علي محمد الغامدي, عبير. (2020). التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2(1), 202-236. doi: 10.21608/altc.2020.116920
عبير علي محمد الغامدي. "التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2, 1, 2020, 202-236. doi: 10.21608/altc.2020.116920
علي محمد الغامدي, عبير. (2020). 'التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة', المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2(1), pp. 202-236. doi: 10.21608/altc.2020.116920
علي محمد الغامدي, عبير. التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2020; 2(1): 202-236. doi: 10.21608/altc.2020.116920
التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على علاقة التفاؤل والتشاؤم بالرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة الباحة، کما هدفت للکشف عن مستويات کل من التفاؤل والتشاؤم لدى عينة الدراسة، والتعرف على دلالة الفروق في مستويات هذه المتغيرات لدى عينة الدراسة تبعاً لمتغيرات (العمر، التخصص، المستوى التعليمي) کما هدفت للکشف عن أمکانية التنبؤ بالتفاؤل والتشاؤم من خلال الرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة الباحة، واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي وأجريت الدراسة على عينة عشوائية بسيطة، من معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة الباحة مکونة من (101) معلمة، بما يمثل (15.5%) من المجتمع الکلي للدراسة، طبقت عليهم القائمة العربية لقياس التفاؤل والتشاؤم من إعداد "بدر الانصاري 1999" ومقياس الرضا عن الحياة من إعداد "مجدي الدسوقي، 1998". وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج کان اهمها أن مستوى التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة مرتفع وذلک بمتوسط (107.20) وأن مستوى التشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة منخفض وذلک بمتوسط (44.82) ووزن نسبي (37.35) وکان مستوى الرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة بشکل عام مرتفع وذلک بمتوسط (121.12)، کما أظهرت نتائج الدراسة أنه توجد علاقة طردية دالة احصائياً عند (0.01) بين الرضا عن الحياة والتفاؤل، وعلاقة عکسية دالة احصائياً عند (0.01) بين الرضا عن الحياة والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة. وأنه مستوى الرضا عن الحياة لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة يتنبأ بـ (53.3%) من مستويات التفاؤل و (17.9%) من مستويات التشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة الباحة، وبناء على نتائج الدراسة أوصت الباحثة بجملة من التوصيات کان أهمها عقد ندوات وورش عمل تهدف إلى توعية المعلمات بأهمية التفاؤل والبعد عن التشاؤم من أجل الحفاظ على صحتهن النفسية، وضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول موضوع التفاؤل والتسامح و وارتباطه بالصحة النفسية وعلم النفس الإيجابي بالتطبيق على عينات متباينة. Abstract
The objective of this study was to identify the relationship of optimism and pessimism with satisfaction with life in the primary school teachers in Al-Baha city. The aim was to detect the levels of optimism and pessimism in the study sample and to identify the significance of differences in the levels of these variables in the study sample, The study was designed to detect the possibility of predicting optimism and pessimism through satisfaction with the life of primary school teachers in Madinqarn. The study was conducted on a simple random sample of the primary school parameters in Al Baha city of (101) teachers, representing 15.5% I study, I applied them to measure the existing Arab optimism and pessimism of the preparation of "Badr al-Ansari 1999" And the measure of satisfaction with life prepared by Magdi El-Desouki, 1998. The study found that the level of optimism among primary school teachers in Al-Baha city is high (107.20). The level of pessimism among primary school teachers in Al-Baha city is low, with an average of 44.82 and a relative weight of 37.35. Life in elementary school in Al Baha city is generally high with an average of (121.12). The results of the study showed that there is a statistically significant correlation between (0.01) between satisfaction with life and optimism. And a statistically significant inverse relationship (0.01) between satisfaction with life and pessimism among primary school teachers in Baha city And that the level of satisfaction with the life of primary school teachers in the city of Baha predicts (53.3%) of the levels of optimism and (17.9%) of the levels of pessimism among primary school teachers in the city of Baha. Based on the results of the study, the researcher recommended a number of recommendations, the most important of which were the holding of seminars and workshops aimed at raising the awareness of teachers about the importance of optimism and distance from pessimism in order to maintain their psychological health, and the need to conduct further research and studies on the subject of optimism and tolerance and its association with mental health and positive psychology by applying to Differentiated samples.
المجلة التربویة لتعلیم الکبار– کلیة التربیة – جامعة أسیوط
=======
التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحیاة
لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة
إعــــــــــداد
الطالبة / عبیر علی محمد الغامدی
إشراف
الدکتور/ یوسف أحمد العجلانی
أستاذ أصول التربیة الإسلامیة المشارک- جامعة الباحة
} المجلد الثانى – العدد الأول – ینایر 2020م {
Adult_EducationAUN@aun.edu.eg
المستخلص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على علاقة التفاؤل والتشاؤم بالرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة، کما هدفت للکشف عن مستویات کل من التفاؤل والتشاؤم لدى عینة الدراسة، والتعرف على دلالة الفروق فی مستویات هذه المتغیرات لدى عینة الدراسة تبعاً لمتغیرات (العمر، التخصص، المستوى التعلیمی) کما هدفت للکشف عن أمکانیة التنبؤ بالتفاؤل والتشاؤم من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة، واعتمدت الدراسة المنهج الوصفی الارتباطی وأجریت الدراسة على عینة عشوائیة بسیطة، من معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة مکونة من (101) معلمة، بما یمثل (15.5%) من المجتمع الکلی للدراسة، طبقت علیهم القائمة العربیة لقیاس التفاؤل والتشاؤم من إعداد "بدر الانصاری 1999" ومقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد "مجدی الدسوقی، 1998". وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج کان اهمها أن مستوى التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة مرتفع وذلک بمتوسط (107.20) وأن مستوى التشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة منخفض وذلک بمتوسط (44.82) ووزن نسبی (37.35) وکان مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بشکل عام مرتفع وذلک بمتوسط (121.12)، کما أظهرت نتائج الدراسة أنه توجد علاقة طردیة دالة احصائیاً عند (0.01) بین الرضا عن الحیاة والتفاؤل، وعلاقة عکسیة دالة احصائیاً عند (0.01) بین الرضا عن الحیاة والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة. وأنه مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة یتنبأ بـ (53.3%) من مستویات التفاؤل و (17.9%) من مستویات التشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة، وبناء على نتائج الدراسة أوصت الباحثة بجملة من التوصیات کان أهمها عقد ندوات وورش عمل تهدف إلى توعیة المعلمات بأهمیة التفاؤل والبعد عن التشاؤم من أجل الحفاظ على صحتهن النفسیة، وضرورة إجراء المزید من البحوث والدراسات حول موضوع التفاؤل والتسامح و وارتباطه بالصحة النفسیة وعلم النفس الإیجابی بالتطبیق على عینات متباینة.
الکلمات المفتاحیة: التفاؤل؛ التشاؤم؛ الرضا عن الحیاة؛ معلمات المرحلة الابتدائیة.
Abstract
The objective of this study was to identify the relationship of optimism and pessimism with satisfaction with life in the primary school teachers in Al-Baha city. The aim was to detect the levels of optimism and pessimism in the study sample and to identify the significance of differences in the levels of these variables in the study sample, The study was designed to detect the possibility of predicting optimism and pessimism through satisfaction with the life of primary school teachers in Madinqarn. The study was conducted on a simple random sample of the primary school parameters in Al Baha city of (101) teachers, representing 15.5% I study, I applied them to measure the existing Arab optimism and pessimism of the preparation of "Badr al-Ansari 1999" And the measure of satisfaction with life prepared by Magdi El-Desouki, 1998. The study found that the level of optimism among primary school teachers in Al-Baha city is high (107.20). The level of pessimism among primary school teachers in Al-Baha city is low, with an average of 44.82 and a relative weight of 37.35. Life in elementary school in Al Baha city is generally high with an average of (121.12). The results of the study showed that there is a statistically significant correlation between (0.01) between satisfaction with life and optimism. And a statistically significant inverse relationship (0.01) between satisfaction with life and pessimism among primary school teachers in Baha city And that the level of satisfaction with the life of primary school teachers in the city of Baha predicts (53.3%) of the levels of optimism and (17.9%) of the levels of pessimism among primary school teachers in the city of Baha. Based on the results of the study, the researcher recommended a number of recommendations, the most important of which were the holding of seminars and workshops aimed at raising the awareness of teachers about the importance of optimism and distance from pessimism in order to maintain their psychological health, and the need to conduct further research and studies on the subject of optimism and tolerance and its association with mental health and positive psychology by applying to Differentiated samples.
Keywords: optimism; Pessimism; Satisfaction with life; Primary stage parameters.
مدخل إلى الدراسة
مقدمة:
یعتبر موضوع التفاؤل والتشاؤم من الموضوعات المهمة فی علم النفس لما لهما من تأثیر فی سلوک الأفراد وفى حالتهم النفسیة ، فعندما تلبى جمیع حاجات الفرد یشعر بالتفاؤل وبأنه یستطیع أن یحقق أهدافه مما یجعله یشعر بالسعادة والانبساط وبالتالی یحفزه علی أن یقبل علی الحیاة بهمة ومثابرة ورغبة ویضع فی اعتباره احتمالات النجاح ، أما إذا فشل الفرد فی إشباع حاجاته فإنه یشعر بالتشاؤم وأنه لا یستطیع أن یحقق أهدافه مما یجعله یشعر بالیأس وفقدان الأمل والإحباط ویقبل علی الحیاة بفتور وتردد وتوقع الفشل وهو دائماً متشکک فی النجاح مما قد یؤدی إلی اضطرابه (المجدلاوی، 2012: 208).
ولقد احتل مفهوما التفاؤل والتشاؤم فی العقود الأخیرة مرکز الصدارة فی مجالات دراسة الشخصیة، وعلم النفس الکلینیکی وعلم النفس الاجتماعی وعلم نفس الصحة حیث برهنت الدراسات على أن التفاؤل له دور مهم فی الارتقاء بحیاة الإنسان وتحقیق رفاهیته وسعادته ورضائه عن عمله وصحته النفسیة والجسمیة (بسیونی، 2011: 68).
وللتفاؤل تأثیر على السلوک الإنسانی بصفة عامة ، کما له دور فی توقعات الفرد لحاضره ومستقبله، فالنظرة التفاؤلیة تدفع الفرد إلى الترکیز على التوقعات الأدائیة الإیجابیة ، وهی إحدى مکونات السعادة النفسیة التی تؤثر على حیاته، وترتبط بالثقة بالنفس والقدرة على الأداء والإنجاز، ومستوى الصحة النفسیة، وتوقعات المستقبل، کما یعد التفاؤل أحد أسباب استقرار النفس البشریة ، وزیادة نشاطها ودافعیتها ، وتأکید عزیمتها وإصرارها نحو النجاح والتفوق، وبالتالی تحقیق العلاقات الانسانیة بین أفراد الأسرة وبین الأفراد داخل المجتمع ، وفی مقر عملهم (الأنصاری وکاظم،2007، محیسن ،2012).
ویتجلى اهتمام علماء الشخصیة بالتفاؤل والتشاؤم فی اتخاذهم هذین المفهومین بوصفهما من الجوانب التی توضع فی الاعتبار فی التصور العام حول طبیعة الإنسان مخیرًا أو مسیرًا متأثرًا بالعوامل البیئة أو الوراثیة أو أن الإنسان یمیل بطبیعته إلى أن یکون متفائلاً أو متشائماً، وقد یعبر أحیانًا عن التفاؤل والتشاؤم فی مثل هذه التصورات فی تساؤل مؤداه: هل یحمل الإنسان أساسًا جانب الخیر أم الشر (نصر الله، 2008: 4).
کذلک یعد الرضا عن الحیاة من المفاهیم النفسیة الرئیسیة التی تحظى باهتمام الباحثین فی مجال علم النفس والصحة النفسیة باعتبارها من مظاهر الصحة النفسیة التی تعد أساساً للعملیة الإرشادیة مع المسترشدین من خلال تطبیق نظریات الإرشاد والعلاج النفسی التی تهدف جمیعها إلى مساعدتهم للوصول إلى مستوى معین من الرضا عن الحیاة (طشطوش، 2015: 450).
ویعتبر الإحساس بالرضا عن الحیاة أحد المؤشرات التی تبین مدى تمتع الفرد بصحة نفسیة والشعور بالسعادة فی الحیاة، کما أن الرضا عن الحیاة یرتبط إیجابیاً بتقدیر الفرد لذاته، إذ یعد أحد أهم العوامل المسئولة عن إحساس الفرد بالرضا عن الحیاة، کما أن الإحساس بعدم الرضا عن الحیاة ذو تأثیر على شخصیة الفرد وتکیفه وعلاقاته داخل المجال الاجتماعی الذی یعیش فیه ، کما یعد الرضا عن الحیاة عاملاً أساسیاً فی توافق الفرد النفسی، وتقبله للأحداث والمواقف الحیاتیة، لذلک فإن انخفاض مستوى الرضا یدل على عدم التوافق النفسی، والتأزم عند مواجهة ضغوط الحیاة( شقورة، 2012: 4) .
ومن مظاهر الرضا عن الحیاة السعادة والعلاقات الاجتماعیة والطمأنینة والاستقرار الاجتماعی والتقدیر الاجتماعی؛ لأن من یشعر بهذه الأشیاء ویعمل على تحقیقها واشباع رغبته منها یکون راضیاً عن حیاته بصورة إیجابیة حیث إن السعادة هدف للأفراد برغم تباین إدراک ما یجلب للفرد السعادة (العمرات والرفوع، 2014: 267).
والرضا عن الحیاة له أثر ایجابی محفز على استمرار الانتاجیة ورفع مستوى الطموح والتطلعات المستقبلیة، حیث یشار إلى الشخص الراضی عن حیاته بأنه یتمتع بصحة نفسیة وسعادة وطمأنینة وراحة، کما أنه أکثر قدرة على التکیف الشخصی والتکیف الاجتماعی (أبو عبید،2013: 3).
من هنا تبرز أهمیة الرضا عن الحیاة کمتغیر فی هذه الدراسة، لما له من دور کبیر فی إقبال الأفراد على الحیاة بحیویة وفی توافقهم فی حیاتهم وسعادتهم وصحتهم الجسمیة والنفسیة، فالرضا عن الحیاة أحد دلالات الصحة النفسیة، ففرح الفرد وسعادته وتوافقه وتقبله لذاته ولعلاقاته الاجتماعیة وإشباعه لحاجاته، کلها مؤشرات لرضا الفرد عن حیاته وعن صحته النفسیة وتدفع بالفرد نحو التفاؤل أما انخفاض الرضا عن الحیاة یدفع الفرد نحو التشاؤم (المجدلاوی، 2012: 209).
وبناء على ما سبق فإن هذه الدراسة تحاول أن توضح العلاقة بین التفاؤل والتشاؤم وبین الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بالمملکة العربیة السعودیة.
مشکلة الدراسة:
تستحوذ دراسة التفاؤل والتشاؤم حالیاً على اهتمام بالغ من قبل کثیر من الباحثین نظراً لارتباط هاتین السمتین بالصحة النفسیة للفرد، فقد أکدت مختلف النظریات أن ارتباط التفاؤل بالسعادة والصحة والمثابرة والإنجاز والنظرة الإیجابیة للحیاة، فی حین یرتبط التشاؤم بالأسى والفشل والمرض والنظرة السلبیة للحیاة (الیحفوفی، 2004: 11).
حیث تعتبر بعض الدراسات أن التفاؤل والتشاؤم طرفان لمتصل واحد یمثل کل منهما نقیض الآخر، إلا أن هناک العدید من الدراسات التی تدعم افتراض أن التفاؤل والتشاؤم مفهومان مستقلان، ففی حین یرتبط التفاؤل بإیجابیات الشخصیة یرتبط التشاؤم بالأفکار اللاعقلانیة التی تحول دون استغلال الفرد لإمکاناته الفعلیة (بسیونی، 2011: 69).
ویمثل الرضا عن الحیاة عند الأفراد عاملاً أساسیاً فی توافقهم وتقبلهم للأحداث والمواقف الحیاتیة المختلفة، فانخفاض مستوى الرضا یدل على قلة التوازن النفسی والتأزم عند مواجهة ضغوط الحیاة وتؤکد بعض الدراسات فی البیئة العربیة والأجنبیة على أن مشکلات سوء التوافق والإحساس بعدم الرضا عن الحیاة من المشکلات النفسیة الشائعة ، فالإحساس بعدم الرضا عن الحیاة یمثل مشکلة لدى نسبة لا تقل عن 36 % لدى الراشدین، وکذلک فان نسبة انتشار هذه المشکلة بین طلبة المدارس تتراوح ما بین 12% - 30% (العمرات والرفوع، 2014: 269) .
وبالرغم من أهمیة التفاؤل والتشاؤم فی الحیاة الإنسانیة وأنهما یعتبران أمران أساسیان للصحة العامة وأن التشاؤم والنظرة السلبیة للأحداث والحالة المزاجیة السلبیة لها علاقة وثیقة بسوء التوافق والاضطرابات النفسیة التی یتعرض لها الأفراد، إلا أن تناولهما بالدراسة من جانب العلماء فی التربیة وعلم النفس حدیث نسبیاً، إذ لم یحظى هذان المفهومان بالاهتمام الکافی فی الدراسات النفسیة وبصفة خاصة فی البیئة العربیة (المجدلاوی، 2012: 209).
ونظراً لأهمیة المرحلة الابتدائیة التی تُعد القاعدة التعلیمیة الثابتة التی تقوم علیها أنظمة التعلیم المتنوعة حیث أنها تمثل اللبنة الأولى فی الصرح التعلیمی وعلیها تقام المراحل التعلیمیة التالیة إذ تأتی أهمیتها فی کونها مرحلة الشمول والالتزام وینتظم فی صفوفها جمیع أطفال المجتمع، کما أنها مؤسسة اجتماعیة تقوم بعملیتی التربیة والتعلیم وتعمل على إکساب التلامیذ المعرفة والمهارات والخبرات التی یحتاجونها فی حیاتهم الحاضرة والمستقبلیة (شهاب، 2009: 8).
لذا ترى الباحثة أن هناک سمة ضروریة لدراسة التفاؤل والتشاؤم وعلاقته بالرضا عن الحیاة من منظور متکامل یجمع هذه المتغیرات فی دراسة واحدة بحیث یمکن تفسیر العلاقة المحتملة بینهما وخاصة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة، من هنا تأتی أهمیة هذه الدراسة حیث اتضح للباحثة أنه لا توجد دراسات بمدینة الباحة فی المجتمع السعودی تناولت متغیر التفاؤل والتشاؤم وعلاقته بالرضا عن الحیاة مما دفعها لدراسة هذه المتغیرات.
أسئلة الدراسة:
السؤال الرئیسی للدراسة:
ما علاقة التفاؤل والتشاؤم بالرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة؟
ویتفرع عنه الأسئلة الآتیة:
ما مستوى کل من التفاؤل والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة؟
ما مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة؟
هل توجد علاقة بین التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی مستویات التفاؤل ترجع الى متغیرات (العمر، التخصص، المستوى التعلیمی)؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی مستویات التشاؤم ترجع الى متغیرات (العمر، التخصص، المستوى التعلیمی)؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی مستویات الرضا عن الحیاة ترجع الى متغیرات (العمر، التخصص، المستوى التعلیمی)؟
هل یمکن التنبؤ بالتفاؤل من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة؟
هل یمکن التنبؤ بالتشاؤم من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالیة إلى:
الکشف عن مستوى التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
الکشف عن مستوى التشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
الکشف عن مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
الکشف عن وجود علاقة بین التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
الکشف عن وجود فروق فی مستویات التفاؤل ترجع الى متغیرات (العمر، سنوات الخبرة، المستوى التعلیمی).
الکشف عن وجود فروق فی مستویات التشاؤم ترجع الى متغیرات (العمر، سنوات الخبرة، المستوى التعلیمی).
الکشف عن وجود فروق فی مستویات الرضا عن الحیاة ترجع الى متغیرات (العمر، سنوات الخبرة، المستوى التعلیمی).
الکشف عن هل یمکن التنبؤ بالتفاؤل من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة.
الکشف عن هل یمکن التنبؤ بالتشاؤم من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة.
أهمیة الدراسة:
تکتسب هذه الدراسة أهمیتها من خلال ما یلی:
الأهمیة النظریة:
تنبثق أهمیة الدراسة من أهمیة الموضوع الذی تتناوله وهو علاقة التفاؤل والتشاؤم بالرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة وذلک نظراً لما للتفاؤل والتشاؤم من أثر کبیر فی سلوک الأفراد وحالتهم النفسیة والصحیة ومختلف جوانبهم الشخصیة.
ربما یکمن لهذه الدراسة أن تفید الباحثین والدارسین فی إجراء أبحاث أخرى جدیدة من خلال الاطلاع على نتائجها وما قد تصل إلیه من نتائج وتوصیات وإمکانیة إجراء دراسات مشابهة على عینات أخرى فی مجالات متعددة.
الأهمیة التطبیقیة:
وتتمثل فیما یلی:
تکمن أهمیة الدراسة الحالیة فی کونها محاولة للتعرف على علاقة التفاؤل والتشاؤم بالرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة حیث أنها تساهم فی تزوید الأخصائیین النفسیین من خلال النتائج التی تتوصل إلیها هذه الدراسة لوضع برامج إرشادیة ترفع من تفاؤلهم وتخفض من تشاؤمهم.
یمکن أن توجه هذه الدراسة نظر المسؤولین فی مجال الإرشاد والصحة النفسیة إلى أهمیة التفاؤل والتشاؤم فی حیاة الناس بصفة عامة ومعلمات المرحلة الابتدائیة بصفة خاصة والرضا عن حیاتهم.
اشتملت الدراسة الحالیة على عدة مصطلحات یمکن تناولها فیما یلی:
التفاؤل هو: " توقع الفرد للأحداث التی ستحصل له فی المستقبل بأنها ستکون بشکل أفضل وستجلب الخیر والسعادة والنجاح، أما التشاؤم فهو توقع الفرد للأحداث التی ستحصل له فی المستقبل بأنها ستکون بشکل أسوء وستجلب الشر والتعاسة والفشل والیأس وخیبة الأمل". المجدلاوی (2012: 211).
وایضاً التشاؤم هو " نزعة لدى الأفراد للتوقع السلبی للأحداث المستقبلیة "شایر کارفر" (2000)Carver,Scherier.
ویُعرف التفاؤل والتشاؤم اجرائیاً بأنه هو: -توقع الانسان للأحداث التی ستحصل له فی المستقبل سواء بالخیر أو الشر، ویقاس بمجموع الدرجات التی تحصل علیها أفراد العینة من معلمات المرحلة الابتدائیة على مقیاس التفاؤل والتشاؤم المستخدم فی هذه الدراسة.
الرضا عن الحیاة:
هو شعور الفرد بالفرح والسعادة والراحة والطمأنینة وإقباله على الحیاة بحیویة نتیجة تقبله لذاته وعلاقاته الاجتماعیة ورضاه عن إشباع حاجاته (طشطوش، 2015: 450).
ویُعرف الرضا عن الحیاة اجرائیاً: بأنه شعور الفرد بالفرح والسرور وإقباله على الحیاة بحیویة ونشاط نتیجة لتقبله لذاته ولعلاقاته الاجتماعیة مع الآخرین، ویقاس بمجموع الدرجات التی یحصل علیها أفراد العینة من معلمات المرحلة الابتدائیة على مقیاس الرضا عن الحیاة المستخدم فی هذه الدراسة.
حدود الدراسة:
یمکن بیان حدود الدراسة فیما یلی:
الحدود الموضوعیة: اقتصرت الدراسة الحالیة على تناول متغیری التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة.
الحدود البشریة: اقتصرت هذه الدراسة على معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة.
الحدود المکانیة: تم تطبیق الدراسة الحالیة فی مدارس المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة.
الحدود الزمانیة: طبقت الدراسة فی الفصل الدراسی الأول من العام الدراسی (1439/1440ه-2019 م).
الإطار النظری والدراسات السابقة
یتناول هذا الفصل متغیرات الدراسة، حیث اشتمل على جزأین: الأول یتناول الأدب النظری حول مفاهیم التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة والعلاقة بینهما، أمَا الجزء الثانی فیتناول الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، یلی ذلک التعلیق على الدراسات السابقة، ومدى الاستفادة منها فی هذه الدراسة واتفاقها واختلافها مع الدراسة الحالیة.
نظر التراث النفسی الحدیث إلى العلاقة بین التفاؤل والتشاؤم نظرتین أولهما: أن التفاؤل والتشاؤم سمة واحدة ولکنها ثنائیة القطب، هذه السمة لها قطبان متقابلان متضادتان ولکل فرد مرکز واحد ونقطة واحدة علیه إذ تقع بین التفاؤل متصل المتطرف والتشاؤم الشدید، ویتضمن ذلک أن الفرد الواحد بصورة عامة لا یمکن أن یکون مثلاً متفائلاً جداً ومتشائماً کثیراً، إذ إن له درجة واحدة على المتصل، واعتماداً على هذا المنحنى فإن قیاس هاتین السمتین یمکن أن یتم بمقیاس التفاؤل وحده، أو بمقیاس التشاؤم وحده، إذ أن السمتین متضادتین، وتعد درجة أحدهما مقلوباً للآخر فدرجة التفاؤل المرتفعة تعنی درجة تشاؤم منخفضة، والعکس وهناک عدد من الباحثین یناصرون هذا التوجه ثنائی القطب، على أن هناک رأیاً آخر مناقضاً لسابقه وهو أن التفاؤل والتشاؤم سمتان مستقلتان ولکنهما مترابطتان أی أن لکل سمة متصل مستقلاً استقلالاً نسبیاً یجمع بین مختلف الدرجات على السمة الواحدة، ولکل فرد موقع على متصل التفاؤل مستقلاً عن موقعه على متصل التشاؤم (عفراء خلیل، 2008: 10) .
ویعتقد معظم الناس أن التفاؤل یتضمن توقعاتهم المستقبلیة للأحداث، ویعتمد على ذلک ویرتبط به، فالناظر إلى الأحداث الراهنة یتفاءل إذا کانت الأحداث سعیدة ویتشاءم إذا کانت الأحداث تعیسة، ولعل بعض الناس یزعمون أنهم یتشاءمون لأمور لا یستبعد وقوعها، فما إن مر ساعة أو یوم أو أسبوع حتى یتحقق شعورهم وتقع کارثة والعکس صحیح، ویفسر الناس ذلک بالرؤیة السابقة أو استشراف المستقبل وتوقعه وهکذا نجد الفرد قد أخذ یدرک المستقبل بما یتضمنه من خیر وشر، حیث یتجاوب وجدانیاً بالاستبشار فی حالة الأحداث السارة والخیرة وبالتوجس فی حالة الأحداث غیر السارة (إیمان عبدالکریم وریا الدوری،2010 :243).
وللتفاؤل والتشاؤم أهمیة على السلوک الإنسانی حیث یؤثر کل منهما على الحالة النفسیة للفرد وتوقعاته بالنسبة للحاضر والمستقبل سواء أکانت تفاؤلیة أو تشاؤمیة. کما أن السلوکیات السلبیة والعنف تتأثران بالتفاؤل، وأن التفاؤل یعتبر وقایة من العنف. المجدلاوی (2012: 208).
وتأسیساً على ما سبق ترى الباحثة أن علماء النفس ینظرون للتفاؤل والتشاؤم بوصفهما خلفیة عامة تحیط بالحالة النفسیة العامة للفرد، وتؤثر فیه أیما تأثیر على سلوکه وتوقعاته بالنسبة للحاضر والمستقبل، ومن ثم تجعل الفرد یمیل إلى التفاؤل أو یغلب علیه التشاؤم.
التفاؤل والتشاؤم فی الاسلام:
التفاؤل خلق حمید ومنهج رشید تضافرت النصوص الشرعیة على تأکیده، والحث علیه والترغیب فیه، والابتسام للحیاة والاستبشار لتحقیق الأمل، مع إعمال حسن الظن کلما بدت مناسبته، فکان حث الاسلام على التفاؤل کونه مقتضى الطبیعة البشریة والفطرة الإنسانیة التی تمیل إلى ما یلائمها، واهتم بشخصیة المسلم، وبتنشئتها التنشئة السلیمة فی کافة جوانیها، فحرص على تقویة العزائم، وبث روح الأمل والرجاء، والتوکل فی نفوس المؤمنین، ودعا إلى التفاؤل فی الرخاء والشدة (بسیونی، 2011: 80).
قال تعالى: (ولا تیأسوا من روح الله إنه لا ییأس من روح الله إلا القوم الکافرین) (سورة یوسف: آیة87)
یتضح مما سبق أن الله تعالى أمرنا بالتفاؤل لأن ذلک یعنی حسن الظن بالله والتوکل علیه، وهذا یجلب الراحة والطمأنینة للمؤمن وأمره بالصبر على الابتلاء والتوکل على الله فی کل أفعاله ، واللجوء بالدعاء إلیه فی کل أحواله، وأمرنا الله عز وجل بعدم التشاؤم لأن هذا سوء الظن بالله ویجلب الشر للإنسان ویضیق علیه حیاته فعلى المؤمن أن یتفاءل دائماً بالخیر، وکذلک جاءت السنة النبویة بالإنکار البین والإبطال الواضح للتشاؤم، ولکل سبیل یؤدی إلیه کونه یعمل على انحراف العقیدة ، وإیجاد الیأس والإحباط، والقنوط من رحمة الله، وأن الرسول صلى الله علیه وسلم کان یحب التفاؤل فقد کان یتفاءل بالأسماء الصالحة وبالکلمة الطیبة التی یسمعها فیستبشر بها.
العوامل المؤثرة فی التفاؤل والتشاؤم:
أن التفاؤل هو عملیة یتأمل فیها الأفراد على أفضل وجه ویتوقعون نتائج إیجابیة بدلا من النتائج السلبیة فی حیاتهم الیومیة، فالموقف المتفائل یساهم إیجابیا فی الأفراد ضد ظروفهم المعیشیة المکثفة فی دراسة أخرى، تم التحقیق فی آثار التفاؤل الظرفی على المزاج والتغیرات المناعیة. وأظهرت النتائج أن التفاؤل کان مرتبطا بمزاج أفضل (Unuvar, et al.13: 2012).
یتجلى اهتمام علماء الشخصیة بالتفاؤل والتشاؤم فی اتخاذهم هذین المفهومین بوصفهماٍ من الجوانب التی توضع فی الاعتبار فی التصور العام حول طبیعة الإنسان مخیرًا أو مسیرًا متأثرًا بالعوامل البیئیة أو الوراثیة أو أن الإنسان یمیل بطبیعته إلى أن یکون متفائلاً أو متشائمًا (نوال نصرالله، 2008: 4).
أ- العوامل البیولوجیة: کثیراً ما ینشأ التفاؤل عن نشاط الشخص وقوته العقلیة والعصبیة , فقد تعود أن یزود نفسه بالأفکار الصحیحة السارة, وینشا التشاؤم من ضعف النشاط وضعف القوة العصبیة ووهن الرقابة العقلیة فی الانسان فیسمح لنفسه أن یسبح فی جو مظلم من الأوهام إذ أن ضبط النفس والنظر إلى الناحیة السارة دائما یزیل من التشاؤم والأحزان التی تسیطر على نفوسهم، والمتفائل لدى استبشاره بالنجاح مسبقا کأنه حاصل على قدرة معینة لإحالة المستقبل إلى حاضر یرضى به, فإنه یوافق على مطالبة المخ له بإصدار الأوامر وإعداد الطاقة اللازمة بدءاً من انجاز الأعمال إلى ما یصدر عنه من أحکام.
وبالإضافة إلى العوامل الصحیة الإیجابیة المرتبطة بالتفاؤل، تقدم البحوث العدید من الفوائد النفسیة التی تعزى إلى منظور متفائل. وقد جادل البعض بأن التفاؤل هو مؤشر على عدم وجود العصبیة والمشاعر السلبیة، ویرتبط مع الوضع الصحی الإیجابی، قد یکون الوضع الصحی الإیجابی انعکاسا لغیاب الإدراک السلبی، وبالتالی التنبؤ بتحسن الأداء النفسی (Harry, 2012:18).
والمتفائلون یشعرون بضیق أقل من المتشائمین عندما یکونون تحت الشدائد، هل هو فقط لأنهم أفراد مرحون؟ وأن الأشخاص الذین هم واثقون من النجاح فی نهایة المطاف یستمرون فی المحاولة، حتى عندما یکون ذلک صعباً وأن الأشخاص الذین یشککون فی محاولة للهروب من المحن عن طریق التفکیر بالتمنی، تظهر فی الانحرافات المؤقتة التی لا تساعد على حل المشکلة، وتستمر حتى التوقف عن المحاولة (Carver et al. 2010:16).
ب-العوامل الاجتماعیة: وهی تتمثل فی التنشئة الاجتماعیة من لغة وعادات وقیم واتجاهات سائدة فی المجتمع، ولها دور فی تنشئة المفهوم، فالمواقف الاجتماعیة المفاجئة تجعل الفرد یمیل فی الغالب إلى التشاؤم والعکس صحیح إلى حد بعید، إن الأسالیب الخاطئة، کاللجوء إلى العقاب من أجل إسکات الرغبات التی ترید الاستمتاع بمباهج الحیاة وإحباط سعی المراهق الذی یحاول الاستقلال عن أسرته ومعاملة الراشدین وضعف الإمکانیات المادیة مما یؤدی الى سوء استغلال أوقات فراغهم والأضرار بهم وبمجتمعهم (مهدی، 2013: 5).
وترى الباحثة أن الأسرة والمجتمع لهما واقع قوی على الإنسان بحیث کل ما یتعرض له الفرد من وسائل عقاب أو ترهیب أو ترغیب وطریقة التربیة من الأسرة والمواقف الاجتماعیة کلها تؤثر علیه سواء بالسلب أو الإیجاب.
کما أن للعوامل البیئیة والثقافیة دوراً کبیراً فی تحدید التفاؤل والتوجه نحو الحیاة بین الجنسین، فللذکور فرصاً أکبر فی التعبیر عن آرائهم واتجاهاتهم وهذا مما لاشک فیه یخلق لدیهم نوعاً من الأمل والتفاؤل نحو المستقبل لاسیما الشباب العربی من الذکور الذین یتمتعون بفرص وخیارات أکثر من تلک التی تتمتع بها الإناث لأنهم یمتلکون إلى حد کبیر القرار فی تحدید مصیرهم سواء من ناحیة استمرار التعلیم أو حتى اختیار الزوجة، أما الإناث فما زالت التقالید الاجتماعیة تحد من ذلک عندهن إلا أنه لا یعنی انخفاض التفاؤل بدرجة کبیرة لدیهن، لکن التفوق یظهر عند الذکور، هذا فضلاً عما یتصل بأسالیب التربیة الخاطئة کاللجوء إلى العقاب من أجل إسکات الرغبات التی ترید الاستمتاع بمباهج الحیاة وإحباط سعی المراهق الذی یحاول الاستقلال عن أسرته لغرض معاملته معامله الراشدین وضعف الإمکانیات المادیة الذی یؤدی إلى سوء استغلال أوقات فراغهم والأضرار بهم وبمجتمعهم (إیمان عبدالکریم وریا الدوری، 2010: 244).
وقد حقق (Brissette, Schier, and Carver 2002:12) فی مدى الدعم الاجتماعی وحساب التأقلم للربط بین المزید من التفاؤل والتکیف بشکل أفضل مع أحداث الحیاة المجهدة، وأظهرت النتائج أن زیادة التفاؤل، التی تم تقییمها فی بدایة الفصل الدراسی الأول من المدرسة، کانت مرتبطة على نحو استباقی مع زیادات أصغر فی الإجهاد والاکتئاب وزیادة أکبر فی الدعم الاجتماعی المدرک (ولکن لیس فی حجم شبکة الصداقة) على مدار الفصل الدراسی الأول من الدراسة. لذلک، یمکن أن ینظر إلى التفاؤل على أنه عامل، یطور الارتیاح فی حیاة الفرد.
جـ-العوامل الاقتصادیة: إن التراجع الاقتصادی المستمر الذی یقلل من إمکانات الاستخدام أو العمل فی معظم الدول الغربیة منذ أواخر السبعینیات من القرن العشرین، قد أثر من دون شک على أهداف الحیاة التی یضعها صغار الشباب لحیاتهم، ونظراً للشک فی المستقبل فمن المتوقع بوجه عام أن یطور صغار الشباب اتجاهات متأثرة بهذه الظروف فیصبحون مترددین جداً بشأن وضع خطط حیاتهم، ولاسیما فی مجال العمل مما یؤثر بلا ریب على معدلات التشاؤم والتفاؤل لدیهم (إیمان عبد الکریم وریا الدوری، 2010: 256).
وترى الباحثة أن الفقر وعدم الرغبة فی العمل تسبب الضیق والحزن والکآبة، بعکس الدول التی المتقدمة والغنیة والتی تتمیز بالازدهار الاقتصادی فإنها تقل نسبة المتشائمین فیها.
د-العوامل السیاسیة: إن التطاحن والحروب النفسیة والعسکریة وما تخلفه من عوامل الصراع والاضطراب النفسی وهیمنة دول على غیرها وأنواع الاستعمار المباشر وغیر المباشر، کل ذلک یؤدی الى فقدان التوازن النفسی فیشعر الفرد أنه عاجز ضعیف مهدر لا یجد من یحمیه فیقع فریسة الهم والقلق النفسی، مما یؤدی إلى صراعات نفسیة لا تلبث أن تصبح مظاهر سلوکیة لدى الفرد کالخوف من المستقبل والتشاؤم والشعور بالنقص والتردد والشک (الکرعاوی وسعید، 2012: 99).
وترى الباحثة أن الحروب والتشرّد وقلة الأمن والأمان فی الدول من العوامل التی تعرّض أفرادها للقلق والاضطرابات النفسیة، بعکس الدول التی ینتشر فیها السلام تجد شعبها مرح وسعید.
وهناک عوامل تؤثر على الفرد وتجعله إما متفائلاً وإما متشائمًا وهذه العوامل هی:
- الأسرة: من الجو العام الذی یسودها وطریقة تربیة الأطفال وزرع القیم والأفکار فیهم ویثب الطمأنینة والأمان والرعایة وکل هذا یصقل شخصیة الطفل ویجعله إما متفائل أو متشائم.
- المدرسة: بما فیها من معلمین ومدراء متفائلین ومدى انعکاس ذلک على شخصیات الطلبة.
- المجتمع الشعبی: فکل مجتمع یحمل طابعاً خاصاً به إما إن یتسم بالتفاؤل أو التشاؤم بما تسم به من ملامح وجدانیة واجتماعیة، وخاصة بما یتمیز بها من خلال ما تعرض له من أحداث وظروف اقتصادیة وتکنولوجیة التی تستحدث والقیم التی تتجدد وتطور.
- وسائل الإعلام: لها تأثیر بالغ فی تشکیل وجدانیات الأفراد وصبغتها بالتفاؤل أو التشاؤم حسبما توجه إلیهم من أفکار نفحات وجدانی.
الصحة: حیث أن تفاؤل أو تشاؤم الشخص یؤثر على حیاته الصحیة حیث أن الإنسان المتفائل یکون خالیاً من القلق والتوتر والاکتئاب، وهذا ما یساعده على اکتساب صحة سلیمة ذات طابع ایجابی. (نوال نصرالله، 2008: 29).
وترى الباحثة أن هذه العوامل ماهی إلا عوامل مساعدة لنشأة التفاؤل والتشاؤم فی شخصیة الفرد، فتحقیق الصحة الجیدة هو هدف لمعظم الأفراد؛ فإن المتشائمین یتجنبون السلوک الموجه نحو الصحة إذا شعروا بأن النتائج لن تکون إیجابیة، وفیما یتعلق بالمرض الخطیر، لا یتوقع المتشائمون عموما أن یتحسنوا، مما یحول دون مشارکتهم فی السلوکیات الصحیة التی قد تساعدهم على إدارة مرضهم.
النظریات التی تناولت مفهوم التفاؤل والتشاؤم:
اختلف العلماء فی تناول التفاؤل والتشاؤم وسنتطرق الى بعضها مع شرح مفصل لها: -
أ-النظریة التحلیلیة (فروید): -
یرى فروید أن التفاؤل هو القاعدة العامة للحیاة، وأن التشاؤم لا یقع فی حیاة الفرد إلا إذا تکونت عنده عقدة نفسیة، وللعقدة النفسیة ارتباط وجدانی سلبی شدید التعقید والتماسک تجاه موضوع ما من الموضوعات الخارجیة أو الداخلیة، فیعد الفرد متفائلا إذا لم یقع فی حیاته حادث یجعل نشوء العقدة النفسیة عنده امرا ممکنا، ولو حدث العکس لتحول الى شخصیة متشائمة، ومعنى ذلک ان الفرد قد یکو متفائلا جدا إزاء أحد الموضوعات أو المواقف فقتع حادثة مفاجئة له تجعله متشائما جدا من الموضوعات ذاته، ویقصد بذلک الحالات التی تثیر التفاؤل والتشاؤم والتی تکون مؤقته وسریعة الزوال غالبا، واعتبر فروید أن منشأ التفاؤل والتشاؤم من المرحلة الفمیة، وذکر أن هناک سمات وأنماط شخصیة فمیة مرتبطة بتلک المرحلة ناتجة عن عملیة التثبیت عند هذه المرحلة والتی ترجع الى التدلیل أو الافراط فی الاشباع أو الإحباط والحرمان (أبو حماد، 2017: 79)
ب-نظریة السمات(أیزنک):
ترى نظریة السمات بأن الشخصیة تتسم بالثبات النسبی، والعمومیة، والاستقرار حیال المواقف المتشابهة، کذلک تعتمد هذه النظریة على اختلاف الأفراد فیما یمتلکون من سمات، فالشخص الواحد یملک سلوکًا متشابهًا فی المواقف المتشابهة (الموسوی والعنکوشی، 2011: 167).
أیزنک: تلخص نظریة أیزنک (Eysenek Theory) انه یوجد القطبین الرئیسیین للشخصیة الانبساط والانطواء ، یمکن ان یوصف أفرادا کثیرین جداً بطرائق متباینة باختلاف مواقفهم أو تباینها على قطبی البعد ،إذ یقع المتفائل ضمن حدود الانبساطیة ویقع المتشائم ضمن حدود الانطوائیة ، وتعد نظریته من أهم النظریات التی تناولت بعد الانبساط والانطواء ، وأعطتها أهمیة کبیرة، وعدتها من الإبعاد الأولیة للشخصیة التی تتکون من مجموعة سمات تقع سمة الانبساط على قطب منها ، فی حین یقع الانطواء على القطب الأخر ، ویتعامد القطبان مع بعد العصابیه ( متزن – غیر متزن ) ویذکر أیزنک إن النمط الانبساطی متفائل والنمط الانطوائی متشائم.
ج-نظریة الأنماط: (یونغ)
وهی تتشابه إلى حد بعید مع نظریة السمات، إذ إن رواد هذه النظریة یصنفون الناس إلى أنماط معینة على أساس صفاتهم المزاجیة أو الجسمیة أو النفسیة، فالنمط یطلق على مجموعة من الناس یشترکون فی سمات معینة مع اختلاف بسیط فی درجة اتسامهم بهذه السمات. (الکرعاوی وسعید، 2012: 98)
وقسم یونغ أنماط الشخصیة على قسمین هما:
النمط الانبساطی (المنطلق): ویتصف بأنه نشط ویحب الاختلاط ومرح وکثیر الحدیث وسهل التغیر ومحب للظهور.
النمط الانطوائی (المنکمش): ویتصف بأنه حساس وحذر ومتأمل ویمیل إلى العزلة وقلة الحدیث. (مهدی، 2013: 4).
یتم مناقشة هیکلین رئیسیین من التفاؤل فی: الأسلوب التفسیری أو التوزیع أو وجهة نظر التصرف، ومع ذلک، العدید من الدراسات لا تحدد أی تفاؤل یجری بحثه، وهم یشیرون إلى عدم وجود مواصفات نتیجة لمجالات غیر مکتملة خاصة بعد تطور علم النفس الإیجابی، ویشیر البعض إلى أن أدوات التفاؤل المختلفة تقیس جوانب وخصائص مختلفة إلى جانب عدم وجود اتفاق حول تعریف وقیاس التفاؤل والتشاؤم، فإن تنوع الهیاکل جعل من الصعب مقارنة النتائج فی هذا المجال، وسوف یکون من المفید فی هذه المرحلة شرح موجز لهیکلین رئیسیین وعواملها الرئیسیة(CHER,15: 2006).
د-نظریة التنظیم الذاتی (Carver, Blarneys, and Scherier)
تم تعریف التفاؤل من حیث التوقعات الإیجابیة للنتائج بأنه "المیل إلى الاعتقاد بأن المرء سیعانی بشکل عام من نتائج جیدة فی الحیاة"، وهذه التوقعات قابلة للتعمیم على مجموعة متنوعة من الحالات. وقد تم تعریف التفاؤل ضمن نظریة التنظیم الذاتی التی اقترحها Carver, Blarneys, and Scherier 1979)).
حیث تفترض هذه النظریة أن التوقعات الإیجابیة تؤدی إلى زیادة الجهود الرامیة إلى السعی لتحقیق النتائج المرجوة من الأهداف، فی حین أن التوقعات السلبیة تؤدی إلى تقلیل الجهود وفک الارتباط عن السعی لتحقیق الأهداف. ویشمل التفاؤل التخطیطی التوقعات الإیجابیة مقابل التوقعات السلبیة، وبالتالی یتوقع المشارکة والجهد عبر سیاقات متعددة ومواقف محتملة (Harry, 2012: 19).
المحور الثانی: الرضا عن الحیاة
لقد شهدت الحیاة ابتداءً من منتصف القرن العشرین تغیراً شاملاً وعمیقاً اعتمد على حدوث ثورة فی ثلاثة مجالات أساسیة وهی الصناعة والمعلومات والاتصالات، هذه التغیرات ألحقت بحیاة الفرد والجماعات تغیرات فی الأنظمة الاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة والصحیة، مما ترک أثراً فی الأسرة والمجتمع.
والاحساس بعدم الرضا عن الحیاة ذو تأثیر على شخصیة الفرد وتکیفه وعلاقته داخل المجال الاجتماعی الذی یعیش فیه، وهو تأثیر لا ینبغی إغفاله أو تجاهله إذا کان یراد للفرد أن یعیش حیاة مستقرة (سوزان بسیونی، 2011: 82)
ویعتبر الرضا عن الحیاة أحد الجوانب الذاتیة لجودة الحیاة، فکونک راضیاً فهذا یعنی أن حیاتک تسیر کما ینبغی، وعندما یشبع الفرد کل توقعاته واحتیاجاته ورغباته، یشعر حینها بالرضا (خدیجة حنی، 2015: 23).
وبناء على ما تم ذکره ترى الباحثة أن رضا الفرد عن حیاته یعتمد على مقارنة ظروفه بالمستوى المثالی، أی أن الرضا عن الحیاة إحساس داخلی نسبی وتظهر آثاره على سلوک الفرد واستجابته للمؤثرات المحیطة، فسنحاول من خلال هذا المحور التعرف على مفهوم الرضا عن الحیاة وأبعاده المختلفة.
مفهوم الرضا عن الحیاة:
لقد اهتم الباحثون فی مجالات علم النفس والصحة النفسیة بمفهوم الرضا عن الحیاة والذی یتضمن بداخله شعور الفرد بالسعادة وتمتعه بالحیاة التی یعیشها، وبالتالی تمتعه بدرجة عالیة من الصحة النفسیة والسواء.
ومفهوم رضا الحیاة اعتبر کوسیلة لتزوید الناس بحیاة جیدة تؤثر على تنمیة رفاهیة الدولة. وبحلول أواخر القرن العشرین، سعى المثقفون إلى إیجاد تعریف مناسب لرضا الحیاة، تصور مکونات الحیاة الجیدة وقیاسها. وتم تقدیم مصطلح نوعیة الحیاة فی الستینیات. غیر أن المؤشرات الاجتماعیة حلت محل المعاییر الاقتصادیة التقلیدیة للرفاه والرضا بحلول منتصف الثمانینات، حیث ذکرت أن المال لا یستطیع شراء السعادة. وکان الاستخدام المبکر للفکرة بمثابة رفض یدل على أن هناک طریقة أکثر للحیاة البشریة من الإشباع المادی (Prasoon, 2016:17)
والرضا عن الحیاة عبارة عن: تقییم الفرد لنوعیة الحیاة التی یعیشها طبقاً لنسقه القیمی ویعتمد هذا التقییم على مقارنة الفرد لظروف حیاته بالمستوى الأمثل الذی یعتقد أنه مناسب لحیاته (دعاء أبوعبید،2013: 8).
العوامل المؤثرة فی الرضا عن الحیاة:
یعد الشعور بالرضا واحداً من المکونات الأساسیة للسعادة، والشعور بالرضا هو نوع من التقدیر الهادئ والتأمل لمدى حسن سیر الأمور سواء الآن أو فی الماضی، وهناک شعور بالرضا عن الحیاة بوجه عام وعن العمل وعن وقت الفراغ وعن الزواج وعن المجالات الأخرى، ویختلف الناس فی درجة تقدیرهم لمدى رضاهم عن الحیاة، ویمکن تفسیر الاختلاف فی الشعور بالرضا عن الحیاة بین الناس بعدة محددات أو عوامل منها:
- تأثیر الظروف الموضوعیة على الشعور بالرضا: ما من شک أن ظروف الحیاة تؤثر على الشعور بالرضا، فالأشخاص المستقرون فی زواجهم ولدیهم عمل مشوق وصحتهم جیدة لا شک أنهم أکثر سعادة من الآخرین، ولکن هذا لیس کل شیء، فهناک الکثیر من الشعور بالرضا المستمر من أنشطة ممتعة ولکنها لا ترتبط بإشباع للحاجات.
- خبرة الأحداث السارة: إذا کان الشعور بالرضا لا یتأثر دوماً بالظروف الموضوعیة، فربما کان یتأثر أیضاً بخبرة الأحداث السارة والتی تولد مشاعر ایجابیة، وقد تبین أن مجرد وضع الناس فی حالة مزاجیة حسنة یزید من تعبیرهم عن الشعور بالرضا عن الحیاة ککل.
- الطموح والإنجاز: یکون الشعور بالرضا أکثر عندما تقترب الطموحات من الانجازات ویکون أقل عندما تبتعد عنها، وتقوم الطموحات على المقارنة بالآخرین أو على خبرة الفرد الماضیة.
المقارنة مع الآخرین: لکی تحدد ما إذا کان الفرد قصیراً أم طویلاً لابد من عقد مقارنات مع الآخرین، وتعتمد کیفیة إصدار الناس للأحکام أو التقدیرات على فهمهم لمعنى الدرجات على مقاییس التقدیر هذه، ویحتمل أن تکون التقدیرات الذاتیة للشعور بالرضا عن الحیاة معتمدة على المقارنة مع الآخرین، بینما یعتمد تقدیر السعادة على الحالات المزاجیة المباشرة (شقورة،2012: 40).
وتتفق الباحثة مع الدراسات التی رأتْ بأن هرم ماسلو یوضّح أنّ الإنسان الذی تُلَبّى حاجاته الأساسیة سیؤدی ذلک إلى تحقیق ذاته وسعادته وشعوره بالرضا، ولکن ترى أن فی هذا الزمان أصبح الترف والغنى منتشراً وبذلک سیؤدی إلى تغیّر الحیاة والنظرة إلیها، فهناک عوامل خارجیة مثل: الصدمات والمصائب، (المشاکل الخارجة عن ارادة الفرد: الفقر والحروب)، والانجازات والنجاحات، أصبحت تؤثر على حیاة الفرد وتؤثر على درجة رضاه عن الحیاة.
نظریات الرضا عن الحیاة:
تتعدد النظریات المفسرة للرضا عن الحیاة نظراً لاختلاف مفهومها عند علماء النفس، ویتفق علماء النفس على أن الرضا عن الحیاة هو ظاهرة من ظواهر علم النفس الایجابی، لکن تم تفسیره بأکثر من نظریة (أبو عبیدـ، 2013: 23) ومن خلال مراجعة التراث التربوی خاصة فی مجالات علم النفس یمکن تلخیص بعض نظریات الرضا عن الحیاة:
(أ) نظریة التکیف أو التعود: (Diener & Rahtz: 2000)
تتلخص هذه النظریة فی فرضیة أن الأفراد یتصرفون بشکل مختلف اتجاه الأحداث الجدیدة التی تمر علیهم فی حیاتهم، وذلک اعتماداً على نمط شخصیاتهم، وردود أفعالهم وأهدافهم فی الحیاة، ولکن نتیجة التعود والتأقلم مع الأحداث، ومع مرور الوقت فإنهم یعودون إلى النقطة الأساسیة التی کانوا علیها قبل وقوع الأحداث، کما أن الأفراد المختلفون لا یتکیفون بنفس الطریقة أو بشکل مطلق مع الأحداث والظروف المحیطة بهم ( شقورة، 2012: 33).
(ب) نموذج المقارنة الاجتماعیة لـEasterlin,1974) (:
فی السبعینیات، کان رضا الحیاة موضوعا محوریا فی العدید من دراسات المؤشرات الاجتماعیة الأمریکیة. وقد قام Easterlin (1974) بتحلیل تطور الرضا عن الحیاة والنمو الاقتصادی فی عقود ما بعد الحرب فی الولایات المتحدة. ومع التباطؤ الاقتصادی، أظهرت الدراسات المختلفة أن هناک تباینا فی الرضا عن العمل والحیاة لها ارتباط بالعمل وما یتصل به من أماکن العمل. ومع التطور المجتمعی فیما یتعلق بالأموال والسلطة والاتجاهات الجدیدة التی وضعت بسبب العولمة کان هناک زیادة فی المادیة والاستهلاکیة مما أدى إلى دراسات مختلفة عن الوحدة، وقد لوحظ أن الشعور بالوحدة کان عائقا للرضا عن الحیاة، وکان مقیاس الرضا عن الحیاة عرف بالتفصیل من قبل (Diener, 1985:10).
یشعر الأفراد بالرضا عندما یحققون أهدافهم، ویختلف الشعور بالرضا باختلاف أهداف الأفراد ودرجة أهمیة تلک الأهداف بالنسبة لهم حسب القیم السائدة فی البیئة التی یعیشون بها، ویعتمد تحقیق الأهداف على الاستراتیجیات المتبعة فی تحقیقها والتی تتلاءم مع شخصیة الأفراد، وتختلف هذه الأهداف باختلاف المراحل العمریة للأفراد وأولویة هذه الأهداف. (شقورة، 2012: 33).
(د) نظریة التقییم: (Long&Heekhausm, 2001)
ترى هذه النظریة أن الشعور بالرضا یمکن قیاسه من خلال عدة معاییر، وأحد هذه المعاییر یعتمد على الفرد ومزاجه والثقافة والقیم السائدة، کما أن الظروف السائدة تؤثر على درجة الشعور بالرضا، وعلى سبیل المثال فالأفراد عندما یقیمون مدى رضاهم عن الحیاة لا یفکرون عادة بقدراتهم الحرکیة إلا إذا تواجدوا مع أحد الأفراد الذین یعانون من إعاقة حرکیة، کما أن الشعور بالرضا أو عدمه لا یرتبط بالعمر الزمنی للفرد، ویرتبط الرضا عن الحیاة بالمستوى الاقتصادی للأفراد(شقورة، 2012: 34).
(هـ) نظریة التقییم الجوهری للذات) (Judge,1977:
یعرف Judgeالتقییم الجوهری للذات على: "أنه مجموع الاستنتاجات الأساسیة التی یصل إلیها الأفراد عن ذواتهم وقدراتهم"، حیث حدد أربعة محکات معیاریة لتحدید العوامل الممثلة للتقییم الجوهری للذات وهی:
- مرجعیة الذات.
- بؤره التقییم وهو ما یمکن موازا ته بعملیات العزو.
مفهوم التهیؤ الاجتماعی والمتضمن الطابع الاجتماعی للمعرفة بشکل عام، وإن التهیؤ الاجتماعی عند الفرد یتأثر بتحرکات المجتمع والثقافة السائدة فیه ومحددات الشخصیة عند الفرد نفسه، کما إن للغة والتواصل الاجتماعی دورهما أیضا فی التهیؤ الاجتماعی واللذان أضافهما "موسکوفیشی" فی العام 1976 (الغانمی، 2014: 305).
(ز) نظریة سوبر (supper, 1990)
یؤکد سوبر فی نظریته على ان الفرد عندما یحاول الجمع بین أکثر من دور فی الحیاة (مثل دور فی الأسرة، او دور کفرد عامل فی المجتمع، او دوره کصدیق) یمکن ان یتسبب فی خلق شعور بالرضا وبالقلق والتوتر فی ان واحد، ویتوقف ذلک على مدى شعوره بأهمیة کل دور من هذه الأدوار ومرکزیتها فی حیاته، ویقول سوبر ان دراسة أهمیة العمل فی حیاة الإنسان وحدها بعیداً عن باقی مناحی الحیاة هی عملیة غیر کافیة على الإطلاق لتفسیر معنى العمل فی حیاة الإنسان، وعلى العکس من ذلک، ینبغی علینا ان تختبر أهمیة دور الإنسان فی العمل داخل سیاق الحیاة کلها، بجمیع جوانبها، وقیاس الأهمیة النسبیة لذلک الدور بجانب الأدوار الأخرى فی الحیاة (علی، 2012: 1272).
وقد أکدت العدید من الدراسات على مقاله سوبر من أن الافراد الذین یمتلکون درجة قویة من التجانس والتناغم بین أدوارهم فی الحیاة، مثل دورهم فی العمل، وفی الزواج، وفی الحیاة العائلیة کلها، یخبرون درجات عالیة من الشعور بالرضا عن الحیاة أکثر من الآخرین الذین یرکزون فی حیاتهم على دور واحد فقط یمنحونه الأهمیة التی ینبغی توزیعها على الأدوار الاخرى فی الحیاة.
(ح) نظریةالتبادلالاجتماعی (Homans, 1961)
قدم منظور "التبادل الاجتماعی رؤیته بالتوکید على مبدأ: الکلفة المنفعة، فی تفسیر العلاقات الاجتماعیة، إذ اختزل التفاعل الاجتماعی بالفکرة القائلة أن العلاقات تستمر طالما إن المکافآت فیها تفوق الکلف، یقوم هذا المنظور فی أساسه عل نظریات التعلم، وهو یفسر السلوک الاجتماعی بمصطلحات التعزیز الذی یتبادله الناس فیما بینهم، فالتفاعلات البشریة ما هی إلا صفقات تستهدف زیادة مکافآت الفرد إلى حدها الأقصى، وانقاص تکالیفه (خسائره) الى حدها الأدنى. فالناس یخمنون الأرباح التی یتوقعونها من تبادلاتهم مع الآخرین، ومعنى ذلک ان الناس فی هذا المنظور عقلانی ونذلک ان کل شخص یسعى إلى الدخول والاستمرار فی تبادلات تحقق له أقصى مقدار من التعزیز (علی، 2012: 1273).
وترى الباحثة بأن الرضا عن الحیاة یتحقق من خلال خبرات الفرد السابقة، فإن کانت خبراته سارة، فیکون راضیاً عن حیاته ومستوى معیشته، أما إن کانت غیر سارة فینخفض لدیه مستوى الرضا عن الحیاة وهذا ما تبنته الباحثة من خلال عرضها لنظریات الرضا عن الحیاة والتی رأت أن نظریة الخبرات هی التی تتخذ الحیز الأکبر بالواقع الاجتماعی وبمستوی الرضا عن الحیاة، طبقا للمواقف السارة التی نمر بها.
وترى الباحثة أن الرضا عن الحیاة یشکل عامل أساسی من عوامل النجاح واجتیاز المواقف الصعبة التی تواجه الفرد فی حیاته وتمکنه من مواصلة دربه باقتدار وثبات سلوکی وانفعالی.
ثانیا-الدراسات السابقة:
یتضمن هذا الجزء عرضاً لبعض الدراسات التی تناولت التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة، سواء الدراسات العربیة أو الدراسات الأجنبیة، وأهم النتائج التی توصلت إلیها، وقد تم تناولها حسب تسلسلها التاریخی من الأحدث إلى الأقدم فی محورین على النحو الآتی:
المحور الأول: الدراسات السابقة المتعلقة بالتفاؤل والتشاؤم
أجرى الحارثی (2017) دراسة هدفت إلى التعرف على العلاقة بین التفاؤل وبین کل من التسویف الأکادیمی والتحصیل الدراسی لدى طلاب المرحلة الثانویة بمدارس محافظة جدة ، وتحدید أمکانیة التنبؤ بالتحصیل الدراسة لدى الطلاب من خلال درجاتهم على مقیاسی التفاؤل والتسویف الأکادیمی ، واستخدم الباحث المنهج الوصفی ، وقام بترجمة مقیاسین أحدهما للتفاؤل والآخر للتسویف الإلکترونی ، کما استخدم المعدل کمؤشر لمستوى تحصیلهم الدراسی، وتکونت عینة الدراسة من (616) طالباً بالمرحلة الثانویة، وأظهرت النتائج أن وجود علاقة ارتباطیة سالبة ذات دلاله احصائیة بین التفاؤل والتسویف الأکادیمی، ووجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلاله احصائیة بین التفاؤل والتحصیل الدراسی، کما أظهرت النتائج أنه یمکن التنبؤ بالتحصیل الدراسی من خلال درجات الطلاب على مقیاسی التفاؤل والتسویف الأکادیمی.
وهدفت دراسة تقی الدین ونجمة (2017) إلى فحص العلاقة بین سمتی التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة لدى عینة من الطالبات الجامعیات ، والکشف عن الفروق بین الطالبات فی متغیر التفاؤل والتشاؤم ومتغیر الرضا عن الحیاة تبعاً لنوع إقامتهن ( مقیمة بالإقامة الجامعیة – غیر مقیمة)، وقد اعتمدتا على المنهج الوصفی ، واستخدمتا مقیاس التفاؤل والتشاؤم ومقیاس الرضا عن الحیاة کأداة لدراستهما، وبلغت عینة الدراسة (100) طالبة (50) طالبة مقیمة بالإقامة الجامعیة و(50)غیر مقیمة بالإقامة الجامعیة ، وأظهرت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطیة داله احصائیاً بین التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة لدى طالبات الجامعة، ولا توجد فروق بین الطالبات الجامعیات المقیمات والغیر مقیمات فی متغیر التفاؤل والتشاؤم.
وأشارت حلیمة الدقوشی (2017) فی دراستها والتی هدفت إلى معرفة التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحیاة لدى عینة من طلاب جامعة المختار بالبیضاء، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفی فی دراستها، وقد تکونت عینة الدراسة من (300) طالب وطالبة من کلیة التربیة وکلیة العلوم بالبیضاء جامعة عمر المختار، منهم (158) من الذکور(142) من الإناث وقد استخدمت فی الدراسة القائمة العربیة للتفاؤل والتشاؤم من إعداد عبدالخالق (1996) وتتکون القائمة من مقیاسین فرعیین أحدهم للتفاؤل والآخر للتشاؤم ومقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد الدسوقی(1996) وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالیة : وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلاله احصائیة بین التفاؤل والرضا عن الحیاة، وجود علاقة ارتباطیة سالبة ذات دلاله احصائیة بین التشاؤم والرضا عن الحیاة.
بینما أجرت نهدی سعاد (2015) دراسة هدفت إلى التعرف على التفاؤل والتشاؤم وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى عینة من طلبة علم النفس بجامعة قاصدی مرباح بورقلة بأخذ المتغیرات التالیة بعین الاعتبار : الجنس وتقدیر الذات وأثر هذه المتغیرات على کل من التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی، وتکونت عینة الدراسة من (119) طالبا بکلیة العلوم الانسانیة والاجتماعیة شعبة علم النفس، وکانت أداة الدراسة مقیاس التفاؤل ولتشاؤم والرضا عن الحیاة وتقدیر الذات ، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالیة : توجد علاقة ذات دلاله احصائیة بین التفاؤل والرضا عن الحیاة لدى طلبة الجامعة ، لا توجد علاقة ذات دلاله احصائیة بین التشاؤم والرضا عن الحیاة لدى طلبة الجامعة، لا تختلف سمة التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة الجامعة باختلاف الجنس، تختلف سمة التفاؤل باختلاف مستوى تقدیر الذات.
المحور الثانی: دراسات عن الرضا عن الحیاة
أجرت لما القیسی(2017) دراسة هدف إلى معرفة العلاقة بین الرضا عن الحیاة والتفاؤل والتشاؤم لدى طلبة کلیة الأمیرة رحمة فی السلط، وتکونت عینة الدراسة من (350) طالب وطالبة ((163) من الذکور و(187) من الإناث، تم اختیارهم بطریقة العینة القصدیة ـواعتمدت الدراسة الحالیة على المنهج الوصفی القائم على وصف الظاهرة، وکانت أداة الدراسة مقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد شقورة(2012) ومقیاس التفاؤل والتشاؤم من إعداد محیسن (2012)، وأظهرت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطیة بین الرضا عن الحیاة والتفاؤل والتشاؤم لدى طلبة الکلیة، ووجود درجة متوسطة من الرضا عن الحیاة والتفاؤل لدى الطلبة، بینما کانت درجة التشاؤم منخفضة، وتبین وجود فروق ذات دلاله احصائیة عند مستوى (a=0,05) بین الرضا عن الحیاة والتفاؤل والجنس لصالح الذکور.
وأجرى طشطوش (2015) دراسة هدفت إلى الکشف عن مستوى الرضا عن الحیاة ومستوى الدعم الاجتماعی المدرک والعلاقة بینهما لدى مریضات سرطان الثدی واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی ، وقد تکونت عینة الدراسة من (215) مریضة من مریضات السرطان المتلقیات للعلاج فی مرکز الحسین للسرطان واستخدمت الدراسة مقیاسی الرضا عن الحیاة لمریضات سرطان الثدی ومقیاس الدعم الاجتماعی المدرک کأداة للدراسة وأظهرت نتائج الدراسة: أن مستوى الرضا عن الحیاة لدى مریضات سرطان الثدی جاء ضمن المستوى المتوسط، وأن هناک فروقاً دالة إحصائیاً فی مستوى الرضا عن الحیاة تبعاً لمتغیرات: العمر، والحالة الاجتماعیة، والمستوى التعلیمی، ومرحلة العلاج، ومدة الإصابة بالمرض.
وهدفت دراسة الظفری والعانی(2014) إلى التعرف على مستویات الرضا عن الحیاة الزوجیة وعلاقته بالرضا الوظیفی للمرأة العاملة فی عمان، واستخدم الباحثان استبیانین لقیاس الرضا عن الحیاة والرضا الوظیفی، واتبعا المنهج الوصفی، وتکونت عینة الدراسة من (330) امرأة عاملة، وقد أشارت النتائج إلى ارتفاع مستوى الرضا الزواجی، بینما کان مستوى الرضا الوظیفی متوسط، ووجود فروق ذات دلاله احصائیة فی مستوى الرضا الزواجی.
فی حین جاءت العمرات والرفوع (2014) بهدف التعرف على مستوى الرضا عن الحیاة الجامعیة وعلاقته بدرجة تقدیر الذات لدى طالبات جامعة الطفیلة فی الأردن، ولتحقیق هدف الدراسة اتبع الباحثان منهج البحث الوصفی بصورته المسحیة لملائمته لطبیعة هذه الدراسة ، وتکون مجتمع الدراسة من جمیع طالبات جامعة الطفیلة التقنیة والبالغ عددهن (1800) طالبة وتکونت عینة الدراسة من(302 ( طالبة تم اختیارهن بطریقة عشوائیة ، وقد استخدم الباحثان استبانتان الأولى لقیاس مستوى الرضا عن الحیاة الجامعیة، والثانیة لقیاس درجة تقدیر الذات، وقد تم التحقق من صدقهما وثباتهما، وقد أشارت النتائج إلى ما یلی: أن درجة رضا الطالبات عن الحیاة الجامعیة جاء بتقدیر متوسط ، وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة تقدیر أفراد عینة الدراسة لدرجة الرضا عن الحیاة الجامعیة فی مجال الضبط الذاتی تعزى لمتغیرات (التخصص، السکن الجامعی، والمعدل التراکمی ) لصالح الکلیات الإنسانیة للطالبات القاطنات فی سکن الجامعة واللواتی معدلاتهن التراکمیة جید فأکثر، ووجود علاقة ارتباطیة بین الرضا لدى طالبات الجامعة عن الحیاة الجامعیة وتقدیر الذات.
الدراسات الأجنبیة:
هدفت دراسة (2017) Jansi & Anbazhagan إلى بحث العلاقة بین سمات الشخصیة الخمسة الکبرى والرضا عن الحیاة، وإمکانیة التنبؤ بالرضا عن الحیاة من سمات الشخصیة الخمسة الکبرى ( الانبساطیة- التوافقیة – یقظة الضمیر – العصابیة – الانفتاح على الخبرة) وأجریت الدراسة على هینة من الطالبات فی الهند قوامها(208) طالبة، وطبقت الدراسة استبیان من اعداد الباحثین لقیاس سمات الشخصیة الخمسة ، کما تم تطبیق مقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد Diener et al 1985) ) واستخدم المنهج الوصفی فی دراستهم ، وأظهرت النتائج وجود ارتباط سالب بین سمه العصابیة والرضا عن الحیاة ، وامکانیة التنبؤ بالرضا عن الحیاة من سمات الشخصیة.
وقام کل منAmiri,Saqdeqi Hoseinpooer&Kosaravi (2016) بإجراء دراسة هدفت إلى تحدید العلاقة بین الرضا عن الحیاة والعوامل المؤثرة علیه بین النساء المنجبات وغیر المنجبات، تکونت عینة الدراسة من (1528) امرأة منهم (511) امرأة غیر منجبة و(1017) امرأة منجبة، استخدم المنهج الوصفی فی هذه الدراسة، وأداة القیاس الرضا عن الحیاة ، وأظهرت النتائج بأن (1402) من النساء لدیهم الرضا عن الحیاة بشکل عالی ، وعدم وجود فروق ذات دلاله احصائیة بین الرضا عن الحیاة وحل النزاعات عند النساء المنجبات وغیر المنجبات ، وبینت أن عدم الانجاب لا یقلل من الرضا عن الحیاة.
کما أجرى Vijayshri ( 2015 ) دراسة هدفت إلى معرفة العلاقة بین الرضا عن الحیاة والتفاؤل والتشاؤم لدى کبار السن ، وتکونت عینة الدراسة من (300) فرد (150) من الذکور و(150) من الإناث فی مدینة دلهی بالهند ،واستخدم الباحث المنهج الوصفی ، وکانت أداة الدراسة مقیاسین للرضا عن الحیاة والتفاؤل والتشاؤم، وأظهرت النتائج أنه توجد علاقة ایجابیة داله احصائیا بین مستوى الرضا عن الحیاة والتفاؤل والتشاؤم لدى أفراد عینة الدراسة، کما تبین أن الإناث أکثر رضا عن الحیاة، بینما کان الذکور أکثر تفاؤلاً.
منهج الدراسة وَإجراءاتها
یتناول هذا الفصل وصفاً لمنهج الدراسة وإجراءاتها، حیث یتضمن منهج الدراسة وبیان مجتمعها، وعینتها وأدواتها، وإجراءات والصدق والثبات لأداة الدراسة، کما یتناول الإجراءات والطرق الإحصائیة التی استخدمت فی عرض وتحلیل نتائجها.
منهج الدراسة:
اعتمدت الباحثة فی دراستها الحالیة على المنهج الوصفی الارتباطی للإجابة عن تساؤلات الدراسة, و ذلک لملاءمته مع الهدف الذی وضعته الباحثة لتفسیر متغیرات الدراسة , بینما تم استخدام المنهج المقارن لتحدید الفروق بین أفراد العینة فی کل من التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة تبعاً لبعض المتغیرات الدیموغرافیة، ویذکر المنیزل والعتوم (2010) أن هذا المنهج یرکز على وصف ظاهرة أو مشکلة محددة وتصویرها بالأرقام من خلال جمع البیانات عنها ثم مقارنتها و تحلیلها و تفسیرها بطریقة علمیة دقیقة للوصول بالنتائج الى تعمیمات مقبولة لحل المشکلة.
مجتمع الدراسة:
تحدد مجتمع هذه الدراسة فی معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة والبالغ عددهن (651) حسب احصائیة إدارة تعلیم الباحة (1439 – 1440هـ). وقد تم اختیار عینة الدراسة بطریقة عشوائیة بسیطة، من معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة وقد وقع الاختیار على المدارس (6) لتمثل ضمن عینة الدراسة: (مدارس جیل المستقبل الأهلیة -مدرسة السیدة عائشة -مدرسة أمیمة بنت قیس الغفاریة -مدرسة أم الکمال المقدسیة -مدرسة رغدان الابتدائیة -مجمع خدیجة بنت خویلد للتحفیظ).
عینة الدراسة:
تم توزیع المقاییس المستخدمة فی هذه الدراسة على عدد (115) من معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة، واستردت منها (108)، وقد تم استبعاد (7) استجابات لعدم اکتمال الاجابة علیها، لیتم اجراء الدراسة والتحلیل على (101) معلمة، بما یمثل (15.5%) من المجتمع الکلی للدراسة، والجدول التالی یوضح الخصائص الدیموغرافیة لعینة الدراسة:
أدوات الدراسة:
- القائمة العربیة لقیاس التفاؤل والتشاؤم مصممة من إعداد "بدر الانصاری"
- مقیاس: مقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد "مجدی الدسوقی"
وفیما یلی عرض تفصیلی لکل أداة من أدوات الدراسة:
أولاً: مقیاس التفاؤل والتشاؤم من إعداد بدر الانصاری (1999):
وصف المقیاس:
مقیاس التفاؤل والتشاؤم هو عبارة عن قائمة تتکون من مقیاسیین فرعیین تم بناؤها فی مقیاسین فرعیین على النحو التالی:
أ- مقیاس التفاؤل وهو مقیاس فرعی مکون من (30) فقرة تقیس التفاؤل ومستویاته لدى البالغین وتشتمل الفقرات (1-30)
ب- مقیاس التشاؤم وهو مقیاس فرعی مکون من (30) فقرة تقیس التشاؤم ومستویاته لدى البالغین وتشتمل الفقرات (1-30)
طریقة التصحیح:
مقیاس التفاؤل والتشاؤم من نوع التقدیر الذاتی أعطیت کل فقرة من فقرته تدرجاً من أربعة خیارات (دائماً – أحیاناً – نادراً – أبداً) تعطی الدرجات (4-3-2-1) وتصحح جمیع فقرات المقیاس فی الاتجاه الایجابی.
ثانیاً: مقیاس الرضا عن الحیاة من إعداد مجدی الدسوقی (1998):
وصف المقیاس:
یتکون مقیاس الرضا عن الحیاة فی صورته الاولیة من 30 فقرة موزعة على ستة أبعاد، هی (بعد السعادة - بعد الاجتماعیة- بعد الطمأنینة - بعد الاستقرار النفسی - بعد التقدیر الاجتماعی - بعد القناعة).
طریقة التصحیح:
مقیاس التفاؤل والتشاؤم من نوع التقدیر الذاتی أعطیت کل فقرة من فقرته تدرجاً من أربعة خیارات (دائماً – أحیاناً – نادراً – أبداً) تعطی الدرجات (4-3-2-1) وتصحح جمیع فقرات المقیاس فی الاتجاه الایجابی.
إجراءات الدراسة:
تمت الدراسة الحالیة وفق الإجراءات التالیة:
تم الاطلاع على الأدب النظری، والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة الحالیة.
بناء أداة الدراسة، الخاصة بمقیاس التفاؤل والتشاؤم، فیما تم تحدید أداة قیاس الرضا عن الحیاة فی مقیاس إعداد مجدی الدسوقی (1998).
التأکد من صدق وثبات أداتی الدراسة.
الحصول على خطاب من عمید کلیة التربیة بجامعة الباحة، إلى مدیر عام التعلیم فی مدینة الباحة، بغرض تسهیل مهمة الباحثة.
الحصول على خطاب من مدیر عام التعلیم بمدینة الباحة؛ بغرض تسیر مهمة الباحثة فی تطبیق أداة دراستها على العینة المستهدفة.
توزیع الأداة على العینة وتجمیعها فی مدة زمنیة بلغت ثلاثة أسابیع.
تم جمع البیانات وإدخالها على الحاسوب؛ لتحلیل البیانات، والإجابة على أسئلة الدراسة.
تمت کتابة تقریر الدراسة الحالیة؛ وما یتضمنه من تفسیر لنتائجها، ثم تقدیم مجموعة من التوصیات والمقترحات البحثیة.
أسالیب المعالجة الإحصائیة:
لتحقیق أهداف الدراسة والاجابة عن تساؤلاتها تم استخدام الأسالیب الإحصائیة التالیة:
اختبار شیفیه للمقارنات المتعددة (Scheffe) بین مستویات المتغیرات التی تظهر فروق بین متوسطاتها.
تحلیل الانحدار الخطی البسیط Simple linear regression للتنبؤ بکل من ) التفاؤل والتشاؤم) من خلال الرضا عن الحیاة.
نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها
یتضمن هذا الفصل عرضاً لنتائج الدراسة وتفسیرها ومناقشتها فی ضوء الإطار النظری والدراسات السابقة للدراسة الحالیة المتعلقة بالتشاؤم والتفاؤل والرضا عن الحیاة فی ضوء بعض المتغیرات لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة وذلک على النحو التالی:
أولاً: نتائج إجابة السؤال الأول ومناقشتها وتفسیرها:
للإجابة على السؤال الأول والذی نصه (ما مستوى کل من التفاؤل والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة) تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات أفراد العینة على قائمتی التفاؤل والتشاؤم والجدول التالی یبن النتائج:
جدول (11) یوضح المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمستویات التفاؤل والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة
المقیاس الفرعی
الدرجة الکلیة
المتوسط
الانحراف المعیاری
الوزن النسبی
المستوى
التفاؤل
120
107.20
13.10
89.33%
مرتفع
التشاؤم
120
44.82
20.72
37.35%
منخفض
الجدول (11) یوضح مستویات کل من التفاؤل والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة ومنه نجد أن متوسط درجات معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة على المقیاس الفرعی للتفاؤل بلغ (107.20) بانحراف معیاری (13.10) وبلغ الوزن النسبی (89.33%) وهذه الدرجات تشیر إلى أن مستوى التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة مرتفع.
ثانیاً: نتائج إجابة السؤال الثانی ومناقشتها وتفسیرها:
للإجابة على السؤال الثانی والذی نصه (ما مستوى الرضا عن الحیاة وأبعادها لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة) تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات أفراد العینة على مقیاس الرضا عن الحیاة وأبعاده والجدول التالی یبن النتائج:
جدول (12) یوضح المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لمستویات الرضا عن الحیاة وأبعاده لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة
البعد
الدرجة الکلیة للبعد
المتوسط
الانحراف المعیاری
الوزن النسبی
المستوى
الترتیب
السعادة
28
25.21
3.32
90.04%
مرتفع
الثانی
الاجتماعیة
20
17.41
2.80
87.05%
مرتفع
الخامس
الطمأنینة
24
21.20
3.20
88.33%
مرتفع
الرابع
الاستقرار النفسی
20
18.03
2.64
90.15%
مرتفع
الأول
التقدیر الاجتماعی
24
21.50
3.11
89.58%
مرتفع
الثالث
القناعة
24
17.78
2.61
74.08%
مرتفع
السادس
الدرجة الکلیة
146
121.12
16.84
82.96%
مرتفع
الجدول (12) یوضح مستویات الرضا عن الحیاة وأبعادها لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة ومنه نجد أن متوسط الدرجات الکلیة لمعلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة على مقیاس الرضا عن الحیاة بلغ (121.12) بانحراف معیاری (16.84) وبلغ الوزن النسبی (82.96%) وهذه الدرجات تشیر إلى أن مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بشکل عام مرتفع.
وقد کان أکثر أبعاد الرضا عن الحیاة شیوعاً لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بعد (السعاد) بمتوسط (25.21) یلیه بعد (الاجتماعیة) بمتوسط(17.41) وفی المرتبة الثالثة نجد بعد (الطمأنینة) بمتوسط (21.20) أما فی المرتبة الرابعة فنجد بعد (الاستقرار النفسی) بمتوسط (18.03) یلیه بعد (التقدیر الاجتماعی) بمتوسط (21.50) بینما حل بعد (القناعة) فی المرتبة الأخیرة کأقل أبعاد الرضا عن الحیاة شیوعاً لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة وذلک بمتوسط (17.78).
ثالثا: نتائج إجابة السؤال الثالث ومناقشتها وتفسیرها:
للإجابة على السؤال الثالث والذی ینص على " هل توجد علاقة بین التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة؟" تم حساب معامل ارتباط بیرسون (Pearson Correlation) بین درجات الرضا عن الحیاة وأبعادها ودرجات التفاؤل والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة والجدول التالی یبین النتائج:
جدول (13) معاملات ارتباط بیرسون للعلاقة بین الرضا عن الحیاة وأبعادها وکل من التفاؤل والتشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة
الرضا عن الحیاة وأبعاده
معامل الارتباط مع درجات التفاؤل
معامل الارتباط مع درجات التشاؤم
السعادة
.708(**)
-.389(**)
الاجتماعیة
.677(**)
-.375(**)
الطمأنینة
.714(**)
-.400(**)
الاستقرار النفسی
.704(**)
-.395(**)
التقدیر الاجتماعی
.704(**)
-.417(**)
القناعة
.668(**)
-.451(**)
الدرجة الکلیة للرضا عن الحیاة
.731(**)
-.424(**)
من الجدول (13) نجد أن معامل الارتباط بین الرضا عن الحیاة بشکل عام والتفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بلغ (0.731) وهو ارتباط موجب ودال احصائیاً عند مستوى (0.01) موجبة مما یشیر إلى وجود علاقة طردیة بین الرضا عن الحیاة والتفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
کذلک نجد أن معاملات الارتباط لدرجات معلمات المرحلة الابتدائیة لجمیع أبعاد مقیاس الرضا عن الحیاة مع التفاؤل کانت موجبة ودالة احصائیاً عند (0.01) مما یشیر إلى وجود علاقة موجبة وطردیة ذات دلالة احصائیة بین أبعاد الرضا عن الحیاة ومستویات التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة. کما نجد ان أکثر أبعاد الرضا عن الحیاة ارتباطاً بالتفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بعد (الطمأنینة) بمعامل ارتباط0.714، ثم بعد (السعادة) بمعامل ارتباط.708، وفی المرتبة الثالثة البعدین (الاستقرار النفسی والتقدیر الاجتماعی) بمعامل ارتباط 0.704, وفی المرتبة الخامسة بعد (الاجتماعیة) بمعامل ارتباط 0.677، واخیراً بعد (القناعة) بمعامل ارتباط 0.688.
وترى الباحثة أن هذه النتیجة یمکن ارجاعها لمکون التشاؤم حیث یعد من الجوانب السلبیة التی تؤثر على حیاة الأفراد ومن المعروف تأثیر الأمور السلبیة على حیاة الفرد دائماً ما یکون أعلى من تأثیر الأمور السلبیة، فشعور المعلمة مثلاً بأن مستقبلها المهنی أو الاجتماعی أو الأسری مهدد أو تعتریه بعض الصعوبات یولد لدیها العدید من الانفعالات السلبیة الضاغطة، فضلاً عن مهنتها کمعلمه وما تحویه من صعوبات وضغوطات، ومحاذیر الأسرة ومتطلباتها الأمر الذی یؤدی إلى حصر ترکیزها فی واهتماماتها على الاحتمالات السلبیة للمستقبل وتوقع الفشل وهذا یؤدی إلى التشاؤم، مما یعرضها للکثیر من الانفعالات السلبیة والحزن والقلق وعدم الرضا عن حیاتها.
رابعاً: نتائج إجابة السؤال الرابع ومناقشتها وتفسیرها:
للإجابة على السؤال السابع والذی ینص على "هل یمکن التنبؤ بالتفاؤل من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة؟ ". تم إجراء تحلیل الانحدار الخطی البسیط، والجداول التالیة تبین النتائج:
جدول (21) ملخص نتائج نموذج انحدار الرضا عن الحیاة والتفاؤل
المتغیر المستقل
فی النموذج
معامل
الانحدارB
معامل الانحدار
المعیاری لـBeta
قیمة (ت)
قیمة (ف)
الارتباط
R
معامل التحدید
معامل التحدید
المعدل
الرضا عن الحیاة
0.569
0.731
5.87**
113.92**
0.731
0.535
0.530
المقدار الثابت (c) = 38.25
a Predictors: (Constant), الرضا عن الحیاة
یتضح من الجدول (21) أنه یمکن التنبؤ بمتغیر التفاؤل من خلال مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة، حیث نجد أن معامل الارتباط بلغ (0.731) وهو ارتباط موجب ودال عند (0.01) کذلک نجد أن قیم (ت) وقیمة (ف) کانت دالة احصائیاً عند (0.01) الامر الذی یشیر إلى دلالة تأثیر المتغیر المستقل (الرضا عن الحیاة) على المتغیر التابع (التفاؤل) کما نجد أن قیمة معامل التحدید (مربع معامل الارتباط ) بلغت (0.535) وهذا یشیر إلى أن ما نسبته (53.3%) من التباین فی مستویات التفاؤل یمکن تفسیرها أو التنبؤ بها من خلال درجات الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة، وأن ما تبقى یرجع إلى عوامل ومتغیرات أخرى غیر مأخوذ بها فی الدراسة الحالیة. وتشیر قیم معاملات الانحدار الموجبة فی هذه المعادلة إلى أن العلاقة بین التفاؤل والمتغیر المستقل (الرضا عن الحیاة) موجبة وهذا یعنی أن ارتفاع مستوى الرضا عن الحیاة یتبعه ارتفاع مستویات التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
وترى الباحثة أن التفاؤل یحدث تأثیراً کبیراً فی سلوک الأفراد وفى حالتهم النفسیة ؛ فعندما تلبى جمیع حاجات الفرد یشعر بالتفاؤل وبأنه یستطیع أن یحقق أهدافه مما یجعله یشعر بالسعادة والانبساط وبالتالی یحفزه علی أن یقبل علی الحیاة بهمة ومثابرة ورغبة ؛ ویضع فی اعتباره احتمالات النجاح ، أما إذا فشل الفرد فی إشباع حاجاته فانه یشعر بالتشاؤم وأنه لا یستطیع أن یحقق أهدافه مما یجعله یشعر بالیأس وفقدان الأمل والإحباط ویقبل علی الحیاة بفتور وتردد وتوقع الفشل وهو دائماً متشکک فی النجاح مما قد یؤذی إلی اضطرابه . وهذا ما یؤکده (الدسوقی، 2001: 225) أن للتفاؤل أهمیة على السلوک الإنسانی حیث یؤثر على الحالة النفسیة للفرد وتوقعاته بالنسبة للحاضر والمستقبل.
خامساً: نتائج إجابة السؤال الخامس ومناقشتها وتفسیرها:
للإجابة على السؤال الثامن والذی ینص على "هل یمکن التنبؤ بالتشاؤم من خلال الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة بمدینة الباحة؟ ". تم إجراء تحلیل الانحدار الخطی البسیط، والجداول التالیة تبین النتائج:
جدول (22) ملخص نتائج نموذج انحدار الرضا عن الحیاة والتشاؤم
المتغیر المستقل
فی النموذج
معامل
الانحدارB
معامل الانحدار
المعیاری لـBeta
قیمة (ت)
قیمة (ف)
الارتباط
R
معامل التحدید
معامل التحدید
المعدل
الرضا عن الحیاة
-.424
-.521
4.65**
21.64**
0.424
0.179
0.171
المقدار الثابت (c) = 107.3
a Predictors: (Constant), الرضا عن الحیاة
یتضح من الجدول (22) أنه یمکن التنبؤ بمتغیر التشاؤم من خلال مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة، حیث نجد أن معامل الارتباط بلغ (0.424) وهو ارتباط سالب ودال عند (0.01) کذلک نجد أن قیم (ت) وقیمة (ف) کانت دالة احصائیاً عند (0.01) الامر الذی یشیر إلى دلالة تأثیر المتغیر المستقل (الرضا عن الحیاة) على المتغیر التابع (التشاؤم) کما نجد أن قیمة معامل التحدید (مربع معامل الارتباط ) بلغت (0.179) وهذا یشیر إلى أن ما نسبته (17.9%) من التباین فی مستویات التشاؤم یمکن تفسیرها أو التنبؤ بها من خلال درجات الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة، وأن ما تبقى یرجع إلى عوامل ومتغیرات أخرى غیر مأخوذ بها فی الدراسة الحالیة. وتشیر قیم معاملات الانحدار السالبة فی هذه المعادلة إلى أن العلاقة بین التشاؤم والمتغیر المستقل (الرضا عن الحیاة) سالبة وهذا یعنی أن ارتفاع مستوى الرضا عن الحیاة یتبعه انخفاض فی مستویات التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة.
وهذه النتیجة یمکن تفسیرها بأن الفرد الذی لا یتوقع أن یفشل فی تحقیق أهدافه أو من تکون له مشاعر الیأس والإحباط مرتفعة فیما یتعلق بالتوقعات المستقبلیة یقبل على الحیاة بفتور وتردد. فعدم التوافق أو الرضا عن العمل قد یؤدی إلى حرمان الأفراد من بعض الاشباعات ویشعرهم بالإحباط والقلق وسوء التوافق ویؤدی بهم للیأس ویزید من نظرتهم التشاؤمیة نحو المستقبل، ویجعلهم غیر راضین عن حیاتهم، فالرضا عن الحیاة أحد دلالات الصحة النفسیة، ففرح الفرد وسعادته وتوافقه وتقبله لذاته ولعلاقاته الاجتماعیة وإشباعه لحاجاته، کلها مؤشرات لرضا الفرد عن حیا ته وعن صحته النفسیة وتدفع بالفرد نحو التفاؤل، أما انخفاض الرضا عن الحیاة یدفع الفرد نحو التشاؤم.
ملخص نتائج الدراسة والتوصیات والمقترحات
تم فی هذا الفصل عرض أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة فی ضوء إجراء المعالجات الإحصائیة المناسبة، وأعقب ذلک تقدیم بعض التوصیات البحثیة، والمقترحات المستقبلیة لدراسات تُکمل ما تم التوصل إلیه من نتائج، وفیما یلی تعرض الباحثة هذه الجوانب بالتفصیل.
أولا: ملخص نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى التفاؤل لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة مرتفع وذلک بمتوسط (107.20) ووزن نسبی (89.33%).
أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى التشاؤم لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة منخفض وذلک بمتوسط (44.82) ووزن نسبی (37.35).
أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الرضا عن الحیاة لدى معلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة الباحة بشکل عام مرتفع وذلک بمتوسط (121.12) ووزن نسبی (82.96%).
ثانیاً: توصیات الدراسة:
فی ضوء ما توصلت إلیه الدراسة الحالیة یمکن تقدیم عدد من التوصیات على النحو التالی:
عقد ندوات وورش عمل تهدف إلى توعیة المعلمات بأهمیة التفاؤل والبعد عن التشاؤم من أجل الحفاظ على صحتهن النفسیة
ضرورة إجراء المزید من البحوث والدراسات حول موضوع التفاؤل والتسامح وبارتباطه بالصحة النفسیة وعلم النفس الإیجابی بالتطبیق على عینات متباینة
الاهتمام بالدراسات التی تتناول المتغیرات النفسیة کالتفاؤل والتشاؤم وعلاقتها بکل من فاعلیة الأداء والرضا الوظیفی للمعلمات.
ضرورة الاهتمام بأنشطة التوجیه والإرشاد النفسی للوصول بالمعلمات إلى مستوى جید من الاتزان الانفعالی یجعلهن فی حالة أکثر سعادة، وهدوءاً، وتفاءلاً، وثباتاً للمزاج، وثقة فی النفس .
إرشاد المعلمات وتبصیرهن بالأمور المستقبلیة المتعلقـة بالعمل وتحسین توقعاتهن للمستقبل، وتفعیل قدراتهم فی التعامل مع أحداث الحیاة الیومیة.
العمل على تقویة الوازع الدینی والأخلاقی لدى المعلمات من خلال منهاج کلیات المعلمین والأنشطة والدورات التی تقدمها الإدارات التعلیمیة لکون دیننا الحنیف قد نهى عن التشاؤم والتطیر، وبالمقابل حث على التفاؤل والأمل.
ثالثاً: مقترحات الدراسة:
فی ضوء ما توصلت إلیه الدراسة الحالیة یمکن تقدیم عدد من المقترحات القابلة للدراسة على النحو التالی:
إجراء دراسة مماثلة تتناول العلاقة بین التفاؤل والتشاؤم والرضا عن الحیاة لدى معلمی التعلیم العام بمراحله المختلفة
إجراء دراسات مماثلة تتناول مستویات الرضا عن الحیاة فی ظل التحولات الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة تماشیاً مع رؤیة المملکة 2030م.
المراجع
أولاً-المراجع العربیة
أبو العلا، محمد أشرف أحمد، (2010)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بتقدیر الذات ومستوى الطموح والتوافق مع الحیاة الجامعیة لدى عینة من الطلاب والطالبات بجامعة المنصورة، المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة، المنصورة، مصر، دراسات عربیة فی علم النفس، المجلد (9) ، العدد(2) ، ص ص 339- 398.
أبو عبید، دعاء شعبان، (2013)، الرضا عن الحیاة وعلاقته بقلق المستقبل لدی الأسری المحررین المبعدین إلى قطاع غزة، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، فلسطین.
الانصاری، بدر، وکاظم علی، مهدی، علی (2007): التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة الجامعة، دراسة ثقافیة مقارنة بین الطلبة الکویتیین والعمانیین، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، جامعة البحرین، 9 (4)107-132.
الأنصاری، بدر محمد (1988): التفاؤل والتشاؤم، المفهوم والقیاس والمتعلقات. جامعة الکویت مجلس النشر العلمی، لجنة التألیف والتعریب، الکویت.
أنور، عبیر محمد وعبد الصادق، فاتن صلاح، (2010) ، دور التسامح والتفاؤل فی التنبؤ بنوعیة الحیاة لدى عینة من الطلاب الجامعیین فی ضوء بعض المتغیرات الدیمو جرافیة ، کلیة الآداب ، جامعة القاهرة ، مصر ، دراسات عربیة فی علم النفس ، المجلد (9) ، العدد( 3) ، ص ص 491- 571.
بسیونی، سوزان صدقة عبد العزیز، (2011)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالإنجاز الأکادیمی والرضا عن الحیاة، کلیة الآداب والعلوم الإداریة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة ، مجلة الإرشاد النفسی ، العدد(28) ، ص ص 67- 115.
تقی الدین، مرباح أحمد (2017)، سمتا التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحیاة لدى عینة من الطالبات الجامعیات : دراسة میدانیة فی القطب الجامعی، جامعة عمار تلجیی ، الأغواط ، الجزائر.
الجامعة اللبنانیة، بیروت، لبنان ، دراسات عربیة فی علم النفس ، المجلد(3) ، العدد(4) ، ص ص 11-40.
جودة، آمال، وأبو جراد، حمدی (2011): التنبؤ بالسعادة فِی ضوء الأمل والتفاؤل لدى عینة من طلبة القدس المفتوحة، مجلة جامعة القدس المفتوحة، 24، 129-169.
الحارثی، هلال محمد نامی(2017)، التفاؤل وعلاقته بالتسویف الأکادیمی والتحصیل الدراسی لدى طلاب المرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة، الطائف، مجلة البحث العلمی فی التربیة، العدد(18).
حنى، خدیجة (2015): جودة الحیاة وعلاقتها بالرضا عن التخصص الدراسی لدى الطالب الجامعی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة حمه لخضر بالوادی.
خلیل ، عفراء إبراهیم ، (2008) ، الذکاء العاطفی وعلاقته بالتفاؤل والتشاؤم لدى عینة من طالبات کلیتی التربیة والعلوم للبنات ، کلیة التربیة ، جامعة بغداد ، العراق،مجلة البحوث التربویة والنفسیة ، العدد(20)، ص ص 1- 33.
الدسوقی ، مجدی(1998): مقیاس الرضا عن الحیاة ، کراسة الأسئلة والأجابة، مکتبة النهضة المصریة ، القاهرة، جمهوریة مصر العربیة.
الدقوشی ، حلیمة سعد فرج محمد (2017)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحیاة لدى عینة من طلبة جامعة عمر المختار البیضاء، جامعة بنغازی ، کلیة الآداب والعلوم بالمرج، تونس، لیبیا.
شقورة ، یحیى عمر شعبان ، (2012) ، المرونة النفسیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة بمحافظات غزة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة ، جامعة الأزهر، غزة ، فلسطین .
شهاب ، شهرزاد محمد ، (2009) ، أثر برنامج تطویری لرفع مستوى مهارات القیادة الإداریة والتربویة لمدیری المدارس الابتدائیة فی مرکز محافظة نینوی ، مجلة دراسات تربویة ، العدد (8) ، تشرین الأول ، ص ص 7 – 17 .
ثانیاً- المراجع الأجنبیة
Carver, C & Scheier, M, .(2000).Optimism. In S. J. Lopez and C.R Snyder(Eds). Handbook of positive psychology assessment: a hand book of models and measures. Wasshington,DC :A merman psychological association,75-89.
Clearing House, New York.
Cribb, K. (2000). Life Satisfaction and Who Has It. Psychology of Adjustment,
Diener ,E, :Emmons, R,A,: Larson RJ& Griffin, S.(1985) The Satisfaction With Life Scale ,Journal of Personality Assessment,94,71-75.
Easterlin, R. A. (1974) Does economic growth improves the human lot? Some empirical evidence. In: David, P. A. and W. R. Melvin (Eds.) Nations and Households in economic growth. New York: Academic press. 89-125.
Goleman, D (2000) Working with emotional intelligence New York, Baantam Books.
Harry, K. M. (2012). Relationship of optimism and pessimism to quality of life in patients with systemic sclerosis: moderators or mediators? (Doctoral dissertation, San Diego State University).
Iqbal.F., khan,G Fatima,,s.(2013), Maladjusstment,Life Satisfaction and Optimism A Correlation Study,Inteernational Journal of Humanities and Socil Science Invention,2(5),17-26.
Jansi, A.M.. & Anbazhagan, A. (2017) The Relationship Between Big 5 Personality Tains and Life Satisfaction of Among NCC Women Students. International Journal of Management,8(2),106-111.
Kivimäki, M., Vahtera, J., Elovainio, M., Helenius, H., Singh-Manoux, A., & Pentti, J. (2005). Optimism and pessimism as predictors of change in health after death or onset of severe illness in family. Health Psychology, 24(4), 413.
Mosher, E,et al ,(2006). Coping and Social Support as Mediators of the Relation of Optimism to Depressive Symptoms Among Black College S students. Journal of Black Psychology, v32, n 1,p 72-86.
المراجع
المراجع
أولاً-المراجع العربیة
أبو العلا، محمد أشرف أحمد، (2010)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بتقدیر الذات ومستوى الطموح والتوافق مع الحیاة الجامعیة لدى عینة من الطلاب والطالبات بجامعة المنصورة، المعهد العالی للخدمة الاجتماعیة، المنصورة، مصر، دراسات عربیة فی علم النفس، المجلد (9) ، العدد(2) ، ص ص 339- 398.
أبو عبید، دعاء شعبان، (2013)، الرضا عن الحیاة وعلاقته بقلق المستقبل لدی الأسری المحررین المبعدین إلى قطاع غزة، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، فلسطین.
الانصاری، بدر، وکاظم علی، مهدی، علی (2007): التفاؤل والتشاؤم لدى طلبة الجامعة، دراسة ثقافیة مقارنة بین الطلبة الکویتیین والعمانیین، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، جامعة البحرین، 9 (4)107-132.
الأنصاری، بدر محمد (1988): التفاؤل والتشاؤم، المفهوم والقیاس والمتعلقات. جامعة الکویت مجلس النشر العلمی، لجنة التألیف والتعریب، الکویت.
أنور، عبیر محمد وعبد الصادق، فاتن صلاح، (2010) ، دور التسامح والتفاؤل فی التنبؤ بنوعیة الحیاة لدى عینة من الطلاب الجامعیین فی ضوء بعض المتغیرات الدیمو جرافیة ، کلیة الآداب ، جامعة القاهرة ، مصر ، دراسات عربیة فی علم النفس ، المجلد (9) ، العدد( 3) ، ص ص 491- 571.
بسیونی، سوزان صدقة عبد العزیز، (2011)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالإنجاز الأکادیمی والرضا عن الحیاة، کلیة الآداب والعلوم الإداریة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة ، مجلة الإرشاد النفسی ، العدد(28) ، ص ص 67- 115.
تقی الدین، مرباح أحمد (2017)، سمتا التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحیاة لدى عینة من الطالبات الجامعیات : دراسة میدانیة فی القطب الجامعی، جامعة عمار تلجیی ، الأغواط ، الجزائر.
الجامعة اللبنانیة، بیروت، لبنان ، دراسات عربیة فی علم النفس ، المجلد(3) ، العدد(4) ، ص ص 11-40.
جودة، آمال، وأبو جراد، حمدی (2011): التنبؤ بالسعادة فِی ضوء الأمل والتفاؤل لدى عینة من طلبة القدس المفتوحة، مجلة جامعة القدس المفتوحة، 24، 129-169.
الحارثی، هلال محمد نامی(2017)، التفاؤل وعلاقته بالتسویف الأکادیمی والتحصیل الدراسی لدى طلاب المرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة، الطائف، مجلة البحث العلمی فی التربیة، العدد(18).
حنى، خدیجة (2015): جودة الحیاة وعلاقتها بالرضا عن التخصص الدراسی لدى الطالب الجامعی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة حمه لخضر بالوادی.
خلیل ، عفراء إبراهیم ، (2008) ، الذکاء العاطفی وعلاقته بالتفاؤل والتشاؤم لدى عینة من طالبات کلیتی التربیة والعلوم للبنات ، کلیة التربیة ، جامعة بغداد ، العراق،مجلة البحوث التربویة والنفسیة ، العدد(20)، ص ص 1- 33.
الدسوقی ، مجدی(1998): مقیاس الرضا عن الحیاة ، کراسة الأسئلة والأجابة، مکتبة النهضة المصریة ، القاهرة، جمهوریة مصر العربیة.
الدقوشی ، حلیمة سعد فرج محمد (2017)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالرضا عن الحیاة لدى عینة من طلبة جامعة عمر المختار البیضاء، جامعة بنغازی ، کلیة الآداب والعلوم بالمرج، تونس، لیبیا.
شقورة ، یحیى عمر شعبان ، (2012) ، المرونة النفسیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة لدى طلبة الجامعات الفلسطینیة بمحافظات غزة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة ، جامعة الأزهر، غزة ، فلسطین .
شهاب ، شهرزاد محمد ، (2009) ، أثر برنامج تطویری لرفع مستوى مهارات القیادة الإداریة والتربویة لمدیری المدارس الابتدائیة فی مرکز محافظة نینوی ، مجلة دراسات تربویة ، العدد (8) ، تشرین الأول ، ص ص 7 – 17 .
ثانیاً- المراجع الأجنبیة
Carver, C & Scheier, M, .(2000).Optimism. In S. J. Lopez and C.R Snyder(Eds). Handbook of positive psychology assessment: a hand book of models and measures. Wasshington,DC :A merman psychological association,75-89.
Clearing House, New York.
Cribb, K. (2000). Life Satisfaction and Who Has It. Psychology of Adjustment,
Diener ,E, :Emmons, R,A,: Larson RJ& Griffin, S.(1985) The Satisfaction With Life Scale ,Journal of Personality Assessment,94,71-75.
Easterlin, R. A. (1974) Does economic growth improves the human lot? Some empirical evidence. In: David, P. A. and W. R. Melvin (Eds.) Nations and Households in economic growth. New York: Academic press. 89-125.
Goleman, D (2000) Working with emotional intelligence New York, Baantam Books.
Harry, K. M. (2012). Relationship of optimism and pessimism to quality of life in patients with systemic sclerosis: moderators or mediators? (Doctoral dissertation, San Diego State University).
Iqbal.F., khan,G Fatima,,s.(2013), Maladjusstment,Life Satisfaction and Optimism A Correlation Study,Inteernational Journal of Humanities and Socil Science Invention,2(5),17-26.
Jansi, A.M.. & Anbazhagan, A. (2017) The Relationship Between Big 5 Personality Tains and Life Satisfaction of Among NCC Women Students. International Journal of Management,8(2),106-111.
Kivimäki, M., Vahtera, J., Elovainio, M., Helenius, H., Singh-Manoux, A., & Pentti, J. (2005). Optimism and pessimism as predictors of change in health after death or onset of severe illness in family. Health Psychology, 24(4), 413.
Mosher, E,et al ,(2006). Coping and Social Support as Mediators of the Relation of Optimism to Depressive Symptoms Among Black College S students. Journal of Black Psychology, v32, n 1,p 72-86.