محمد الخويطر, أروى, عبدالله المفيز, خولة. (2019). الرقابة الإدارية في الإسلام (نماذج تطبيقية). المجلة التربوية لتعليم الکبار, 1(4), 61-76. doi: 10.21608/altc.2019.116896
أروى محمد الخويطر; خولة عبدالله المفيز. "الرقابة الإدارية في الإسلام (نماذج تطبيقية)". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 1, 4, 2019, 61-76. doi: 10.21608/altc.2019.116896
محمد الخويطر, أروى, عبدالله المفيز, خولة. (2019). 'الرقابة الإدارية في الإسلام (نماذج تطبيقية)', المجلة التربوية لتعليم الکبار, 1(4), pp. 61-76. doi: 10.21608/altc.2019.116896
محمد الخويطر, أروى, عبدالله المفيز, خولة. الرقابة الإدارية في الإسلام (نماذج تطبيقية). المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2019; 1(4): 61-76. doi: 10.21608/altc.2019.116896
قال الله تعالى :}وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ{ (التوبة : 105(
تعتبر الإدارة الرشيدة من أهم سبل إصلاح المجتمع في الدولة الحديثة, ولا تقوم الإدارة الرشيدة إلا برقابة حازمة دقيقة ترد المخطئ إلى الصواب وتؤاخذ المقصر, وتثيب المجد. وهکذا کان موضوع الرقابة على أعمال الإدارة من أدق وأهم موضوعات الإدارة العامة والقانون الإداري في النظم الوضعية. وإذا کان هذا هو الحال بالنسبة للنظم الوضعية فإن الرقابة على أعمال الإدارة في النظام الإسلامي لا تقل أهمية. فرغم أن عمال الإدارة في الدولة الإسلامية کانوا على درجة من التقوى والصلاح بما لا يستلزم رقابة دقيقة, فهم رقباء على أنفسهم لعلمهم أن الله سبحانه وتعالى مطلع على أعمالهم . إلا أن القيادة الحکيمة في الدولة الإسلامية استلزمت أن تقوم برقابة حاسمة فعالة على عمال الإدارة وعلى سلوکهم وتصرفاتهم (الحکيم، 1976).
قال الله تعالى :}وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ{ (التوبة : 105(
تعتبر الإدارة الرشیدة من أهم سبل إصلاح المجتمع فی الدولة الحدیثة, ولا تقوم الإدارة الرشیدة إلا برقابة حازمة دقیقة ترد المخطئ إلى الصواب وتؤاخذ المقصر, وتثیب المجد. وهکذا کان موضوع الرقابة على أعمال الإدارة من أدق وأهم موضوعات الإدارة العامة والقانون الإداری فی النظم الوضعیة. وإذا کان هذا هو الحال بالنسبة للنظم الوضعیة فإن الرقابة على أعمال الإدارة فی النظام الإسلامی لا تقل أهمیة. فرغم أن عمال الإدارة فی الدولة الإسلامیة کانوا على درجة من التقوى والصلاح بما لا یستلزم رقابة دقیقة, فهم رقباء على أنفسهم لعلمهم أن الله سبحانه وتعالى مطلع على أعمالهم . إلا أن القیادة الحکیمة فی الدولة الإسلامیة استلزمت أن تقوم برقابة حاسمة فعالة على عمال الإدارة وعلى سلوکهم وتصرفاتهم (الحکیم، 1976).
فالمسلم مطالب بطاعة أولی الأمر, وقیادة المسلمین تخضع للتقییم, فهذا أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب یطالب الناس بتصحیح الاعوجاج الذی یمکن أن یوجد فی سلوکه, ((من رأى منکم فیّ اعوجاجاً فلیقومه)), وللقاعدة وجهة نظرها فی اتخاذ القرارات } وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَیْنَهُمْ { (سورة الشورى :38) , والمسؤولیة فی العمل تقع على الجمیع } فَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْرًا یَرَهُ (7) وَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (8){ وهکذا(عریفج، 2007، ص 21).
وقد بیّن (الأشعری، 2000) أن الرقابة تکون سابقةً لأی عمل إداری للتأکد من مشروعیته, ومرافقةً اثناء العمل للتأکد من سلامة الأداء, ولاحقة بعد الانتهاء منه (سابقة ومرافقة ولاحقة ) وذلک لمعرفة مدى تحقیق الأهداف المحددة مسبقاً .
ووضعیاً تعتبر الرقابة من أهم حلقات سلسلة العناصر الإداریة وتبرز أهمیتها فی توجیه المرؤوسین وزیادة حماسهم لعملهم وتصحیح مسارهم کما أنها تعمل على قیاس درجة أداء العاملین فی أنشطتهم المختلفة فی المنظمة ومتابعة وتقویم نتائج جهودهم وتصحیح أیه انحرافات فی حالة وجودها ومنع تکرارها فی المستقبل (حسان و العجمی، 2010، ص 119).
وقد وضع مؤسس الإدارة الحدیثة هنری فایول - مؤلف کتاب "النظریة الکلاسیکیة" – الرقابة ضمن سلسلة الوظائف الأساسیة الخمسة للإدارة وهی (التخطیط، التنظیم، التوظیف، التوجیه، الرقابة).
وحیث أن التّخطیط، والتنظیم، والتّوظیف، والتوجیه وظائف یجب أن تتم متابعتها للحفاظ على کفاءتها وفاعلیتها . لذلک فالرقابة آخر الوظائف الخمسة للإدارة، وهی المعنیّة بالفعل بمتابعة کلّ من هذه الوظائف لتقییم أداء المنظّمة تجاه تحقیق أهدافها . (الحر,2018)
مفهوم الرقابة
الرقیب فی اللغة
الرقیب : فعیل بمعنى فاعل وهو الموصوف بالمراقبة، والرقابة تأتی بمعنى الحفظ والحراسة والانتظار مع الحذر والترقب.
فی أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِـیبُ: وهو الحافظُ الذی لا یَغیبُ عنه شیءٌ ؛ فَعِـیلٌ بمعنى فاعل .
وعرفها (النمر، خاشقجی، محمود، و حمزاوی، 2006) فیقول : (إن الرقابة الإداریة تعرف على أنها مراجعة الإنجاز وفقاً للخطط الموضوعة کما تعرف بأنها : عملیة قیاس النتائج الفعلیة ومقارنتها بالمعاییر أو الخطط الموضوعة ومعرفة أسباب الانحرافات بین النتائج المتحققة والنتائج المطلوبة واتخاذ فعل تصحیحی. کما تعرف الرقابة أیضاً على أنها عملیة قیاس الإنجاز المتحقق وفقاً للأهداف المرسومة, ومقارنة ما حصل فعلاً مع ما کان متوقعاً حدوثه ).
وبیّن (الأشعری، 2000) مفهوم الرقابة فی الإدارة الإسلامیة : هو وظیفة إداریة فردیة وجماعیة ومهمتها متابعة النشاط الإداری وفحصه داخل المنظمة بموضوعیة بهدف التقویم أو التغییر عند اللزوم وذلک للتأکد من سلامة ومشروعیة العملیة الإداریة أداء ووسیلة وغایة, وتنفیذاً للواجب وانقیاداً لقول الله تبارک وتعالى فی وصف المؤمنین : (وَالَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون :8) واستشعاراً للمسؤولیة وامتثالاً لقول المصطفى علیه الصلاة والسلام على آله و صحبه: (کلکم راعٍ وکلکم مسؤولٌ عن رعیته).
أما (المطیری ح.، 1417، ص 191) فقد عرفها بقوله : تعنی الرقابة متابعة ومراقبة وملاحظة وتقییم التصرفات والأشیاء بواسطة الفرد ذاته أو بواسطة الغیر وذلک بهدف التأکد من أنها تتم وفق قواعد وأحکام الشریعة الإسلامیة وبیان الانحرافات والأخطاء تمهیداً لعلاجها والقضاء علیها .
وترى الباحثتان أن الرقابة فی الإدارة الإسلامیة تعنی : مراقبة الله فی جمیع الأعمال الظاهرة والباطنة, ویشمل ذلک مراقبة الذات ومحاسبتها خوفاً من الله تعالى وعدلاً وإحساناً, وذلک من قوله تعالى : (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) (آل عمران : 156) ومراقبة الرعیّة وتحمل مسؤولیتها وذلک من قوله رسول الله صلى الله علیه وسلم (أَلاَ کُلُّکُمْ رَاعٍ وَکُلُّکُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ) ومراقبة الجماعة بالأمر بالمعروف والنهی عن المنکر من قوله تعالى: (کُنتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ).
الرقابة فی الإسلام
أولا : الرقابة فی القرآن
معنى الرقیب جل جلاله
ورد اسم الله الرقیب فی القرآن ثلاث مرات: فی قوله تعالى{وَکُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیدًا مَا دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی کُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ}[المائدة: 117]، وقوله { إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَیْکُمْ رَقِیبًا}[النساء:1]،وقوله{ وَکَانَ اللَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ رَقِیبًا} [الأحزاب: 52]
قال (السعدی, 2000, 163), رقیب : أی مطلع على العباد فی حال حرکاتـهم وسکونـهم، وسرهم وعلنهم، وجمیع أحوالهم، مراقبا لهم فیها مما یوجب مراقبته، وشدة الحیاء منه، بلزوم تقواه.
وقال (القرطبی، 1995، ص 401,402) فی تفسیر اسم الرقیب : رقیب؛ بمعنى: رَاقِب، فهو من صفات ذاته، راجعة إلى العلم والسمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقیب على الأشیاء بعلمه المقدس عن مباشرة النسیان، ورقیب للمبصَرات ببصره الذی لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقیب للمسموعات بسمعه الـمُدرِکِ لکل حرکة وکلام؛ فهو سبحانه رقیب علیها بهذه الصفات، تحت رِقبته, الکلیات والجزئیات وجمیع الخفیات فی الأرضین والسماوات، ولا خفیَّ عنده، بل جمیع الموجودات کلها على نمطٍ واحدٍ، فی أنها تحت رِقبته التی هی من صفته.
الآیات الکریمة التی دلًت على الرقابة(صراحةً ومعنى) فی القرآن الکریم
ترکز الرقابة فی القرآن الکریم على تنمیة الرقابة الذاتیة ومحاسبة النفس أولاً بأول , ثم مراقبة الله عز و جل فی کل ما یفعل الإنسان سواء فی العمل أو فی العبادة أو التعاملات, کما أن الله سبحانه و تعالى لا یرید إلا بالناس خیراً و هو أرحم بهم من أمهاتهم اللاتی ولدنهم, لذا فباب التوبة مفتوح لعلاج الخطأ والاستغفار من الذنوب, کما أن الترکیز یتمحور حول المسئولیة الفردیة عن الخطأ الذی یرتکبه الشخص (الرب، 2008، ص 304).
أشار (سلیمان، 2010) " إلى عدد من الآیات القرآنیة التی تناولت معنى الرقابة وتفسیرها ومن هذه الآیات قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِی جَعَلَکُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَکُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّیَبْلُوَکُمْ فِی مَا آتَاکُمْ إِنَّ رَبَّکَ سَرِیعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِیمٌ ) (الأعراف 165) " وفی ظل تسلسل المستویات داخل المنظمة، فإن کل رئیس لوحدة تنظیمیة قد یکون مرؤوساً أمام رئیس أعلى منه، ومن هنا یستطیع الرئیس أن یباشر الرقابة على المجموعة من الأفراد الذین یشرف علیهم .
إن القرآن یغرس فی النفس رقیباً دائماً یقظاً من مخافة الله وإطلاعه على السر وأخفى. من ذلک قوله تعالى:( یَوْمَ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِیعاً فَیُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ ) (المجادلة 6), یقول الإمام الطبری "أحصى الله ما عملوه فعده علیهم وأثبته ونسیه عاملوه ,کل شیء عملوه وغیره من أمر خلقه شهید یعنی شاهد ویحیط به فلا یعزب عنه شیء منه" .
یقول سید قطب رحمه الله" إن کانوا هم نسوه فإن الله أحصاه بعلمه وإطلاعه وشهوده وحضوره فهو شاهد حاضر للعون والرعایة، وهو شاهد حاضر للحرب والنکایة، فلیطمئن بشهوده وحضوره المؤمنون، ولیحذر من شهوده وحضوره الکافرون" . ومن ذلک قوله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یعلم مَا فِی السَّمَوَاتِ وَمَا فِی الأَرْضِ مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِکَ وَلاَ أَکْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَیْنَ مَا کَانُوا ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا یَوْمَ القِیَامَةِ إِنَّ اللّهَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ)( المجادلة 7)
ومن نصوص القرآن التی تتحدث عن الرقابة قوله تعالى"وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا یَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمْ لِیَوْمٍ تَشْخَصُ فِیهِ الأَبْصَارُ (42ابراهیم) یقول الإمام ابن کثیر رحمه الله" یقول الله ولا تحسبن الله یا محمد غافلاً عما یعمل الظالمون، أی لا تحسبنه إذا أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم لا یعاقبهم على صنعهم بل هو یحصی ذلک علیهم ویعده علیهم غداً"" (سلیمان، 2010، ص150)
ثانیاً: الرقابة فی السنة النبویة
دلت السنة النبویة , على ضرورة الإشراف على الأمور وتفحصها, ومن باب الاهتمام بهذا الجانب أمر الرسول صلى الله علیه وسلم امته بتولیه ولاة الامور على الجماعة الإسلامیة لکی یردوا الأمانات إلى أهلها ولیحکموا بینهم بالعدل (صالح، 2001، ص 11).
عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه فی حدیثه الطویل عندما أتى سیدنا حبریل یسأل سیدنا محمد صلى الله علیه وسلم وسیدنا جبریل یصدّقه ... قال " أی سیدنا جبریل " أخبرنی عن الإحسان قال : أن تعبد الله کأنک تراه فإن لم تکن تراه فإنه یراک .. إلى آخر الحدیث (صحیح مسلم ) (الرب، 2008، ص 310).
إن من کمال هذه الشریعة اهتمامها بجمیع شؤون الحیاة التی تتعلق بالإنسان، ولهذا أمرت کل فرد القیام بمسئولیته على قدر موقعه ومکانته، فی الصحیح عنه صلى الله علیه وسلم قال: "کُلُّکُمْ رَاعٍ، وَکُلُّکُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِی أَهْلِهِ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِیَةٌ فِی بَیْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِیَّتِهَا، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِی مَالِ أَبِیهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ، أَلاَ کُلُّکُمْ رَاعٍ وَکُلُّکُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِیَّتِهِ" (آل الشیخ، 1434).
وعلى مستوى التطبیق العملی فی عهد الرسول صلى الله علیه وسلم , نجد ما یؤکد دور الرقابة والاشراف فی تنظیم الأسس الإداریة الناشئة , فلقد ولى الرسول صلى الله علیه وسلم عددا من الولاة على المدن والولایات الأخرى کمکة والطائف والیمن وغیرها , کما أمر على السرایا , وبعث العمال على الصدقات. وفی الوقت الذی تخیر هؤلاء ممن عرفوا بالصلاح والتقوى والأمانة . وکان الرسول صلى الله علیه وسلم یستوفی الحساب على عماله فیحاسبهم على المستخرج والمصروف (صالح، 2001، ص 11).
وفی ضوء ما تقدم یمکن تلخیص اهداف عملیات الرقابة الإداریة فی المنهج کالآتی :
1- تشخیص الانحرافات السلبیة فی أداء العاملین وسلوکهم عن مبادئ وقواعد المنهج الاسلامی فی العبادات والمعاملات.
2- تحدید العوامل والمتغیرات المسببة للانحرافات السلبیة بین الاداء المطلوب والاداء المتحقق .
3- اتخاذ الإجراءات التی تسهم فی منع تکرار الانحرافات السلبیة فی المستقبل .
4- مساءلة العاملین الذین یکون مستوى ادائهم وسلوکهم مخالفاً لمبادئ الدین الاسلامی .
5- مکافأة الاکفاء, ومعاقبة المقصرین تطبیقاً لقوله تعالى(فَمَن یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْرًا یَرَهُ ) (الزلزلة 7-8) , وقوله تعالى (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِکُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ...) (الإسراء 7), بهدف تحفیز الاکفاء على الاستمرار على الأداء والسلوک المتمیز, وفی الوقت نفسه حث المقصرین على الارتقاء بأدائهم وسلوکهم إلى المستویات المطلوبة.
6- جلب المنافع للمنظمة, وللعاملین فیها, وللمتعاملین معها, والمستفیدین من السلع والخدمات التی تقوم بإنتاجها وتسویقها, ودرء المفاسد عن جمیع تلک الأطراف من أجل خیر العباد والبلاد (موسى و فاطمة، 2011، ص 329).
أشکال الرقابة الإداریة فی الإسلام :
یمکن تقسیم أشکال الرقابة الإداریة فی الإسلام بناءً على ما تضمنته الآیة القرآنیة من مضامین رقابیة فی قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة : 105) إلى المستویات التالیة :
1- الرقابة الذاتیة
یتولى عملیة الرقابة الذاتیة ضمیر الفرد المؤمن بأن الله سبحانه وتعالى یراقب جمیع أقوال الافراد, وسلوکهم, وأداءهم للأعمال المکلفین بها, وتعاملهم مع الآخرین فی مختلف الظروف والأحوال بصورة مستمرة, ولا یعزب عنه مثقال ذرة من اعمالهم واقوالهم الظاهر منها والمخفی, سواء کانت خیراً او شراً, وما یعتزمون القیام به فی المستقبل, ولذلک ینبغی ان یعول على هذا النوع من الرقابة کثیراً فهی تمنع الفرد ذاتیاً ان یکون اداؤه, وسلوکه, وعلاقاته مخالفة لمبادئ الدین الاسلامی الحنیف (موسى و فاطمة، 2011، ص 331) . وقد روی عن النبی صلى الله علیه وسلم قوله : (استفت قلبک وإن أفتاک المفتون) وفی الحدیث الآخر: (البر حسن الخلق والإثم ما حاک فی نفسک وکرهت أن یطلع علیه الناس) (القنادیلی، 2007، ص 39).
وقد عرفها (الأشعری، 2000، ص 359) بأنها (إحساس داخلی للموظف منشأه الایمان الذی لا یخامره شک بأن الله جلّت قدرته یرى جمیع تصرفاته الصغیرة والکبیرة والخفیة والمعلنة, وأنه محاسب علیها, وهی ما تشیر إلیه الآیة الکریمة : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: 105) ویقوده هذا الإحساس إلى اتباع العمل الحسن واجتناب العمل السیء طاعة للمولى عزّ و جلّ .
وتطبق هذه الرقابة من خلال قیام عضو الإدارة فی الجهاز الإداری بإعادة النظر فی أعماله وتصرفاته الإداریة التی أمضاها, لیتحقق بنفسه من سلامتها وصحة مشروعیتها, وعدم مخالفتها لقواعد الشریعة الإسلامیة وأحکامها أو لما صدر إلیه من أوامر وتوجیهات من رؤساءه الإداریین, أو إعادة بحث مدى ملائمة تصرفه لمقتضى العدالة, لیبادر من تلقاء نفسه فی حالة اکتشافه لخطأ ما فی سلوکه الإداری بتصحیح ذلک من خلال إلغائه أو تعدیله وقد تضافرت الأدلة النقلیة فی القرآن الکریم والسنة النبویة على وجوب التوبة من الذنوب والحث علیه فقال تعالى فی محکم آیاته (کُلُّ نَفْسٍ بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ) (المدثر 38) (صالح، 2001، ص 31).
وتجدر الإشارة إلى أن جمیع الأنظمة والتعلیمات والقوانین الوضعیة التی تناولت موضوع الرقابة تهدف إلى جعل الافراد یهابون السلطة, ویخافون من العقوبات التی تصدرها بحقهم فی حالة مخالفتهم لتعلیماتها, ولکن الوقائع أثبتت بشکل لا یقبل الجدل والمناقشة أن هذا الخوف لا یکفی لضمان التزام الافراد بالتعلیمات, وتطبیق الاجراءات المحددة من قبل السلطة, بینما الایمان بان الله یراقب الفرد فی کل مکان وزمان یسهم فی تنمیة شعور ذاتی لدى الفرد بأهمیة الالتزام بما یرضی الله, وتطبیق أحکامه فی العمل, وفی علاقاته مع الآخرین, ویوفر رقیباً فی داخل الانسان لا یمکن خداعه ولا یمکن استغفاله (موسى و فاطمة، 2011، ص 333).
والرقابة الذاتیة عملیة مستمرة ودائمة ولیست جامدة ومؤقته وهی هاجس الموظف المؤمن رئیساً ومرؤوساً بأنه إذا خفی عمله القبیح عن عیون الناس فإن رب الناس یراه, حیث لا تخفى علیه خافیة فی الأرض ولا فی السماء, وأنه سوف یعرض علیه یوم الحساب وفی یده صحائف عمله, یقول الله تعالى : ( وَکُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِی عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ کِتَابًا یَلْقَاهُ مَنشُورًا) (الإسراء , 13) وهذه هی حقیقة الرقابة فکراً ومنهجاً وممارسة.
والتاریخ الإسلامی یزخر بشواهد کثیرة تدل على عمق الرقابة الذاتیة فی حیاة الناس, منها تلک الواقعة المشهورة الخاصة بنقاش ما دار بین أم وابنتها التی کانت تخلط اللبن. إذ طلبت الأم من البنت أن تخلط اللبن بالماء لتزید من کمیته وأنه لا عمر یراها ولا أحد یراها من رجاله. فأجابتها ابنتها جواب الخائفین من الله عزّ و تعالى والراغبین إلیه والمتوکلین علیه بموضوعیة وطمأنینة بقولها : إذا کان عمر لا یرانا فإن الله سبحانه وتعالى یرى متقلّبنا ومثوانا لأنه یعلم ما فی الضمیر ویسمع (الأشعری، 2000) .
2- رقابة الأجهزة التنفیذیة (الرقابة الإداریة )
وقد أکد المنهج الإسلامی أهمیة رقابة الأجهزة التنفیذیة فی قوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة 105) , ویتبین من هذه الآیة الکریمة أن السلطة التنفیذیة کانت فی صدر الإسلام تتمثل بالرسول محمد صلى الله علیه وسلم فقد کان على رأس السلطة التنفیذیة آنذاک التی تقع علیها مسؤولیة مراقبة اداء الأفراد للعبادات والمعاملات بهدف التأکد من قیامهم بها على وفق احکام المنهج الاسلامی(موسى و فاطمة، 2011).
وبالتالی فهی تعرف بأنها (متابعة القائد الإداری , لأعمال معاونیه ونشاطات منسوبی الجهاز الإداری للمنشأة , وهی تتمثل فی کل من أخذ دور النبی صلى الله علیه وسلم وعلى آله وصحبه فی الإدارة والحکم کالخلفاء الراشدین والأمویین والعباسیین ونوابهم کالأمراء والوزراء والمدراء والولاة وغیرهم من القادة المسلمین إلى یوم الدین ) (الأشعری، 2000).
أجهزة الرقابة الإداریة
تمثل الرقابة فی التصور الإسلامی امتداداً لنظام الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر , ومن ثم تطور نظام الحسبة والشرطة . وللرقابة فی الإسلام مکانة رفیعة , وبناءً علیها تحدث المحاسبة , ویکون الجزاء وتصحح الانحرافات , وتعد الرقابة فی الإسلام ضمانة لحق العباد المصون فی الشریعة الإسلامیة . ومن ثم ظهر مفهوم الحسبة , والرقابة القضائیة فی الشریعة الإسلامیة . وتفنن المسلمون فی تأصیلها وتوظیفها فی الخدمة العامة وتحقیق الصالح العام (زواقة، 2015، ص 191).
إن الإدارة الإسلامیة والرقابة على هذه الإدارة کانت من الدقة ومن التنظیم بما یشهد لرجال الإدارة المسلمین بالکفاءة والقدرة . ولم تکن هذه الکفاءة والقدرة مکتسبة بالدراسة والتحصیل ولکنها کانت نابتة مع الإیمان والإخلاص وفهمهم الکامل لروح الشریعة الإسلامی ومقاصدها (الحکیم، 1976، ص 4).
وقد اتجهت الدولة العربیة الإسلامیة , منذ بدء عهد الخلافة الأمویة إلى إنشاء اجهزة إداریة متخصصة فی القیام بمهام الرقابة الإداریة مع استمرار وسائل الرقابة الذاتیة والرئاسیة التی سبقتها فی مجال التطبیق العملی. وکان من بین هذه الأجهزة دواوین البرید والأخبار, والنظر فی المظالم والحسبة, والخاتم, فضلاً عن اضطلاع جهات إداریة اخرى بالرقابة والإشراف ضمن مهامها الأساسیة الأخرى کالقضاء, ودواوین الرسائل والتوقیع والفض (صالح، 2001، ص 141).
وکذلک الدواوین والهیئات المتخصصة بالشؤون المالیة مثل بیت المال ودیوان الخراج ودیوان الدار ودیوان النفقات ودیوان الضیاع ودیوان المصادرات ودیوان الأزمة وزمامها والجهبذة.
وتمثل قواعد اختیار العاملین فی الجهاز الإداری الاسلامی احدى المظاهر الرئیسة للرقابة الإداریة, واللبنة الأساسیة الأولى فی حلقاتها المحکمة فهی تستهدف ایجاد العنصر الإداری المناسب للقیام بالعمل المطلوب منه على خیر وجه . وتتطلب هذه المهمة من الخلیفة باعتباره المسؤول الإداری الأعلى فی الدولة والذی بیده زمام الأمور, ان یکون على جانب کبیر من الیقظة والحزم والقوة وحسن التدبیر, مع اخذه بالرأی الصائب القائم على مشاورة ذوی الرأی والفطنة تحقیقاً لصلاح الرعیة وترسیخاً لمبادئ الحق والعدل التی أقرتها الشریعة الإسلامیة.وطبقاً لذلک ارتأت الدولة العربیة منذ نشأتها اعتماد مواصفات وضوابط معینة لتقلید ولاة الأمور تقوم على أساس اختیار الأکفاء , وانتقاء الأصلح لکل منصب , وذلک لأنه اذا ما استعین لعمل ما بمن هو غیر کفء له و فوض الیه تدبیره, عجز عنه وأفسده وآلت نتائجه إلى الفشل . ولقد جاء فی السنة النبویة ما یؤکد هذا النهج , یقول الرسول صلى الله علیه وسلم : (من استعمل رجلاً من عصابة وفی تلک العصابة من هو أرضى لله منه, فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنین). کما ورد عن الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه قوله : (من استعمل رجلاً لمودة أو قرابة, لا یشغله, إلا ذلک فقد خان الله ورسوله والمؤمنین ) (صالح، 2001، ص14).
والفاروق رضی الله عنه یتحرى قبل التعیین ویتحرى بعد التعیین عن الموظف الذی عهد إلیه بعمل ما . فبعد أن یحسن الاختیار ویصدر قرار بتکلیفه, یقول : ( أرأیتم إذا استعملت علیکم خیر من أعلم ثم أمرته بالعدل ,أکنت قضیت ما علیّ ؟ فقالوا نعم . قال لا, حتى أنظر فی عمله, أعمل بما أمرته به أم لا ) (الأشعری، 2000، ص 370).
ومن المبادئ التی أقرها النظام الإداری فی الدولة العربیة الاسلامیة, أن تفویض السلطة من قبل الرئیس الإداری لا یعفیه من المسؤولیة, لأن تفویض السلطة لا یعنی تفویض المسؤولیة. فکان رسول الله صلى الله علیه وسلم یوصی عماله بألا یأخذوا من الناس کرائم اموالهم فی الصدقة, ومن ذلک قوله لمعاذ بن جبل حین بعثه إلى الیمن : ( فاخبرهم ان الله قد فرض علیهم صدقة تؤخذ من أغنیائهم فترد على فقرائهم , فإن هم طاعوا لک بذلک , فإیاک وکرائم أموالهم ) (صالح، 2001، ص 22).
3- الرقابة الجماهیریة (الرقابة الشعبیة)
یؤکد قوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَیْبِ وَالشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة 105) أن المنهج الاسلامی منح المجتمع فرصاً واسعة لمراقبة الأعمال التی تقوم بها المنظمات والعاملین فیها بهدف التأکد من کفاءتها فی توظیف الإمکانات والموارد والفرص المتاحة لها فی المجالات التی تحقق خیر العباد والبلاد, ویظهر من هذه الآیة الکریمة ان لأفراد المجتمع الحق فی مراقبة اداء العاملین وسلوکهم فی جمیع المنظمات, ولا یقتصر حقهم على مراقبة اداء المستویات التنظیمیة الدنیا فی تلک المنظمات, انما یمتد لیشمل حتى المستویات التنظیمیة فیها. (موسى و فاطمة، 2011، ص 335)
وتعرّف الرقابة الشعبیة بأنها رقابة الأمة على الحاکم , أی متابعة الرعیة لأعمال الرعاة ومحاسبتهم علیها لأنهم وکلاء مسؤولون عن نشاطهم أمام موکلیهم بموجب البیعة (عقد الوکالة) التی تمت بین الطرفین , ویمکن تقسیمها إلى قسمین : رقابة مؤسساتیة : وهی رقابة شعبیة رسمیة یقوم بها نفر من المختصین ممثلین للشعب وهی أهم وأرقى من المسماة بـ رقابة عامة , وتظهر على شکل هیئة (برلمان) ورقابة عامة ویقصد بها إشراف الأمة أفراداً وجماعات على نشاطات الراعی ومعاونیه وهی رقابة شعبیة عامة على أعمال الدولة الإسلامیة وذلک تمشیاً مع وجوب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وبناءً على أن المؤمنین بعضهم أولیاء بعض. (الأشعری، 2000، ص 390).
وبین (الأشعری، 2000) أن التاریخ الإسلامی یکتظ بالشواهد الرائعة کأمثال لهذا النوع من الرقابة الشعبیة . فلقد کان الخلفاء الراشدون یطلبون من الرعیة التعاون معهم فی بناء دولة اسلامیة مثلى ومجتمع مسلم أفضل من خلال لقاءاتهم بهم وخطبهم الموجهة إلیهم وها هو الخلیفة الأول أبو بکر الصدیق رضی الله عنه یوقظ الحس الرقابی لدى الناس ویقول فی خطبته الأولى بعد البیعة العامة : "أیها الناس : فإنی ولیت علیکم و لست بخیرکم . فإذا أحسنت فأعینونی وإذا أسأت فقوّمونی , أطیعونی ما أطعت الله ورسوله , فإذا عصیت الله ورسوله فلا طاعة لی علیکم .." کما شجع رضی الله عنه الرعیة على الرقابة المباشرة بقوله "أحب الناس إلیّ من رفع إلیّ عیوبی " وقد خطب الناس على المنبر یوماً وقال " یا معشر المسلمین : ماذا تقولن لو ملت برأسی إلى الدنیا کذا- ومیل رأسه-فقام إلیه رجل فسلّ سیفه و قال : أجل , کنا نقول بالسیف کذا- وأشار إلى قطعه- فقال عمر : الحمد لله الذی جعل فی رعیتی من إذا تعوّجت قومنی ". وکذلک قال عثمان رضی الله عنه فی خطبته إلى الناس :"فأنا أول من أتعظ, فإذا نزلت فلیأتینی أشرافکم فلیرونی رأیهم , فوالله لئن ردّنی الحق عبداً لأستن بسنة العبید .
شعیرة الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر (الحسبة)
الحسبة لغة : ولها أربعة معانی وهی : طلب الأجر من الله من قول رسول الله صلى الله علیه وسلم : (من صام رمضان إیماناً وز احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) وتأتی بمعنى الإنکار ومعنى الاختبار والسبر ومعنى حسن التدبیر والنظر فی الأمر أو إحصائه أو عده .
الحسبة اصطلاحاً : تعریف الماوردی الذی نصه :(الحسبة هی : أمر بالمعروف إذا ظن ترکه , ونهی عن المنکر إذا ظن فعله )
وقد شغلت وظیفة المحتسب فی الإسلام حیزاً کبیراً من لدن المفکرین المسلمین وغیرهم وذلک لما یقوم به المحتسب من الوظائف العدیدة حتى شملت المراقبة والمتابعة على جمیع أفراد الحکومة الإسلامیة من الوالی إلى العاملین فی السوق وللاحتساب فی الإدارة الإسلامیة وجهان هما المحتسب الرسمی والمحتسب المتطوع (الضحیان، 1994).
وفی القران کثیر من الآیات تنبه إلى ضرورة الاهتمام بهذه الشعیرة, ومنها :
وفی الأحادیث النبویة نجد ما یؤکد هذا المبدأ الإسلامی فمن تلک التوجیهات :
1- عن أبی سعید الخدری رضی الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم یقول من رأى منکم منکراً لیغیره بیده فإن لم یستطع فبلسانه فإن لم یستطع فبلسانه فإن لم یستطع فبقلبه وذلک أضعف الإیمان رواه مسلم .
2- عن أبی هریرة رضی الله عنه عن النبی صلى الله علیه وسلم قال " إن الله تعالى یغار وغیره الله تعالى أن یأتی المرء ما حرم الله علیه " متفق علیه .
الشکل رقم (1)
أشکال الرقابة الإداریة فی الإسلام
المصدر (الأشعری,ص358)
المراجع
القرأن الکریم
السنة النبویة الشریفة
الأشعری, أحمد داود المزجاجی. (2000). مقدمة فی أدارة الأسلامیة . جدة: دار خوارزم العلمیة للنشر.
باعجاجة , سالم سعید سالم. (1997). دراسات فی : الجوانب السلوکیة للرقابة بالموازنات التخطیطیة فی الفکر الإسلامی . القاهرة: دار الکتاب الجامعی.
جاد الرب , سید محمد. (2008). دروس إداریة و تنظیمیة من القرآن و السنة النبویة . سید محمد جاد الرب.
حسان , حسن محمد ، والعجمی , محمد حسنین. (2010). الإدارة التربویة. عمان، الأردن: دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة.
الحر , خالد. (بلا تاریخ). وظائف الإدارة الخمسة . تاریخ الاسترداد 28 1, 2019، من موقع مرکز المدینة للعلم والهندسة:
http://www.khayma.com/madina/m3-files/idara.htm
الحکیم , سعید عبدالمنعم. (1976). الرقابة على أعمال الإدارة فی الشریعة الإسلامیة و النظم المعاصرة . دار الإتحاد العربی للطباعة.
سلیمان , یوسف عثمان محمد. (2010). الرقابة فی القرآن الکریم. مجلة کلیة القرآن الکریم.
صالح , خولة عیسى. (2001). الرقابة الإداریة والمالیة فی الدولة العربیة الإسلامیة (المجلد 1). بغداد: بیت الحکمة.
عبدالعزیز عبدالله آل الشیخ. (20 12, 1434). خطبة الجمعة 20-12-1434هـ. تاریخ الاسترداد 27 1, 2019، من الموقع الرسمی لسماحة الشیخ عبدالعزیز بن عبدالله آل الشیخ المفتی العام للمملکة العربیة السعودیة: https://mufti.af.org.sa
عبدالرحمن بن ناصر السعدی. (2000). تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان (المجلد 1). بیروت، لبنان: مؤسسة الرسالة للطباعة و النشر و التوزیع.
عریفج , سامی سلطی. (2007). الإدارة التربویة المعاصرة (المجلد 3). عمان، الأردن: دار الفکر.
عطیة , مروان. (2010-2019). معجم المعانی الجامع. تاریخ الاسترداد 28 1, 2019، من المعاتی:
عبدالعزیز عبدالله آل الشیخ. (20 12, 1434). خطبة الجمعة 20-12-1434هـ. تاریخ الاسترداد 27 1, 2019، من الموقع الرسمی لسماحة الشیخ عبدالعزیز بن عبدالله آل الشیخ المفتی العام للمملکة العربیة السعودیة: https://mufti.af.org.sa
عبدالرحمن بن ناصر السعدی. (2000). تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان (المجلد 1). بیروت، لبنان: مؤسسة الرسالة للطباعة و النشر و التوزیع.
عریفج , سامی سلطی. (2007). الإدارة التربویة المعاصرة (المجلد 3). عمان، الأردن: دار الفکر.
عطیة , مروان. (2010-2019). معجم المعانی الجامع. تاریخ الاسترداد 28 1, 2019، من المعاتی: