيقية: تقدم هذه الدراسة بعض الدروس المستفادة من تطبيق نموذج جامعة العمر الثالث بحيث يمكن لمخططي السياسات التعليمية الاستفادة منها في تطبيق هذا النموذج في مصر.

-حدود الدراسة:

- حدود مكانية: تقتصر الدراسة الحالية علي تناول خبرة كل من المملكة المتحدة وجنوب افريقيا كحالات للمقارنة، وفقاً للمبررات التالية:

1. المملكة المتحدة:حيث تعد دولة رائدة في إنشاء جامعة العمر الثالث حيث وضعت نموذجا خاصا بها "النموذج البريطاني" مختلفا عن النموذج الفرنسي، وحقق نجاحًا كبيرًا وانتشر في دول متعددة حول العالم. وتتمثل وحدة المقارنة في جامعة العمر الثالث في كامبريدج.
2. جنوب افريقيا: نظرًا لتشاركها مع مصر في العديد من العوامل الثقافية، فقد عانت مثل مصر من تاريخ الاحتلال لفترة طويلة، كما أن المجتمع الجنوب افريقي مجتمع يتشابه في ديناميكيات الأسرة وتكوينها والتفاعل فيما بينها مع المجتمع المصري. وتتمثل وحدة المقارنة في جامعة كيب تاون للعمر الثالث.

- حدود الموضوع:تتناول الدراسة المحاور التالية في جامعات العمر الثالث: الأهداف، وعضوية الجامعة،والأنشطة، حيث تمثل تلك المحاور أبرز الجوانب في جامعات العمر الثالث.

- مصطلحات الدراسة:

-         التعلم مدى الحياة Lifelong Learning

يشمل التعلم مدى الحياة كل أنشطة التعلم الهادفة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، والتي تتم بشكل مستمر بهدف تطوير المعارف والمهارات والقدرات. وتعد الرغبة في التعلم هي النقطة الفاصلة التي تميز هذه الأنشطة عن الأنشطة غيرها من الأنشطة الثقافية والرياضية. ([11])
التعريف الإجرائي: التعلم مدى الحياة هو سعي الفرد نحو تحصيل العلم والمعرفة وتطوير مهاراته باستمرار خلال مراحل حياته المختلفة دون الارتباط بعمر معين بهدف تحقيق الذات والارتقاء بمعيشته وتنمية شخصيته.

-         جامعة العمر الثالث University of the Third Age:

    جامعات العمر الثالث هي مراكز اجتماعية ثقافية حيث يكتسب كبار السن معرفة جديدة بالقضايا الهامة، أو بصقل المعرفة التي يمتلكونها بالفعل، في بيئة مقبولة ووفقًا للأساليب السهلة والمقبولة([12]).

التعريف الإجرائي: جامعة العمر الثالث هي مؤسسة غير ربحية تقدم الخدمات التعليمية للمتقاعدين كليًا أو جزئيًا بهدف تحقيق تنمية شخصية الفرد وتحقيق جودة الحياة عبر الأنشطة الفكرية والاجتماعية والبدنية.

-   منهج الدراسة: في ضوء طبيعة المشكلة وحدودها وأهدافها، اتبعت الدراسة الحالية المنهج المقارن. وتسير الدراسة باستخدام المنهج المقارن وفق الخطوات الآتية:([13])

1. موضوع الدراسة: والذي يشمل تحديد مشكلة الدراسة، والغرض منها، وهو ما قد تم تناوله سابقًا؛ حيث تتمثل مشكلة الدارسة الحالية في مدى إمكانية تطبيق جامعات العمر الثالث في مصر، أما الغرض منها فيتمثل في الاستفادة من جامعتي العمر الثالث في دولتي المقارنة في تطبيق جامعة العمر الثالث في مصر.
2. الإطار الأيديولوجي: الذي يحيط بالمشكلة، ويتمثل الإطار الأيديولوجي للدراسة الحالية في تعرف الإطار الفكري ووصف وتحليل ممارسات جامعتي العمر الثالث في دولتي المقارنة.
3.  تفسير الظواهر: وذلك بالربط بين ممارسات جامعتي العمر الثالث في دولتي المقارنة، والقوى والعوامل الثقافية المؤثرة عليهما والتي ساهمت في ظهورهما بالوضع الحالي.
4. المقارنة: حيث تتم المقارنة بين الظاهرة موضوع الدراسة في دول المقارنة، وعليه تتم مقارنة بين جامعتي كامبريدج وكيب تاون بالمملكة المتحدة وجنوب افريقيا (على الترتيب) في ضوء محاور الدراسة وهي: أهداف الجامعة، والعضوية بالجامعة، وأنشطة الجامعة.
5. التعميم: حيث يتم الاستفادة من أوجه الشبه والاختلاف.
6.  التنبؤ: حيث الثمرة الحقيقة للتربية المقارنة، وحيث يمكن الاستفادة من المقارنة التفسيرية في التنبؤ بالصورة المستقبلية للمشكلة موضوع الدراسة من خلال وضع بعض الإجراءات المقترحة لتطبيق جامعات العمر الثالث في مصر.

       وبذلك تنقسم الدراسة الحالية إلى الأقسام التالية: قسم يتعلق بالإطار الفكري لجامعات العمر الثالث،وقسم يتعلق بجامعة العمر الثالث في المملكة المتحدة وقسم يتعلق بجامعة العمر الثالث في جنوب افريقيا، وقسم يتعلق بالتحليل المقارن لهما، وقسم يتعلق بالإجراءات المقترحة لتطبيق جامعات العمر الثالث في مصر.

القسم الأول: الإطار الفكري لجامعات العمر الثالث:

       يتناول هذا القسم مفهوم جامعات العمر الثالث، ونشأة جامعات العمر الثالث ونماذجها وتطورها، ومبادئ تعليم الكبار في العمر الثالث.

أ‌.         مفهوم جامعات العمر الثالث

ينبغي عند تعريف جامعة العمر الثالث الوقوف أولًا على معنى مصطلح "العمر الثالث" والمقصود بتقسيم المراحل العمرية والحدود الزمنية الفاصلة بينها وعلاقتها بالتغير في الدور الاجتماعي وما يصحبه بنوع التعليم المقدم في كل مرحلة.

يصنف لاسلتLaslett  ([14])مراحل الحياة كالتالي: العمر الأول والثاني والثالث والرابع. العمر الأول والذي يعرف أيضا بفترة الاعتمادية التي يتم فيها تحمل المسئوليات الاجتماعية والتهيئة لأدوار الراشدين في المجتمع خلال فترة التنشئة الاجتماعية والتي تبدأ بالدراسة في المؤسسات التعليمية. العمر الثاني وهو فترة الإنتاجية التي يلتحق فيها الأفراد بالوظائف التي تؤمن لهم العائد المادي ويشاركون بفاعلية في الحياة العملية، كما أنها المرحلة التي يتم فيها الزواج والأبوة أو الأمومة ويحصل الأفراد على ملكياتهم الخاصة. والعمر الثالث هو مرحلة التقاعد وهو تاج الحياة. ورغم ان الأفراد في هذه المرحلة لا يشاركون بقوة في الحياة العملية الا انهم يحصلون فيها على الحرية (المتمثلة في الوقت والظروف البيئية من حولهم) لتحقيق احتياجاتهم الشخصية وشغفهم في الحياة، وذلك لتقلص (أو نهاية) الكثير من مسئولياتهم الأسرية. والعمر الرابع هو مرحلة جديدة من الاعتمادية وهو اخر مرحلة من مراحل التقدم في العمر.

       وتعرف Marcinkiewicz مارسينكيوفيتش جامعة العمر الثالث كالتالي: " مؤسسة تعليمية تدعم مبدأ التعلم مدى الحياة، من خلال تعزيز التعليم الصحي، وتحفيز النشاط الفكري والبدني والتعبير الفني، بالإضافة إلى دعم السلوكيات الاجتماعية الفعالة في البيئة المحلية".([15])

     ومن هنا يُمكن القول بأن جامعات العمر الثالث تعبر عن كيانات تستهدف توفير فرص التعلم للكبار في العمر الثالث، وتتخذ نماذج متعددة في تحقيق ذلك، إلا أنها تشترك في الهدف العام منها وهو تهيئة البيئة المناسبة لكبار السن للتعلم مدى الحياة لتحقيق جودة الحياة لهم.

ب‌.      نشأة جامعات العمر الثالث ونماذجها وتطورها:

من الضروري الوقوف على نشأة جامعة العمر الثالث والظروف المحيطة بها، لفهم الغرض الذي أُنشئت من أجله والدور الذي تقوم به في حياة المتعلمين في العمر الثالث وفي المجتمع.

      نشأت حركة جامعات العمر الثالث في فرنسا على يد Pierre Vallas أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة تولوز. وفي البداية، كانت فكرة vallas هي تقديم أنشطة تعليمية لكبار السن في Toulouse. وكان يرى أنه من الأفضل لكبار السن أن يحظوا بفرصة استغلال منشآت الجامعة في فترة الصيف.([16]) وبناء عليه، أنشأ مدرسة صيفية في عام 1972 للمتقاعدين في مدينة Toulouse. وتألفت البرامج من محاضرات اسبوعية عامة تناقش موضوعا هاما بالنسبة لكبار السن، ومجموعات مناقشة ، وأنشطة ترويحية وذلك باستغلال منشآت الجامعة. ([17]) وبعد انتهاء البرنامج الصيفي تقرر إنشاء برنامج خاص لكبار السن يقوم أساتذة الجامعة بتدريسه في الحرم الجامعي خلال العام الأكاديمي. ونظرا للنجاح الكبير لتجربة Toulouse، انتشرت جامعات العمر الثالث في فرنسا انتشارا سريعًا، وفي 1980 تأسس الاتحاد الفرنسي لجامعات العمر الثالث.([18])

واستمدت جامعات العمر الثالث في بريطانيا أصول نشأتها من نظيراتها في فرنسا. ولكن نشأ في بريطانيا نموذج خاص من جامعات العمر الثالث والذي يختلف عن النموذج الفرنسي. حيث خضع النموذج الفرنسي لتغيرات كبيرة حينما تبنته جامعة كامبريدج Cambridge في المملكة المتحدة عام 1981. فبدلًا من الاعتماد على مساعي الجامعات التقليدية، تبنى النموذج البريطاني مدخلًا يلغي التمييز بين المعلم والمتعلمين.([19]) بحيث يمثل أعضاء الجامعة كلا من المعلمين والطلاب، كما يوفر هذا النموذج للطلاب فرصة الانخراط في الانشطة البحثية. وانطلقت هذه الفكرة (فكرة المساعدة الذاتية) من حقيقة أن المتخصصين في جميع المجالات يتقاعدون، وبالتالي لا يحتاج المتعلمون من كبار السن الاعتماد على معلمين في العمر الثاني سواء كانوا معلمين بأجر أو متطوعين، ويمكنهم بدلًا من ذلك الاعتماد على خبرات بعضهم البعض.([20])

ويتضح هنا الاختلاف الكبير بين النموذجين الفرنسي والبريطاني، حيث يُعلي الأخير من شأن الاستقلالية والاعتماد على الذات على عكس النموذج الفرنسي الذي يرتبط بالجامعات التقليدية ويستخدم مواردها. الأمر الذي ينعكس على ممارسات جامعة العمر الثالث التي تتبع النموذج البريطاني سواء في المملكة المتحدة أو غيرها من دول العالم.

ج. مبادئ تعليم الكبار في العمر الثالث

تتبنى هذه الدراسة مبادئ تعلم الكبار وفقًا للمدخل الانساني كما جاءت في دراسة Carolina ȚURCANU كمبادئ لتعلم الكبار في العمر الثالث، ومن أهمها ما يلي:([21])

1. وجود غاية واضحة من العملية التعليمية. ويقصد به القدرة على التنبؤ والتخطيط لعملية التعلم. مع التركيز على الهدف الرئيسي وهو استمرارية عملية تحسين الذات. 
2. التوجه نحو الشخصية كعنصر أساسي في النظام التعليمي، وهو مبدأ إنساني متمركز حول الشخصية، لأنه ينطوي على رفع الفرد إلى رأس النظام، حيث يتم تحديد هدف تعليم الكبار وفقًا لاحتياجات الفرد وقدراته.
3. التوجه الاجتماعي للتعليم. حيث أن شخصية الفرد لا يمكن أن تتواجد بمعزل عن المجتمع، ويعتمد تحقيق الإمكانات التعليمية للجماعة على الآليات النفسية والاجتماعية والتنظيمية بين الأفراد وبين المجموعات وبعضها البعض. والمقصود هنا أن هذا المبدأ يختص بمتطلبات المجتمع وآفاق تطوره.
4. إنسانية العملية التعليمية.يركز هذا المبدأ على هوية الفرد،وينظم العلاقات القائمة على الثقة والاحترام بين أفراد العملية التعليمية،ويتطلب تحقيق هذا المبدأ إشاعة مناخ نفسي محبب.  

القسم الثاني: جامعة العمر الثالث في المملكة المتحدة:

تم تأسيس جامعة كامبريدج للعمر الثالث Cambridge U3A في مارس 1982. وكانت أول جامعة للعمر الثالث في المملكة المتحدة. وبهذا تعد النواة التي انطلقت منها كل جامعات العمر الثالث في المملكة المتحدة. وفيما يلي توضيح لأهم ممارسات الجامعة:

أ‌.     الأهداف:

يحدد دستور عمل جامعة العمر الثالث في كامبريدج الأهداف التي تسعى إليها الجامعة كالاتي:([22])

1. المنفعة العامة، لتعزيز تعليم أولئك الذين لا يعملون بدوام كامل أو لم يعودوا يعملون بدوام كامل من خلال دورات دراسية في التخصصات الأكاديمية والفنية. وتعزيزًا لما سبق، يجوز للأمناء من وقت لآخر العمل على أبحاث علمية ونشرها.

2.  توفير المرافق والتسهيلات للأنشطة الترفيهية وتمضية أوقات الفراغ بهدف تحسين ظروف الحياة للأشخاص المذكورين أعلاه لصالح رفاهيتهم الاجتماعية.

وتستمد جامعة كامبريدج للعمر الثالث هذه الأهداف من الرؤية العامة لمجلس أمناء حركة العمر الثالث في المملكة المتحدة حول دور جامعة العمر الثالث ألا وهو جعل التعلم مدى الحياة واقعًا ملموسا لكل من هم في المرحلة الثالثة من العمر وذلك من خلال الخدمات التي تقدمها الجامعة.([23])

ب‌.     عضوية الجامعة

تخطط الجامعة برنامجها الدراسي وفق العام الأكاديمي الذي يبدأ في أكتوبر من كل عام، وتتيح الجامعة خطة برنامجها في شهر يوليو ليتمكن الأعضاء الحاليين والمستقبليين من متابعته والاطلاع عليه. وعلى من يرغب بحضور الدورات والورش والمحاضرات التي يوفرها البرنامج الالتحاق بالجامعة عن طريق ملء استمارة الالتحاق المتوفرة على موقع الجامعة ودفع الاشتراك السنوي الذي تبلغ قيمته 95 جنيه استرليني بالإضافة لمبلغ تسجيل للأعضاء الجدد قيمته 5 جنيه استرليني. ويسمح للراغبين في الالتحاق بالجامعة بتقديم الطلبات بداية من شهر يوليو وحتى شهر مايو اللاحق.([24]) وكغيرها من جامعات العمر الثالث في المملكة المتحدة، لا تفرض جامعة العمر الثالث في كامبريدج متطلبات التحاق على الراغبين في الانتساب اليها والتمتع بخدماتها التعليمية وأنشطتها المختلفة.

وتقدم الجامعة لأعضائها أكثر من 300 دورة عملية وأكاديمية في مجالات الفنون واللغات والأدب والتاريخ والعلوم والتكنولوجيا والشئون الدولية. كما تقدم برامج ترفيهية وفصول للياقة البدنية، ويقوم الأعضاء بأنفسهم بإعداد وتنظيم هذه الفصول بمساعدة فريق الجامعة المركزي والعاملين بمكتب إدارة الجامعة. كما تقوم الجامعة بتنظيم فعاليات اجتماعية للأعضاء من بينها حفلات للترحيب بالأعضاء الجدد، وزيارات للمتاحف والمسارح على مدار العام الدراسي.([25]) وبذلك يصبح العضو في الجامعة هو القائم بدور المعلم والمتعلم في نفس الوقت.

ج. أنشطة الجامعة:

تقدم الجامعة العديد من البرامج التعليمية والتدريبية للأعضاء تغطى مدى واسع من الموضوعات في الفنون والأدب وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد وعلوم اللغة والرياضيات والموسيقى. وتنشر الجامعة كل عام الخطة الدراسية الخاصة بها موضحا بها الدورات المتاحة وتواريخ انعقادها ومستويات التدريب التي توفرها. وفي العام الدراسي 2021- 2022 طرحت الجامعة برامجها التدريبية التي اشتملت على العديد من التخصصات ومنها الآتي:([26])
التاريخ المصري القديم

تهدف هذه الدورة الى التعريف بتاريخ مصر القديمة. يتم تقديم بعض المواد المعدة في بداية كل جلسة حول الموضوعات التالية: ومصر ما قبل الأسرات ، والممالك الثلاث و الحكم المستقر نسبيًا في مصر تحت حكم الفراعنة. وتتوفر للأعضاء فرصة لمناقشة هذه الأفكار المطروحة. ولا يوجد شرط للخبرة السابقة في هذا الموضوع. ولا يوجد نص محدد لأن الدورة مبنية على العديد من الكتب حول تاريخ مصر القديمة. وتتم الدورة في صورة محاضرات وأنشطة ومناقشات مفتوحة. وتستغرق الدورة 10 اسابيع على مدى فصل دراسي واحد.

الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي

يهدف البرنامج التدريبي لإكساب المستخدمين مهارات استخدام قنوات الوسائط الاجتماعية مثل Facebook و LinkedIn و YouTube و Twitter. ويستخدم المعلم جهاز كمبيوتر شخصي وهاتف / جهاز لوحي يعمل بنظام Android (للتطبيقات) لعرض المنصات الرقمية ومشاركة النصائح حول كيفية استخدامها للعمل أو الترفيه. ويمتد البرنامج طوال الفصل الدراسي في الخريف ومدته 5 اسابيع.

    كما يوجد بالجامعة العديد من الأنشطة الأخرى التي لا تأخذ شكل الدورات التدريبية. حيث تنظم الجامعة الزيارات والرحلات إلى المعالم الهامة والمناطق الأثرية والتاريخية من أجل تعزيز التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء.([27])كما تنظم أيضًا جولات لقيادة الدراجات تنقسم إلى مجموعات مختلفة ويتم تنظيم برنامج هذه المجموعات في فترتين من مارس إلى يوليو ومن اكتوبر إلى نوفمبر،كما يتم تنظيم بعض الرحلات الارتجالية غير المرتبطة بالبرنامج الرئيسي بقية العام.([28])

          وعليه، يتضح مدى تنوع الأنشطة في جامعة كامبريدج للعمر الثالث بين أنشطة فكرية وثقافية واجتماعية ورياضية، الأمر الذي يسهم في تحقيق أهداف الجامعة وتحسين ظروف الحياة للمتعلمين من كبار السن مع الاعتماد على التعلم الذاتي والمساعدة المتبادلة.

د. القوى والعوامل المؤثرة على جامعة العمر الثالث في المملكة المتحدة:

       إن القيمة الحقيقية لدراسة نظم التعليم ومشكلاته بطريقة مقارنة إنها "تكمن في تحليل الأسباب التي أدت إلى خلق هذه المشكلات، وفي الوقوف على الفروق بين نظم التعليم المختلفة، والوقوف على القوى والعوامل الروحية والثقافية التي تقف وراء نظم التعليم.([29])

العوامل الجغرافية: تقع المملكة المتحدة في غرب القارة الأوروبية، بين خطي عرض 49 و59 درجة شمالا، وخطوط طول 8 غربا إلى ٢ شرقا، وتبلغ مساحتها حوالي 243000 كيلو متر مربع. ([30])ويتراوح متوسط ​​درجة الحرارة بها من 8 درجات مئوية إلى 11 درجة مئوية. ([31]) وبلغ عدد سكان بها 67.1 مليون نسمة عام 2022، مع زيادة ملحوظة في معدلات نمو أعداد الأفراد في سن 65 عاما فما فوق.([32]) ونتيجة لذلك، تم تبني العديد من السياسات التي تطمح لخدمة مصالح كبار السن في المملكة المتحدة من بينها وضع القوانين التي تقضي بعدم قانونية التمييز على أساس العمر سواء في التوظيف أو في التعليم والتدريب.([33])

ومن أمثلة التأثيرات الجغرافية على كبار السن في جامعات العمر الثالث مدى قدرة أعضاء الجامعة على التنقل للمشاركة في أنشطة الجامعة المختلفة، فيشير أعضاء جامعة Hartlepool and District  للعمر الثالث أنهم قد يعزفون عن حضور الاجتماعات الشهرية العامة لإدارة الجامعة لبعد المسافة وعدم قدرتهم على المشي لمسافات طويلة حتى محطات الحافلات.([34]) ومن الطبيعي أن يحدث ذلك في بلد شديد البرودة مثل المملكة المتحدة خاصة عند الأخذ في الاعتبار الظروف الصحية للأعضاء في هذه المرحلة العمرية. وفي عام 2003     قام عدد صغير من جامعات العمر الثالث بإنشاء "جامعة افتراضية للعمر الثالث            Virtual University of the third age VU3A لخدمة الأفراد الغير قادرين على حضور اجتماعات الجامعة.([35])

العوامل التاريخية: تعد المملكة المتحدة من أكثر دول أوروبا استقرارًا حيث أنها لم تتعرض لغزو خارجي أو لتغيير جذري في نظام الحكم.([36])وقد هيأ هذا الاستقرار الظروف المناسبة    لإنشاء نظام تعليمي راسخ يسمح بنمو المبادرات التعليمية المختلفة، والتي من بينها جامعات العمر الثالث.

العوامل الاجتماعية: إن مفهوم التقدم في العمر يعني زيادة في متوسط عمر الأفراد مع زيادة في أعداد كبار السن نسبة إلى إجمالي عدد السكان في مجتمع ما. ففي 2020 بلغ عدد السكان فوق سن 65 عامًا  نسبة 18.6% من تعداد السكان في المملكة المتحدة. ([37]) وأدت هذه الزيادة إلى اهتمام المجتمع بتوفير الخدمات التعليمية لكبار السن. ونظرًا لأن المجتمع الإنجليزي الغربي يغلب عليه نمط الأسرة الثنائية الصغيرة على حساب الأسرة الممتدة([38]) فإن واجبات المتقاعدين وأنشطتهم الأسرية تقل بشكل كبير مما يتيح الفرصة لهم فرصة الاشتراك في أنشطة جامعات العمر الثالث.

العوامل الاقتصادية: تنعكس الفلسفة الرأسمالية علي نظم التعليم انعكاسًا واضحًا، فالفردية التي يقوم عليها النظام الرأسمالي، بحثا عن إنشاء المشروعات وإدارتها، والمنافسة التي تقوم عليها الحياة في ظل الرأسمالية بحثا عن الكسب والربح، هما نفس الأساسين اللذين تقوم عليهما نظم التعليم. ([39])وأدى ذلك إلى ضعف اهتمام السياسيين في المملكة المتحدة بتعليم كبار السن([40])، فضلًا عن انخفاض دخلهم في سن التقاعد حيث يصل إلى 60% من دخلهم قبل التقاعد (بمتوسط دخل قدره 304 جنيه إسترليني اسبوعيًا). ([41]) ولعل هذا هو ما أدى لأن يأتي إنشاء جامعة العمر الثالث على يد أكاديميين بشكل مستقل عن الدولة، كما أن الجامعة تخفض رسوم الالتحاق بها بشكل كبير.

القسم الثالث: جامعة العمر الثالث في جنوب افريقيا:

          تأسست أول جامعة للعمر الثالث في جنوب افريقيا في مدينة كيب تاون في عام 2000 تحت اسم "جامعة كيب تاون للعمر الثالث" University of the Third Age- Cape Town. ونجحت التجربة في جذب أفراد المجتمع والحصول على استحسانهم. وانتشرت التجربة إلى مناطق أخرى في جنوب افريقيا، تضم في مجملها ما يقرب من 11000 عضو عبر 26 فرعًا.([42]) وفيما يلي عرض لبعض أهم ممارسات جامعة العمر الثالث في كيب تاون.

أ‌.         الأهداف:

تحدد جامعة كيب تاون للعمر الثالث أهدافها كما يلي: ([43])

1. الهدف الرئيسي من جامعة العمر الثالث في كيب تاون هو تحسين جودة حياة الأشخاص في سن الشيخوخة والتشجيع على الحفاظ على القدرة الفكرية من خلال تسهيل تبادل المهارات من خلال تحفيز برامج التعلم والتعليم والاتصالات الاجتماعية اللي تتبع هذه الأنشطة.
2. تتمثل الأهداف الإضافية في تشجيع وتسهيل مشاركة الكبار people of mature age في الدورات والمحاضرات والندوات والرحلات والأنشطة الثقافية وكذلك الترفيهية والبدنية.

ومن الملاحظ أن أهداف الجامعة تتمحور حول تنمية المهارات الحياتية لدى المتعلمين الكبار وليست فقط وسيلة لتمضية وقت الفراغ. ولعل هذا نابعًا من إيمان الجامعة بقيمة التعلم مدى الحياة وقدرة الفرد على تنمية معارفه ومهاراته في جميع مراحل حياته.

ب‌.     عضوية الجامعة

          جامعة العمر الثالث في كيب تاون مفتوحة لجميع المهتمين بدعم أهدافها المعلنة. ويتم اعتبار الأفراد منتسبين للجامعة بمجرد قبول طلبات التحاقهم ودفعهم الاشتراك السنوي، وعليه يتم الزامهم باتباع السلوكيات والأخلاقيات المناسبة للجامعة. وتبلغ قيمة الاشتراك السنوي 60 راند. ويسمح للأعضاء بحضور كافة الأنشطة والدورات والفعاليات كما يمكنهم التطوع بإدارة الدورات التدريبية وتقديمها إذا رغبوا في ذلك.([44])

وتتبع جامعة العمر الثالث في كيب تاون النموذج البريطاني، ولذلك لا يوجد متطلبات التحاق بالجامعة، فلا تفرض على طالبي الالتحاق بها مستوى دراسي أو شهادات أكاديمية معينة، كما أنها لا تمنح المنتسبين لها شهادات تخرج أو مؤهلات أكاديمية، ولكنها تركز على التعلم كغاية في حد ذاته.([45])وعادة ما يكون القائمون بالتدريب في أو تنسيق أنشطة الجامعة المختلفة هم أعضاء الجامعة أنفسهم وذلك في المجالات التي لديهم الخبرة الكافية فيها(حيث أن لفظ عضو هنا يشير إلى كل المنتمين للجامعة دون التفرقة بين معلم ومتعلم فالجميع يحق له أن يقوم بكلا الدورين).كما يمكن أيضا انتداب أعضاء من جامعات العمر الثالث الأخرى لتقديم الدورات والمحاضرات، أو حتى أعضاء هيئة التدريس والمحاضرون بالجامعات التقليدية أو المتحدثين من الشخصيات العامة.

ج. أنشطة الجامعة:

ركزت جامعة كيب تاون للعمر الثالث على مجموعات الاهتمامات المشتركة التي تسمح للأعضاء باختيار موضوعات الدورات والأنشطة التي يرغبون في القيام بها. ومن هذه الأنشطة والدورات ما يلي:

دورة جوهانسبيرج للكمبيوتر: ([46])

     تعتبر هذه الدورة مثالًا على التعاون بين جامعات العمر الثالث، فهي تابعة لجامعة جوهانسبيرج للعمر الثالث ولكنها متاحة للحضور المباشر عبر تطبيق zoom لباقي أعضاء جامعات العمر الثالث، كما أن معظم تسجيلات جلسات الدورة متاحة أيضا على Google Drive.

وتدور الدورة حول تعليم وتدريب الأعضاء على استخدام الحاسب الآلي، وتتكون الدورة من: أساسيات الكمبيوتر: مقدمة عن الحاسب الالي ومكوناته المادية والبرمجية وماهية الملفات والمجلدات وطرق حفظ البيانات backups. وأساسيات الانترنت: استخدام المتصفحات والمواقع الالكترونية ومحركات البحث. وسائل التواصل: البريد الالكتروني والواتساب. الانتاجية: برامج الـ Office واستخداماتها. الهواتف الذكية: مكوناتها وكيفية اختيار الهاتف المناسب وتطبيقات الهواتف والصور. منصات التواصل الاجتماعي: الفيسبوك واليوتيوب والاذاعات الرقمية podcasts.

     وتسعى الدورة إلى تلبية الاحتياجات المختلفة لمستخدمي الكمبيوتر من المبتدئين وذوي الخبرة مع التركيز على أن تكون ممتعة وذات بعد اجتماعي في نفس الوقت. كما تسعى لبناء الثقة في استخدام التكنولوجيا لإثراء حياة المتقاعدين. وتستمر الدورة 30 أسبوعا.

مجموعة المناقشات السياسية: ([47])

تعقد الدورة اسبوعيا لمناقشة الأحداث السياسية في البلاد مع تحديد موضوع للنقاش، ومن بين ذلك مناقشة مجريات انتخاب الحكومة المحلية.

مجموعات المشي والتنزه: ([48])

تقدم جامعة كيب تاون للعمر الثالث عدد كبير ومتنوع من مجموعات المشي والتنزه. وتبدأ بعض المجموعات نشاطها في موعد ثابت، والبعض الآخر يحدد موعد مختلف كل أسبوع حسب ظروف الموقع والمسار الذي تتبعه المجموعة كل مرة، وتحافظ معظم هذه المجموعات على اللقاءات الأسبوعية حتى مع تغيير المواعيد. ويسمح بانضمام الأعضاء من أي فرع آخر لجامعات العمر الثالث. وتختلف درجة اللياقة البدنية المطلوبة من مجموعة لأخرى، ولكن هناك تنوع كاف في المجموعات لتغطية احتياجات معظم الأعضاء.

كما تقدم الجامعة العديد من الأنشطة والخدمات الأخرى لكبار السن ومن بينها الكتيبات التي تقدم العون لكبار السن في مجال التخطيط المالي للحياة في مرحلة التقاعد لمساعدتهم على التكيف مع التغير في وضعهم المادي في هذه المرحلة.

 د. القوى والعوامل المؤثرة على جامعة العمر الثالث في جنوب افريقيا:

لم تنشأ جامعات العمر الثالث بمعزل عن المجتمع الجنوب افريقي، بل جاءت متأثرة بخصائصه لتلبية احتياجات المجتمع الذي نشأت فيه. وفيما يلي عرض لبعض أهم العوامل الثقافية التي أثرت عليها.

العوامل الجغرافية: تحتل جنوب إفريقيا الطرف الجنوبي من إفريقيا بساحلها الطويل الذي يمتد لأكثر من 3000 كيلومتر من الحدود الصحراوية مع ناميبيا على الساحل الأطلسي جنوبًا ثم شمالًا إلى حدود موزمبيق على المحيط الهندي. وتصل درجة الحرارة بها 30 درجة مئوية صيفًا، كما أنها تعد دافئة شتاءً. ([49])وتعتمد الاستفادة من الخدمات التعليمية المقدمة لكبار السن في جنوب افريقيا على مكان اقامتهم ووسائل النقل المتاحة وتكلفتها. فبالنسبة لجامعات العمر الثالث، فهي موزعة في ضواحي الطبقة المتوسطة، مما يعني أنه لا يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل كبار السن الذين يعيشون في البلدات أو المناطق الريفية. ([50]) ويساعد اعتدال درجات الحرارة على إقامة الأنشطة البدنية في الهواء الطلق.

 العوامل التاريخية: تعرضت جنوب افريقيا للاحتلال الإنجليزي والذي خلف بدوره نظامًا للفصل العنصري. وتأثر تعليم الكبار في جنوب افريقيا بسياسات الاحتلال والفصل العنصري التي وجهت البرامج التعليمية لخدمة السكان ذوي الأصل الأوروبي. ^([51]) الأمر الذي أدى إلى حرمان نسبة كبيرة من السكان من فرص التعلم مدى الحياة، وكان لذلك تأثيرا على جامعات العمر الثالث حيث وفرت لكبار السن فرصة لإرواء تعطشهم للتعلم. فرغم أن جامعات العمر الثالث لا تمنح كبار السن شهادات أكاديمية ولا توفر تعليم مهني متخصص يؤهل الكبار لسوق العمل، إلا أنها نجحت في جذب عدد كبير من كبار السن للالتحاق بها([52])، حيث تعد تعويضًا عن الفرص التعليمية التي لم تكن متاحة لهم مسبقا.

العوامل الاجتماعية: يمثل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق 5% من تعداد السكان ([53]) ويعيش الجنوب إفريقيون في أسر متعددة الأجيال ويحتفظون بقيم احترام كبار السن والتكافل الأسري ومن الشائع أن ينفق كبار السن جزءا من مدخراتهم ومعاشاتهم الشهرية لمساعدة الأبناء والأحفاد. ([54]) وكان لذلك أثره على شكل جامعات العمر الثالث في جنوب افريقيا، إذ تقلص الجامعات رسوم الالتحاق بها ورسوم أنشطتها إلى أقصى حد ممكن وقد تتنازل عنه تماما تماشيا مع الظروف الاجتماعية لكبار السن.

العوامل الاقتصادية: تقوم جنوب افريقيا بالعديد من الإصلاحات في المجال الاقتصادي،إلا أنها لاتزال تعتبر دولة نامية. ([55])وبالاطلاع على الموازنة العامة لها، يتضح أنها لا تشمل بندًا للإنفاق على التعليم المستمر خارج نطاق التنمية المهنية([56]) وتهتم بالتعليم ذو الأثر المباشر على الإنتاج والاقتصاد، وتشترك مع مجتمعات كثيرة في الرؤية الكلاسيكية لكبار السن باعتبارهم أفراد غير منتجين. ويتضح أن جامعات العمر الثالث تعتمد على التمويل الذاتي من اشتراكات الأعضاء، ومساهمات الأفراد والمؤسسات في صورة تبرعات أو خدمات مجانية كتوفير اماكن لإقامة الدورات والأنشطة وتخفيض تكاليف الإدارة.

القسم الرابع: التحليل المقارن لجامعات العمر الثالث في نماذج الجامعات موضع الدراسة:

- الأهداف

أوجه الشبه:

تشترك جامعات العمر الثالث في المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في سعيها لتنشيط القدرات العقلية والفكرية لكبار السن. وتوفير الدورات ومجموعات الاهتمام التي من شأنها تحقيق ذلك. كما تتشابه الجامعات في الهدف الاجتماعي الذي يختص بتعزيز اشتراك كبار السن في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع أقرانهم في بيئة محفزة على التعلم والتفاعل الاجتماعي.
ويمكن تفسير ذلك في ضوء سعي الجامعات في دولتي المقارنة نحو تحقيق مفهوم "جودة الحياة" لكبار السن. كما يتسق هذا التشابه مع مفهوم مفهوم " الاتصال الثقافي" ويُعرف بأنه تفاعل بين أعضاء جماعتين ثقافيتين متميزتين؛ يؤدي إلى تعديلات في الثقافتين بشكلٍ مشابهٍ.([57]) ويرتبط ذلك بتاريخ احتلال المملكة المتحدة لجنوب افريقيا، الأمر يظهر في تأثر جامعة العمر الثالث في جنوب افريقيا بمثيلتها في المملكة المتحدة.

ب- أوجه الاختلاف:

- تختلف جامعة كامبريدج للعمر الثالث عن جامعة كيب تاون للعمر الثالث في أنها تهدف إلى إجراء الأبحاث التي من شأنها تعزيز أهداف الجامعة وتعزيز مصالح كبار السن. وهو هدف لم تأت جامعات العمر الثالث في جنوب افريقيا على ذكره.

يمكن تفسير هذا الاختلاف في ضوء اختلاف الظروف الاجتماعية لكبار السن في البلدين. فإن ديناميكيات الأسرة تختلف بدرجة كبيرة بين المملكة المتحدة التي تسود فيها الأسرة النووية، وجنوب افريقيا التي تسود فيها الأسر متعددة الأجيال. فعلاقة كبار السن في جنوب افريقيا بأسرهم وذويهم قد لا تتيح لهم نفس القدر من التفرغ الذي يتطلبه البحث العلمي.

        ويمكن تفسير ذلك في ضوء مفهوم "الدور الاجتماعي" وهو السلوك المتوقع من الفرد في الجماعة وهو الجانب الديناميكي لمركز الفرد، أي أنه نموذج السلوك الذي يتطلبه الدور، ويتحدد هذا السلوك في ضوء توقعات الفرد وتوقعات الآخرين منه.([58])

عضوية الجامعة:

أ‌-       أوجه الشبه:

أسلوب قبول الأعضاء بالجامعة، حيث تقبل جامعات العمر الثالث في المملكة المتحدة وجنوب افريقيا كل المتقدمين لها دون قيود أو متطلبات التحاق أكاديمية أو شهادات سابقة، بل يتم قبول الجميع والشرط الوحيد هو التقاعد الكلي أو الجزئي أو الوصول إلى سن التقاعد.

ويمكن تفسير ذلك في ضوء العامل الديموغرافي في البلدين، فعدد السكان في سن التقاعد في المملكة المتحدة وجنوب افريقيا في زيادة مستمرة، الأمر الذي يوجب وجود خدمات تعليمية مناسبة لهم. ونظرا لأن السكان المتقاعدين عادة ما لا يسعون نحو الالتحاق بالتعليم التقليدي الذي يوفر لهم التنمية المهنية في تخصصات بعينها، ولكنهم يشتركون في الرغبة في التعلم والتنمية من الناحية الفكرية والإنسانية. ويرتبط ذلك بمفهوم "تكافؤ الفرص التعليمية" وهو إتاحة المجال أمام الفرد في التعلم حتى أقصى درجات التعليم، حسب استعداداته وقدراته، ودون النظر لأي اعتبارات شخصية أو طبقيه أو خلفيات اجتماعية أو اقتصادية، والعمل على توفير كافة الوسائل والإجراءات الاجتماعية التي تضمن ذلك بشرط توفر القدرات والإمكانات لدى الفرد، مع تذليل العقبات التي تحول دون ذلك.([59])

ب- أوجه الاختلاف:

 تتباين تكلفة عضوية الجامعة بين البلدين بدرجة كبيرة. ففي جامعة كامبريدج للعمر الثالث في المملكة المتحدة تبلغ قيمة الاشتراك السنوي في عضوية الجامعة 95 جنيه استرليني. أما في جامعة كيب تاون للعمر الثالث في جنوب افريقيا تبلغ قيمة الاشتراك السنوي 50 راند (حوالي 2.5 جنيه استرليني). ويظهر هنا الفارق الكبير في رسوم العضوية في كلا البلدين.
ويمكن تفسير ذلك في ضوء مفهوم "القدرة الشرائية" التي تتأثر بالاختلاف الثقافي بين البلدين. وتعرف Harvard Business Review القدرة الشرائية على أنها كمية السلع والخدمات التي يمكن شراؤها بوحدة نقدية من عملة معينة، وتعبر عن مستوى معيشة الأفراد ورفاهيتهم، فهي تعكس قدرتهم على مدى اشباع حاجاتهم. وتتأثر القدرة الشرائية بمحددين رئيسيين وهما مستوى الدخل المتاح للفرد والمستوى العام للأسعار الذي يقاس باستخدام مؤشر أسعار المستهلك.([60])
أنشطة الجامعة:

أ‌-       أوجه الشبه:

تتشابه نوعية الأنشطة في جامعتي كيب تاون للعمر الثالث في جنوب افريقيا وكامبريدج للعمر الثالث في المملكة المتحدة، حيث تنقسم الأنشطة في كل منهما إلى أنشطة فكرية وبدنية واجتماعية بشكل أساسي. فنجد في جامعة كامبريدج العديد من الدورات التي تتناول موضوعات فلسفية وتاريخية وتكنولوجية، ونادي ركوب الدراجات ومجموعة الشئون البيئية وغيرها من الأنشطة التي تغطي الثلاث نقاط السابقة. وفي جامعة كيب تاون يوجد ما يقابل أنشطة جامعة كامبريدج من دورات للكمبيوتر ومجموعات لمناقشة القضايا البيئية والعلمية وكذلك مجموعات المشي والتنزه.

         ويمكن تفسير هذا التشابه في ضوء مفهوم "جودة الحياة" والذي يعني شعور الفرد بالرضا والسعادة، والقدرة على إشباع حاجاته من خلال ثراء البيئة ورقي الخدمات التي تقدم له في المجالات الصحية والاجتماعية والتعليمية والنفسية مع حسن إدارته للوقت والاستفادة منه.([61])

أ‌-       أوجه الاختلاف:

-التركيز على إدارة الحياة من الناحية المالية: فنجد في جنوب افريقيا تأكيدا كبيرا على هذا الجانب حتى أن جامعة كيب تاون تخصص أكثر من كتيب لمساعدة كبار السن على التخطيط لحياتهم من الناحية المالية في مرحلة التقاعد، وهو إجراء لا يوجد ما يقابله في جامعة كامبريدج للعمر الثالث في المملكة المتحدة.

ويمكن تفسير ذلك في ضوء العامل الاقتصادي، حيث أن مستوى الدخل في جنوب افريقيا أقل بكثير من نظيره في المملكة المتحدة مما يجعل التخطيط المالي تحديًا أكبر لكبار السن في جنوب افريقيا بالدرجة التي تجعلهم يحتاجون للمساعدة في تنظيم شئونهم المادية. الأمر الذي يرتبط بمفهوم "مدى التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لمرحلة التقاعد" وهو حشد الأصول أو التدابير المتخذة لتوفير دخل مالي أو أكثر أو كليهما خلال مرحلة ما قبل التقاعد لاستغلالها خلال مرحلة التقاعد.([62])

القسم الخامس: الإجراءات المقترحة لتطبيق جامعات العمر الثالث في مصر:

من خلال ما جاء في الإطار النظري والتحليل المقارن، يمكن استخلاص بعض الإجراءات المقترحة لتطبيق جامعات العمر الثالث في مصر كالآتي:

بالنسبة للأهداف يقترح الآتي:

-          أن يكون هدف الجامعة الرئيسي هو تحقيق جودة الحياة لكبار السن.

-          أن تهدف الجامعة إلى مساعدة كبار السن على التكيف التغيرات في المجتمع، ومع أدوارهم الاجتماعية الجديدة في المراحل المتقدمة من الحياة وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الدورات ومجموعات الاهتمامات المشتركة.

-          أن تسعى الجامعة للتعاون مع الهيئات والمؤسسات التي تدعم كبار السن وتشارك في الارتقاء بجودة حياتهم.

بالنسبة لعضوية الجامعة يقترح الآتي:

-          ألا تشترط جامعة العمر الثالث حصول العضو على شهادة جامعية مسبقا، وتكتفي بشهادة إتمام التعليم الثانوي أو ما يعادلها.

-          أن تخفض جامعة العمر الثالث رسوم العضوية والاشتراك السنوي بها إلى أقصى حد ممكن حتى تتناسب مع دخل كبار السن.

-          أن يتمكن العضو بالجامعة أن يقوم بدور "المتعلم" و"المعلم"، ويقوم بتدريس الموضوعات التي يمتلك خبرة خاصة فيها.

بالنسبة لأنشطة الجامعة يقترح ما يلي:

يقترح أن تتنوع أنشطة الجامعة لتشمل الجوانب التالية:

-          الجانب الفكري: وذلك عبر تقديم الدورات التي تناقش القضايا العامة مثل الشئون البيئية والسياسية والاقتصادية، والموضوعات العلمية مثل التغير المناخي وغيرها من القضايا.

-          الجانب البدني: وذلك عبر تنظيم الأنشطة التي تساعد على الحفاظ على نشاطهم البدني وتقوية عضلة القلب مثل المشي وركوب الدراجات والتنزه.

-          الجانب الاجتماعي: وذلك عن طريق تنظيم الحفلات والرحلات والأنشطة التي تسمح لكبار السن بالتفاعل مع أقرانهم في بيئة صحية.

وفي إطار السعي نحو تنفيذ هذه الإجراءات، توصي الدراسة بما يلي:

1. طرح فكرة جامعات العمر الثالث على المتخصصين في مجال تعليم الكبار في صورة حوار مجتمعي وإشراك المجتمع المدني فيه.
2. تواصل الجهات المنوطة بتعليم الكبار مع المؤسسات الدولية التي تدعم برامج التعلم مدى الحياة (مثل المؤسسة الدولية لجامعات العمر الثالث) والاستفادة من خبراتها في المجال.
3. توعية الكبار بأهمية التعلم مدى الحياة في مرحلة مبكرة قبل التقاعد عن طريق توزيع النشرات التوعوية وروابط المواقع الالكترونية ذات العلاقة في مقرات العمل.
4. دراسة المزيد من نماذج جامعات العمر الثالث في الدول المختلفة والاستفادة من خبراتها.
5. إجراء المزيد من البحوث حول تعليم الكبار والتعلم المستمر تشمل مختلف مجالات تعليم الكبار بما في ذلك تعليم الكبار في العمر الثالث.

المراجع العربية:

1. أسماء عبد المنعم إبراهيم، "تصور نوعية الحياة بعد التقاعد عن العمل لدى عينة من العاملين بالحكومة والقطاع العام"، المؤتمر السنوي العاشر - الارشاد النفسي وتحديات التنمية (المشكلة السكانية(، جامعة عين شمس- مركز الإرشاد النفسي، 13- 15 ديسمبر، 2003، ص ص131-168.
2. السعيد بدير سليمان، "تحسين تكافؤ الفرص التعليمية بمرحلة التعليم الأساسي بجمهورية مصر العربية"، مجلة كلية التربية، جامعة كفر الشيخ، 2020، مجلد2، عدد3، صـ صـ 529-562.
3. جمهورية مصر العربية، استراتيجية التنمية المستدامة - مصر ، 2014.
4. الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء، مصر في ارقام-السكان، اصدار مارس 2019.
5. عبد الغني عبود وآخرون، التربية المقارنة والألفية الثالثة الأيدولوجيا والتربية والنظام العالمي الجديد، القاهرة: دار الفكر العربي.
6. مايسة محمد أحمد الحبشي، "أثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية على التخطيط الاستراتيجي للدخل المالي لمرحلة التقاعد وعلاقته بالرضا عن الحياة." مجلة بحوث التربية النوعية، جامعة المنوفية، عدد 22، 2011، ص ص 474 – 516.‎
7. محمد سيف الدين فهمي، المنهج في التربية المقارنة، ط3، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1995.
8. محمد عمر علي العامري، مدخل الى التربية المقارنة، عمان، الأردن، دار المعتز للنشر والتوزيع،2017.
9. محمود عبد الحليم منسي، علي محمد كاظم، "تطوير وتقنين مقياس جودة الحياة لدى طالب الجامعة في سلطنة عمان، "المجلة الأكاديمية الأمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أكاديمية أراماباك، تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، المجلد الأول، العدد الأول، 2010، صـ صـ 41-60.
10. مصلح الصالح، القاموس الشامل لمصطلحات العلوم الاجتماعية، الرياض: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، 1999.
11. منظمة الصحة العالمية، الشيخوخة والصحة، 2021، متاح على: https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/ageing-and-health .
12. مهني غنايم، التربية المقارنة ونظم التعليم، القاهرة، دار الفكر العربي، 2019.
13. هارفارد بيزنس بالعربية، مفاهيم إدارية، متاح على:   مفاهيم ادارية- القدرة الشرائية https://hbrarabic.com/ 

 

 

المراجع الأجنبية

1. Aleksandra Marcinkiewicz, "The University of the Third Age as an Institution Counteracting Marginalization ofOlder People", Journal of Education Culture and Society, Science Publishing Group, No. 2., 2011, pp. 38-44.
2. Alexandra Withnall, "United Kingdom", in Brian Findsen, Marvin Formosa, International Perspectives on Older Adult Education Springer International Publishing, Switzerland, 2016, pp. 467- 480.
3. Brian Groombridge, "Laughter on the campus: The Tenth Anniversary of the Founding of Britain’s University of the Third Age" Education, Science Publishing Group, New York, United States, 179, 1992, p. 298.
4. Britannica, UK Geography, Available at: https://www.britannica.com/place/United-Kingdom/The-lowland-zone, accessed at: 19-9-2021.
5. Carolina Ţurcanu, "Principles of non-formal adult education from perspective of permanent education.", Studia Universitatis Moldaviae, Seria Ştiinţe ale Educaţiei, Romania, 145, no. 5, 2021, p. 29.
6. David Radcliffe ,"U3A: A French Model for the Later Years", The Annual Conference of the Comparative and International Education Society, New York, United States, 1982.
7. EuroStat-European Commission, Adults Participation in Lifelong Learning, Available at: https://ec.europa.eu/eurostat/en/web/products-eurostat-news/adultsandLifelongLearning .
8. Feliciano Villar, Montserrat Celdrán, "Generativity in Older Age: A Challenge for Universities of the Third Age (U3A)", Educational Gerontology, Taylor& Francis Online, vol. 38, issue 10, 2012, pp.666-677.
9. Frank Glendenning, "Education for older adults", International Journal of Lifelong Education, Routledge, London, United Kingdom, 20(1/2), (2001).  pp. 63-70.
10. JNB U3A, Computer course schedule, Available at: http://www.u3a.org.za/U3A_JNB/JNBcourses.pdf
11. John Aitchison, Peter Rule, "International Perspectives on Older Adult Education", Lifelong Learning Book Series 22, Springer International Publishing, Switzerland, 2016.
12. Lydia Karola Hebestreit, An Evaluation of the Role of the University of the Third Age in the Provision of Lifelong Learning, Doctoral Dissertation, university of South Africa, South Africa 2006.
13. Marcelo de Maio Nascimento, Eleftheria Giannouli, "Active aging through the University of the Third Age: The Brazilian model." Educational Gerontology, Taylor & Francis Online, 45, no. 1 2019, pp. 11-21.
14. Marvin Formosa, "Renewing Universities of the Third Age: Challenges and visions for thefuture", Recerca Revista de pensament i anàlisi, Spain, 9, 2009, pp. 171. 196.
15. _____________, "The French and British models of the University of the Third Age: A socio-historical analysis." World Studies in Education , James Nicholas Publishers, South Melbourne, Australia, 21, no. 2, 2021, pp. 27-43.
16. Maureen Tam, "Evaluation of third age learning in Hong Kong: Why and how? " Educational Gerontology, Taylor& Francis Online, 44, no. 11, 2018, pp. 724-731.
17. Office for National Statistics UK, Population estimates for the UK, England and Wales, Scotland and Northern Ireland: mid-2020, Available at: https://www.ons.gov.uk/populationestimates/mid2020.
18. Office for National Statistics UK, Population Estimates for the UK, England and Wales, Scotland and Northern Ireland: mid-2020, Available at:https://www.ons.gov.uk/community/populationestimates
19. Peter Laslett ,A Fresh Map of Life: The Emergence of the Third Age, Harvard University Press, Massachusetts, United States, 1989.
20. Rebecca Patterson et al, "Enhancing Lifelong Learning for Seniors", Institute of Health and Society, Newcastle University, United Kingdom, p. 19.
21. Rebecca Sear, "The male breadwinner nuclear family is not the ‘traditional’human family, and promotion of this myth may have adverse health consequences." Philosophical Transactions of the Royal Society B 376, no. 1827, 2021.
22. Republic of South Africa, "Census 2011: Profile of older persons in South Africa",  Statistics South Africa, Report no. 03-01-60, 2014.
23. ______________________, Budget Review (2022), Department of National Treasury, Pretoria, South Africa, 2022.
24. Soo-Koung Jun, "A Comparative Study of Two Non-Credit Educational Organisations for Older People: The University of the Third Age (U3A) in the UK and the Senior University (SU) in South Korea." PhD diss., UCL Institute of Education, 2014.
25. The World Bank,  Population Ages 65 and Above (Percentage of Total), Available at: https://data.worldbank.org/indicator/SP.POP.65UP.TO.ZS .
26. U3A – Cape Town, Application form, Available at: https://drive.google.com/file/membershipApplicationForm .
27. _______________, Overview,  Available at: https://www.u3a-ct.org.za/,
28. _______________ ,Constitution, 2013, p. 1, Available at: https://www.u3a-ct.org.za/
29. _______________, Course list, 2021, Available at https://www.u3a-ct.org.za/ .
30. _______________, Walking, Hiking and Climbing Groups, Available at: https://sites.google.com/site/u3actwalking/home .
31. U3A Movement, U3a Principle and Vision, Available at: https://www.u3a.org.uk/about/vision .
32. U3A South Africa Official Website, Overview, available at: https://sites.google.com/site/u3asafrica/.
33. U3A Stilbaai, History of U3a, Available at: http://www.u3astilbaai.org/history.html.
34. Umakrishnan Kollamparambil, "Happiness, happiness inequality and income dynamics in South Africa." Journal of Happiness Studies, Springer Science+Business Media, 21, no. 1, 2020, pp. 201-222.
35. Unbiased, The Average UK Retirement Income, Available at: https://www.unbiased.co.uk/life/pensions-retirementUK .
36. University of the Third Age in Cambridge (CIO), 2021-2022 Programme of Courses, pp. 10-12, Available at: https://www.u3ac.org.uk/about-courses/programme-vacancies/.
37. ______________________________________, CIO Constitution, p. 1, 2018, Available at: https://www.u3ac.org.uk/about/constitution-policies-accounts/.
38. ______________________________________, Cycling club, Available at: https://www.u3ac.org.uk/social/xtra-groups/cycling-club/ .
39. ______________________________________, Overview, Available at:  https://www.u3ac.org.uk/join-us-2/ .
40. ______________________________________, Trips and Visits, Available at: https://www.u3ac.org.uk/social/trips-and-visits/ .
41. Virtual University of the Third Age, Overview, Available at: https://vu3a.org/.
42. World Atlas, UK geography, Available at: https://www.worldatlas.com/maps/united-kingdom.

38.      South African Government, South Africa Yearbook (2015-2016), available at: https://www.gov.za/about-sa/geography-and-climate .

 

عدد المشاهدات للمقالة: 2,487

تنزیل PDF: 840