يوسف الفرهود, صالح. (2020). تصوّر مُقترح لحل المشکلات الّتي تواجه تنفيذ برامج رعاية الطّلبة الموهوبين في المملکة العربية السّعوديّة. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2(2), 92-111. doi: 10.21608/altc.2020.117097
صالح يوسف الفرهود. "تصوّر مُقترح لحل المشکلات الّتي تواجه تنفيذ برامج رعاية الطّلبة الموهوبين في المملکة العربية السّعوديّة". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2, 2, 2020, 92-111. doi: 10.21608/altc.2020.117097
يوسف الفرهود, صالح. (2020). 'تصوّر مُقترح لحل المشکلات الّتي تواجه تنفيذ برامج رعاية الطّلبة الموهوبين في المملکة العربية السّعوديّة', المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2(2), pp. 92-111. doi: 10.21608/altc.2020.117097
يوسف الفرهود, صالح. تصوّر مُقترح لحل المشکلات الّتي تواجه تنفيذ برامج رعاية الطّلبة الموهوبين في المملکة العربية السّعوديّة. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2020; 2(2): 92-111. doi: 10.21608/altc.2020.117097
تصوّر مُقترح لحل المشکلات الّتي تواجه تنفيذ برامج رعاية الطّلبة الموهوبين في المملکة العربية السّعوديّة
هدفت الدراسة إلى تقديم تصوّر مقترح لحل المشکلات التي تواجه رعاية الطلبة الموهوبين في المملکة العربية السعودية. ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج المسحي التطويري القائم على دراسة الواقع ومن ثمّ العمل على تقديم حلول تطويرية له، وقام بتطوير أداة بحثية عبارة عن استبانة تکونت من (44) عبارة لقياس درجة حدّة المشکلات التي تواجه رعاية الطلبة الموهوبين، وذلک على خمسة مجالات، هي: مجال المشکلات المتعلقة بالأسرة، ومجال المشکلات المتعلقة بالمجتمع، ومجال المشکلات المتعلقة بالبيئة المدرسية، ومجال المشکلات المتعلقة بالسياسات التربوية، ومجال المشکلات المتعلقة بالمعلمين. وتمّ التحقق من دلالات صدق الأداة من خلال عرضها على مجموعة من المختصين لتحکيمها، کما تم التحقق من ثباتها من خلال حساب معادلة "کرونباخ ألفا". وقد شملت العينة (259) فردًا موزّعين على ثلاث فئات، هي: فئة المختصّين برعاية الطلبة الموهوبين، وفئة الوظائف التعليمية، وفئة أولياء الأمور. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ درجة حدّة المشکلات التي تواجه رعاية الطلبة الموهوبين عالية، وذلک على جميع المجالات الخمسة وعلى الدرجة الکلية، کما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية فيما بين استجابات العينة تُعزى لمتغيرات الدراسة (الجنس، الوظيفة). کما أفاد (52%) من أفراد العينة أنّ لديهم خلفية بدرجة کافية عن برامج رعاية الموهوبين بدرجة بسيطة و(29%) بدرجة کافية، وقد قدم الباحث تصورًا ثلاثيّ الأبعاد يتضمّن (27) إجراءً تربويًا مقترحًا لحل مشکلات رعاية الطلبة الموهوبين في المملکة العربية السعودية، وأوصى بتطبيقه من قبل وزارة التّعليم.
هدفت الدراسة إلى تقدیم تصوّر مقترح لحل المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة. ولتحقیق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج المسحی التطویری القائم على دراسة الواقع ومن ثمّ العمل على تقدیم حلول تطویریة له، وقام بتطویر أداة بحثیة عبارة عن استبانة تکونت من (44) عبارة لقیاس درجة حدّة المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین، وذلک على خمسة مجالات، هی: مجال المشکلات المتعلقة بالأسرة، ومجال المشکلات المتعلقة بالمجتمع، ومجال المشکلات المتعلقة بالبیئة المدرسیة، ومجال المشکلات المتعلقة بالسیاسات التربویة، ومجال المشکلات المتعلقة بالمعلمین. وتمّ التحقق من دلالات صدق الأداة من خلال عرضها على مجموعة من المختصین لتحکیمها، کما تم التحقق من ثباتها من خلال حساب معادلة "کرونباخ ألفا". وقد شملت العینة (259) فردًا موزّعین على ثلاث فئات، هی: فئة المختصّین برعایة الطلبة الموهوبین، وفئة الوظائف التعلیمیة، وفئة أولیاء الأمور. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ درجة حدّة المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین عالیة، وذلک على جمیع المجالات الخمسة وعلى الدرجة الکلیة، کما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فیما بین استجابات العینة تُعزى لمتغیرات الدراسة (الجنس، الوظیفة). کما أفاد (52%) من أفراد العینة أنّ لدیهم خلفیة بدرجة کافیة عن برامج رعایة الموهوبین بدرجة بسیطة و(29%) بدرجة کافیة، وقد قدم الباحث تصورًا ثلاثیّ الأبعاد یتضمّن (27) إجراءً تربویًا مقترحًا لحل مشکلات رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة، وأوصى بتطبیقه من قبل وزارة التّعلیم.
الکلمات المفتاحیة: الموهوبون، رعایة الطلبة الموهوبین.
المُقدمة ومشکلة البحث:
المواهب والقدرات الخاصّة نعمة عظیمة من نعم الله، یختصّ بها الله من یشاء من عباده، وإذا ما أحسن الفرد استغلال هذه النّعمة فإنّ الفائدة لا تکون له فحسب، بل تنعکس على من حوله وعلى المجتمع ککل، فیما یُعرف بالفائدة المتعدّیة، لذا فالموهوب یُغدّ ثروة وطنیّة کبیرة، لا تقل أبدًا أهمیّتها عن أیّ ثروة اقتصادیّة کانت أو غیرها. ومن هنا تنبّهت الأمم المتقدّمة لضرورة استثمار هذه العقول الاستثمار الأفضل بما یعود على الأمّة بالرّقی والتّقدّم. ومن أجل تحقیق هذا الهدف، عملت الدّول على تسخیر کافة الإمکانات المتاحة، سواء البشریّة منها أو المادیّة أو الإداریّة، فظهرت البرامج الإثرائیّة المصمّمة خصّیصًا للطّلبة الموهوبین، وسارعت الجهات التّعلیمیّة بإنشاء مراکز متخصّصة لمتابعة هذه البرامج، وظهرت مدارس الموهوبین، وغیرها من الجهود. ویشیر الجدیبی (2005) إلى أن الاهتمام بالموهوبین لا یقتصر على توفیر برامج تربویة أو سنّ القوانین واللوائح والأنظمة، بل تتعدى إلى رعایتهم نفسیًا وجسدیًا واجتماعیًا، ووضع البرامج الإرشادیة التی تکفل تحقیق الشخصیة السویة المتکاملة فی جمیع جوانبها.
وکلما کانت البیئات المجتمعیة المختلفة (الأسریة، المدرسة، وباقی مؤسسات المجتمع) مهیأة لرعایة الموهوبین وفاعلة فی ذلک، أصبحت فی نظر هؤلاء بیئات بهیجة وجاذبة، ومرتعًا خصبًا للإنتاج والعمل Effective Social Environments، وعلى العکس من ذلک، فکلما کانت تلک البیئات غیر مهیأة وغیر فاعلة فإنها تصبح فی نظرهم بیئات کئیبة وطاردة، وأرض جفاف وتصحر.Traditional & Boring Environments (معاجینی، 2007).
وفی إطار ترکیز الدراسة الحالیة على المجتمع السّعودی حاولت العدید من الدراسات أن تتناول تلک المعوقات والتحدیات فی إطار تحلیلی، کدراسة الرفاعی (2013) ودراسة الشرفی (2002) ودراسة الغامدی (2006) ودراسة الشهری (2014) وغیرها. بینما حاولت عدد من الدراسات تقدیم رؤى وتصورات مقترحة للتغلب على تلک المعوقات والتحدیات، منها دراسة القحطانی (2012)، ودراسة الشهری (2014) التی قدمت إطارًا مقترحًا یتضمّن (22) مقترحًا للحدّ من تلک المعوقات، ودراسة الشریف (2015) التی قدمت عددًا من الحلول المقترحة على مستوى معلّم الموهوبین فی المدرسة، ومناهجهم، والوسائل المعینة على رعایتهم.
أسئلة البحث: تسعى الدراسة الحالیة للإجابة عن الأسئلة التالیة:
هل تختلف تصورات أفراد العینة حول المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین باختلاف متغیّرات الجنس، والصّفة الوظیفیة؟
ما التّصوّر التّربوی المناسب لحلّ المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة؟
أهمیّة البحث: تبرز أهمیّة البحث من خلال أهمیّة الفئة موضوعها، وهی فئة الطّلبة الموهوبین، وفی ظلّ تنامی الاهتمام ومحاولة التّعرّف على أبرز المعوقات الّتی تقف أمام تنفیذ برامج هذه الفئة على الشّکل المطلوب. کما تبرز أهمیّة البحث فی تقدیم تصوّر مُقترح لمعالجة المشکلات التی تواجه رعایة الطّلبة الموهوبین. ویؤمّل من البحث أن یُقدّم للعاملین فی المیدان التّربوی من معلّمی الموهوبین فی المدارس ومشرفیهم صورة وافیة عن واقع تلک المعوّقات.
حدود البحث: سیتم التّرکیز على مشکلات ومعوّقات تنفیذ برامج رعایة هذه الفئة. وسیتم تطبیق أدوات البحث بدایة الفصل الدّراسی الثانی من العام الدّراسی 2017/2018هـ.
مُصطلحات البحث:
الموهوب: ویُقصد بهم "کل طالب یتوافر لدیه استعداد وقدرات غیر عادیة، او أداء یمیّزه عن بقیة أقرانه، فی مجال أو أکثر من المجالات التی تنال تقدیر المجتمع وخاصة فی مجالات التفوق العقلی، والتفکیر الابتکاری، والتحصیل الدراسی، والمهارات والقدرات الخاصة، ویحتاج إلى رعایة خاصة لا تتوفر له بشکل جماعی مع أقرانه فی الفصل، وهو الذی یتم اختیاره وفق معاییر ومقاییس علمیة خاصة.
برامج رعایة الطّلبة الموهوبین: ویُقصد بها إجرائیًا فی هذا البحث "مجموعة الأنشطة اللامنهجیّة التی تقدّمها وتشرف على تنفیذها وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة ممثلّة فی الإدارة العامة للموهوبین أو تلک الّتی تقدّمها أو تدعمها مؤسّسة موهبة للطلبة الموهوبین، ویتم تنفیذها داخل مدارسهم أو خارجها، خلال العام الدّراسی أو الإجازة الصّیفیّة".
الخلفیّة النّظریّة:
الموهبة وسمات الموهوبین: تعرف الجمعیة الأمریکیة للدراسات التربویة (1985) الموهوب بأنه "الذی یظهر بشکل ثابت أداءً متمیزًا فی أیّ حقل من الحقول المعرفیة، أو السلوکیة ذات القیمة"، وتعرف Kathleen (Kathleen, 2000) الموهوبین بأنّهم "الذین یمتلکون الوعی الکبیر والحساسیة الکبیرة والقدرة الکبیرة لفهم ونقل إدراکاتهم إلى خبرات عقلیة ووجدانیة"، ویعرف Terman (تیرمان) المُشار إلیه فی (Ma'ajeeny, 1990) الموهوب بأنه من یکون ضمن أفضل 1% من المجموعة التی ینتمی إلیها من حیث الذکاء، وذلک وفقًا لمقیاس ستانفورد بینیه أو أی محک مساوٍ له، أما Baslow (باسلو) فقد عرف الموهبة بأنّها القدرة على الامتیاز فی التحصیل.
وقد تناولت الأدبیات السابقة السمات والخصائص التی یتسم بها الموهوب، إلا أنّ Torans (تورانس) کان من أوائل من تناول هذه السمات، وحددها فی مجموعة من السمات الشخصیة، وقد أوردت زحلوق (2001) هذه السمات، ومنها: خیالی، یلاحظ العلاقات بین الأشیاء، یکره الروتین، المرونة فی الأفکار، المثابرة، المزاجیة وحب السیطرة، الاهتمام المتدنی بالتفاصیل، الذکاء العاطفی. کما أورد Davis (دیفیز) کما فی السرور (1998) مجموعة سمات أخرى، منها: حب المغامرة، الفضول، الأصالة، الانعزال بعض الأوقات، الدعابة، الانجذاب نحو التعقید.
مبررات رعایة الموهوبین: تناول بعض الباحثین موضوع مبررات رعایة الموهوبین، فقد أشار معاجینی (2006) إلى عدة مبررات، منها: الضرورة التنمویة، أنّ رعایتهم تعدّ الرکیزة الأساسیة لتحفیز الآخرین، کفاءة الإنجاز کمًّا وکیفًا، توفیر الأمن الاجتماعی، تطبیق مبدأ تکافؤ الفرص، کما أورد جروان (2004) عددًا من تلک المبررات، منها: عدم کفایة برامج التعلیم لتلبیة حاجات الموهوبین، ضمان رفاه المجتمع وتنمیته، التربیة الخاصة حق للطلبة الموهوبین، تحقیق التوازن فی جوانب نمو الموهوب. وتضیف زحلوق (2001) مبرّرین هامّین، هما: أن تنظیم التربیة فی المدرسة یقوم عادة على أساس العمر الزمنی، بینما العمر العقلی للطلبة الموهوبین یفوق عمرهم الزمنی، وأنّ الفوائد الجمّة التی حصلت علیها الدول الصناعیة جاءت حین أخذت بنظام التربیة الخاصة للموهوبین.
ومن خلال الأدبیات السابقة وما أورده عدد من الباحثین، مثل السرور (1998) والسرور (2000) والشیخ وعبدالغفار (1981) یمکن النظر إلى هذه الجوانب من خلال أربعة جوانب، هی: أ) الحاجات الجسمیة: وتتمثل فی النمو الجسمی السلیم، ب) الحاجات النفسیة والانفعالیة: کالشعور بالثقة بالنفس، والشعور بالأمن والتقبل، وتنمیة المیول، والإحساس بالنجاح، ج) الحاجات الاجتماعیة: وأهمها الکشف عن هؤلاء الموهوبین، وتقدیم البرامج المناسبة لهم. د) الحاجات التدریسیة: ومنها خوض مجالات مختلفة للدراسة، والتمرّس على التفکیر الإبداعی وحل المشکلات.
البرامج الخاصّة بالطّلبة الموهوبین: نتیجة لهذه الحاجات، برزت البرامج الخاصة بالطلبة الموهوبین، والتی تکفل تلبیة هذه الحاجات، ویمکن أن نوجز الحدیث عنها کما یلی:
الإثراء: ویعرفه (Clark, 1983) بأنّه "زیادة فی التخصصات أو النواحی التعلیمیة، والتی لا توجد فی المناهج الدراسیة، ویُستخدم بشکل عام فی الفصول العادیة لتلبیة احتیاجات المتعلمین الموهوبین دون الحاجة إلى فصلهم عن زملائهم العادیین فی التعلیم". وهذا النوع من البرامج هو المعمول به فی غالبیة البرامج المصممة للطلبة الموهوبین فی منطقتنا العربیة عمومًا، والمملکة خصوصًا. وأبرز الأشکال التی یأخذها هذا النوع من البرامج: تقدیم أنشطة إضافیة للموهوبین داخل الفصول العادیة، الرحلات والزیارات العلمیة، المشروعات والواجبات الإضافیة الخاصة، الحلقات والندوات الدراسیة، النوادی المدرسیة.
التجمیع أو العزل: ویعرفه (Clark, 1983) بأنّه "إجراء یسمح لبعض الطلبة أن یکونوا مفصولین عن غیرهم من الطلبة المساوین لهم، إلا انهم یختلفون عنهم بمعاییر معینة". ویمکن تعریف التجمیع أو العزل على أنه "تقدیم مقررات للطلبة الموهوبین تناسب قدراتهم وتختلف عما یدرسه غیرهم من الطلبة العادیین، وذلک ضمن صفوف منتظمة خاصة بهم طوال العام الدراسی داخل المدارس العادیة کانت أم فی مدارس خاصة بالموهوبین. ویأخذ هذا النوع من البرامج أحد الأسلوبیین التالیین: المدارس الخاصة بالطلبة الموهوبین، وقد تکون تلک المدارس حکومیة أو أهلیة، الفصول الخاصة بالموهوبین داخل المدارس العادیة.
التسریع الأکادیمی: ویعرفه Fantcel (فانتسل) على أنّه "السماح للطالب الموهوب بالتنقّل بالسّرعة التی تناسبهم وتمکنهم من التمییز، بدلاً من تأخیرهم لیتفقوا مع سرعة الطلاب الآخرین". وتتمثل الأشکال التی یأخذها التسریع فی: الالتحاق المبکّر بالمدرسة، وتخطّی الصفوف، وضغط الصفوف فی المرحلة الواحدة. والأسلوب الأخیر هو المعمول به غالبًا فی المملکة، إذ یتم السّماح للطالب الموهوب بتخطّی صف دراسی واحد فی کل مرحلة من مراحل التعلیم العام الثلاث.
وفی المملکة العربیة السعودیة هناک جهد حکومی کبیر ومتنامی فی برامج رعایة الطلبة الموهوبین، ویعود تاریخ الاهتمام بهذه الفئة فی المملکة إلى العام "1996" إذ تمّ إنشاء أول مرکز للکشف عن الطلبة الموهوبین ورعایتهم فی إدارة تعلیم الطائف، وقد تتابع إنشاء مراکز الموهوبین حتى شملت جمیع إدارات التعلیم، ویُشرف على هذه المراکز "الإدارة العامة لرعایة الموهوبین". وفی ذات العام "1996" تمّ تأسیس مؤسسة "موهبة"، وتتعاون المؤسسة مع الإدارة العامة للموهوبین فی تنفیذ العدید من برامج الإدارة والترشیح النهائی الطلبة الموهوبین من خلال المحکّات المعتمدة. فضلاً عن أنّ مؤسسة "موهبة" هی الجهة المشرفة والمنفذة لأغلب البرامج الإثرائیة المقدمة للطلبة الموهوبین فی العطلة الصیفیة داخل وخارج المملکة على شکل ملتقیات. وبالإضافة للبرامج الإثرائیة فإنّ الجهود الرّسمیّة بدأت تأخذ فی السّنوات الأخیرة بأسلوب التّسریع فی مراحل التعلیم العام وفقًا لمعاییر واضحة ومحدّدة، أمّا بالنسبة لأسلوب التجمیع أو العزل فإنّ الجهود تنحصر حتى الآن بالمدرسة الفیصلیة للموهوبین للذکور فی مدینة جدة، وهی مدرسة حکومیة أنشئت مؤخّرًا لرعایة هذه الفئة.
دراسات سابقة:
قام الشرفی (2002) بدراسة هدفت إلى تحدید معوقات رعایة الموهوبین فی المدارس الابتدائیة المنفذة لبرامج رعایة الموهوبین بمدینة الطائف. وقد جاءت المعوقات المتعلقة بالبیئة المدرسیة فی المرتبة الأولى، ثم المعوقات المتعلقة بالمعوقات التخصصیة، فالمعوقات المالیة، وأخیرًا المعوقات المتعلقة بالمعلم نفسه. وهدفت دراسة الغامدی (2006) إلى تعرف المعوقات التی تواجه الطلبة الموهوبین فی التعلیم الأساسی. وقد حصر الباحث أبرز تلک المعوقات فی خمسة معوقات على مستوى مجال المعوقات التعلیمیة، وأربعة معوقات ذاتیة، وستة معوقات اجتماعیة، وثلاثة معوقات إداریة.
وهدفت دراسة القحطانی (2012) إلى تعرف معوقات تطبیق برنامج رعایة الموهوبین فی مدارس التعلیم العام. وقد تناولت الدراسة تلک المعوقات من ثلاثة مجالات، وتمثلت أبرز تلک المعوقات فی تدنی التأهیل المهنی لمعلمی الموهوبین، وافتقار مدیری المدارس إلى مهارات تقییم أداء معلمی الموهوبین، ونقص أعداد معلمی الموهوبین وندرة الحوافز، وشعور الموهوب بالإحباط. بینما أشارت نتیجة دراسة الرفاعی إلى أنّ درجة التحدیات والمعوقات کانت عالیة وعلى جمیع المجالات الأربعة للدراسة.
وکذلک هدفت دراسة الشهری (2014) إلى الهدف ذاته، وقد تناولت الدراسة تلک المعوقات على مستویین اثنین، هما المعوقات الإداریة والمالیة، والمعوقات الفنیة. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ قلة الحوافز المقدمة للعاملین بالبرنامج وقلة الاعتمادات المالیة من أهم المعوقات الإداریة والمالیة، بینما کان عدم توفر المدربین المتخصصین وقلة أدوات القیاس لأثر برنامج موهوب المدرسی من أهم المعوقات الفنیة. وقدّمت الدراسة إطارًا یتضمّن (22) مقترحًا للحدّ من تلک المعوقات، وکذلک أشارت نتیجة دراسة الشریف (2015) إلى قصور کبیر فی الرعایة الاجتماعیة والنفسیة والثقافیة والتربویة للموهوبین، وقد قدمت الباحثة تصورًا مقترحًا ذا ثلاثة محاور، محور المجتمع والأسرة، ومحور المدرسة والوسائل، ومحور معلم الموهوبین.
منهج البحث: تمّ استخدام المنهج التّحلیلی لتعرّف المعوقات والمشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین، ومن ثمّ قام الباحث باستخدام المنهج التّطویری لبناء تصوّر مقترح لحلّ تلک المعوقات والمشکلات.
مجتمع وعیّنة البحث: یشمل مجتمع البحث ثلاث فئات، هی: اختصاصی موهوبین (معلّم أو منسّق موهوبین، مشرف موهوبین)، والمعلّمون ومن فی حکمهم فی الوظائف التعلیمیة (مدیر مدرسة، وکیل، مشرف تربوی)، وأولیاء الأمور. وقد شملت العینة (259) فردًا، تمّ اختیارهم بطریقة عشوائیة.
أداة البحث:وتکونت من استبانة لقیاس واقع المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین، وتصوّر تربوی مقترح لحل تلک المشکلات. وتضمنت الاستبانة خمسة مجالات، وهی: المشکلات المتعلقة بالأسرة، والمتعلقة بالمجتمع، والمتعلقة بالبیئة المدرسیة، والمتعلقة بالسیاسات التربویة، والمتعلقة بالمعلمین.
صدق وثبات الأداة: تمّ التحقق من صدق الاستبانة من خلال عرضها على مجموعة من المحکمین، کما تمّ التحقق من ثبات الاستبانة عن طریق اختبار "کرونباخ ألفا"، وتراوحت المعاملات بین (0.86-0.89)
النتائج المتعلقة بالسؤال الأول:
"ما المشکلات الّتی تواجه رعایة الطّلبة الموهوبین فی المملکة من وجهة نظر أفراد العینة؟ وقد تمّ استخراج المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة کما فی الجدول التالی:
ضعف مستوى التجهیزات المدرسیة التی تلبی حاجات الموهوب
4.32
1.02
عالیة جدًا
2
انشغال الابن بوسائل التقنیة والترفیه داخل المنزل
4.26
1.06
عالیة جدًا
3
عدم وجود حوافز للمعلمین البارزین فی العمل فی هذا المجال
4.24
1.17
عالیة جدًا
4
الافتقار إلى أنشطة مجتمعیة تستثیر قدرات الموهوبین
4.22
1.03
عالیة جدًا
5
ندرة الفرص المتاحة لتدریب المعلمین على أسالیب رعایة الموهوب
4.20
1.04
عالیة
6
عدم توافر أماکن خاصة لتنفیذ الأنشطة
4.19
1.08
عالیة
7
الکثافة العالیة داخل الصف الدراسی
4.19
1.13
عالیة
8
نقص الکفاءات البشریة المتخصصة
4.18
1.15
عالیة
9
کثرة الأعباء المساندة الملقاة على عاتق المعلمین
4.15
1.19
عالیة
10
عدم تقدیر غالبیة المعلمین لحاجات الطالب الموهوب
4.14
0.95
عالیة
11
ترکیز المعلم على الناحیة العلمیة فی التدریس على حساب العملیة
4.12
1.04
عالیة
12
افتقار مدیری المدارس لمهارات تقییم أداء معلمی الموهوبین
4.11
1.10
عالیة
13
ضعف التأهیل الأکادیمی لمعلمی الموهوبین فی الجامعات
4.08
1.10
عالیة
14
ضعف المبادرات المقدمة لدعم الموهوبین من قبل القطاع الخاص
4.08
1.18
عالیة
15
عدم لجوء المعلم للأنشطة والتمارین المتعلقة بمیول الموهوبین
4.06
0.96
عالیة
16
ضعف برامج الإثراء المقدمة لرعایة الطلبة الموهوبین
4.04
1.07
عالیة
17
ضعف دور وسائل الإعلام فی نشر ثقافة الموهبة فی المجتمع
4.04
1.16
عالیة
18
عدم تقدیر الإبداعات الحقیقیة وإبرازها من قبل المجتمع
4.03
1.10
عالیة
19
عدم توافر الخدمات الإرشادیة المناسبة للموهوبین
4.02
1.09
عالیة
20
عدم ملاءمة المناهج الدراسیة لمیول الموهوبین واهتماماتهم
4.01
1.11
عالیة
21
عدم وجود مدارس خاصة بالطلبة الموهوبین
4.01
1.22
عالیة
22
عدم استخدام منهجیة البحث العلمی فی التعلیم بالشکل الصحیح
4.01
1.14
عالیة
23
عدم تفعیل غرف مصادر التعلم فی المدارس بالشکل الملائم
3.99
1.13
عالیة
24
ترکیز المعلم على المهارات العقلیة الدنیا فی عملیة التدریس
3.98
1.09
عالیة
25
عدم وجود حصص رسمیة لرعایة الموهوبین
3.97
1.25
عالیة
26
عدم إشراک الطلبة فی عملیة تخطیط الأنشطة
3.95
1.14
عالیة
27
ترکیز الأسرة على التحصیل الدراسی لأبنائهم بشکل مبالغ فیه
3.94
1.08
عالیة
28
ضعف مشارکة المعلمین فی برامج رعایة الموهوبین بالمدرسة
3.93
1.11
عالیة
29
ضعف دور التواصل فیما بین المدرسة والمجتمع المحیط
3.92
1.12
عالیة
30
نقص الوعی المجتمعی بأهمیة الموهبة
3.90
1.09
عالیة
31
عدم توفر مراجع ومصادر أصیلة باللغة العربیة
3.88
1.21
عالیة
32
عدم تحمل بعض المعلمین أسئلة الطلبة واستفساراتهم
3.85
1.11
عالیة
33
المحسوبیة وعدم الدقة فی ترشیح الطلبة الموهوبین
3.84
1.15
عالیة
34
عدم قدرة الأسرة توفیر الوسائل اللازمة لرعایة الموهوب فی المنزل
3.74
1.18
عالیة
35
ضعف الرعایة الأسریة المقدمة لرعایة مواهب أبنائها
3.67
1.15
عالیة
36
عدم تقدیر الأسرة لمواهب أبنائها
3.64
1.10
عالیة
37
عدم انسجام الأسرة التعلیمیة فیما بینهم داخل المدرسة
3.62
1.18
عالیة
38
الاتجاهات السلبیة للمعلمین نحو برامج هذه الفئة
3.58
1.18
عالیة
39
عدم إعطاء الأبناء الحریة لاختیار مسارات دراسیة تتوافق ومیوله
3.45
1.23
عالیة
40
عدم إتاحة الأسرة لأبنائها المشارکة فی البرامج خارج الیوم الدراسی
3.42
1.24
عالیة
41
النظرة السلبیة للأنثى الموهوبة
3.27
1.45
متوسطة
42
عزل الأسرة للموهوب عن المجتمع بسبب الخوف المبالغ علیه
3.20
1.28
متوسطة
43
عدم تقبل المجتمع للموهوبین والمبدعین
2.97
1.37
متوسطة
44
ضعف المستوى التعلیمی للوالدین
2.92
1.18
متوسطة
المجالات
مجال المشکلات المتعلقة بالأسرة
4.13
0.83
عالیة
مجال المشکلات المتعلقة بالمجتمع
4.04
0.86
عالیة
مجال المشکلات المتعلقة ببیئة المدرسة
3.90
0.82
عالیة
مجال المشکلات المتعلقة بالسیاسات التربویة
3.80
0.81
عالیة
مجال المشکلات المتعلقة بالمعلمین
3.58
0.71
عالیة
الاستبانة ککل
3.89
0.68
عالیة
یشیر الجدول أعلاه إلى أنّ درجة حدة المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین کانت (عالیة) وبمتوسط حسابی یبلغ (3.89)، وجاءت المتوسطات الحسابیة لجمیع مجالات الاستبانة بدرجة (عالیة). ویرى الباحث أنّ هذه النتیجة تعطی دلالة واضحة على مدى ما یواجه برامج رعایة الطلبة الموهوبین من عقبات ومشکلات، وعلى کافة الأصعدة والمجالات، ولربما کانت هذه النتیجة انعکاس لما یتمتع به أفراد العینة من ثقافة واسعة فی هذا المجال، وذلک إذا ما أخذنا فی الاعتبار أن (19%) فقط من أفراد العینة أفادوا بعدم امتلاکهم لخلفیة عن البرامج المنفذة فی المدارس وخارجها لهذه الفئة.
کما یشیر الجدول إلى أنّ المتوسط الحسابی لثلاثة مجالات من المجالات الخمسة وهی مجالات المشکلات المتعلقة بکل من الأسرة والمجتمع والبیئة المدرسیة کان أقرب لفئة المدى الأقصى فی الحدّة وهی (عالیة جدًا)، إذ تراوحت متوسطاتها الحسابیة بین (4.13-3.90) ممّا یُعدّ مؤشرًا خطیرًا یجب التنبه له من قبل القائمین على هذه البرامج والقائمین على السیاسات التربویة على حدٍ سواء. وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسة الرفاعی (2013) ونتیجة دراسة القحطانی (2011) ونتیجة دراسة السبیعی (2014). کما تتفق إلى حد ما مع نتیجة دراسة الشرفی (2002).
وعلى مستوى العبارات فیشیر الجدل ذاته إلى أنّ درجة حدّة أربع عبارات کانت بدرجة عالیة جدًا، ومثلها بدرجة متوسطة، جاءت ست وثلاثون عبارة بدرجة (عالیة)، وکانت أکثر المشکلات حدّة هی "ضعف التجهیزات المدرسیة التی تلبی احتیاجات الموهوب"، وکانت بدرجة عالیة جدا، وبلغ المتوسط الحسابی لها (4.32). ولعلّ إدراک أفراد العینة بجمیع شرائحها لاحتیاجات الموهوبین هو ما أفرز هذه النتیجة.
وجاءت مشکلة "انشغال الابن الموهوب بوائل الترفیه التقنیة فی المنزل" کثانی المشاکل حدّةً، وبدرجة عالیة جدا، وبلغ المتوسط الحسابی لها (4.26)، ضمن مجال "الأسرة"، وتأتی هذه النتیجة منسجمة تمامًا مع واقع العصر الذی نعیش، ولربما تقود هذه النتیجة إلى نتیجة أخرى مفادها انشغال الأسرة نفسها عن أبنائها الموهوبین، وهو ما أظهرته نتائج الجدول أعلاه إذ ظهرت مشکلة نقص الرعایة الأسریة للموهوبین من أبنائها بدرجة عالیة وبمتوسط حسابی بلغ (3.67). ولعلّ القصور فی نشر ثقافة رعایة الموهوبین وأسالیب رعایتهم هو أحد الأسباب التی أدّت لظهور مثل هذه النتیجة، وهو ما ینسجم ویتفق مع نتیجة ظهور مشکلة "نقص الوعی المجتمعی بأهمیة الموهبة" بدرجة عالیة، وبمتوسط حسابی بلغ (3.90).
وجاءت مشکلة "عدم وجود حوافز للمعلمین البارزین فی العمل فی هذا المجال" فی المرتبة الثالثة من حیث حدّة المشکلات، وبدرجة عالیة جدا ومتوسط حسابی بلغ (4.24)، وذلک ضمن مجال المشکلات المتعلقة بالبیئة المدرسیة، وقد تکون نسبة تمثیل المعلمین والمختصین بالموهبة وهی (53%) من إجمالی العینة سببًا فی ظهور هذه النتیجة. ولربما کانت هذه النتیجة انعکاسًا لواقع یعیشه المعلمون ویقینًا من جمیع شرائح المجتمع بالجهود الکبیرة التی یبذلها المعلم فی مقابل ضعف ما یحتاج من تقدیر وحوافز، مما یؤدی إلى شعور المعلم بالإحباط ونقص الدافعیة، ویؤکد هذا التفسیر النتیجة التی أشارت إلى ارتفاع حدّة مشکلة "ضعف مشارکة معلمی المدرسة فی تنفیذ برامج الموهبة"، إذ کانت درجة حدّتها عالیة.
أما رابع المشکلات التی کانت حدّتها بدرجة عالیة جدًا فقد کانت "الافتقار إلى أنشطة مجتمعیة تستثیر قدرات الموهوبین" وبمتوسط حسابی بلغ (4.22)، وتشیر هذه النتیجة إلى وعی مجتمع الدراسة بأهمیة مشارکة المؤسسات المجتمعیة فی دعم برامج هذه الفئة، وتأکیدًا لما یرونه من قصور کبیر فی هذه الوظیفة وتخلی هذه المؤسسات عن دورها.
من جهة أخرى، فإنّ نتائج الجدول ذاته تشیر إلى أنّ المتوسط الحسابی لثمان مشکلات من المشکلات المتعلقة بالبیئة المدرسیة وعددها تسع کان أعلى من (4.00)، وهذه النتیجة تعطی دلالة کبیرة جدًا على إدراک المجتمع بکافة شرائحه أنّ البیئة المدرسیة هی حجر الزاویة الذی یعوّل علیه فی اکتشاف ورعایة الموهوب، کما تشیر هذه النتیجة إلى حجم المعوقات التی تقف حاجزًا أمام تنفیذ برامج رعایة الطلبة الموهوبین على الوجه الأمثل.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی:
"هل تختلف تصورات أفراد العینة حول المشکلات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین باختلاف الجنس، والصّفة الوظیفیة؟" وقد تمّ حساب اختبار(ت) للمتغیرات المستقلة، وحساب تحلیل التباین الأحادی(ف) للکشف عن دلالة الفروق التی تُعزى للجنس والوظیفة توالیًا، کما یلی:
ویشیر الجدول رقم (5) إلى أنّ قیمة (ت) غیر دالة إحصائیًا على جمیع الدرجة الکلیة وعلى المجالات ککل، مما یدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فیما بین استجابات أفراد العینة تُعزى لمتغیر الجنس (أنثى، ذکر). کما یشیر الجدول رقم (6) إلى أنّ قیمة (ف) غیر دالة إحصائیًا على جمیع الدرجة الکلیة وعلى المجالات ککل، مما یدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فیما بین استجابات أفراد العینة تُعزى لمتغیر الصفة الوظیفیة (اختصاصی موهوبین، معلم، ولی أمر).
ولربما ّأنّ هاتین النتیجتین تُعدّان مؤشرًا على وضوح وجلاء المشکلات والصعوبات التی تواجه رعایة الطلبة الموهوبین للمجتمع وبکافة شرائحه، معلمین کانوا أو شاغلی وظائف تعلیمیة أو مختصین ببرامج الموهوبین وأولیاء أمور، ذکورًا وإناثًا، وأنّهم متفقون على هذه المشکلات. ولعلّ هاتین النتیجتین تنسجان تمامًا مع نتیجة السؤال الأول، إذ لم تمثّل العبارات التی تشیر للنظرة السلبیة للأنثى الموهوبة، أو عدم تقبل المجتمع للموهوبین والمبدعین مشکلة لدى العینة، إذ کانت درجة حدّتها متوسطة. ولربما تعطی هاتان النتیجتان دلالة کبیرة على ثقافة المجتمع ووعیه بما یجب أن تکون علیه برامج الموهوبین، من رعایة ودعم وحوافز، وتهیئة بیئة مدرسیة مناسبة، ومشارکة قطاع خاص، وتغییر سیاسات تربویة وغیر ذلک، مما انعکس على استجاباتهم. وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسة القحطانی (2011) التی أشارت إلى عدم وجود فروق دالة تعزى لمتغیر العمل أو المهنة، بینما تتعارض هذه النتیجة مع نتیجة دراسة الشرفی (2002) التی أشارت إلى وجود فروق دالة إحصائیًا تعزى لمتغیر العمل الحالی. کما تتفق هذه النتیجة إلى حدٍ ما مع نتیجة دراسة السبیعی (2014) التی أشارت إلى عدم وجود فروق دالة تعزى لمتغیر الجنس فی بعض مجالات الدراسة.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث: "ما التّصوّر التّربوی المناسب لحلّ المشکلات التی تواجه تنفیذ برامج رعایة الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة؟ ".
وللإجابة عن ذلک قام الباحث بتطویر التصور المطلوب، ویتألف من سبعة وعشرین إجراءً تربویًا، وذلک وفقًا لما یلی:
أهداف التصوّر المقترح:
تهیئة بیئة نوعیة لرعایة الطلبة الموهوبین داخل مدارس التعلیم العام.
تحقیق المشارکة الإیجابیة لمؤسسات المجتمع المختلفة فی برامج رعایة الموهوبین.
تطویر الممارسات التدریسیة للمعلمین فی مجال أسالیب اکتشاف ورعایة الطلبة الموهوبین.
تطویر أداء الخدمات الإرشادیة داخل المدرسة بما یتناسب مع احتیاجات الطلبة الموهوبین.
زیادة فرص تمکین کوادر الوظائف التعلیمیة من العمل فی برامج الموهوبین.
تطویر منصات الکترونیة مجتمعیة لنشر وتبادل المعرفة فی مجال برامج الموهوبین.
رفع المستوى الأسری فی مجال اکتشاف مواهب أبنائها ورعایتهم.
مراحل تطبیق التصوّر المقترح:
أولا: مرحلة التهیئة والإعداد: وتشمل هذه المرحلةستة إجراءات رئیسة، هی:
تشکیل اللجان: وتتضمن هذه الخطوة تشکیل لجنتین رئیستین، الأولى هی اللجنة الإشرافیة العلیا (لجنة وزارة التعلیم)، واللجان التنفیذیة (لجان إدارات ومکاتب التعلیم).
التدریب: ویکون على ثلاثة مستویات، هی: اللجنة الإشرافیة العلیا، واللجان التنفیذیة (لجان إدارات التعلیم)، والکوادر التعلیمیة فی مدارس التعلیم العام.
الحملة الإعلامیة المصاحبة.
تحدید (5) إدارات تعلیمیة لتطبیق التصوّر فیها کمرحلة أولى للتطبیق.
دراسة بیئة العمل وتحلیلها، وتحدید المعوقات والفرص والتحدیات فی المدارس.
تحدید درجة ممارسة أبعاد التصوّر المقترح فی تلک المدارس، من خلال تطبیق مقیاس مُعدّ لذلک.
ثانیًا: مرحلة التنفیذ: وتشمل تطبیق التصوّر المقترح، وتقدیم التغذیة الراجعة للمدارس طوال عملیة التنفیذ.
ثالثًا: مرحلة التقییم والتعمیم: وتتضمن هذه المرحلة:
تقییم عملیة تنفیذ التصوّر فی المدارس من قبل اللجنة الإشرافیة العلیا وبیوت الخبرة العالمیة.
تکریم المدارس المشارکة، ومنحها رخصة اعتماد "مدارس رعایة موهوبین"، على أن یتم استمرار متابعة المدارس وإعادة تقییمها فی نهایة تلک الفترة، لتحدید مدى تجدید رخصة الاعتماد من عدمها.
التوسع فی بیئة التنفیذ من خلال تعمیم تطبیق التصوّر على (10) إدارات تعلیم أخرى کمرحلة ثانیة.
الإطار العام للتصوّر: ویتضمن (27) إجراءً تربویًا لحل مشکلات رعایة الطلبة الموهوبین، ویمکن تصنیف هذه الإجراءات وفقا للبعد الذی تنتمی إلیه، وذلک کما یلی:
(1) تهیئة مدارس العینة فی کل مرحلة بالتجهیزات اللازمة، وأهمّها:
رفع کفاءة قاعة مصادر التعلم، وتزویدها بأجهزة حواسب حدیثة مع بشبکة اتصال عالیة السرعة.
تطویر المقصف المدرسی، من خلال توفیر الغذاء الصحی والجلسات المناسبة فیه.
(2) الممارسات المقترحة لدعم مدارس العیّنة
أ- على مستوى السیاسات التربویة:
استنساخ تجربة مدرسة "الفیصلیة للموهوبین بجدة" وتنفیذها على نطاق أوسع فی مختلف المناطق
افتتاح برنامج بکالوریوس التفوق العقلی والموهبة، وتهیئته لتأهیل الخریجین للعمل کمعلمی موهوبین فی مدارس التعلیم العام.
تطویر برنامج تدریبی تربوی لمدة فصل دراسی کامل فی بعض الجامعات: (اکتشاف ورعایة الطلبة الموهوبین)، وإلحاق عدد من المعلمین بهذا البرنامج لتأهیلهم للعمل فی مدارس العینة.
تطویر البرامج التدریبیة الحالیة القصیرة التی تعقد للمعلمین فی مجال الموهوبین، وإعداد خطة زمنیة من قبل اللجان التنفیذیة بإدارات التعلیم لإلحاق کافة معلمی المدرسة وکل من المرشد الطلابی وأمین مصادر التعلم وقائد ووکیل المدرسة بهذه الدورات.
توفیر حوافز وظیفیة ومادیة للمعلمین البارزین فی مجال اکتشاف ورعایة الطلبة الموهوبین.
تدریب قادة المدارس على مهارات تقییم أداء معلمی الموهوبین.
التوسّع فی البرامج الإثرائیة، لتشمل مجالات أکبر تلبی حاجات الطلبة الموهوبین بشکل أشمل.
تصمیم دورات تدریبیة قصیرة للمجتمع المحلی، فی أهمیة الاستثمار فی الموهوبین، وأسالیب الکشف عن مواهب أبنائهم وطرق رعایتها ودعمها، وعقدها لشرائح المجتمع المختلفة، والترکیز فی هذه البرامج على شریحة أولیاء الأمور.
تخصیص بند فی میزانیة مدارس العینة لبرامج الموهوبین، وإعطاء الصلاحیة لقائد المدرسة فی أوجه صرفه.
توجیه المعلّمین لأن تشمل تمارین الواجبات المنزلیة مهارات التفکیر العلیا على أن تکون اختیاریة.
ب- على مستوى المبادرات والمسؤولیة الاجتماعیة:
تطویر خطة زمنیة لتنفیذ زیارات ورحلات علمیة ومجتمعیة للطلبة الموهوبین لجهات وصروح بارزة (علمیة وتقنیة وصناعیة وغیرها) داخل وخارج المنطقة، وذلک بدعم کامل من المؤسسات المجتمعیة والجهات الحکومیة کالجامعات.
إقرار وتفعیل مجلس تحت مسمّى (مجلس الموهوبین فی منطقة ...) على أن یکون ثلث أعضائه من رجال الأعمال وثلثه من أولیاء الأمور وثلثه من معلمی الموهوبین والکوادر التعلیمیة البارزة.
عقد اتفاقیّات مجتمعیة (على مستوى الوزارة وإدارات التعلیم والمدارس) مع کبرى الشرکات والمؤسسات لتنفیذ ودعم مشاریع مختلفة تخدم هذه الفئة، ودعم بیئة التجهیزات المدرسیة، على أن تکون هذه الشراکات تحت إشراف مباشر من جهة الاختصاص فی وزارة التعلیم.
حث وتشجیع رجال الأعمال على الإسهام فی دعم جهود إدارات التعلیم فیما یخص برامج الموهوبین، وتوجیه الدعوة للبارزین منهم لحضور أو عضویّة مجلس الموهوبین.
إنشاء قنوات تواصل تفاعلیّة فیما بین الطلبة والمؤسسات العلمیّة المرموقة (مدینة الملک عبدالعزیز للعلوم والتقنیة، مؤسسة موهبة، ...) من خلال حسابات للعضویة.
افتتاح مراکز رعایة مجتمعیة فی المدن الرئیسة، خاصّة بالطلبة الموهوبین مع توفیر الإمکانات اللازمة التی تلبّی احتیاجاتهم، وفقًا لعضویّة سنویّة تُمنح لکلّ من الطلبة الموهوبین ومعلّمی الموهوبین ومشرفیهم.
منح عضویّة سنویّة قابلة للتجدید للطلبة الموهوبین ومعلّمیهم للاستفادة من المکتبات الرقمیة (مکتبات الجامعات الکبرى، والمکتبة السعودیة الرقمیة، مکتبة الملک فهد الوطنیة، ...).
تمکین الطلبة الموهوبین من الحضور – کضیوف- فی بعض البرامج واللقاءات العلمیة التی تُعقد فی مجالات الاکتشاف والاختراع أو المسارات الحدیثة.
ج- على مستوى الشّراکات:
عقد شراکات مع بیوت خبرة محلیة وإقلیمیة وعالمیة لتطویر البرامج الإثرائیة المنفذة للطلبة الموهوبین على مستوى الوزارة أو إدارات التعلیم.
تصمیم مسابقات مجتمعیة سنویة فی عدّة مجالات (على مستوى الوطن، والمناطق)، تهدف للکشف عن الموهوبین وإبراز نتاجاتهم ورعایتهم، مع ضرورة عقد الشّراکات التی تضمن دعم ورعایة هذه المسابقات.
تطویر إمکانات وأداء المراکز المجتمعیة خارج أوقات الدوام الرسمی، کمراکز الحی، والعمل على أن تکون بیئتها جاذبة، وذلک وفقًا لشراکات مع بیوت خبرة متخصّصة.
توقیع شراکات مع بیوت خبرة متخصّصة لتدریب الطلبة الموهوبین على مهارات المسابقات والاختبارات الدولیة ( مسابقات الأولمبیاد، اختبارات تیمز، ...).
منح معلّمی الموهوبین رخصة (معلّم موهوبین) فی مدارس التّعلیم العام، على أن یُشرف على إصدارها مؤسّسة موهبة بالشّراکة مع وزارة التّعلیم، ویتم تجدیدها کل عامین وفقًا لضوابط ومعاییر تحدّدها جهات الاختصاص.
تخصیص حصّتین أسبوعیًا لتدریب الطلبة الموهوبین على تمارین خارجیة لمهارات التفکیر العلیا، واستراتیجیّات حل المشکلات، بالتّعاون مع جامعات محلیّة.
توقیع شراکات مع جهات متخصّصة کالجامعات لتدریب الموهوبین على مهارات البحث العلمی.
توصیات البحث:
فی ضوء نتائج البحث، فإنّ الباحث یوصی بما یلی:
- تطبیق التّصوّر المقترح فی البحث.
- ضرورة العمل على تطویر السیاسات التّربویّة الخاصّة بالطلبة الموهوبین على کافة الأصعدة.
- استخدام مقاییس مقنّنة لقیاس الفجوة بین الواقع والمأمول فی برامج وأسالیب الکشف ورعایة الطلبة الموهوبین.
- استثمار البحث النّوعی فی خدمة هذه الفئة، وتعرّف مشکلاتها والعمل على حلّها.
الرفاعی، غالیة حامد (2013). التحدیات التی تواجه رعایة الموهوبین من وجهة نظر المتخصصین فی منطقة مکة المکرمة وطرق مواجهتها. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
زحلوق، مها (2001). التربیة الخاصة للمتفوقین. سوریا: جامعة دمشق.
السبیعی، هاتف محمد (2014). معوقات استخدام التعلیم الالکترونی فی البرامج الإثرائیة للطلبة الموهوبین من وجهة نظر المعلمین والمشرفین فی منطقة مکة المکرمة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى.
السرور، نادیا هایل (1998). مدخل إلى تربیة المتمیزین والموهوبین. عمان: دار الفکر للنشر.
الشرفی، عبدالرحمن محمد (2002). دراسة وصفیة لتحدید معوقات رعایة الموهوبین فی المدارس الابتدائیة المنفذة لبرامج رعایة الموهوبین بمدینة الطائف. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
الشریف، منال عمار (2015). برنامج رعایة الموهوبین بمدارس التعلیم العام فی المملکة العربیة السعودیة بین الواقع والمأمول بمنظور تربوی، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الثانی للموهوبین والمتفوقین "نحو استراتیجیة وطنیة لرعایة المبتکرین"، کلیة التربیة، جامعة الإمارات العربیة المتحدة، 19-21 مایو 215.الشهری، سعد عبدالرحمن (2014). معوقات تطبیق برنامج موهوب المدرسی فی مدارس التعلیم العام. رسالة غیر منشورة، جامعة الباحة، الباحة.
الشیخ، یوسف وعبدالغفار، عبدالسلام (1981). سیکولوجیة الطفل غیر العادی والتربیة الخاصة. دمشق: دار الداوودی.
الغامدی، حمدان أحمد (2006). المعوقات التی تواجه الطلبة الموهوبین فی التعلیم الأساسی بالمملکة العربیة السعودیة، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العلمی الإقلیمی للموهبة "رعایة الموهبة تربیة من أجل المستقبل"، مؤسسة موهبة، جدة، 26-30 أغسطس2006.
القحطانی، ناصر محمد (2012). معوقات تطبیق برنامج رعایة الموهوبین فی مدارس التعلیم العام بمنطقة الریاض التعلیمیة مع تصور مقترح للتغلب علیها. أطروحة دکتوراه غیر منشورة، الجامعة الإسلامیة، المدینة المنورة.
معاجینی، أسامة حسن (2008). التجارب الرائدة عربیًا ودولیًا فی تربیة الموهوبین ورعایتهم، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر السادس لوزراء التربیة والتعلیم العرب، الریاض.
Clark, B (1983). Growing up gifted: Devloping the potential of children at home and at school second edition. Columbus, Ohio: Charles E-Merrill Publ Co.
Ma'ajeeny, Osamah (1990). Gifted and Talented Learners in the Saudi Arabia regular classroom. Unpublished doctoral dissertation, University of Illinoisa, Urbana-Champagin.
McHatton, P, Boyer, N, Shaunnessy, E, Terry, P. & Farmer, J, (2010). Principals Perceptions of Preparation and Practice in Gifted and Special Education Content: Are we Doing Enough?, Journal of Research on Leadership Education, 5(1): 1 – 22.
Pat, Stewart (2001). Cooperative Learning Gauntlet For the Gifted. Journal Articles Reports- Descriptive. 22(1): 115-140.
الرفاعی، غالیة حامد (2013). التحدیات التی تواجه رعایة الموهوبین من وجهة نظر المتخصصین فی منطقة مکة المکرمة وطرق مواجهتها. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
زحلوق، مها (2001). التربیة الخاصة للمتفوقین. سوریا: جامعة دمشق.
السبیعی، هاتف محمد (2014). معوقات استخدام التعلیم الالکترونی فی البرامج الإثرائیة للطلبة الموهوبین من وجهة نظر المعلمین والمشرفین فی منطقة مکة المکرمة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى.
السرور، نادیا هایل (1998). مدخل إلى تربیة المتمیزین والموهوبین. عمان: دار الفکر للنشر.
الشرفی، عبدالرحمن محمد (2002). دراسة وصفیة لتحدید معوقات رعایة الموهوبین فی المدارس الابتدائیة المنفذة لبرامج رعایة الموهوبین بمدینة الطائف. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
الشریف، منال عمار (2015). برنامج رعایة الموهوبین بمدارس التعلیم العام فی المملکة العربیة السعودیة بین الواقع والمأمول بمنظور تربوی، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر الثانی للموهوبین والمتفوقین "نحو استراتیجیة وطنیة لرعایة المبتکرین"، کلیة التربیة، جامعة الإمارات العربیة المتحدة، 19-21 مایو 215.الشهری، سعد عبدالرحمن (2014). معوقات تطبیق برنامج موهوب المدرسی فی مدارس التعلیم العام. رسالة غیر منشورة، جامعة الباحة، الباحة.
الشیخ، یوسف وعبدالغفار، عبدالسلام (1981). سیکولوجیة الطفل غیر العادی والتربیة الخاصة. دمشق: دار الداوودی.
الغامدی، حمدان أحمد (2006). المعوقات التی تواجه الطلبة الموهوبین فی التعلیم الأساسی بالمملکة العربیة السعودیة، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العلمی الإقلیمی للموهبة "رعایة الموهبة تربیة من أجل المستقبل"، مؤسسة موهبة، جدة، 26-30 أغسطس2006.
القحطانی، ناصر محمد (2012). معوقات تطبیق برنامج رعایة الموهوبین فی مدارس التعلیم العام بمنطقة الریاض التعلیمیة مع تصور مقترح للتغلب علیها. أطروحة دکتوراه غیر منشورة، الجامعة الإسلامیة، المدینة المنورة.
معاجینی، أسامة حسن (2008). التجارب الرائدة عربیًا ودولیًا فی تربیة الموهوبین ورعایتهم، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر السادس لوزراء التربیة والتعلیم العرب، الریاض.
Clark, B (1983). Growing up gifted: Devloping the potential of children at home and at school second edition. Columbus, Ohio: Charles E-Merrill Publ Co.
Ma'ajeeny, Osamah (1990). Gifted and Talented Learners in the Saudi Arabia regular classroom. Unpublished doctoral dissertation, University of Illinoisa, Urbana-Champagin.
McHatton, P, Boyer, N, Shaunnessy, E, Terry, P. & Farmer, J, (2010). Principals Perceptions of Preparation and Practice in Gifted and Special Education Content: Are we Doing Enough?, Journal of Research on Leadership Education, 5(1): 1 – 22.
Pat, Stewart (2001). Cooperative Learning Gauntlet For the Gifted. Journal Articles Reports- Descriptive. 22(1): 115-140.