علي عبد العزيز محمد, هاجر. (2021). دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني لدى طلاب الجامعة "دراسة ميدانية". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 3(1), 191-220. doi: 10.21608/altc.2021.163372
هاجر علي عبد العزيز محمد. "دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني لدى طلاب الجامعة "دراسة ميدانية"". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 3, 1, 2021, 191-220. doi: 10.21608/altc.2021.163372
علي عبد العزيز محمد, هاجر. (2021). 'دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني لدى طلاب الجامعة "دراسة ميدانية"', المجلة التربوية لتعليم الکبار, 3(1), pp. 191-220. doi: 10.21608/altc.2021.163372
علي عبد العزيز محمد, هاجر. دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني لدى طلاب الجامعة "دراسة ميدانية". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2021; 3(1): 191-220. doi: 10.21608/altc.2021.163372
دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني لدى طلاب الجامعة "دراسة ميدانية"
هدفت هذه الدراسة بصورة رئيسة إلى التعرف على أهم العوامل الثقافية التي تساهم في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني في کليات جامعة أسيوط.
وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي المناسب لطبيعة هذه الدراسة. کما صممت الباحثة استبانه اشتملت على أربعة محاور رئيسة تتعلق بأهم العوامل الثقافية التي تشکل دوافع للغش الإلکتروني وقد تم تطبيق الاستبانة على عينة بلغت 900 فردًا من طلبة الکليات النظرية والعملية في جامعة أسيوط. وقد توصلت الباحثة إلى عدة نتائج کان من أهمها:
التعرف على وتحديد مفهوم الغش الإلکتروني ووسائله وأدواته.
التعرف على أهم العوامل الثقافية التي تشکل دوافعًا للممارسة الغش الإلکتروني.
بيان أهم مظاهر الغش الإلکتروني.
التعرف على أهم الأثار التي تترتب على ممارسة الغش الإلکتروني.
بيان أهم طرق مکافحة الغش الإلکتروني.
المجلة التربوية لتعليم الکبار– کلية التربية – جامعة أسيوط
=======
دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني لدى طلاب الجامعة "دراسة ميدانية"
إعــــــــــداد
الباحثة / هاجر علي عبد العزيز محمد أحمد
للحصول على درجة الماجستير في التربية
تخصص أصول التربية
إشـــــــــراف
أ.د/ أحمد حسين عبد المعطى د/ أحمد محمد السمان إسماعيل
أستاذ أصول التربية مدرس أصول التربية المتفرغ
ووکيل الکلية للدراسات العليا کلية التربية- جامعة أسيوط
کلية التربية – جامعة أسيوط
} المجلد الثالث – العدد الأول – يناير 2021م {
Adult_EducationAUN@aun.edu.eg
المستخلص:
هدفت هذه الدراسة بصورة رئيسة إلى التعرف على أهم العوامل الثقافية التي تساهم في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني في کليات جامعة أسيوط.
وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي المناسب لطبيعة هذه الدراسة. کما صممت الباحثة استبانه اشتملت على أربعة محاور رئيسة تتعلق بأهم العوامل الثقافية التي تشکل دوافع للغش الإلکتروني وقد تم تطبيق الاستبانة على عينة بلغت 900 فردًا من طلبة الکليات النظرية والعملية في جامعة أسيوط.
وقد توصلت الباحثة إلى عدة نتائج کان من أهمها:
التعرف على وتحديد مفهوم الغش الإلکتروني ووسائله وأدواته.
التعرف على أهم العوامل الثقافية التي تشکل دوافعًا للممارسة الغش الإلکتروني.
بيان أهم مظاهر الغش الإلکتروني.
التعرف على أهم الأثار التي تترتب على ممارسة الغش الإلکتروني.
بيان أهم طرق مکافحة الغش الإلکتروني.
الکلمات المفتاحية: العوامل الثقافية-الغش الإلکتروني.
ABSTRACT
Aim of study:
Aim of study: The study is an attempt to establish a suggested plan for Improving scientific research at Egyptian universities by studying and analyzing practices taken by scientific universities in some developed countries.
Because of the nature of this study, the researcher used the historical, analytical, and descriptive methodology to achieve the goals of the recent study.
The researcher came up with several conclusions such as:
- Identified the concept of electronic test cheating.
- Identified the most important cultural factors causing exam cheating among university students.
- Observed the most common ways students used to cheat during exams.
- Identified the negative effects of electronic exams on students , society and the academic community.
- Identified the most important procedures used by the university to eradicate electronic exam cheating.
Key words: Cultural Factors- Electronic Cheating.
مقدمـــة:
وتعتبر الامتحانات أحد أهم عناصر التقويم الجامعي ونجاحها ضرورة ملحة لضمان أنْ يأخذ کل طالب حقه وذلک مؤشر على مصداقية العملية التعليمية في الجامعة. وفي العقدين الأخرين أدى ظهور وسائل تکنولوجية حديثة إلى تعرض الامتحانات إلى مشاکل کثيرة، أهمها إساءة استخدام التکنولوجيات الحديثة في تعريض مصداقية الامتحانات للخطر. حيث يحاول الکثير من الطلاب الغش في الامتحانات مستفيدين مما تحت أيديهم من وسائل کأجهزة المحمول والسماعات البلوتوث وأجهزة البث والساعات الرقمية الذکية ونظارات جوجل وغير ذلک من الأساليب والحيل التي اعتاد طلاب الجامعات على استخدامها.
ومنذ أنْ يسرت التکنولوجيا الحديثة وسائل وأساليب جديدة للغش لم يتعود عليها قدامى القائمين على العملية التعليمية الجامعية فنهضت الجامعات بمسؤولياتها لضمان حيادية الامتحانات وجعلها وسيلة تقويم موضوعية.
مشکلة الدراسة:
ولقد ساهمت الأساليب التکنولوجية الحديثة في التحول من الغش التقليدي والفردي إلى الغش الإلکتروني والجماعي والذي تنوعت وتطورت أساليبه. وباتت الامتحانات عبئًا ثقيلا عل الجامعات تعلن فيها الجامعات حالة الطوارئ بين أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وکذلک بين العاملين الذين يشارکون في عملية الامتحانات. وفي کل عام يتم اکتشاف المئات من حالات الغش التقليدي والإلکتروني.
والدراسة الحالية محاولة لإلقاء الضوء على ظاهرة الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط. من خلال التعرف على أهم العوامل الثقافية التي تدفع بعض الطلبة إلى ممارسة الغش الإلکتروني، وبيان أهم المظاهر والأساليب التي يستخدمها بعض الطلبة في ممارسة الغش الإلکتروني في الجامعة، ثم بيان أهم الأثار التي تترتب على ممارسة الغش الإلکتروني على کل من الطالب والجامعة، وکذلک تقديم تصور مقترح للتصدي لظاهرة الغش الإلکتروني في الجامعة.
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال استعراض النقاط التالية:
-تقدم هذه الدراسة تأصيلاً نظرياً لموضوع حيوي (الغش الإلکتروني) يتعلق بجانب من أهم جوانب العملية التعليمية هو التقويم والامتحانات وما يرتبط بذلک من محاولات بعض الطلاب سوء استغلال الإمکانيات التکنولوجية المعاصرة في التأثير على مصداقية الامتحانات کوسيلة فعالة في تقييم الطلاب.
-أنَّ هذه الدراسة تتناول موضوع الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط وهو مسألة في غاية الأهمية لما لها من مردود سلبي علي کفاءة التعليم الجامعي ومصداقيته.
-أنَّ الغش الإلکتروني أصبح يؤرق القائمين على العملية التعليمية في الجامعات المصرية نظرًا لتوفر التکنولوجيا التي يسرت أساليب جديدة للغش لم تکن معروفة من قبل وأخذ المسؤولون وقتًا طويلاً لاکتشافها ومناهضتها.
-تأصل هذه الدراسة لدور بعض العوامل الثقافية التي وفرت الغطاء اللازم لظهور الغش الإلکتروني في الجامعات.
-تُمَکِّن هذه الدراسة القائمين على التعليم في جامعة أسيوط من التعرف على أسباب الغش الإلکتروني ومنعها والتصدي لها ضمانًا لنزاهة العملية التعليمية.
أهداف الدراسة:
هدفت الباحثة من الدراسة الحالية إلى تحقيق الآتي:
1- التعرف على الإطار المفاهيمي لظاهرة الغش الإلکتروني في کليات جامعة أسيوط.
2- توضيح أهم مظاهر الغش الإلکتروني، وکذلک أهم الآثار المترتبة عليه.
3-ببيان أهم العوامل الثقافية التي ساهمت في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني بين طلاب جامعة أسيوط؟
4-بيان التصور المقترح لتصدي کليات جامعة أسيوط لظاهرة الغش الإلکتروني.
الدراسات السابقة:
أولاً: دراسات عربية:
1-دراسة "فضيلة عرفات" (2009م):
جاءت تلک الدراسة تحت عنوان (ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية أسبابها وأساليبها وطرق علاجها). وهدفت البحثة من تلک الدراسة إلى:
-التعريف بظاهرة الغش في الامتحانات. - بيان أهم أسباب الغش في الامتحانات.
-أهم أساليب الغش في الامتحانات. -بيان کيفية التغلب على ظاهرة الغش في الامتحانات.
ولقد توصلت الباحثة إلى نتائج کان من أهمها:
أولا: أهم أساليب الغش التي تم اکتشافها کانت:
- استعمال الإشارات باليد أو بغيرها - استخدام الآلات الحاسبة المبرمجة
- الهاتف الجوال بأکثر من طريق عن طريق إخفائه في الملابس وتوصيله بسماعة وقت الحاجة وتحويل رنينه إلى طريق الاهتزاز حتى لا يسمع الرنين أحدا من الملاحظين.
ثانيا: أهم أسباب الغش في الامتحانات:
- إحساس الطالب بضعف قدراته العقلية. - ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب .
- عدم الرغبة في الدراسة . - عدم تقدير المسؤولية من قبل الطالب .
- کثرة المطالبة بالواجبات . - الملل من المدرسة .
2-دراسة "لطيفة حسين الکندري" (2010م):
جاءت تلک الدراسة بعنوان (ظاهرة الغش في الاختبارات: أسبابها وأشکالها من منظور طلبة کلية التربية الأساسية في دولة الکويت ). وهدفت الباحثة من ذلک البحث إلى:
التعرف على أسباب وأشکال ظاهرة الغش في الاختبارات عند طلبة کلية التربية الأساسية في دولة الکويت.
التعرف على مدى فاعلية القوانين واللوائح الخاصة بهذه الظاهرة من منظور الطلبة وصولا إلى الحد من تفاقمها.
وقد توصلت الباحثة إلى نتائج کان من أهمها ما يأتي:
طغيان ظاهرة الغش في الامتحانات حيث وافق 92.2% من عينة الدراسة على أن ظاهرة الغش في الامتحانات منتشرة.
تعود الطالب على سلوک الغش في الامتحانات بمراحل التعليم السابقة من أبرز أسباب الوقوع في الغش في المرحلة الجامعية.
يرى ما يقرب من نصف العينة أن المرحلة الثانوية تشيع فيها ظاهرة الغش وهذا مؤشر مهم لأن أثرة يمتد إلى المرحلة التالية ألا وهي مرحلة التعليم الجامعي.
الخوف من الرسوب بالامتحان ورغبة الطالب في الحصول على معدل مرتفع من أهم أسباب ظاهرة الغش من منظور طلبة کلية التربية الأساسية.
3-دراسة "عماد حسين عبيد المرشدي" (2014م):
جاءت تلک الدراسة بعنوان ( ظاهرة الغش وأثرها على الطالب والمجتمع)، وهدف الباحث من خلال تلک الدراسة إلى:
التعريف بظاهرة الغش في الامتحانات. التعرف على أهم أساليب الغش في الامتحانات.
بيان أهم أسباب الغش في الامتحانات.
وقد توصل الباحث إلى نتائج کان من أهمها:
أن ظاهرة الغش في الامتحانات لم تحظى بالمعالجة الکافية في المؤسسات التربوية.
أن للغش أساليب متنوعة بين التقليدي والإلکتروني وبين الفردي والجماعي.
أن للغش أسبابة المتنوعة منها ما هو متعلق بالطالب ومنها ما هو متعلق بالمؤسسات التربوية، ومنها ما هو متعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في البلد.
ثانيا: دراسات أجنبية:
1-دراسة " لندا م. بست و دانيال ج. شيللي" (Linda M. Best and Danial J.Shelley) (2018م):
وقد هدف الباحثان من تلک الدراسة إلى التعرف على تأثير تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوک، وتويتر، وسناب شات، وانستقرام، وتطبيقات الهواتف الذکية على المصداقية الأکاديمية في مؤسسات التعليم العالي.
ولتحقيق أهداف تلک الدراسة قام الباحثان باستخدام طريقة مرکبة نفذت باستخدام البريد الإلکتروني للوصول لعينة البحث. وتمثلت في استبانة احتوت على عشرين بندا تتعلق بأهداف الدراسة. وقد توصل الباحثان إلى نتائج کان من أهمها:
أن غالبية الطلاب في مؤسسات التعليم العالي يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوک- تويتر- سناب شات- انستقرام- والهواتف الذکية ) في إنجاز مهامهم الأکاديمية.
على الرغم من أن الطلاب يقرون باستخدام منصات التواصل الاجتماعي في المساعدة في إتمام مهامهم الأکاديمية، فإن معظمهم لا يستخدمها في الغش في الامتحانات أو أي شيء مرتبط بالغش الأکاديمي.
وعلى الرغم من ذلک توجد رغبة متزايدة لدى الطلاب في استخدام النصوص الإلکترونية (Texting)، والنصوص المأخوذة من شاشات المحمول (Screenshots)، والفيديوهات (Videos)، والتسجيلات الصوتية (ِِAudio Recordingsِ) في الغش في الامتحانات وفي الأعمال الأکاديمية الأخرى.
2- دراسة "کايل برجاسون وأفرسيفيا وليزابرجز" "Kyle A Burgason, Ophir
Sefiha, and Lisa Briggs" (2019)
هدفت تلک الدراسة إلي التعرف علي مفهوم الغش في المقررات التي تدرس من خلال الانترنت وبيان أهم طرق وأساليب الغش ومدي تفشي الغش في الأوساط الجامعية.
ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحثون مسحا تم تطبيقه علي مجموعتين الأولي مکونة من عدد من الطلاب الجامعيين العاديين يدرسون مقررات في کليه الحقوق والمجموعة الأخرى من الطلاب الذين يدرسون مقررات في القانون الجنائي ويعملون في وظائف طول الوقت في وزارة العدل.
وقد توصل الباحثون إلي أن نسبة مئوية کبيرة من المجموعتين قد مارست سلوکا يدخل في نطاق الغش الأکاديمي وقد أشاروا إلي أن هذا السلوک لا يعرض العملية الأکاديمية للخطر وقد قدم الباحثون عدة مقترحات من شأنها الإقلال من الغش في الامتحانات علي الإنترنت.
3- دراسة "مندي کوبالدي" "Mindy Copadi" (2019):
جاءت تلک الدراسة بعنوان "مدي فاعلية استخدام ملاحظات الطالب في الامتحانات لمقرر في الرياضيات عبر شبکة الانترنت".وهدفت تلک الدراسة إلي بيان مدي جدوى استخدام ملاحظات الطالب عند امتحان مقرر في الرياضيات عبر الانترنت.
ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحث عينة من 16 طالبا يدرسون هذا المقرر وقام بتحليل ما لديهم من ملاحظات وحصر ما تحتويها من المفاهيم والأمثلة والأخطاء وقام بمضاهاتها بالإجابات النموذجية للامتحان.
وقد استنتج الباحث من خلال معناها ملاحظات الطلاب والإجابات النموذجية أن تلک الملاحظات "Notes" غير مفيدة وليست جيدة.
4- دراسة "جون بولاند فارکور وجيسکا امارتيفيو ودوجلاس آتو ومافيز أما بواري" "Johan Bouland Forkour, Jessica Amarteifio, Douglas Gdango Attoh, and Mavis Ama Buari" (2019).
جاءت تلک الدراسة بعنوان "مدي إدراک الطلاب للغش وأفضل وقت للغش خلال الامتحانات". وهدفت تلک الدراسة إلي عرض رؤية سوسيولوجية للغش باستخدام نظريات الانحراف للکشف عن الغش بين طلاب جامعة حکومية في غانا "Ghana".
ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحثون مقابلات شبه مقننة لجمع المادة العملية أجريت علي طلاب مرحلة البکالوريوس. وقد توصل الباحثون إلي نتائج کان من أهمها:
ـ أن کلا من الطلاب والمسئولين في الجامعة لهم رؤيتهم الخاصة عن ما يشکل السلوک المقبول أثناء الامتحانات.
ـ أن کثير من الطلاب يفسرون بعض أشکال التواصل فيما بينهم علي أنها عمل جماعي (Team work) وأنها تشکل مصدرا من مصادر التحفيز علي الإجابات الصحيحة وذلک يفسر شيوع تلک السلوکيات بين الطلاب.
ـ أن الطلاب يتبعون القواعد الجامعية المتعارف عليها إذا تم مساعدتهم علي فهم أن تلک القواعد مفيدة لهم في حياتهم الأکاديمية والعامة"
تعليق على الدراسات السابقة:
-أکدت الدراسات على أنَّ الغش في الامتحانات سواء کان الغش التقليدي الفردي أو الغش الإلکتروني الفردي والجماعي يعرض مصداقية الامتحانات للخطر ويقوض مصداقية التعليم الجامعي برمتها.
- يوجد فدرًا مشترکًا کبيرًا بين غالبية الدراسات العربية والأجنبية. حيث اهتمت جميعها بماهية الغش الإلکتروني، وأشکاله وأساليبه ، وأهم أسبابه.
اهتمت غالبية الدراسات بتقديم مقترحات يستفيد منها القائمون على التعليم العالي في البلدان التي تمت فيها تلک الدراسات.
أشارت معظم الدراسات إلى وجود هذه الظاهرة في کل من الدول النامية أو المتقدمة مع اختلاف الدوافع من دولة إلى أخرى.
وعليه يجب إجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بظاهرة الغش الإلکتروني وخاصة أنها تتزايد وتتطور بتطور الوسائل التکنولوجية الحديثة. ومن جاءت فکرة هذه الدراسة حيث تتناول ظاهرة الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط بجمهورية مصر العربية.
تساؤلات الدراسة:
هدفت الباحثة من الدراسة الحالية إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:
1- ما الإطار المفاهيمي لظاهرة الغش الإلکتروني في کليات جامعة أسيوط؟
2- ما أهم مظاهر الغش الإلکتروني، وما أهم الآثار المترتبة عليه؟
3-ما أهم العوامل الثقافية التي ساهمت في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني بين طلاب جامعة أسيوط؟
4-ما التصور المقترح لتصدي کليات جامعة أسيوط لظاهرة الغش الإلکتروني؟
منهج الدراسة:
للتعرف على ظاهرة الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط وأهم الأساليب المستخدمة في الغش قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي التحليلي من خلال ما يأتي:
-الاطلاع على المصادر الأولية والثانوية (کتب – مقالات – أبحاث – رسائل – مؤتمرات...إلخ) التي تناولت الغش الإلکتروني، وقامت الباحثة بفحص وتحليل تلک المصادر لتکوين صورة شاملة ومکتملة عن تلک القضية وبيان کافة جوانبها.
-تحليل آراء أفراد عينة الدراسة للوقوف على طبيعة وحجم ظاهرة الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط، ومن ثم بيان أهم العوامل المؤثرة في ذلک.
-بعد تلخيص ظاهرة الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط قدمت الباحثة مقترحات موجزة تهدف إلى مساعدة القائمين على التعليم في جامعة أسيوط غي الکشف عن ومکافحة ظاهرة الغش الإلکتروني.
حدود الدراسة:
- الحدود المکانية: قصرت الباحثة عينة الدراسة على طلاب کليات جامعة أسيوط .
الحدود البشرية:
عينة ممثلة من طلاب کليات جامعة أسيوط على أنْ يراعي في العينة أنْ تشتمل على النوع، وسنوات الدراسة.
أدوات الدراسة:
لتحقيق الأهداف المرجوة من الدراسة قامت الباحثة بإعداد استبانة للتعرف علي واقع الغش الإلکتروني لدى طلاب جامعة أسيوط.
مصطلحات الدراسة:
اقتصرت الباحثة على ذکر التعريفات الإجرائية التي تتبناها خلال تنفيذ هذه الدراسة، وفيما يلي التعريفات الإجرائية التي قد يرد ذکرها خلال هذه الدراسة:
الغش الإلکتروني:
ويقصد به أساليب الغش غير التقليدية والتي تعتمد على استخدام التکنولوجيات المتاحة في الوقت الحاضر والتي لم تکن کذلک منذ عقدين من الزمن.
العوامل الثقافية:
هي الأفکار والمعتقدات والقيم التي تحدد هوية الفرد والتي تؤثر بصوره أو بأخرى علي ظاهرة الغش الإلکتروني في جامعة أسيوط.
مراحل تطور الغش وصولا إلى الغش الإلکتروني:
وقد قسمت الباحثة الغش إلى أربع مراحل طبقا للمراحل العمرية:
- مرحلة الغش البريء أو العشوائي 1ــ7 سنوات:
ويمکن تحديدها في مرحلة ما قبل المدرسة أو مرحلة رياض الأطفال، حيث يکون الطفل قليل الخبرة، ليس ليديه کثير من التجارب. وبالتالي فإنّ التلميذ في هذه المرحلة لا يعرف الطرق المعقدة في الغش، ولا يفهم معنى الغش نفسه، وإذا قام بأي فعل من ذلک فهو يفعله بطريقة بريئة غير مقصودة، عن طريق تقليد زميل آخر له بطريقة تلقائية.
- مرحلة غش الحاجة 8 ــــ 12 سنة:
ويمکن تحديدها في مرحلة التعليم الابتدائي، حيث لا يکون لدى التلميذ مفهوم حقيقي عن الغش الإلکتروني بتقنياته ووسائله التکنولوجية الحديثة، ولکن يمکن أنْ تکون مظاهر الغش في هذه المرحلة عن طريق قيام التلميذ بنقل الواجب من زميل آخر له، دون إدراک منه بأن ما يفعله أو يقوم به خطأ وله نواتج سلبية.
ولا يستمر الغش البريء بهذه الصورة وقتًا طويلًا، بل سوف يتطور ويأخذ أشکالًا أخرى، حيث نجد في نهاية هذه المرحلة (التعليم الابتدائي) يقوم التلميذ بالغش بطرق بسيطة قد تکون شفهية أو حرکية أو خطية.
- مرحلة الغش الشخصي 13ـــ 18 سنة:
ويمکن تحديدها في مرحلة التعليم الإعدادي، حيث تتميز هذه الفترة بأنها غير مستقرة، تتکون فيها شخصية الطالب، ويقوم الطالب بالمقاومة والتمرد على أي شيء لا يعجبه، کما تُعرف هذه المرحلة أيضا بمرحلة المراهقة، حيث يقوم الطالب في هذه المرحلة بالغش لکي يثبت أنه الأکثر ذکاء بين أصدقاءه، أو بسبب ظروف أسرية جعلته لا يستطيع المذاکرة ومواصلة التعليم، وأنَ الطالب في هذه المرحلة يرغب في التجريب ومعرفة مردود ذلک السلوک عليه، فإذا حقق رغباته من وراء هذا السلوک استمر فيه، وأصبحت ضمن شخصيته يتبعها بعد ذلک ويلجأ إليها.
- مرحلة الغش المنظم 19 سنة فأکثر:
ويمکن تحديدها في مرحلة التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، حيث يمارس الطالب الغش في هذا المرحلة بطريقة منظمة من أجل تحقيق هدف معين، دون خوف من اللوائح أو القوانين، ودون خجل أو إحراج. وبعد أنْ کان الطالب يقوم بالنقل من زميل آخر له، أصبح يمارس الغش الإلکتروني، حيث يتفنن الطالب في ممارسة أحدث طرق الغش مستغلًا ما لديه من أجهزة تکنولوجية حديثة.
تقسيم الغش على أساس الوسائل المستخدمة فيه:
· الغش التقليدي:
وهو الذي يعتمد على الوسائل القديمة في الغش، کالقصاصات الورقية، أو الکتابة على المقعد...الخ، ولازال يمارسونه الطلبة في الامتحانات، خاصة في المرحلتين، الابتدائية والإعدادية.
· الغش الإلکتروني:
وهو نوع من الغش يتم عن طريق استخدام الوسائل التکنولوجية الحديثة، ونجده في التعليم الثانوي، وينتشر أکثر بين طلبة التعليم الجامعي.
أجهزة تمکن الطالب من الغش الإلکتروني:
طورت التکنولوجيا من طرق وأساليب الغش والتي أعتمد عليها الطلاب في الغش الإلکتروني، حيث يوجد الکثير من الأجهزة التي يستخدمها الطلاب في الغش، وهذه الأجهزة ليست متشابهة ولکن يوجد اختلاف بينها سواء في طريقة استخدامها أم طريقة ارتداها. ومن بين هذه الأجهزة:
-سماعة البلوتوث -النظارة الذکية -العدسات اللاصقة
-ساعة الغش الذکية -آلة حاسبة للغش -قلم الحبر الغير المرئي
دور بعض العوامل الثقافية في نمو ظاهرة الغش الإلکتروني:
هي الأفکار والقيم والمعتقدات التي تحدد هوية الفرد، والتي تؤثر بصورة أو بأخرى على ظاهرة الغش الإلکتروني. ومنها:- اللامعيارية وانتشار الغش الإلکتروني. - التجاوز عن الغش في الامتحانات. - محاولة الحصول على مؤهل جامعي ولو بطرق غير مشروعة.
أ- اللامعيارية وانتشار الغش الإلکتروني:
ويعني بکلمة اللامعيارية انعدام القانون، کما تعني أيضا الشک وانعدام الثقة، وعندما تنتشر حالة اللامعيارية في مجتمع من المجتمعات، فإنها تعبر عن ضعف السلوک وانهيار المعايير الاجتماعية في ذلک المجتمع.
وتستخدم نظرية اللامعيارية في تفسير السلوک المنحرف، والتي منها سلوک الغش الإلکتروني، وتفسير العوامل التي جعلت الطلاب يلجؤون إلى ذلک السلوک لتحقيق النجاح.
يتعلم الطالب خلال ذلک أنَ النجاح له قيمة عالية ولا بد من تحقيقها، والفشل قيمة سلبية يجب ألا يتصف بها، وفي ظل العقوبات التي تقف أمام الطالب والتي قد تعرقل مسيرته التعليمية، يرجع بعضها إلى عقلية الطالب، أو إلى طبيعة المادة...الخ، إلا أنَّ النجاح والتفوق يصيران الأساس السائد في ثقافة المجتمع، ولا بد من تحقيقه والوصول إليه حتى ولو کان بسبل غير مشروعة مثل الغش الإلکتروني.
ب- التجاوز عن الغش في الامتحانات:
يرى البعض أن بعض الأشخاص يکون لديهم موقف إيجابي بالکامل من سلوک الغش في الامتحانات، ومثل هؤلاء الأشخاص لا يرون أي إحراج أو خجل في اعتبار أن الغش سلوک طبيعي وعادي ولا أثم في ذلک. وبالتالي فمن المتوقع أنْ يشترک مثل هؤلاء الأشخاص في مساعدة الطالب على الغش. وليس هناک عجب في ذلک، فمعظم هؤلاء الذين يتخذون موقفًا إيجابيا من الغش، لا يرون أن الغش بصفة عامة سلوک مناف للقانون وغير أخلاقي.
فعلى سبيل المثال قد يعتبر أحد الأشخاص سلوک الغش الإلکتروني سلوکًا عاديًا، في نفس الوقت الذي يصنفه شخص آخر في نفس المجتمع بأنه سلوک منحرف يجب محاربته. فتعدد الثقافات الفرعية داخل المجتمع الواحد يجعل تقييم الأفراد للسلوکيات والاتجاهات تقييمًا نسبًيا، وفي مثل هذه الحالة يصبح من الصعب أنْ يکون هناک اتفاق بين أعضاء المجتمع وجماعاته، حول ما هو سلوک منحرف وما ليس کذلک.
ج- محاولة الحصول على مؤهل جامعي ولو بطرق غير مشروعة.
ويقصد بالتعليم الجامعي ذلک التعليم الذي يتم داخل کليات أو معاهد جامعية بعد الحصول على الشهادة الثانوية، وهو آخر مرحلة من مراحل التعليم النظامي والذي يهدف لإکساب الفرد معارف ومهارات وقدرات تخدمه وتخدم المجتمع ککل. وتختلف مدة الدراسة في هذه المؤسسات من سنتين إلى أربع سنوات.
فکل أنواع الدراسات، التکوين أو التکوين الموجه التي تتم بعد المرحلة الثانوية على مستوى مؤسسة جامعية أو مؤسسة تعليمية أخرى، معترف بهآ کمؤسسات للتعليم العالي من قبل السلطات الرسمية للدولة. وتختلف تسميات هذه المؤسسات التعليمية، فهناک الجامعة، والکلية، والأکاديمية. فالجامعة هي أعلى مؤسسة معروفة في التعليم العالي، وتطلق أسماء أخرى على المؤسسات التابعة لها، مثل: الکلية، المعهد، الأکاديمية، المدرسة العليا.
ثانيًا: عوامل شخصية:
ويندرج تحت العوامل الشخصية التي تدفع الطالب إلى الغش الإلکتروني ما يأتي:
أ- عوامل نفسية ب- عوامل عقلية
أ- عوامل ذاتية (نفسية):
من أهم العوامل التي تؤثر على الطالب وتجعله يفکر في الغش الإلکتروني ويلجأ إليه هي العوامل النفسية فالإنسان عبارة عن وحدة نفسية تظهر وتتضح من خلال تفاعله وعلاقته مع الآخرين.
ويؤکد علماء النفس التربوي، بأن الإضرابات النفسية لها تأثير کبير على الطالب خاصة في فترة الامتحانات مما يجعله يفکر في الغش الإلکتروني- کأسهل الطرق للنجاح- ومن هذه الإضرابات النفسية التي يعاني منها الطلاب أثناء فترة الامتحانات وتدفعهم في التفکير في اللجوء إلى الغش القلق، والخوف، وضعف الدافعية للدراسة، وفقدان الثقة بالنفس.
- القلق من الامتحانات:
ويمکن أنْ نفرق بين نوعين من القلق؛ القلق السوي العادي وهو محتمل الشعور به وقت الامتحان ويزول بعد ذلک، والقلق العنيف وهو الأشد خطرًا، ويکون خارج قدرة الطالب مما يؤثر على نجاح الطالب، وعلى صحته النفسية والعقلية. فحسب منظور علم النفس، هناک مفاهيم تعبر عن الأمراض النفسية مثل القلق، منها مفاهيم السواء واللاسواء.
حيث يکون الطالب أکثر تکيفا کلما أستطاع التحکم في نفسه وخفض نسبة القلق والتوتر الذي يشعر به أوقات الامتحان، وأکثر قدرة على التکيف مع الموقف الذي يتعرض له. على عکس طالب آخر يسيطر عليه القلق وقت الامتحان، ويتعثر في استرجاع المعلومات التي يعرفها، وغالبا ما تزداد عنده حالة القلق والتوتر، فيلجأ إلى الغش الإلکتروني کحل بديل يضمن له النجاح.
- الخوف من الرسوب والرغبة في النجاح:
ويشعر الطالب بالخوف من الرسوب لمعرفته بأن الامتحان هو المعيار الوحيد لتقييم قدراته ومستواه التعليمي. واعتقاده أن هذه الامتحان يتوقف عليه مصيره، فيؤدي ذلک إلى إحساسه بالخوف من عدم اجتياز الامتحان. وتشير دراسة تشارلز شيفر وهوارد ملمان أن أکثر من 20% من الطلبة يشعرون بالخوف أثناء الامتحان، مما يؤدي إلى انخفاض أداؤهم بسبب ما يشعرون به من خوف، رغم أنهم بإمکانهم أن يفعلوا شيئًا أفضل من ذلک. کما أن شعورهم بالخوف له تأثير على عملية التذکر واسترجاع المعلومات التي قاموا بحفظها.
- ضعف الدافعية للدراسة:
لا يقوم الإنسان بفعل شيء إلا إذا کان هناک دافع يشجعه على القيام بهذا الفعل. فنجد مثلا الأطفال يفعلون الشيء عند ما يجدوا مکافأة من الآخرين سواء أکانت مکافأة مادية أم معنوية. فالدافعية هي حالة داخل الإنسان تحرکه وتوجه نحو القيام بعمل ما.
- فقدان الثقة بالنفس:
والطالب الذي يعاني من ذلک عادة ما يکون ذا نظرة تشاؤميه، يشعر دائما بأن الأساتذة غير راضين عنه، ويفسر أي تعليق بأنه هجوم شخصي عليه، ويشعر بأنه أقل من الآخرين، وأنه ليس في مستوى ذکائهم. وينعکس ذلک على الامتحانات، فيکون غير واثق من إجابته، ودائما متردد، فيفکر في الغش الإلکتروني للتأکد من إجاباته، وکسبيل لتعويض النقص الذي بداخلة.
ب- عوامل عقليـــة:
ومن أهم العوامل العقلية ما يأتي:
- نسبة الذکاء:
وأشارت الدراسات إلى أن هناک ارتباط بين الذکاء والنجاح الدراسي، فعادة يتعثر الطالب في النجاح نتيجة انخفاض نسبة الذکاء عنده، أو عدم قدرته على استيعاب المادة الدراسية، فيکون اللجوء إلى الغش الإلکتروني هو الحل من أجل تحقيق النجاح.
- ضعف الانتباه:
وفي علم النفس التربوي نجد من المواضيع المرتبطة بالعوامل العقلية ولها تأثير على الطالب هي قدرته على الانتباه. فالانتباه عبارة عن قدرة الإنسان على ملاحظة شيء والترکيز فيه. ونتيجة لما يشعر به الطالب أثناء الامتحان من خوف وقلق وتوتر کما سبق وذکرنا، فإن ذلک يؤدي إلى تشتت انتباه الطالب وضعف ترکيزه، فيلجأ إلى الغش الإلکتروني کمهرب له.
- ضعف الاستذکار:
کثيرا ما يحاول الطالب أنْ يراجع المادة العلمية ويرکز على أهم النقاط، إلا أنه لا يسترجع شيء مما حفظة، مما يولد عنده اضطرابات نفسية وذلک بکره للدراسة ولومه لنفسه. وترتبط مشکلة الاستذکار بمشکلة سرحان الذهن وشروده، حيث يعاني کثير من الطلبة الجامعيين من حالة الشرود الذهني والسرحان وتشتت الانتباه، وعندما يجد نفسه لا يستطيع أنْ يتذکر شيئًا مما قام بحفظة، فيفکر في الغش الإلکتروني کملجأ له.
ثالثًا: عوامل اجتماعية
ويمکن لغرض الدراسة تقسيم تلک العوامل إلى ما يأتي:
- عوامل خاصة بالمجتمع - عوامل خاصة بالأسرة
عوامل خاصة بالمجتمع:
- ضعف الضبط الاجتماعي:
فالضبط الاجتماعي أحد وظائف العملية التربوية، ويطلق عليه أبن خلدون "الرقابة الاجتماعية"، وهي جميع التدابير التي يتخذها المجتمع لحمل الأفراد على السلوک السوي دون انحراف أو اعتداء. ونظرا لتدهور الضبط الاجتماعي أدى ذلک إلى ظهور العديد من أشکال الفساد والانحرافات والسلوکيات الغير مرغوبة، مثل الغش الإلکتروني والعنف وإدمان المخدرات والتعصب والسلبية واللامبالاة.
- اهتزاز الإطار القيمي وتغيير المعايير في المجتمع:
وتعرضت منظومة القيم الاجتماعية إلى هزات وتحولات غير مرغوب فيها، وانتابها نوع من الخلل نتيجة عوامل وظروف محددة، أدى ذلک إلى فقد النظام الاجتماعي قدرته على البقاء والالتزام وتزايدت ألوان الانحراف والفساد، مما جعل بعض الطلاب يستبيحون عملية ممارسة الغش الإلکتروني، وقد يفتخرون بما قاموا به، لأنه أصبح أمرًا عاديًا في المجتمع الذي يعيشون فيه.
- انتشار البطالة وتأثيرها على سلوک الطلاب:
وعندما يجد طلاب الجامعة أن زملائهم الخريجين أصبح مصريهم الجلوس على المقاهي، أو عدم وجود فرص عمل تتناسب مع الشهادة الجامعية التي حصلوا عليها، سوف يقل عندهم دافع المذاکرة والإنجاز، ويصابوا بنوع من اليأس والإحباط. ولاقتناعهم بعدم الاستفادة بهذه الشهادة الجامعية بعد التخرج، فيفکرون في الحصول عليها دون بذل مجهود أو تعب يذکر، وذلک بواسطة الغش الإلکتروني.
- تأثير رفاق السوء:
يحاول دائما الصديق السوء أنْ يجر صديقة إلى المعصية، ونجد ذلک کثير في حياتنا اليومية، وکثيرًا ما يقوم رفاق السوء بتشجيع زملائهم على ممارسة الغش الإلکتروني والدخول بالهاتف الجوال داخل لجان الامتحانات، ويبرروا ذلک على أنهم قاموا بممارسة هذا السلوک ولم يتم اکتشافهم أو ضبطهم، وأنه هو السبيل إلى النجاح، أو أن يقوم بمساعدة صديقه على الغش الإلکتروني واعتبار ذلک من واجبات الصداقة.
- عوامل خاصة بالأسرة:
ومن هذه العوامل الأسرية التي قد تؤثر على الطالب وتجعله يمارس الغش الإلکتروني ما يلي:
- تردي العلاقة بين الآباء والأبناء:
وتتمثل في قسوته أولياء الأمور في معاقبة أبنائهم في حالة فشلهم في الامتحان، مما يثير الخوف والرهبة في نفوس الطلاب، فيلجؤون إلى الغش الإلکتروني خوفا من المعاقبة.
- ثقافـــــــــــــة الوالدين:
وتندرج أيضا تحت العوامل الأسرية ضعف المستوى التعليمي والثقافي للوالدين، وعدم متابعة أحوال أبنائهم التعليمية، أو تهاونهم في تحذير أبنائهم بخطورة الغش الإلکتروني، أو تشجيعهم على ممارسة هذا السلوک بل ومساعدتهم في ذلک، أو الضغط على الأبناء لتحقيق التفوق والنجاح، أو الضغط عليهم لدخول قسم معين أو کلية معينه دون رغبة الابن لها...الخ، کل ذلک من العوامل التي تدفع الطلبة إلى المنافسة الغير المشروعة وممارسة الغش الإلکتروني.
رابعًا: عوامل اقتصاديــــــــة:
أن الظروف الاقتصادية للطالب لها دور في کبير في تشکيل شخصيته، والتي تنعکس أيضا على حياته الدراسية، وما يقوم به من سلوک أثناء الدراسة. ومن تلک الأمور المتعلقة بالناحية الاقتصادية ما يأتي:
- ضعف دخل الأسرة:
فضعف دخل الأسرة وعجزها عن تلبيه احتياجات ابنها. فعدم قدرة الطالب على دفع مصاريف الجامعة، أو شراء ما يحتاج إليه من کتب أو مذکرات...الخ، يجعله يضطر إلى اللجوء لأي عمل يقوم به إلى جانب الدراسة لکي يکون مصدر دخل له، فيبذل کثير من الوقت والجهد في العمل وکسب العيش، مما يؤدي إلى الانشغال عن دراسته الجامعية فيأتي يوم الامتحان وهو غير مستعد له مما قد يضر إلى ممارسة الغش.
- عدم توافر سکن مناسب:
کما أن بعد سکن بعض الطلاب عن الجامعة، وعدم قدرة الأسرة على توفير سکن له يستطيع فيه الدراسة بارتياح، مما يتسبب في إرهاق الطالب نفسيًا وبدنيًا، فيجعله غير قادر على متابعه الدراسة جيدًا، وحضوره المحاضرات بشکل مستمر. کل تلک الأمور تشکل عوامل يجد فيها الطالب أن الغش الإلکتروني هو المخرج من هذا الوضع، والسبيل إلى تحقيق النجاح.
خامسًا: عوامل تعليمية:
ومن أهم تلک العوامل المرتبة بالتعليم ما يأتي:
- عدم وضوح الهدف من التعليم:
فکثيرا ما يتبادر إلى ذهن الطالب ما الهدف من التعليم؟، وما فائدة الشهادة الجامعية التي سوف أحصل عليها؟، وماذا سأفعل بعد التخرج؟...الخ، وأحيانا لا يجد الطالب إجابة شافية على کل هذه الأسئلة التي تتبادر إلى ذهنه. ولعدم وضوح الهدف من التعليم، قلل من قيمته في نظر الطالب، وأصبح التعليم الجامعي مرحلة لابد من المرور عليها لعدم وجود بديل أخر، وأنها فقط مجرد شهادة جامعية سوف يحصل عليها، والتي من المعتقد في ذهنه عدم الاستفادة منها بعد التخرج، فيفکر في الحصول عليها بطرق غير مشروعة دون تعب أو إرهاق.
- نظام التنسيق يحرم الطلاب من دخول کليات تتناسب مع إمکانياتهم.
فاختيار الطالب التخصص أو الکلية التي لا تتفق مع ميوله واستعداداته وإمکانياته الحقيقية، يجعله يفشل دراسيًا. والتعثر الدراسي بداية لمشکلات عدة قد لا يستطيع تحملها نفسيًا واجتماعيًا، مما يصيبه بالإحباط، فيلجأ للغش الإلکتروني لتحقيق النجاح.
- طبيعة المادة العلمية:
تلعب طبيعة المادة العلمية دورًا کبيرًا في قبول الطلبة لدراستها أو النفور منها، فکثير ما تعتمد دراسة المادة العلمية على الحفظ وحشو أدمغة الطالب بالمعلومات دون کيفية استخدامها، وعدم تضمنها لأنواع من أنماط التفکير المختلفة، وکبر حجم المحتوى العلمي بها. فضلا عن ضعف ارتباطها بحاجات وميول ورغبات الطالب، وبالمشکلات التي تهمه، فيؤدي ذلک إلى کره الطالب للمادة العلمية والنفور منها، وعدم الرغبة في مذاکرتها، والحل في الغش الإلکتروني لتحقيق النجاح فيها.
- نظام التقويـــــــــــــم:
فإذا لم يجتاز الطالب الامتحان سوف يتم رسوبه وعدم الاعتراف به، وبالتالي أصبح نظام الامتحانات يشکل خطرًا صحيًا ونفسيًا على الطلبة وقد يجبرهم على اجتيازه بأي طريقة کانت. وقد يضر الطالب إلى التفکير في تخطي الامتحانات عن طريق الغش الإلکتروني لتحقيق النجاح خصوصا في ظل:
صعوبة الامتحانات المقدمة للطالب، وعدم مراعاة الفروق الفردية بها.
عدم تنوع أساليب التقويم الجامعي، وذلک بالاعتماد على الاختبارات التحريرية والابتعاد عن الاختبارات الشفهية.
نظام التقويم الجامعي الحالي لا يميز جيدا بين الطلاب.
ارتفاع نسبة علامة الاختبار النهائي.
سادسًا: عوامل خاصة تتعلق بالجامعة:
يسود في جامعاتنا خلال فترة الامتحانات جوًا مشحونًا بالتوترات والانفعالات، والاهتمام بالإعداد والتحضير لها، وهناک بعض الأسباب التي تتعلق بالجامعة قد تساهم في تشجيع بعض الطلبة على ممارسة الغش الإلکتروني منها:
- عوامل تتعلق بنظام الجامعة:
ضيق أماکن الامتحانات وجلوس الطلاب بصورة خاطئة، حيث نجد الطلاب في الامتحانات يجلسون على مقاعد خلف بعضهم البعض، دون وجود المسافة الکافية بين الطالب والآخر، مما يسهل في عملية الغش.
قلة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم في لجان الامتحانات، فنجد داخل اللجنة وما بهآ من عدد کبير من الطلاب يؤدون الامتحان، ولا يوجد سوى مراقب وأحد أو اثنان، فکيف لمراقب وأحد يستطيع مراقبة کل ذلک العدد من الطلاب؟.
تهاون بعض الملاحظين وعدم درايتهم بأساليب الغش الحديثة، وذلک لکون المراقبين من جيل استخدام الطرق التقليدية مثل "البراشيم" الورقية وغيرها، لذلک نجد الطلبة يستغلون عدم دراية المراقبين، ويستخدمون وسائل الغش الإلکتروني بأريحية ودون الخوف من العواقب.
تهاون إدارة الکليات في تطبيق العقوبات الرادعة للغش، فنجد في بعض الأحيان أنَّ المسئولين يرون أنَّ العقوبات الرادعة للغش الإلکتروني صارمة أکثر من أللازم، وتتهاون في تطبيقها، وبالتالي فهي تکون قد شجعت عليه بطريقة غير مباشرة.
عدم اهتمام الجامعة بنشر لوائح بخصوص معاقبة الطلاب الغشاشين، وتعريفهم بالإجراءات التي تترتب على ذلک.
ترتيب المواد الدراسية بطريقة غير صحيحة ضمن الجدول النهائي للامتحانات، فنجد کثير من الطلبة تشتکي من سوء جداول الامتحانات، وعدم ترتيب المواد بشکل جيد يريح الطلبة في المذاکرة، فنجد مادة سهلة وبسيطة يضعونها في أول يوم من أيام الامتحانات، في حين مادة أخرى صعبة وذات حجم أکبر يضعونها في منتصف الامتحانات، ولا يکون هناک فاصل کاف بينها وبين المادة التي تسبقها سوى يوم أو أثنين، مما يؤدي إلى ضغط الطالب في هذه المادة، وأحيانا عدم قدرته على الإنجاز وإنهاء المادة الدراسية قبل الوقت المحدد للامتحان.
ضعف آليات التنسيق بين الکلية وأسر الطلبة، فلا يوجد اتصال بين الکلية وأسر الطلاب لتخبرهم بمستوى أبنائهم التعليمية والأخلاقية، وأي سلوک يقومون به، لکي يکونوا على علم بذلک. فنجد الأسرة لا تعلم شيئًا عن أخبار أبنائها في الجامعة، وما هو التقدير الذي حصل عليه الطالب، أو ما هو السلوک الذي أرتکبه.
- الاکتظاظ داخل الأقسام ونقص الأنشطة الثقافية:
زيادة عدد الطلاب في القسم الواحد أو الشعبة الواحدة، حيث أحيانا يصل عدد الطلاب إلى أکثر من ألف طالب في بعض الکليات النظرية، مما يعطل من إلقاء المحاضرة بصورة سليمة ويحول دون الاستفادة المرجوة. وکثيرا لا تستوعب القاعة أو المکان المخصص لإلقاء المحاضرة کل ذلک العدد من الطلاب، فقد يضطر بعض الطلاب إلى الوقوف طول وقت المحاضرة لعدم توفر مکان للجلوس عليه. هذا بالإضافة إلى ضعف الوسائل السمعية والبصرية المستخدمة في إلقاء المحاضرات، مما يتيح فرصة التشويش وعدم الانتباه، وفي النهاية قد يلجأ إلى التفکير في الغش الإلکتروني لتعويض ما لم يتم إدراکه.
کما نلاحظ قلة الاهتمام بالأنشطة الثقافية والرحلات الميدانية، بالرغم من أنها تلعب دورًا کبيرًا في تنمية قدرات الطلاب، والتعبير عن ميولهم وتوجيهها إلى الوجهة السليمة، حيث أثبتت بعض الدراسات أهمية ذلک في النجاح والإقبال على الدراسة.
- عوامل خاصة بأعضاء هيئة التدريس:
إنَّ شخصية عضو هيئة التدريس وطريقة تدريسه من العوامل المهمة، والتي من المکن أنْ تکون لها علاقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بممارسة الطالب للغش الإلکتروني ومن تلک الأمور التي ترى الباحثة أنها تتعلق بأعضاء هيئة التدريس بالکليات:
سوء العلاقة بين بعض الأساتذة والطلاب.
توبيخ عضو هيئة التدريس للطالب ،مما قد يجعله يکره المادة الدراسية فيفشل بها.
ضعف شخصية عضو هيئة التدريس أثناء المراقبة في الامتحانات.
سابعًا: عوامل تکنولوجية
ومن العوامل التکنولوجية التي کانت عامل من عوامل انتشار الغش الإلکتروني بين الطلاب:
تنوع وسهولة الحصول على الوسائل التکنولوجية المؤدية للغش الإلکتروني ( کالهاتف المحمول، وسماعة البلوتوث، والنظارات الطبية...الخ.
إساءة استخدام هذه الوسائل من قبل الطالب، کما تحدثنا عن ذلک بالتفصيل في الفصل السابق.
إمکانية الهاکرز على اختراق أجهزة الأساتذة، وسرقة الامتحانات من عليها، وتسريبها للطلاب عن طريق شبکة الإنترنت.
ثامنًا: عوامل دينية
أ- ضعف الإيمان:
فالقلوب إذا ملئت بالإيمان بالله، لا يمکن أن تقدم على الغش الإلکتروني، وهي تعلم أن الله سبحانه وتعالى حرم الغش بوجه عام، وأن القيام بهذا السلوک يغضب الله.
ب- تزين الشيطان:
فالشيطان يزين لکثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تکون صعبة، ولا سبيل إلى تحقيق النجاح إلا بواسطة الغش الإلکتروني.
ج- غياب الوعي الديني:
أن غياب الوعي الديني في المجتمع جعل الطلاب لا يعرفون الکثير في أمور دينهم، حيث قليل ما تتحدث البرامج الدينية عن موضوع الغش الإلکتروني، أو توعي الطلاب بمخاطره، وتشجعهم على عدم القيام بهذا السلوک، أدى ذلک إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى بعض الطلاب.
تاسعًا: العوامل الإعلامية:
ومن الأمثلة على تأثير وسائل الأعلام على سلوکيات الطلبة وخاصة في فترة الامتحانات:
- اهتمام وسائل الإعلام بشکل مبالغ فيه بموضوع الامتحانات:
وعلي الرغم من اهتمام وسائل الإعلام بالامتحانات بصورة مبالغة إلا أنهم لا يعطون موضوع الغش الإلکتروني الاهتمام الکافي والتوعية بالمخاطر المترتبة عليه.
- تقديم بعض الأعمال الفنية التي قد تساهم في دفع الطلبة إلى ممارسة الغش:
کثير من الأعمال الفنية (مسلسلات، مسرحيات، منوعات فکاهية...الخ)، تتضمن ممارسة سلوکيات سيئة تحث على الغش وتشجع الطلاب على التمرد، مثل مسرحية مدرسة المشاغبين، وبعض الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على مشاهد يقوم فيها الشخص بالغش داخل لجنة الامتحان مستخدمًا الهاتف المحمول وإخفاءه داخل الملابس، برغم أنها تکون بهدف التشويق، إلا أنها تعلّم المشاهد طريق الغش الإلکتروني وتشجعه على ممارسته.
ثانيًا: أدوات الدراسة الميدانية:
ولتحقيق أهداف البحث بصورة عامة صَمَّمَت الباحثة استبانة احتوت الاستبانة في صورتها النهائية على ست وتسعين عبارة موزعة على أربعة محاور رئيسة کالآتي:
المحور الأول: المتعلق بالعوامل الثقافية المؤدية لظاهرة الغش الإلکتروني بين طلبة کليات جامعة أسيوط، واشتمل هذا المحور على ثلاث وأربعين عبارة والمحور الثاني: المتعلق بمظاهر الغش الإلکتروني التي قد يلجأ إليها بعض طلبة کليات جامعة أسيوط . وقداشتمل هذا المحور على تسع عشرة عبارة و المحور الثالث: المتعلق بالأثار التي تترتب على ظاهرة الغش الإلکتروني ، وقد تضمن هذا المحور إحدى عشرة عبارة و المحور الرابع: المتعلق بالنمو المهني للمعلم ونصابه وتکليفاته، وقد تضمن هذا المحور ثلاث عشرة عبارة.
و- تقنين الاستبانة: أما إجراءات تقنين الاستبانة فکانت کما يأتي:
صدق الاستبانة: ولحساب صدق الاستبانة استخدمت الباحثة صدق المحتوى حيث تم عرض الاستبانة على مجموعة من المحکمين من أساتذة التربية في کليات التربية بأسيوط ، جامعة أسيوط،.
ثبات الاستبانة: استخدمت الباحثة طريقة الاحتمال المنوالي حيث إنها مناسبة للدراسات التربوية الوصفية. وقد تم حساب معامل ثبات الاستبانة کل من خلال حساب الوسيط لمعاملات ثبات المحاور، وعليه بلغ معامل ثبات الاستبانة ککل هو (0,43) وهو معامل ثبات مناسب، وهذا يدل على صلاحية الاستبانة للتطبيق على أفراد العينة.
ثالثًا: نتائج الدراسة الميدانية:
أما فيما يتعلق بالدراسة الميدانية التي من خلالها حاولت الباحثة التعرف على آراء طلبة کليات جامعة أسيوط حول أربعة موضوعات رئيسة کانت هي: العوامل الثقافية التي تشکل أسبابَا لممارسة الغش الإلکتروني؛ وأهم مظاهر الغش الإلکتروني ، وأهم الأثار المترتبة على ظاهرة الغش الإلکتروني و أهم طرق مکافحة ظاهرة الغش الإلکتروني. وتم بناء استبانة احتوت على ست وتسعين عبارة دارت حول الموضوعات الأربعة السابقة وتم توزيع الاستبانة الکترونيًا على طلبة الکليات وتم تفريغ استجابات عينة البحث التي بلغت (900) طالبًا وکانت أهم آراء الطلبة کالآتي:
(1) فيما يتعلق بآراء جملة عينة الدراسة من طلبة الکليات النظرية وطلبة الکليات العملية حول محاور الاستبانة فقد کانت کالتالي :-
أنَّ هناک شبه إجماع من أفراد العينة على محاور الاستبانة الأربعة حيث لم تقل الأوزان النسبية لأي محورٍ من المحاور عن 0,74 وهذا اتفاق واضح وإيجابي من طلبة الکليات النظرية والعملية على ضرورة وأهمية عبارات ومحاور الاستبانة.
تراوحت الأوزان النسبية لإجمالي أفراد عينة الکليات النظرية على محاور الاستبانة الأربعة بين 0,79 و 0,85 هذا يدل على التوافق الإيجابي لجملة أفراد العينة من طلبة الکليات العملية على بنود الاستبانة.
تراوحت الأوزان النسبية لإجمالي أفراد عينة الکليات العملية على محاور الاستبانة الأربعة بين 0,74 و 0,82 هذا يدل على توافق أفراد العينة من طلبة الکليات النظرية على بنود الاستبانة.
وجدت الباحثة فرقَأ دالاً إحصائيَا بين فئتي العينة (طلبة الکليات النظرية وطلبة الکليات العملية) عند مستوى (0.01) لصالح مجموعة طلبة الکليات العملية فيم يتعلق ببنود المحور الأول الخاص بالعوامل الثقافية التي تشکل الأسباب والدوافع للممارسة الغش الإلکتروني في کليات جامعة أسيوط.
کما وجدت الباحثة فرقَأ دالاً إحصائيَا بين فئتي العينة (طلبة الکليات النظرية وطلبة الکليات العملية) عند مستوى (0.01) لصالح مجموعة طلبة الکليات العملية فيم يتعلق ببنود المحور الثاني الخاص بمظاهر الغش الإلکتروني.
کما وجدت الباحثة فرقَأ دالاً إحصائيَا بين فئتي العينة (طلبة الکليات النظرية وطلبة الکليات العملية) عند مستوى (0.05) لصالح مجموعة طلبة الکليات العملية فيم يتعلق ببنود المحور الثالث والخاص بالأثار المترتبة على ممارسة الغش الإلکتروني في کليات الجامعة على مصداقية عملية التقويم.
في حين وجدت الباحثة فرقَأ دالاً إحصائيَا بين فئتي العينة (طلبة الکليات النظرية وطلبة الکليات العملية) عند مستوى (0.05) لصالح مجموعة طلبة الکليات العملية فيم يتعلق ببنود المحور الرابع والخاص بالطرق والأساليب التي تتبعها جامعة أسيوط للتعامل مع ظاهرة الغش الإلکتروني ومنع حدوثها من البداية وإذا حدثت يتم التعامل الفوري معها بکل الطرق الممکنة لضمان نزاهة ومصداقية نظام التقويم الجامعي الذي ارتضته واستقرت الکليات عليه.
رابعًا: التصور المقترح:
تناولت الباحثة التصور المقترح لمکافحة ظاهرة الغش الإلکتروني في ضوء ما أسفرت عنه الدراسة النظرية والميدانية التي أتمتها الباحثة.
· فلسفة التصور المقترح:
يقوم هذا التصور المقترح على فلسفة مضمونها تحديد أهم الطرق والأساليب التي يجب أنْ تتخذها الجامعة لمکافحة الغش الإلکتروني.
· أهداف التصور المقترح:
- في ضوء نتائج الدراسة الميدانية يتم تحديد أهم طرق مکافحة الغش الإلکتروني في الجامعة.
- تحديد أهم الآليات التي يمکن أنْ تقوم بها الجامعة لمکافحة الغش الإلکتروني في الجامعة.
- نشر ثقافة الجد والاجتهاد والأمانة العلمية بين جموع الطلبة لضمان مصداقية نظام التقويم في الجامعة ليطمئن کل طالب أنه حصل على کامل حقوقه تشجيعًا للتنافسية الشريفة بين الطلبة.
أهم الطرق والأساليب التي يمکن أنْ تقوم بها الجامعة لمناهضة الغش الإلکتروني.
- أن توفر الجامعة برامج الحماية الکافية لشبکة المعلومات لضمان الحفاظ عل البيانات والمعلومات التي تحتويها الجامعة والحد من قدرة القراصنة والمخترقين إلى تلک المعلومات ومنها الامتحانات التي يتتبعها الکثير من الطلبة للحصول على الامتحانات عبر تلک الشبکة.
- حُسن اختيار المختصين في تکنولوجيا الاتصال والمعلومات العاملين في شبکة معلومات الجامعة حتى لا يلجأ أصحاب النفوس المريضة إلى التواطؤ مع مجموعات الغش أو بعض الطلبة على قرصنة الامتحانات من على أجهزة الأساتذة المرتبطة بشبکة حواسيب الجامعة.
- ضمان تدفق البيانات والمعلومات عبر الشبکة الدولية من خلال المراقبة الجادة حتى لا يستطيع القراصنة أو ما يعرف بـ "الهاکرز" المحترفين من تتبع والحصول على البيانات التي يرغبون فيها والتي قد تعرض مؤسسات الدولة للخطر ومنها الجامعة والامتحانات فيها.
- توفير المختصين في تکنولوجيا الاتصال والمعلومات في تتبع ومراقبة شبکة مجموعات الغش التي تنشط في أيام الامتحانات ويکون هدفها التواصل والحصول على الأسئلة بأي من الطرق الممکنة ومن ثم إرسالها مرة أخرى إلى الممتحنين في قاعات الامتحانات.
قائمة المراجع:
أولًا المراجع العربية
1- حمدي أبوزيد، الغش في الامتحانات بالمحمول والساعة وال" أم بي 3" مجلة البيان، 23 يناير 2010م.
2-حلاسي هاجر وعزيزي أميرة، " العوامل النفسو اجتماعية لظاهرة الغش في الامتحانات من وجهة نظر الطالب الجامعي: دراسة ميدانية بجامعة "8 مايو 1945 بقالمة "، رسالة ماجستير، جامعة قالمة 8 مايو 1945م، 2016م.
3-سعد محمد حسن، " الأبعاد الاجتماعية لظاهرة الغش في الامتحانات"، المجلة الليبية العالمية، العدد الثاني، مارس، 2015م.
4-عصام کامل، " أغرب طرق الغش في الامتحانات"، مجلة فيتو، الاثنين ، 6 أغسطس، 2018م.
5-عماد حسين عبيد المرشدي، " ظاهرة الغش وأثرها على الطالب والمجتمع"، مجلة کلية التربية، جامعة بابل، العدد الثاني ، 2014م.
6-فضيلة عرفات، " ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية: أسبابها وأساليبها وطرق علاجها"، مجلة قراءات، 2009م.
7-لطيفة حسين الکندري، " ظاهرة الغش في الاختبارات: أسبابها وأشکالها من منظور طلبة کلية التربية الأساسية في دولة الکويت"، کلية التربية الأساسية، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، 2010م.
8-مصطفى عبد السميع، "مقترح معايير المعلم العربي"، صحيفة التربية، تصدرها رابطة خريجي معاهد وکليات التربية، العدد الرابع، السنة 58، مايو 2007م.
المراجع الأجنبية
9-Bain, Liza Z. " How Students Use Technology to Cheat and What Faculty Members Can Do About It," Information Systems Education Journal, Vol. 13, No. 5, September 2016,
10-Best, Linda M. and Donald J. Shelley, " Academic Dishonesty: Does Social Media Allow for Increased and More Sophisticated Levels of Student Cheating," International Journal of Information and Communication Technology Education. Vol. 14m No. 3, Article 1, 2018.
11-Burgason, Kyle A. Ophir Sefiha, and Lisa Briggs, Cheating is in the Eye of the Beholder: And Evolving Understanding of Academic Misconduct, "Innovative Higher Education", Vol.44,NO. 3,Jun 2019.
12-Copaldi, Mindy ,The Use of Exam Notes in an Online Matheanation Course, "Journal of Educators Online", Vol. 16, NO. 1, July 2019.
13-Forkuor, John Boulard , Jessica Amarteifio, Douglas Gdango Attoh, and Mavis Ama Buari, Students Perception of Cheating and the Best Time to Cheat during the Examinations, "Urban Review: Issues and Ideas in Public Education", vol. 51, No. 3,Sep 2019.
14-Mebratu Mulatu Bachory, "The Nature, Causes and Practices of Academic Disshonesty/Cheating in Higher Education: The Case of Hawassa University," Journal of Education and Practice, Vol. 7, N0. 19, 2016.
15-Sattler, Sabastian, Wiegel, Constantin and Van Veen, Floris , " The Use Frequency of 10 Different Methods for Preventing and Detecting Academic Dishonesty and the Factors Influencing Their use," Studies of Higher Education, Vol. 42, No. 6, 2017.
16-Tayan , Bilal M. " Academic Misconduct : An Investigation Into Male Students" Perceptions , Experiences & Attitudes towards Cheating and Plagiarism in a Middle Eastern University , Journal of Education and Learning, Vol. 6, No. 1, 2017.
المراجع
قائمة المراجع:
أولًا المراجع العربية
1- حمدي أبوزيد، الغش في الامتحانات بالمحمول والساعة وال" أم بي 3" مجلة البيان، 23 يناير 2010م.
2-حلاسي هاجر وعزيزي أميرة، " العوامل النفسو اجتماعية لظاهرة الغش في الامتحانات من وجهة نظر الطالب الجامعي: دراسة ميدانية بجامعة "8 مايو 1945 بقالمة "، رسالة ماجستير، جامعة قالمة 8 مايو 1945م، 2016م.
3-سعد محمد حسن، " الأبعاد الاجتماعية لظاهرة الغش في الامتحانات"، المجلة الليبية العالمية، العدد الثاني، مارس، 2015م.
4-عصام کامل، " أغرب طرق الغش في الامتحانات"، مجلة فيتو، الاثنين ، 6 أغسطس، 2018م.
5-عماد حسين عبيد المرشدي، " ظاهرة الغش وأثرها على الطالب والمجتمع"، مجلة کلية التربية، جامعة بابل، العدد الثاني ، 2014م.
6-فضيلة عرفات، " ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية: أسبابها وأساليبها وطرق علاجها"، مجلة قراءات، 2009م.
7-لطيفة حسين الکندري، " ظاهرة الغش في الاختبارات: أسبابها وأشکالها من منظور طلبة کلية التربية الأساسية في دولة الکويت"، کلية التربية الأساسية، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، 2010م.
8-مصطفى عبد السميع، "مقترح معايير المعلم العربي"، صحيفة التربية، تصدرها رابطة خريجي معاهد وکليات التربية، العدد الرابع، السنة 58، مايو 2007م.
المراجع الأجنبية
9-Bain, Liza Z. " How Students Use Technology to Cheat and What Faculty Members Can Do About It," Information Systems Education Journal, Vol. 13, No. 5, September 2016,
10-Best, Linda M. and Donald J. Shelley, " Academic Dishonesty: Does Social Media Allow for Increased and More Sophisticated Levels of Student Cheating," International Journal of Information and Communication Technology Education. Vol. 14m No. 3, Article 1, 2018.
11-Burgason, Kyle A. Ophir Sefiha, and Lisa Briggs, Cheating is in the Eye of the Beholder: And Evolving Understanding of Academic Misconduct, "Innovative Higher Education", Vol.44,NO. 3,Jun 2019.
12-Copaldi, Mindy ,The Use of Exam Notes in an Online Matheanation Course, "Journal of Educators Online", Vol. 16, NO. 1, July 2019.
13-Forkuor, John Boulard , Jessica Amarteifio, Douglas Gdango Attoh, and Mavis Ama Buari, Students Perception of Cheating and the Best Time to Cheat during the Examinations, "Urban Review: Issues and Ideas in Public Education", vol. 51, No. 3,Sep 2019.
14-Mebratu Mulatu Bachory, "The Nature, Causes and Practices of Academic Disshonesty/Cheating in Higher Education: The Case of Hawassa University," Journal of Education and Practice, Vol. 7, N0. 19, 2016.
15-Sattler, Sabastian, Wiegel, Constantin and Van Veen, Floris , " The Use Frequency of 10 Different Methods for Preventing and Detecting Academic Dishonesty and the Factors Influencing Their use," Studies of Higher Education, Vol. 42, No. 6, 2017.
16-Tayan , Bilal M. " Academic Misconduct : An Investigation Into Male Students" Perceptions , Experiences & Attitudes towards Cheating and Plagiarism in a Middle Eastern University , Journal of Education and Learning, Vol. 6, No. 1, 2017.