التعليم جزء من منظومة المجتمع ، يؤثر في الأجزاء الأخرى من المنظومة ، ويتأثر بها ، فمنظومة أي مجتمع جزء من المنظومة العالمية ، تؤثر فيها بقدر إمكاناتها وقدراتها ، ويتأثر بها ، وتشكل المنظومة العالمية عوامل ضغط خارجية على منظومة المجتمع المحلي ومن ثم تؤثر في التعليم بوصفه جزءاً من منظومة المجتمع وتختلف شدة الضغط تبعاً لاختلاف العصر، والعصر الحالي الذي يشهد تغييرات سريعة ومتلاحقة في المجالات الاقتصادية والعلمية والسياسية كافة ، تمثل عوامل ضغط على المنظمات المجتمعية بصفة عامة ، والتعليم بصقة خاصة. تأتي قضايا التعليم والاستثمار في رأس المال البشري في مقدمة اهتمامات النظرية الاقتصادية منذ أمد بعيدة ، فقد اتضح أن الاستثمار في رأس المال البشري هو استثمار مهم بل أهم من الاستثمار المادي ، ومدخل علمي أساسي لدراسة علاقة الاقتصاد بالتعليم ، وهذه النظرة الجديدة نسبيا إلي التعليم بأنه استثمار لرأس المال البشري ، أدي إلي فتح مجالا واسعاً للبحث والدراسة ومحاولة قياس التعليم كمياً مثل عائدات التعليم وتكاليفه ، وتكلفة الفرص الضائعة ، والاستثمار في رأس المال البشري وكفاية النظام التعليمي واقتصاديات الحجم ، والهدر التعليمي ، بل وأصبح من الضروري إدخال التعليم في التحليل الاقتصادي ، لأنه من أكثر العوامل تأثيرا في التنمية الاقتصادية الاجتماعية