ممدوح إبراهيم الشامي, حمدان. (2020). نمذجة العلاقات السببية بين الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر لدى طلاب کلية التربية جامعة الأزهر. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2(1), 1-42. doi: 10.21608/altc.2020.116910
حمدان ممدوح إبراهيم الشامي. "نمذجة العلاقات السببية بين الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر لدى طلاب کلية التربية جامعة الأزهر". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2, 1, 2020, 1-42. doi: 10.21608/altc.2020.116910
ممدوح إبراهيم الشامي, حمدان. (2020). 'نمذجة العلاقات السببية بين الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر لدى طلاب کلية التربية جامعة الأزهر', المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2(1), pp. 1-42. doi: 10.21608/altc.2020.116910
ممدوح إبراهيم الشامي, حمدان. نمذجة العلاقات السببية بين الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر لدى طلاب کلية التربية جامعة الأزهر. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2020; 2(1): 1-42. doi: 10.21608/altc.2020.116910
نمذجة العلاقات السببية بين الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر لدى طلاب کلية التربية جامعة الأزهر
تمثل دراسة ظاهرة التنمر والتعرف على المتغيرات المرتبطة بها اهتمام القائمين على عملية التعلم، لذا هدف البحث الحالي بناء نموذج سببي يوضح طبيعة العلاقات والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة بين کل من الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر. تکونت عينة الدراسة من (445) طالباً بکلية التربية جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، طبق عليهم ثلاثة مقاييس (الذکاء الروحي والصلابة النفسية وسلوک التنمر)، وقد توصلت النتائج إلى أن النموذج (أ) أکثر مطابقة من النموذج (ب) مع بيانات الدراسة، ووجود تأثير غير مباشر سالب ودال إحصائيًا بين مکونات الذکاء الروحي وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسية کمتغير وسيط، کما أظهرت النتائج عدم وجود تأثير مباشر دال إحصائيًا بين الذکاء الروحي وسلوک التنمر، ووجود تأثير مباشر سالب ودال إحصائيًا بين الصلابة النفسية وسلوک التنمر، وأوصى البحث الأخذ بعين الاعتبار الدور الوسيط للصلابة النفسية عند بناء البرامج والاستراتيجيات التعليمية القائمة على الذکاء الروحي للحد من سلوک التنمر. Abstract:
Studying the phenomenon of bullying and investigating the related variables is important for those in charge of the learning process. Therefore, the present research aimed at construct a causal model that illustrates the nature of relationships and the direct and indirect influences between bullying behavior and both of spiritual intelligence and psychosocial hardiness. The sample of the study consisted of (445) students, enrolled in the Faculty of Education, Al-Azhar university, Cairo. Participants responded to three measures (spiritual intelligence, psychological hardiness and bullying behavior). The results found that the proposed model (a) is more fit than the model (b), with the study data. And there was statistically significant negative indirect effect between spiritual intelligence and bullying behavior, Through psychological hardiness as an mediator variable. The results showed, also, that there was no statistically significant direct effect between spiritual intelligence and bullying behavior, and there was a statistically significant direct effect between psychological hardiness and bullying behavior. The research recommended taking into account the mediating role of psychological hardiness when building educational programs and strategies based on spiritual intelligence in order to reduce bullying behavior.
المجلة التربویة لتعلیم الکبار– کلیة التربیة – جامعة أسیوط
=======
نمذجة العلاقات السببیة بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى طلاب کلیة التربیة جامعة الأزهر
إعــــــــــداد
د/ حمدان ممدوح إبراهیم الشامی
أستاذ مساعد بکلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة
} المجلد الثانى – العدد الأول – ینایر 2020م {
Adult_EducationAUN@aun.edu.eg
الملخص:
تمثل دراسة ظاهرة التنمر والتعرف على المتغیرات المرتبطة بها اهتمام القائمین على عملیة التعلم، لذا هدف البحث الحالی بناء نموذج سببی یوضح طبیعة العلاقات والتأثیرات المباشرة وغیر المباشرة بین کل من الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر. تکونت عینة الدراسة من (445) طالباً بکلیة التربیة جامعة الأزهر الشریف بالقاهرة، طبق علیهم ثلاثة مقاییس (الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر)، وقد توصلت النتائج إلى أن النموذج (أ) أکثر مطابقة من النموذج (ب) مع بیانات الدراسة، ووجود تأثیر غیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین مکونات الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط، کما أظهرت النتائج عدم وجود تأثیر مباشر دال إحصائیًا بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر، ووجود تأثیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین الصلابة النفسیة وسلوک التنمر، وأوصى البحث الأخذ بعین الاعتبار الدور الوسیط للصلابة النفسیة عند بناء البرامج والاستراتیجیات التعلیمیة القائمة على الذکاء الروحی للحد من سلوک التنمر.
Studying the phenomenon of bullying and investigating the related variables is important for those in charge of the learning process. Therefore, the present research aimed at construct a causal model that illustrates the nature of relationships and the direct and indirect influences between bullying behavior and both of spiritual intelligence and psychosocial hardiness. The sample of the study consisted of (445) students, enrolled in the Faculty of Education, Al-Azhar university, Cairo. Participants responded to three measures (spiritual intelligence, psychological hardiness and bullying behavior). The results found that the proposed model (a) is more fit than the model (b), with the study data. And there was statistically significant negative indirect effect between spiritual intelligence and bullying behavior, Through psychological hardiness as an mediator variable. The results showed, also, that there was no statistically significant direct effect between spiritual intelligence and bullying behavior, and there was a statistically significant direct effect between psychological hardiness and bullying behavior. The research recommended taking into account the mediating role of psychological hardiness when building educational programs and strategies based on spiritual intelligence in order to reduce bullying behavior.
Keywords: Components of Spiritual Intelligence, Components of Psychological Hardiness, Bullying Behavior, University Students.
المقدمة
یتکون الإنسان من جسم وعقل وروح ومشاعر، کما أنه قادراً على التعلم والتطور، ساعیاً بشکل مستمر للاستمتاع بحیاته وتحقیق أهدافه، وأثناء حیاته تلک یواجه العدید من المشکلات والضغوط التی تتطلب منه أن یسمو بروحه ویتحلى بالصبر والصلابة النفسیة عند مواجهة الضغوط بدلاً من التنمر والاتجاه نحو السلوک العدوانی تجاه المواقف التی یتعرض لها. ورغم ذلک انتشرت ظاهرة التنمر وأصبحت سمة من سمات هذا العصر، حتى وصلت إلى المؤسسات التعلیمیة وأثرت فیها بشکل ملحوظ. حیث یشیر Cornell (2015) والعنزی (2018) إلى انتشار وتزاید ظاهرة التنمر فی البیئة التعلیمیة فی جمیع وأنواع المراحل الدراسیة، وتمثل عامل خطورة یؤدی إلى مشکلات سلوکیة لها تأثیرات ذهنیة وجسدیة واجتماعیة مدمرة، ومشکلات وجدانیة حادة سواء على الطلاب ضحایا التنمر أو المتنمرین أنفسهم.
ولعظم هذه المشکلة أولى علماء النفس والتربیة بدراسة هذه الظاهرة من الجوانب الإیجابیة فی شخصیة الطلاب والعمل على تنمیتها، ومن المتغیرات المهمة التی ظهرت فی الفترات الأخیرة الذکاء الروحی لما له من دور مهم فی ضبط سلوک التنمر لدى الطلاب، واتساقاً مع هذا الطرح یرى عثمان والعتیبی (2017) أن الذکاء الروحی یسهم بشکل کبیر فی زیادة وعی الطلاب بذاتهم وثقتهم بأنفسهم وبالآخرین، ویساعدهم على الثبات والهدوء النفسی، ویجعلهم أقل ضغطاً وتوتراً مع ما یتعرضوا له من ضغوط نفسیة، وأن مردود الذکاء الروحی على سلوکنا وحیاتنا الیومیة یتمثل فی التعامل الحکیم مع المحن والشدائد واتخاذ مواقف إیجابیة منها، ورؤیة الجمال الداخلی فی کل شیء، وتقدیم سلوک یتسم بالرحمة بدلاً من العدوانیة.
وعلى الصعید الآخر تظهر أهمیة ضبط السلوک الداخلی والتحکم بالنفس وتحلی الطلاب المتنمرین بالصلابة النفسیة عند مواجهة المشکلات والضغوط التی تواجههم، ووفقاً لهذا التوجه یرى خنفر (2014) أن الصلابة النفسیة تنشئ قوة نفسیة للفرد تعینه على التکیف البناء مع أحداث الحیاة الضاغطة، وتخلق نوع من الشخصیة شدیدة التحمل تستطیع أن تقاوم الضغوط لتصل إلى مرحلة التوافق، وتنظر إلى الحاضر والمستقبل بنظرة یملؤها الأمل والتفاؤل خالیة من القلق والاکتئاب.
وفی ضوء ما سبق باتت دراسة الجوانب الإیجابیة لدى المتنمرین أحد التوجیهات الحدیثة فی مجال علم النفس، ویعد الذکاء الروحی والصلابة النفسیة أحد هذه المتغیرات الحدیثة نسبیاً والتی تقوم بدور مهم فی تکوین الشخصیة السویة، ومن هنا تبرز أهمیة التوصل إلى نموذج سببی یوضح طبیعة العلاقة بین سلوک التنمر وکل من الذکاء الروحی والصلابة النفسیة لدى الطلاب.
المشکلة
لم تعُدْ ظاهرة التنمر مشکلة تواجه الطلاب فقد! بل أصبحت من التحدیات التی تواجه المنظومة التربویة کافة، وتنعکس على حیاتنا الاجتماعیة والسیاسیة بشکل کبیر، وأصبحت سمة الکثیر من التعاملات فی العصر الحدیث سواء بین الأفراد أو کلغة للحوار بین شعوب العالم، وتظهر فی أشکال متعددة بدءاً من الأسرة ومروراً بالتفاعلات الیومیة. ولکن الخطیر فی ذلک هو انسحاب هذه الظاهرة على المؤسسات التعلیمیة، ولقد دلت الإحصاءات على تزاید حجم التنمر حتى أصبحت على أجندة الدول الکبرى. (Li, 2012؛ العنزی، 2018)، ویضیف محمد (2018) أن سلوک التنمر یمثل تحدیاً أمام المدارس بکافة أنواعها ویُضعف من قدرة المعلمین على القیام بأدوارهم التربویة.
وتشیر نتائج العدید من الدراسات إلى انتشار ظاهرة التنمر فی المؤسسات التعلیمة، حیث توصلت دراسة العطوى (2014) إلى انتشار هذه الظاهرة بین طلاب المرحلة الثانویة بنسبة لا تقل عن (54%)، کما تشیر نتائج دراسة Corvo & Delara (2010) إلى أن ما یقرب من (15-20%) من تلامیذ الصفوف من الثالث إلى السادس یتعرضون للتنمر، وتزید هذه النسبة لدى تلامیذ الصفوف من السابع إلى التاسع لتصل إلى نحو (30 %). کما تشیر الإحصائیات فی الولایات المتحددة إلى أن ما یقرب من ثلث طلاب المدراس من سن (11-18) قد واجهوا بعض أشکال التنمر أثناء وجودهم فی المدرسة. (أحمد وعبده، 2017)، ولخطورة هذه الاحصائیات أجریت العدید من الدراسات التی رکزت على ظاهرة التنمر والتعرف على علاقة هذه الظاهرة بالعدید من المتغیرات، حیث أظهرت نتائج دراسة عبد الرحمن وآخرون (2018)؛ أبو الفضل وحسن (2017) وعبده (2017) أن السلوک التنمری یرتبط ارتباطاً سالباً بالعدید من المتغیرات منها: الذکاء الأخلاقی والانفعالی والأمن النفسی والرقابة الذاتیة، کما أنه یرتبط إیجابیاً بالخوف والتجنب الاجتماعی والشعور بالوحدة. کما أظهرت نتائج بعض الدراسات إمکانیة خفض سلوک التنمر من خلال البرامج القائمة على الذکاء الروحی کدراسة أبو الدیار (2015)، یعضد هذه النتیجة ما أشار إلیه (Srivastava (2016 وعثمان والعتیبی (2017) من أن المجتمعات الحدیثة تعانی انخفاضاً ملحوظاً فی مستوى الذکاء الروحی، وأن المدارس والجامعات تعانی من نقص الذکاء الروحی، والجهل به یؤدی إلى الفساد والعدوان والدمار والکوارث والأنانیة والکراهیة. ومن الضروری أن یصبح تعلیم الذکاء الروحی جزءًا لا یتجزأ من العملیة التعلیمیة، ومن جمیع الدورات التدریبیة فی العلوم الإنسانیة والاجتماعیة على مستوى الجامعات. وعلى الجانب الآخر توصلت نتائج دراسة (Fox et al. (2010؛ Langevin & Prasad (2012)؛ شلبی (2016) إلى وجود قدرة تنبؤیه للتنمر بدرجة الصلابة النفسیة وتقدیر الذات، ووجود علاقة سالبة بین القیم والمثل واتجاهات المراهقین نحو ضحایا التنمر، وفاعلیة المکونات الروحیة فی علاج التنمر.
ورغم ما توصلت إلیه نتائج دراسة Nicullina (2014)؛ أبو الدیار (2015)؛ Torabi & Nadali (2016) وجاب الله وزاید (2018) إلى وجود علاقة موجبة یمکن التنبؤ بها بین الذکاء الروحی وکل من التمکین النفسی والمنظومة القیمیة ودافعیة الإنجاز واستراتیجیات ما وراء المعرفة والسعادة والهناءة الذاتیة، ووجود توسط جزئی للذکاء الروحی والعفو فی العلاقة بین التفاعل السلبی والإیجابی والهناءة الذاتیة، وأن التمکین النفسی یقوم بدور المتغیر الوسیط بین الذکاء الروحی والمشارکة الوظیفیة، بالإضافة إلى فاعلیة البرامج القائمة على الذکاء الروحی فی خفض الرهاب الاجتماعی والعصابیة، وارتفاع فی احترام الذات والضمیر والإرادة والمسئولیة وخفض سلوک التنمر. وما توصلت إلیه نتائج دراسة الرفاعی (2003)؛ راضی (2008)؛ المدهون (2015)؛ Li et al. (2013) ؛ (2016) Saremi et al. ودلیلة وحکیمة (2017) إلى وجود علاقة موجبة یمکن التنبؤ بها بین الصلابة النفسیة والذکاء الانفعالی والوجدانی ومهارات حل المشکلات والالتزام الدینی والمساندة الاجتماعیة، وعلاقة سالبة بین الصلابة النفسیة والتنمر وإدمان الانترنت وإدراک أحداث الحیاة الضاغطة، وأن الصلابة النفسیة کانت بمثابة متغیر وسیط فی العلاقة بین فاعلیة الذات ومهارات حل المشکلات، کما یمکن التنبؤ بالذکاء الوجدانی من خلال التعرف على الصلابة النفسیة.
إلا أن هذه الدراسات لم تحدد طبیعة وشکل العلاقة بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وبین سلوک التنمر، وأیاً منهما یقوم بدور الوسیط فی طبیعة هذه العلاقة، وما مدى إمکانیة الخروج بنموذج یوضح طبیعة المسارات بین هذه المتغیرات، ومن هنا تتبلور مشکلة الدراسة فی التساؤلات التالیة:
1) ما أفضل نموذج ینظم العلاقات بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر؟
2) ما طبیعة التأثیرات غیر المباشرة لمکونات الذکاء الروحی والصلابة النفسیة فی سلوک التنمر؟
3) هل یوجد تأثیر مباشر دال إحصائیًا بین مکونات الصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة؟
4) هل یوجد تأثیر مباشر دال إحصائیًا بین مکونات الصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة؟
هدفالبحث
یهدف البحث بناء نموذج سببی یوضح طبیعة العلاقات والتأثیرات المباشرة وغیر المباشرة بین کل من الذکاء الروحی والصلابة النفسیة فی سلوک التنمر.
أهمیة البحث
تکمن أهمیة البحث النظریة فی کونه یسلط الضوء على فئة المتنمرین بالمرحلة الجامعیة، حیث یکثر الاهتمام بها فی مراحل التعلیم الأساسی والثانوی، بینما یندر الاهتمام بها والتعرف على خصائصها وتقدیم البرامج المناسبة لها بالمرحلة الجامعیة، بجانب الترکیز على متغیرین هامین هما الذکاء الروحی والصلابة النفسیة، ومحاولة التوصل إلى نموذج یفسر العلاقات بین مکونات کل من الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى طلاب الجامعة.
بینما تتبلور الأهمیة التطبیقیة فی تقدیم ثلاثة مقاییس جدیدة إلى التراث النفسی یمکن الاستفادة منها فی الدراسات المستقبلیة، بالإضافة إلى بناء وتصمیم البرامج والاستراتیجیات التی تستند إلى النموذج الذی یقترحه البحث، للتدخل فی الحد من سلوک التنمر، وتنمیة مفهومی الذکاء الروحی والصلابة النفسیة على أسس علمیة سلیمة، بجانب الاستفادة من النتائج التی یخرج بها البحث فی تقدیم مجموعة من التوصیات یمکن الاستفادة منها فی تنمیة الذکاء الروحی والصلابة النفسیة والحد من سلوک التنمر.
مصطلحات البحث:
1) الذکاء الروحی Spiritual Intelligenceیعرفه الباحث بأنه "القدرة على إدراک المعانی الروحیة، والتسامی بالذات، والدخول فی حالات روحانیة، واستثمار المصادر الروحیة فی تحقیق الأمن والطمأنینة وحل المشکلات". ویعرف إجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على مقیاس الذکاء الروحی.
2) الصلابة النفسیةPsychological Hardiness یعرفها الباحث بأنها "قدرة الفرد على إبرام عقد یلتزم به تجاه نفسه یتیح له تحمل الضغوط والتحکم بالمشاعر، والتکیف مع التحدیات، والتعامل مع المشکلات بإیجابیة". وتعرف إجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على مقیاس الصلابة النفسیة.
3) سلوک التنمر Bullying behavior یعرفه الباحث بأنه "الاستخدام المتکرر للقوة بأشکالها المختلفة عن قصد وتعمد بهدف السیطرة والهیمنة على الآخرین"، ویعرف إجرائیاً بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على مقیاس سلوک التنمر.
الإطار النظری
أولاً: الذکاء الروحی:
کان لظهور نظریة الذکاءات المتعددة على ید Gardner عام 1983م، ومفهوم الذکاء الانفعالی على ید Mayrr & Salovey عام 1990م وGolman عام 1995م، الأثر الکبیر على ظهور مفهوم الذکاء الروحی Spiritual Intelligence على یدEmmons عام 1999م، کأحد أنواع الذکاء المهمة، التی توجه سلوک الإنسان نحو عملیات حل المشکلات للمواقف التی تواجهه، وتجعله یتکیف مع الحیاة بشکل مناسب. (ملحم والربابعة، 2018). والذکاء الروحی لیس مرادفاً للدین ومقدار ما لدى الفرد من معلومات دینیة، بل یمکن ملاحظته من خلال سلوکیات الفرد عند التعامل مع الآخرین، یوضح ذلک Mamin (2008) عندما أشار إلى أن الذکاء الروحی لیس له علاقة بالنشأة الدینیة لدى الفرد، إذ من الممکن أن یکون لدى الفرد مستوى عالی من الذکاء الروحی، ولکنه غیر مؤمن بأی دین، وکذلک قد یوجد شخص متدین ولدیه مستوى منخفض من الذکاء الروحی، فالذکاء الروحی یمکن ملاحظته من خلال الصدق، والتعاطف، والتعاون والقدرة على الاندماج مع الآخرین. کما یرى خشبة والبدیوی (2018) وEmmons (2003) أن الذکاء الروحی یتمثل فی مساعدة الفرد على حل مشکلاته، ومحاربة التفکیر الخرافی، کما یوصف بأنه أکثر الأسالیب فاعلیة فی تطویر الفضائل الروحیة، وتکوین أفراد منتجین قادرین على تحمل المسؤولیة، وعبادة الله وشکره، والسیطرة على الذات من ارتکاب کل ما هو خطأ.
وقد اهتم العدید من علماء النفس والفلاسفة والمفکرین والتربویین لفترات طویلة بالذکاء معتقدین أنه مبنیاً على القدرات العقلیة، مهملین دور الروح فی تکوین السلوک وحل المشکلات، حتى ظهر مفهوم الذکاء الروحی الذی یربط بین الجوانب الروحانیة والقدرات العقلیة. Srivastava, 2016)). وقد اختلف الباحثون حول تحدید مفهوم الذکاء الروحی نظراً لاختلاف المنهجیة العلمیة والمنطلقات النظریة لکل منهم، فقد رکز فریق منهم على کونه سمة فطریة تنمو وتزداد مع تقدم العمر، ومن هذه التعریفات تعرف الضبع (2012، 142) بأنه "قدرة فطریة یولد بها الإنسان تنمو وتزداد مع التقدم فی العمر وتعکس مدى قدرته على الوعی بذاته والتسامی بها والتوجه نحو الآخرین والتأمل فی الکون والطبیعة وممارسته کافة الأنشطة الروحیة والتعامل مع المشکلات بشکل إیجابی واتخاذها فرصة للنمو". فی حین رکز فریق آخر على الجانب الروحی ومن هذه التعریفات تعریف Srivastava (2016) بأنه "اعتماد الفرد على القدرات الروحیة والموارد لتحسین وإیجاد معنى وحل للأنشطة الروحیة والأمور العملیة". بینما ذهب فریق آخر إلى کونه قدرة لدى الأفراد، ومن هذه التعریفات تعریف Wigglesworth (2014) بأنه "قدرة الفرد على التصرف بحکمة، والتعاطف مع الآخرین مع المحافظة على الأمن والسلام الداخلی والخارجی". یتضح من التعریفات السابقة أن الذکاء الروحی یتصف بمجموعة من الخصائص والسمات التی یمکن تحدیدها فی النقاط التالیة:
1) ینمو ویزداد مع التقدم فی العمر ویتأثر بالبیئة المحیطة.
2) یعکس القدرة على الوعی بالذات والتسامی بها والتوجه نحو الآخرین، والتأمل فی الکون والطبیعة.
3) یساعد الأفراد للوصول إلى حالة النفس المطمئنة الهادئة والأمن والسلام الداخلی والخارجی، وعلى التصرف بحکمة، والترکیز والسیطرة على العملیات العقلیة عند مواجهة الصدمات النفسیة والعاطفیة.
وتتعدد العوامل المؤثرة فی الذکاء الروحی: فمنها ما یرجع إلى الفرد نفسه، ومنها ما یرجع إلى الأسرة، ومنها ما یرجع إلى المجتمع، حیث یرى (Buzan (2005 أن هناک العدید من العوامل التی تؤثر فی الذکاء الروحی منها: عوامل مرتبطة بالشخص: من حیث العمر والجنس وطریقة التفکیر، وعوامل مرتبطة بالأسرة: فالتنشئة الأسریة التی تقوم على التشدید وعدم المرونة وعدم التسامح قد تؤدی إلى خفض الذکاء الروحی والانفعالی للفرد، وعوامل مرتبطة بثقافة المجتمع: فالمجتمعات التی تسود فیها القیم الاجتماعیة والأخلاقیة یتمیز أفرادها بالذکاء الروحی. کما یرى (Wilbur (2010 أن الذکاء الروحی ینمو ویزداد لدى الفرد من خلال ثلاث مراحل المرحلة الأولى: یکون الترکیز فیها على الذات، والثانیة: تتمثل فی مستویات التضامن مع الدین واهتمامه بالآخرین، والثالثة: تشیر إلى الانتقال من مجرد الالتزام بالأمور الدینیة إلى الوعی بالذات. ویضیف 2013)) Costello أنه یمکن تنمیة الذکاء الروحی من خلال التکامل بین ما یتعلمه وما یحافظ علیها الفرد من قیم، وربطها بالعمل، بجانب التفاعل مع الآخرین والتعاطف معهم.
وقد ظهرت عدة نظریات ونماذج قامت بتفسیر الذکاء الروحی منها: نظریة (Emmons (2000 التی ترى أن الکفاح الشخصی فی الحیاة من الممکن أن یصبح روحیا من خلال عملیة إدراک المعانی القدسیة فی الأنشطة الحیاتیة، وعلیه فإن الذکاء الروحی یتکون من خمسة مکونات، أولها التسامی: وهو قدرة الفرد على السمو فوق الوجود المادی للأشیاء، ثم مکون التصوف: وهو الدخول فی حالات روحانیة عالیة من التأمل والتفکیر، ثم مکون إدراک المعانی القدسیة: وهو شعور مصاحب للبحث عن معنى للأنشطة الحیاتیة وربطها بالقیم، ثم مکون القدرة على استثمار المصادر الروحیة عند حل المشکلات، ویأتی فی الأخیر مکون الأخلاق الفاضلة: وهو قدرة الفرد على اتباع السلوکیات الفاضلة کالتسامح والتواضع والرحمة وضبط النفس. (Emmons, 2000؛ أبو الدیار، 2015)، ثم قامEmmons بتطویر هذه الأنموذج استجابة للانتقادات التی وجهت له، والتی ترى أن بعض مکونات هذا النموذج اعتمد على خبرة الحیاة الیومیة أکثر من اعتمادها على القدرات العقلیة والجوانب الروحیة، وذلک یتعارض بشکل رئیس مع الترکیبة البنیویة للذکاء الروحی، وفی ضوء ذلک قام بحذف مکون الأخلاق الفاضلة. (الدعیج، 2018)
وفی عام 2007م قام Amram بإجراء عدة دراسات رکزت على کیفیة ممارسة الأفراد للروحانیة وتأثیرها على قدراتهم وأعمالهم الیومیة، وتوصل إلى أن الذکاء الروحی یتضمن خمسة مکونات أولها الشعور، ثم الفضیلة، ثم مکون إدراک معنى للحیاة، ثم التسامی، وفی الأخیر مکون الحقیقة. (وأبو الدیار، 2015)، کما توصل King عام 2008م إلى تحدید أربعة مکونات للذکاء الروحی أول هذه المکونات التفکیر الوجودی الناقد: وهو القدرة على التفکیر بالأسئلة المتعلقة بالوجود، ثم مکون إنتاج المعنى: وهو القدرة على استخلاص معنى من جمیع الجوانب المادیة والعقلیة، ثم مکون الوعی المتسامی: وهو القدرة على فهم العوامل المحیطة، ثم مکون توسیع حالة الوعی: وهو القدرة على الاستمرار فی حالة الترکیز، والتفکیر التحلیلی. (King; 2008؛ ملحم والربابعة، 2018)، وتم الترکیز والاعتماد على نموذج Emmons لکونه یعتبر أفضل النماذج التی قدمت تفسیر ورؤیة واضحة للذکاء الروحی، کما تتشابه مکونات الذکاء الروحی بنموذجی Amram & King مع مکونات نموذج Emmons، وبإجراء التعدیلات التی أجریت على نموذج Emmons بحذف مکون الأخلاق الفاضلة أصبح هذا النموذج أکثر النماذج التی تقدم تفسیراً واضحاً للذکاء الروحی.
وقد أجریت العدید من الدراسات التی تناولت الذکاء الروحی ومن هذه الدراسات دراسة جاب الله وزاید (2018) التی هدفت التوصل إلى نموذج بنائی یجمع بین الذکاء الروحی والعفو بوصفهما متغیرین وسیطین یفسران العلاقة بین استراتیجیات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتیة، وتکونت عینة الدراسة من (737) فرداً من مختلف الفئات والشرائح فی المجتمع المصری، وتوصلت نتائج الدارسة إلى وجود توسط جزئی للذکاء الروحی والعفو فی العلاقة بین استراتیجیات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتیة، وإمکانیة تنبؤ الذکاء الروحی بالهناءة الذاتیة.
ودراسة خشبة والبدوی (2018) التی هدفت الکشف عن إسهام الذکاء الروحی والتفکیر الابتکاری فی التنبؤ بالتمکین النفسی، وتکونت عینة الدارسة من (502) عضواً من أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم بجامعة الأزهر، وطبق علیهم ثلاثة مقاییس: التمکین النفسی، الذکاء الروحی والتفکیر الابتکاری، وتوصلت نتائج الدراسة إلى إسهام الذکاء الروحی بالتنبؤ بالتمکین النفسی، ووجود فروق دلالة إحصائیاً فی الذکاء الروحی ترجع للنوع لصالح الذکور والخبرة لصالح الأکثر خبرة والعمر لصالح الأکبر عمراً.
کما أجرى Torabi & Nadali (2016) دراسة هدفت التعرف على طبیعة العلاقة بین الذکاء الروحی والتمکین النفسی وتأثیرهما على المشارکة الوظیفیة، وتکونت عینة الدراسة من (18) ممرضاً و(161) ممرضة، وطبق علیهم ثلاثة مقیاس: الذکاء الروحی، التمکین النفسی والمشارکة الوظیفیة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة موجبة بین الذکاء الروحی وکل من: التمکین النفسی والمشارکة الوظیفیة، وأن التمکین النفسی یقوم بدور المتغیر الوسیط بین الذکاء الروحی والمشارکة الوظیفیة.
کما أجرى أبو الدیار (2015) دراسة هدفت تقصی مدى فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة الذکاء الروحی وخفض السلوک التنمری، وتکونت عینة الدراسة من (40) تلمیذاً وتلمیذة من التلامیذ المتنمرین بالمرحلة الإعدادیة، وطبق علیهم مقیاسی الذکاء الروحی والسلوک التنمری، بجانب البرنامج الإرشادی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین القیاسین القبلی والبعدی فی الذکاء الروحی والتنمر لصالح التطبیق البعدی.
کما أجرى (Nicullina (2014 دراسة هدفت تقصی مدى فاعلیة برنامج قائم على الذکاء الروحی فی خفض الرهاب الاجتماعی والعصابیة، وتکونت عینة الدراسة من (200) رجل وامرأة ممن تراوحت أعمارهم بین (35-65) عام، تم تقسیمهم إلى مجموعتین متساویتین الأولى تجریبیة والثانیة ضابطة، وبعد تطبیق البرنامج، توصلت نتائج الدراسة إلى وجود أثر دال إحصائیاً للبرنامج فی انخفاض عامل العصابیة والرهاب الاجتماعی، وارتفاع عامل احترام الذات والضمیر والإرادة والمسئولیة لدى المجموعة التجریبیة.
کما أجرى Azizi (2102) دراسة هدفت الکشف عن طبیعة العلاقة بین الذکاء الروحی واستراتیجیات ما وراء المعرفة، وتکونت عینة الدراسة من (470) طالباً وطالبة من جامعتی شیراز وأزاد الإسلامیة بإیران، وطُبّق علیهم مقیاسی الذکاء الروحی واستراتیجیات ما وراء المعرفة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة موجبة بین جمیع أبعاد الذکاء الروحی واستراتیجیات ما وراء المعرفة، ووجود فروق دلالة احصائیاً فی الذکاء الروحی بین درجات الذکور والاناث لصالح الإناث.
یتضح من نتائج الدراسات السابقة التی تناولت الذکاء الروحی وجود علاقة موجبة یمکن التنبؤ بها بین الذکاء الروحی وکل من التمکین النفسی واستراتیجیات ما وراء المعرفة والهناءة الذاتیة، کما أظهرت نتائج دراسة جاب الله وزاید (2018) وجود توسط جزئی للذکاء الروحی والعفو فی العلاقة بین استراتیجیات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتیة، فی حین توصلت نتائج دراسة Torabi & Nadali (2016)إلى أن التمکین النفسی یقوم بدور المتغیر الوسیط بین الذکاء الروحی والمشارکة الوظیفیة. کما أظهرت نتائج بعض الدراسات إلى فاعلیة البرامج القائمة على الذکاء الروحی فی خفض الرهاب الاجتماعی والعصابیة، وارتفاع فی احترام الذات والضمیر والإرادة والمسئولیة لدى المجموعة التجریبیة کما فی دراسة (Nicullina (2014، وفاعلیة بعض البرامج فی تنمیة الذکاء الروحی وخفض سلوک التنمر کما فی دراسة أبو الدیار (2015)، ورغم ما توصلت إلیه هذه الدراسات من نتائج إلا أنها لم تحدد طبیعة وقوة العلاقة بین التنمر والذکاء الروحی، ونمذجة العلاقات البنائیة بین مکونات الذکاء الروحی والتنمر والمتغیرات الوسیطة بینهما. کما رکزت معظم الدراسات على عینات شملت المرحلة الجامعیة وأعضاء هیئة التدریس والموظفین، حیث أظهرت أدبیات هذه الدراسات أن الذکاء الروحی یتطلب مجموعة من الطلاب لهم القدرة على إدراک المعانی القدسیة والسمو فوق الوجود المادی للأشیاء والدخول فی حالات روحانیة عالیة من الوعی والإدراک والتأمل والتفکیر، وهذا ما قد یتوفر بشکل واضح فی المرحلة الجامعیة. کما أظهرت نتائج بعض الدراسات وجود فروق دلالة إحصائیاً فی الذکاء الروحی ترجع للنوع لصالح الذکور، کما فی دراسة خشبة والبدوی (2018) ولصالح الإناث کما فی دراسة Azizi (2102)، وهذا ما یبرر الترکیز على الطلاب لعزل أثر الجنس، کما اعتمدت الدراسات السابقة على بناء مقیاس للذکاء الروحی، وقد تم الاستفادة من هذه المقاییس عند بناء مقیاس الذکاء الروحی مراعیاً ثقافة المجتمع وخصائص العینة.
ثانیاً: الصلابة النفسیة
تعرف الصلابة لغویاً فی المعجم الوسیط (2004، 519) بصلب الصلابة أی اشتد وقوى، وفی القاموس النفسی بأنها "القدرة على مقاومة الضغوط". (Hamilton, 2007, 131)، وقد أخذ هذا المفهوم خلال العقود الثلاثة الماضیة قدراً کبیراً من الاهتمام بین الباحثین، محاولین التعرف على خصائصه ومکوناته وعلاقته بالمتغیرات النفسیة الأخرى، ومنبع هذا الاهتمام کان نتیجة للدراسات التی أجراها کل من: Maddi kobasa & فی الفترة من 1979م حتى 1983م، علی عینات متباینة ممن لدیهم مستویات عالیة من الضغوط، فی محاولة منهما للتعرف على المتغیرات النفسیة والاجتماعیة التی تکمن وراء احتفاظ بعض الأفراد بصحتهم النفسیة والجسمیة رغم تعرضهم للمشکلات والضغوطات، وأظهرت نتائج هذه الدراسات أن الأفراد ذوی المستویات المرتفعة فی الصلابة النفسیة أکثر قدرة على البقاء فی صحة جیدة، والاستمرار فی الازدهار والنمو وأن للصلابة النفسیة دوراً کبیراً فی تخفیف الضغوط. (Hystad, 2012)
وقد اختلف الباحثون حول تحدید مفهوم الصلابة النفسیة، نظراً لاختلاف منهجیتهم البحثیة ومنطلقاتهم النظریة، إلا أن معظم هذه التعریفات تنبثق من تعریفkobasa (1982) التی تعرفه بأنه "اعتقاد الفرد فی فاعلیته وقدرته على استخدام کل المصادر النفسیة والبیئیة المتاحة کی یدرک ویفسر ویواجه بفاعلیة أحداث الحیاة الضاغطة إدراکاً واقعیاً وموضوعیاً ویتعایش معها بإیجابیة"، فی حین یعرفها (Saxena (2015 بأنها "إحدى السمات الأساسیة للشخصیة التی تساعد الأفراد على التعامل بشکل مناسب مع الظروف والمواقف الضاغطة التی یتعرضون لها فی حیاتهم الیومیة، والاحتفاظ بصحتهم الجسمیة والنفسیة" بینما یعرفها عشعش وآخرون (2018) بأنها "مجموعة من الالتزامات التی یضعها الفرد لنفسه وإیمانه بإمکاناته وقدرته على التحکم فیما یواجه من أحداث، وإیجاد الآیات التی من شأنها أن تخفض کمیة الضغوط النفسیة التی یمر بها وکیفیة التعامل معها بفاعلیة". یتضح من التعریفات السابقة أن الصلابة النفسیة تتسم بمجموعة من الخصائص والسمات التالی:
1) اعتقاد نفسی لدى الأفراد بأن لدیهم القدرة والفاعلیة على مواجهة الضغوط بفاعلیة.
2) تعکس نمطاً معرفیاً وسلوکیاً وانفعالیاً عند مقاومة الضغوطات.
3) تساعد الفرد على التحکم بالمشاعر واستخدام جمیع المصادر المتاحة، لیواجه بفاعلیة أحداث الحیاة الضاغطة، والسیطرة علیها وتحویلها الى فرص للتعلم والنمو.
ویتسم مرتفعو الصلابة النفسیة بالعدید من الخصائص والسمات، فلدیهم القدرة على الصمود والمقاومة، واستخدام أسالیب المواجهة ذات التوجه العقلانی، کما أن لدیهم إنجاز أفضل ودافعیة مرتفعة نحو العمل، ویمیلون للقیادة والسیطر. حیث یشیر (Pillips (2011 إلى أن الأفراد مرتفعو الصلابة النفسیة لدیهم القدرة على التحکم فی الأمور، وتحویل الأمور الضاغطة الى إمکانات وفرص للنمو، کما أنهم یمیلون إلى حب الاستطلاع وأکثر مرونة عند مواجهة المشکلات، ویجدون فی تجارب الحیاة متعة ومعنى.
وقد ظهرت عدة نظریات ونماذج تناولت الصلابة النفسیة کان من أولها نموذج Lazarus 1961م عندما تناول العلاقة بین البیئة الداخلیة للفرد والأسلوب الادراکی المعرفی والشعور بالتهدید والإحباط، والتعرف على أیاً منهم أکثر تأثیراً فی الصلابة النفسیة، وتوصل إلى أن البیئة الأسریة التی تتسم بالدفء والحب تجعل الفرد أکثر صلابة نفسیة عند مواجهة مواقف الحیاة. (خنفر، 2014). وفی عام 1979م قام Kobasa بوضع نموذج للصلابة النفسیة، وذلک عندما تناول العلاقة بین الصلابة النفسیة واحتمالات الإصابة بالأمراض النفسیة والجسمیة، معتمداً على مجموعة من الأسس النظریة والتجریبیة، وتوصل إلى أن وجود هدف للفرد أو معنى لحیاته یعتمد بالدرجة الأولى على قدرته لاستغلال إمکاناته الشخصیة والاجتماعیة بصورة جیده، وفی عام 1994م قام کل من: Kobasa and Maddi بالتحقق من هذا النموذج عندما قاما بدراسة العلاقة بین الصلابة النفسیة وأحداث الحیاة الضاغطة، وتوصلا إلى أن تراکم الأحداث الضاغطة یسبب زیادة التوتر، الذی یظهر فی شکل ردود أفعال کسرعة التهیج والقلق، وهذه الاستجابات بدورها قد تعکس حالة من تأهب إذا استمرت یمکن أن تخلق أعراض مرضیة، وأن سبب عدم تأثر الأفراد بالضغوط هو العوامل الوسیطة Mediator Factors بین التعرض للضغوط ونواتجها والمتمثلة فی الصلابة النفسیة التی اعتبروها متغیراً وسیطاً فی هذه العلاقة. (Kobasa and Maddi, 1994)، ثم قام Funk بتطویر نموذج Kobasa and Maddi للصلابة النفسیة عندما قام بدراسة العلاقة بین الصلابة النفسیة والإدراک المعرفی والتعایش الفعال والصحة العقلیة، وتوصل إلى ارتباط مکونی الالتزام والتحکم بالصحة العقلیة الجیدة للأفراد، وذلک من خلال تخفیض الشعور بالتهدید واستخدام استراتیجیات حل المشکلات للتعایش الفعال خاصة استراتیجیة ضبط الانفعال. (Funk, 2002)
وفی ضوء ما توصل إلیه کل من: Kobasa; Maddi and Funk فإن الصلابة النفسیة تتکون من ثلاثة مکونات تتمثل فی: الالتزام والتحکم والتحدی، وفیما یلی توضیح لهذه المکونات:
1) الالتزام: وهو نوع من التعاقد النفسی الذی یلتزم به الفرد تجاه نفسه وأهدافه وقیمه وتحمل المسئولیة تجاه ذلک، والتعامل مع الأحداث الشاقة برؤیتها کأحداث هادفه وذات معنى. (Saxena,2015)، ویأخذ مکون الالتزام عدة أنواع منها:
الالتزام نحو الذات: ویعنی اتجاه الفرد نحو معرفة ذاته وتحدید أهدافه وقیمة واتجاهاته.
الالتزام نحو العمل: وهو اعتقاد الفرد بقیمة العمل وأهمیته وتحمل مسؤولیاته والالتزام بنظمه.
الالتزام القانونی: وهو تقبل الفرد للقوانین السائدة فی المجتمع وامتثاله لها وتجنبه مخالفتها.
الالتزام الدینی: ویمثل ممارسة ما آمر الله به والانتهاء عن آتیان ما نهى عنه.
الالتزام الأخلاقی: وهو اعتقاد الفرد بضرورة الاستمرار فی علاقته الشخصیة والاجتماعیة، من واقع سعادته بها ورضاه عنها. (راضی، 2008 والیاسین، 2015)
2) التحکم: وهو اعتقاد الفرد بمدى قدرته على التحکم وتحمل المسؤولیة فیما یواجه من أحداث والسیطرة علیها وتحویلها إلى نتائج ذات معنی. (Saremi et al., 2016)ویأخذ التحکم عدّة صور کالتالی:
القدرة على اتخاذ القرارات والاختیار بین البدائل: وهی ترتبط بطبیعة الموقف نفسه وظروف حدوثه.
التحکم المعرفی: وهو استخدام العملیات الفکریة فی تفسیر الأحداث الضاغطة وتقییمها.
التحکم السلوکی: وهو القدرة على المواجهة وبذل الجهد للإنجاز والتحکم فی المواقف التی تواجهه.
التحکم الاسترجاعی: وهو تکوین انطباع للموقف الضاغط، وفق معتقدات الفرد واتجاهاته السابقة عن المواقف الطبیعیة. (الرفاعی ،2003(
3) التحدی: وهو اعتقاد الفرد بأن ما یطرأ من تغییر على جوانب حیاته، هو أمر طبیعی وضروری للنمو والارتقاء أکثر من کونه تهدیداً لأمنه وثقته بنفسه، کما یشیر إلى فاعلیة الإقدام بدلاً من السلبیة والإحجام، وإلى التغییر بدلاً من الاستقرار. ( (Saxena, 2015
ومنذ ظهور نظریة الصلابة النفسیة کانت محل اهتمام الکثیر من الباحثین فقد قام کل من دلیلة وحکیمة (2017) بإجراء دراسة هدفت إلى فحص علاقة الصلابة النفسیة بالذکاء الانفعالی ومستوى الصحة النفسیة، وتکونت عینة الدراسة من (35) ذکراً وأنثى من البطالة بالوکالة الوطنیة للتشغیل ببلدیة بوسعادة بالجزائر، وطبق علیهم مقیاسی الصلابة النفسیة والذکاء الانفعالی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة موجبة بین الصلابة النفسیة والذکاء الانفعالی.
کما أجرى شلبی (2016) دراسة هدفت الکشف عن طبیعة العلاقة بین بعض متغیرات الشخصیة (الصلابة النفسیة وتقدیر الذات والعصابیة) ومدی إسهام هذه المتغیرات فی التنبؤ بالتنمر، وتکونت عینة الدراسة من (300) طالباً وطالبة من طلاب الصفوف الخامس والسادس الابتدائی ذوی صعوبات التعلم، وطُبّق علیهم مجموعة من المقاییس منها الصلابة النفسیة والعصابیة وتقدیر الذات والتنمر، وتوصلت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی التنمر والصلابة النفسیة، ووجود قدرة تنبؤیه للصلابة النفسیة وتقدیر الذات بدرجة التنمر.
کما أجرى (2016) Saremi et al. دراسة هدفت الکشف عن العلاقة بین الصلابة النفسیة وإدمان الإنترنت، وتکونت عینة الدراسة من (377) طالبة بالمرحلة الثانویة، وطبق علیهم استبانتین إدمان الإنترنت والصلابة النفسیة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة سالبة بین الصلابة النفسیة وإدمان الإنترنت.
وقام المدهون (2015) بإجراء دراسة هدفت التعرف على علاقة الذکاء الوجدانی بالصلابة النفسیة، وتکونت عینة الدراسة من (200) طالباً وطالبة من طلاب کلیات الطب والتربیة فی جامعة فلسطین بغزة، طُبّق علیهم مقیاسی الذکاء الوجدانی والصلابة النفسیة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الصلابة النفسیة والذکاء الوجدانی، وإمکانیة التنبؤ بالذکاء الوجدانی بمعلومیة الصلابة النفسیة.
وأجرى Li et al. (2013) دراسة هدفت فحص الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط فی العلاقة بین فاعلیة الذات ومهارات حل المشکلات، وتکونت عینة الدراسة من (522) من بین طلاب ثلاث جامعات من الولایات المتحدة وتایوان والصین، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الصلابة النفسیة ومهارات حل المشکلات، وأن الصلابة النفسیة کانت بمثابة متغیر وسیط فی العلاقة بین فاعلیة الذات ومهارات حل المشکلات، کما أشارت النتائج الى عدم وجود فروق بین الجنسین فی الصلابة النفسیة.
کما أجرى راضی (2008) دراسة هدفت إلى تقصى العلاقة بین الصلابة النفسیة والالتزام الدینی والمساندة الاجتماعیة، وتکونت عینة الدراسة من (361) أماً من أمهات شهداء انتقاضه الأقصى فی محافظات قطاع غزة، وطبق علیهن ثلاثة استبانات الصلابة النفسیة والالتزام الدینی والمساندة الاجتماعیة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع مستوى الصلابة النفسیة لدى أفراد العینة، ووجود علاقة ارتباطیة موجبة بین مستوى الصلابة النفسیة وکل من الالتزام الدینی والمساندة الاجتماعیة.
کما أجرى الرفاعی (2003) دراسة هدفت بحث الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط بین إدراک أحداث الحیاة الضاغطة وأسالیب مواجهتها، وتکونت عینه الدراسة من (321) طالباً وطالبة من ذوی التخصصات النظریة بجامعة حلوان، وطبق علیهم ثلاثة مقیاس الصلابة النفسیة وإدراک الحیاة الضاغطة وأسالیب المواجهة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة سالبة بین الصلابة النفسیة وإدراک أحداث الحیاة الضاغطة وأسالیب المواجهة، ولم یکن للصلابة النفسیة دوراً بارزاً فی تعدیل العلاقة بین إدراک الحیاة الضاغطة وأسالیب المواجهة الأقل فاعلیة، ووجود فروق فی مکون التحدی ترجع للنوع لصالح الذکور.
یتضح من نتائج الدراسات السابقة التی تناولت الصلابة النفسیة وجود علاقة موجبة یمکن التنبؤ بها بین الصلابة النفسیة والذکاء الانفعالی والوجدانی ومهارات حل المشکلات والالتزام الدینی، وعلاقة سالبة بین الصلابة النفسیة والتنمر وإدمان الانترنت وإدراک أحداث الحیاة الضاغطة، کما توصلت نتائج بعض الدراسات إلى أن الصلابة النفسیة کانت بمثابة متغیر وسیط فی العلاقة بین فاعلیة الذات ومهارات حل المشکلات کما فی دراسة Li et al. (2013)، فی حین توصلت نتائج دراسة الرفاعی (2003) أن الصلابة النفسیة لم یکن لها دوراً بارزاً فی تعدیل العلاقة بین إدراک الحیاة الضاغطة وأسالیب المواجهة الأقل فعالیة، ورغم ما توصلت إلیه نتائج هذه الدراسات إلا أنها لم تتوصل إلى نمذجة العلاقات البنائیة بین مکونات الصلابة النفسیة والتنمر، ومدى إمکانیة أن تقوم الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط بین الذکاء الروحی والتنمر. کما رکزت معظم الدراسات على عینات تشمل المرحلة التعلیمیة مختلفة، إلا انها اختلفت فی طبیعة الفروق بین الذکور والإناث فی الصلابة النفسیة، حیث أظهرت نتائج دراسة شلبی (2016) عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی الصلابة النفسیة، بینما أظهرت نتائج دراسة الرفاعی (2003) وجود فروق فی مکون التحدی للصلابة النفسیة بین الذکور والإناث لصالح الذکور، وهذا ما یبرر الاقتصار على الطلاب فقط فی البحث الحالی، کما اعتمدت الدراسات السابقة على بناء مقاییس للتعرف على الصلابة النفسیة، وقد تم الاستفادة من هذه المقاییس عند بناء مقیاس الصلابة النفسیة فی البحث الحالی.
ثالثاً: سلوک التنمر
حظت دراسة سلوک التنمر على اهتمام العدید من الباحثین فی مجال علم النفس، وقد اختلفت الرؤى وتعددت بشأن هذا السلوک الذی یحدث بشکل مستمر وملحوظ فی المدارس والمؤسسات التعلیمة، حیث یعرفه Adams (2006) بأنه "استغلال الأفراد لقوتهم الجسدیة أو شعبیتهم أو سلاطة ألسنتهم من أجل إذلال الآخرین أو إخضاعهم والحصول على ما یریدونه منه"، کما یعرفه Cornell (2015) بأنه "الاستخدام المتکرر للقوة أو النفوذ لإحداث الضرر والتهدید والإزعاج للآخرین عن قصد وتعمد"، بینما یعرفه عبده (2017) بأنه "الاعتداء والاستقواء المُتعمد من قِبل فرد أو مجموعة أفراد على فرد أو مجموعة أقل قوة، عن طریق الإساءة إلیهم إما بدنیا أو لفظیا بشکل متکرر، بهدف السیطرة وفرض السلطة والهیمنة علیهم"، کما یعرفه عبد الرحمن وآخرون (2018) بأنه "استخدام القوة بصورة مستمرة ومتکررة بغرض السیطرة على الآخرین من خلال أفعال سلبیة عدوانیة ومؤذیة یقوم بها طالب أو أکثر ضد طالب آخر أو أکثر فترة من الوقت، وهو سلوک إیذائی مبنی على عدم التوازن فی القوة". یتضح من التعریفات السابقة أن التنمر یتصف بمجموعة من السمات والخصائص تتمثل فی: الاستخدام المتعمدة والمتکرر للقوة أو النفوذ ضد الآخرین، یتم بشکل فردی أو جماعی، مبنی على عدم التوازن فی القوة بین المتنمر وضحایاهم، ویسعى إلى السیطرة وفرض السلطة والهیمنة على الآخرین، وینتج عنه إرهاب جسدی أو نفسی لضحایا التنمر. ویمیز أبو الدیار (2015) بین التنمر وکل من الصراع والعدوان، حیث یرى أن الصراع عادة ما یکون فی الغالب ولید موقف ینشب بین أفراد متساوین فی القوة، ومن ثم لا یعد ذلک تنمراً، حیث یمثل اختلاف القوة وتکرار السلوک بین المتنمر والضحیة المعیار الحقیقی لتحدید سلوک التنمر ووصفه، أما العدوان فهو سلوک یصدر من شخص تجاه شخص آخر أو نحو الذات، وقد یکون هذا العدوان مباشراً أو غیر مباشر، وعلیه فإن التنمر یعد درجة هینة وشکل من أشکال العدوان. وفی ضوء التعریفات والخصائص السابقة فإن التنمر یأخذ أشکال وصور محتلفة، حددها (Cornell (2015؛ العنزی (2018) وعبد الرحمن وآخرون (2018) فی التالی:
4) النفسی: کالمضایقة والتخویف والإذلال والرفض من الجماعة.
5) التکنولوجی: کنشر رسائل أو صور مسیئة من خلال الوسائل التکنولوجیة المختلفة.
وقد تعددات وجهات النظر حیال تفسیر سلوک التنمر فمن وجهة نظر نظریة التحلیل النفسی فإن الطفل أثناء مرحلة الرضاعة یتعرض لخبرات مختلفة بعضها حسن وبعضها سیء وجمیعها یخزن فی الذاکرة، وهی بشکل مستمر تسعى إلى الظهور فی أیة مناسبة أو موقف، یقاوموها الفرد أحیاناً ویفشل فی مقاومتها أحیاناً أخرى، وذلک بسبب القصور البیولوجی والضعف الجسمی، وعندئذ تظهر على صورة هجوم أو اعتداء أو تنمر، وقد فسروا هذه الظاهرة بقوة دافعة توجد فی اللاشعور وتوجه السلوک، وتظهر إذا ما وجد فرد أو أکثر فی موقف عدائی أو استفزازی. (أبو الدیار، 2015)، وأما التنمر فی ضوء التفسیر البیولوجی فیرى أصحاب هذه النظریة أن الأفراد المتنمرین یتمیزون بقوة جسمیة أکبر من الضحایا ولدیهم استعدادات وراثیة وأحیاناً ما یعانوا من أمراض جینیة تجعلهم أکثر عصبیة من الأشخاص الطبیعیین وأن هرمون الذکورة (الأندروجین) لدیهم أعلى من غیرهم، مما یؤثر على تصرفاتهم وتعاملهم مع الآخرین. (الشریف، 2018)، فی حین ترى النظریة السلوکیة أن التنمر یمکن اکتسابه وفقاً لمبادئ وقوانین التعلم وقاعدة التکرار والأثر وما یرتبط وینتج عنه من تعزیزات، حیث ینشأ التنمر والغضب والقلق، عند شعور الأفراد بالإحباط وفشلهم فی تحقیق أهدافهم ومواجهة المشکلات، وإذا لقى الأفراد التشجیع والتعزیز المناسب یمیلون إلى تکرار سلوک التنمر.(الدسوقی، 2016)، بینما ترى النظریة المعرفیة أن المتنمرون یختلفون عن الضحایا فی الجوانب والعملیات المعرفیة، فالمتنمرون لدیهم مفهوم إیجابی عن الذات ومستویات مرتفعة من الثقة بالنفس، ولدیهم اتجاهات إیجابیة نحو العنف ویدرکون أنفسهم بأن لدیهم القدرة على التحکم فی البیئة التی یعیشون فیها، ویبررون سلوک التنمر الذی یقومون به من وجهة نظرهم، ویزعمون أن الضحایا یستحقون هذا التنمر والعقاب، ویمیلون إلى الاعتقاد بأن الآخرین لدیهم مقاصد ونوایا عدوانیة تجاههم. (أبو الدیار، 2015)،یتضح من النماذج والنظریات السابقة أنها أرجعت سلوک التنمر إلى العدید من العوامل منها: ما یرجع على الخبرات والصدمات السیئة التی یمر بها الطفل أثناء مرحلة الرضاعة کما فی نظریة التحلیل النفسی، بینما یرجع التفسیر البیولوجی التنمر إلى قوة الجسد أو الإفراط فی بعض الجینات والهرمونات التی تجعلهم أکثر عصبیة وعنفاً من غیرهم، أما النظریة السلوکیة فترجع التنمر إلى قاعدة التکرار والأثر وما یرتبط وینتج عنه من تعزیزات، بینما ترجع النظریة المعرفیة التنمر إلى الجوانب والعملیات المعرفیة، یعضد ذلک ما أشار إلیه العنزی (2018) والشریف(2018) إلى أن سلوک التنمری یرجع إلى العدید من العوامل وهی کالتالی:
1) عوامل بیولوجیه: کالقوة الجسدیة والاستعدادات الوراثیة وبعض الأمراض الجینیة.
4) عوامل اقتصادیة: کالفقر والبطالة وضعف القدرة المالیة وتباین المستویات الاقتصادیة.
5) عوامل ثقافیة وتکنولوجیة: کانتشار الأفلام والألعاب التی تحتوی على مشاهد عنف قتل.
6) عوامل مدرسیة: کضعف الرقابة والإجراءات التی تطبق فی حال حدوث مشکلات بین الطلاب.
وتعددات الدراسات والأبحاث السابقة التی تناولت سلوک التنمر ومن هذه الدراسات دراسة عبد الرحمن وآخرون (2018) التی هدفت إلى تقصی طبیعة العلاقة بین الذکاء الأخلاقی والتنمر، والتعرف على الفروق بین مرتفعی ومنخفضی الذکاء الأخلاقی فی التنمر، تکونت عینة الدراسة من (116) تلمیذاً وتلمیذة بمدرستی أبو حماد والسادات الإعدادیة، طُبّق علیهم مقیاسی الذکاء الأخلاقی والتنمر، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الذکاء الأخلاقی والتنمر، ووجود فروق دالة بین متوسطی درجات مرتفعی ومنخفضی الذکاء الأخلاقی فی التنمر لصالح منخفضی الذکاء الأخلاقی.
کما أجرى أبو الفضل وحسن (2017) دراسة هدفت تقصی أثر برنامج إرشادی لتنمیة الذکاء الانفعالی والتنمر المدرسی، تکونت عینة الدراسة من (15) تلمیذًا وتلمیذة بالمرحلة الثانیة من التعلیم الأساسی المعاقین سمعیًا، تم تقسیمهم إلى مجموعتین الأولى تجریبیة وعددها (8) والثانیة ضابطة وعددها (7)، طُبّق علیهم مقیاسی الذکاء الانفعالی والتنمر المدرسی بجانب البرنامج الإرشادی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى فعالیة البرنامج الإرشادی فی تنمیة الذکاء الانفعالی وخفض مستوى التنمر المدرسی.
کما أجرى عبده (2017) دراسة هدفت التعرف على طبیعة العلاقة بین الأمن النفسی والتنمر المدرسی، تکونت عینة الدراسة من (100) طالباً وطالبة بالمرحلة الإعدادیة، وطبق علیهم مقیاسی الأمن النفسی والتنمر المدرسی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة سالبة بین الأمن النفسی والتنمر المدرسی ووجود فروق فی التنمر المدرسی ترجع للجنس لصالح الذکور.
کما أجرى Storch et al. (2017) دراسة هدفت إلى بحث العلاقة بین الوقوع ضحیة التنمر والقلق الاجتماعی والشعور بالوحدة والسلوک المساند من الرفاق، وتکونت عینة الدراسة من (383) من الجنسین، وتوصلت النتائج إلى أن الذکور تعرضوا للتنمر بکافة أنواعه أکثر من الإناث، بینما حظوا بسلوکیات مساندة للمجتمع أکثر، وأن الوقوع ضحیة للتنمر یرتبط إیجابیاً بالخوف والتجنب الاجتماعی والشعور بالوحدة.
کما أجرى Tomas et al. (2014) دراسة هدفت إلى تقصی أثر الرقابة الذاتیة على التعرض للتنمر، وتکونت عینة الدراسة من (1972) طالباً من طلاب المرحلة الإعدادیة والثانویة، وطُبّق علیهم مقیاسی الرقابة الذاتیة والتنمر، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الرقابة الذاتیة والتعرض التنمر سواء على مستوى الفرد أو مستوى الجماعة.
کما أجرى (Langevin & Prasad (2012 دراسة هدفت التعرف على فاعلیة المکونات الروحیة فی علاج التنمر، وتکونت عینة الدراسة من (60) طفلاً بمرحلة التعلیم الابتدائی، وطُبّق علیهم مقیاسی التنمر والذکاء الروحی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى فاعلیة المکونات الروحیة فی خفض السلوک التنمری، ووجود فروق ترجع للنوع فی الذکاء الروحی لصالح الإناث، وفی السلوک التنمری لصالح الذکور.
کما أجرى (Fox et al. (2010 دراسة هدفت تقصی فعالیة برنامج قائم على المثل والاعتقادات الداخلیة فی معرفة العالم الوجودی وعلاقتها باتجاهات المراهقین نحو ضحایا التنمر، وتکونت عینة الدراسة من (346) مراهقا، عبارة عن (270) من الذکور و(76) من الإناث، وبعد تطبیق البرنامج توصلت نتائج الدراسة عن فاعلیة البرنامج فی تغییر اتجاهات المراهقین نحو ضحایا التنمر، ووجود علاقة سالبة بین القیم والمثل واتجاهات المراهقین نحو ضحایا التنمر، وأن الإناث أقل تعرضا للتنمر مقارنة بالذکور.
ویتضح من الدراسات السابقة التی تناولت سلوک التنمر أن هذا السلوک یرتبط ارتباطاً سالباً بالعدید من المتغیرات منها: الذکاء الأخلاقی والانفعالی والأمن النفسی والرقابة الذاتیة، کما أنه یرتبط إیجابیاً بالخوف والتجنب الاجتماعی والشعور بالوحدة، کما توصلت بعض الدراسات إلى فاعلیة البرامج القائمة على الذکاء الروحی فی خفض السلوک التنمری، ورغم ما توصلت إلیه هذه الدراسات من نتائج إلا أنها لم تحدد طبیعة وشکل العلاقة بین التنمر والذکاء الروحی والصلابة النفسیة وأیاً منهم یقوم بدور الوسیط فی طبیعة هذه العلاقة وما مدى إمکانیة الخروج بنموذج تنبؤی یوضح طبیعة المسارات بین هذه المتغیرات،کمارکزت معظم الدراسات عند تناولها سلوک التنمر على العینات التی تقع ضمن المرحلة الابتدائیة کدراسة (Langevin & Prasad (2012 والمرحلة الإعدادیة والثانویة کدراسة Tomas et al. (2014) ولم تنال المرحلة الجامعیة القدر الکافی، رغم ظهور العدید من حالات التنمر بأشکاله المختلفة بهذه المرحلة، کما أظهرت معظم الدراسات أن الإناث أقل تعرضا للتنمر مقارنة بالذکور، وهذا ما یبرر الترکیز على الطلاب فقط بهذه المرحلة. وعند التعرف على السلوک التنمری رکزت العدید من الدراسات على بناء مقاییس ترکز على طبیعة العینة وخصائصها والبیئة التی یعیشون فیها ونوعیة السلوک التنمری الذی یقومون به وهذا ما تم مراعاة عند بناء مقیاس سلوک التنمر.
وتکمن الاستفادة من الدراسات السابقة التی تناولت الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر فی التعرف على طبیعة وماهیة المفاهیم التی تتناولها الدراسة وبناء المقاییس، واختیار المنهج والاسالیب الإحصائیة المناسبة وصیاغة الفروض ومناقشة النتائج.
العلاقة بین التنمر والذکاء الروحی والصلابة النفسیة
یمثل الذکاء الروحی أحد المتغیرات الهامة التی تضبط سلوک الطلاب المتنمرین بالمدارس والمؤسسات التعلیمة، حیث أنه یکسبهم مجموعة من الفضائل الروحیة التی تدفعهم إلى ضبط النفس والتحلی بالأخلاق الحمیدة عند التعامل مع أقرانهم، فیرى (Mahasneh et al. (2015 أن الذکاء الروحی یعدّ أحد المداخل الإیجابیة الحدیثة لخفض السلوکیات السلبیة لدى الطلاب، وتحقیق السلام الداخلی، ورؤیة العالم بصورة واقعیة، والتعامل مع الآخرین بطریقة إنسانیة کریمة یظهر فیها تواضعهم وغفرانهم وامتنانهم وسخائهم وتعاطفهم. ویضیف ملحم والربابعة (2018) أن الذکاء الروحی یعد واحداً من أکثر الأسالیب التی تنمی وتطور الفضائل الروحیة، وهذا لا یمکن أن یتحقق لدیهم دون تبنی منظومة قیمیة تسمح لهم مواجهة المحن والمصاعب، وتدفعهم للعمل بقوة ونشاط، وتحقیق مستویات مقبولة من التکیف. والطرح السابق یوضح أهمیة تنمیة وتفعیل الذکاء الروحی لدى الطلاب المتنمرین لضبط سلوکهم أثناء مواجهة المشکلات التی یتعرضون لها، حیث أشار آل زاهر (2018) إلى ضرورة تعزیز الذکاء الروحی لدى الطلاب لما فیه من أثر لمواجهة المشکلات وبناء علاقات نزهیه الغرض وزیادة الوعی بأهدافهم المستقبلیة ورفع مستوى دافعیتهم للإنجاز، یؤکد ذلک ما أشار إلیه عبد الرحمن وآخرون (2018) من أن الصفات التی یمتلکوها الأفراد کالسلام النفسی والاحترام والتسامح والعدالة والرغبة فی بذل العون للآخرین تسهم بشکل کبیر فی خفض سلوک التنمر وأن الأفراد الذین لا یتحلون بهذه الصفات یکونوا أکثر عرضه لممارسة التنمر والسلوک العدوانی.
وعلى الجانب الآخر تمثل الصلابة النفسیة جوهر الشخصیة السویة التی تزرع بداخل الطلاب روح التحدی وتقوی العزیمة لیتطلعوا نحو مستقبل أفضل، وهی بذلک تؤدی دوراً مهماً فی ضبط سلوک الطلاب المتنمرین حیث أنها تساعدهم على التحکم فی الغضب ومواجهة الضغوط والسلوک العدونی وتدفعهم إلى التحلی بالأخلاق السلیمة بدلاً من السلوک التنمری والأفعال العدوانیة، حیث یشیر (Taylor et al. (2004، إلى أن الصلابة النفسیة تیسر عملیات الإدراک والتقییم والمواجهة التی یقوم بها الطلاب فتؤدی الى التعامل الصحیح مع المشکلات والمواقف الضاغطة، بدلا من استخدام السلوک العدونی، وتزید من قدرة الطلاب على التحمل والمقاومة، وایجاد العدید من البدائل للمشکلات، وحسن توظیف إمکانیات الانسان العقلیة والابداعیة، واثراء وجدانه لیتسامى بعواطفه ومشاعره وقیمه الإنسانیة. ویضیف (Baroncelli & Ciucci (2014؛ أبو الفضل وحسن (2017) أن التلامیذ المتنمرین لدیهم إحساس بالذات منخفض بجانب عدم قدرتهم على التعبیر بتلقائیة وصدق عما یشعرون به ولدیهم قصور فی فهم واستقبال انفعالات الآخرین والتحکم فیما یشعرون به وعدم فهمهم آداب السلوک الاجتماعی، وهذا یدفع المتنمرین إلى استخدام العنف ضد من یشعرون أنهم أقل منهم قوة وذلک تعویضاً عما قد یعانون منه من اضطراب فی سماتهم الشخصیة. وهذا یبرر ما أشار إلیه أحمد وعبده (2017) من أن هناک توافقاً عاما فی الآراء على أن أفضل قرار فی علاج التنمر یبدأ من الداخل وأن المتنمرین یفتقرون إلى البوصلة النفسیة والأخلاقیة.
وفی ضوء ما سبق وما توصلت إلیه الدراسات السابقة من نتائج وما تم الإشارة إلیه فی الإطار النظری حول طبیعة الذکاء الروحی والصلابة النفسیة والتنمر، یتضح أهمیة الجمع بین متغیرات الدراسة من خلال نموذج سببی یوضح وینظم طبیعة العلاقة بینهم، والتحقق من مصداقیتها والتعرف على أفضل المتغیرات مساهمة فی التنبؤ بالتنمر لیکن ذلک مدخلاً أکثر واقعیة لفهم وتفسیر العلاقات الارتباطیة بین هذه المتغیرات، وفی ضوء ذلک تم وضع نموذجین یوضحان طبیعة المسارات بین المتغیرات، النموذج الأول (أ) الذی یفترض وجود علاقة سببیة بین متغیرات الدراسة حیث تمثل مکونات الذکاء الروحی المتغیرات المستقلة ومکونات الصلابة النفسیة المتغیرات الوسیطة بینما یمثل المتغیر التابع سلوک التنمر، والشکل رقم (1) یوضح نموذج (أ)، بینما یفترض نموذج (ب) وجود علاقة سببیة بین متغیرات الدراسة حیث تمثل مکونات الصلابة النفسیة المتغیرات المستقلة ومکونات الذکاء الروحی المتغیرات الوسیطة بینما یمثل المتغیر التابع سلوک التنمر، والشکل رقم (2) یوضح نموذج (ب)
شکل (1) نموذج (أ) شکل (2) نموذج (ب)
وفی ضوء ذلک فإن فروض البحث تتمثل فی التالی:
1) لا یوجد نموذج من النموذجین المقترحین (أ)، (ب) أکثر مطابقة من الآخر مع بیانات الدراسة بالنسبة للعلاقات المختلفة بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر.
2) یوجد تأثیر غیر مباشر سالب ودال إحصائیاً بین مکونات الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط لدى عینة الدراسة.
3) یوجد تأثیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین مکونات الذکاء الروحی وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة.
4) یوجد تأثیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین مکونات الصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة.
أولاً: منهج البحث
للتحقق من صحة فروض البحث تم استخدام المنهج الوصفی الارتباطی وذلک باعتباره المنهج الملائم لمثل هذه الدراسات بهدف التوصل إلى نموذج مقترح یوضح طبیعة العلاقات بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر.
ثانیاً: عینة البحث
یتکون مجتمع البحث من طلاب کلیة التربیة جامعة الأزهر الشریف بالقاهرة، وتم اختیارالعینة الأساسیة بطریقة عشوائیة من بین ستة أقسام علمیة بکلیة التربیة للعام الجامعی (2017/ 2018م)، وجدول (1) یوضح الخصائص الدیموجرافیة للعینة الأساسیة والاستطلاعیة.
جدول (1) العدد ومتوسط العمر(م) والانحراف المعیاری (ع) لعینة البحث
العینة
کیمیاء
ریاضیات
لغة عربیة
دراسات اسلامیة
لغة انجلیزیة
تاریخ
المجموع
م
ع
الأساسیة
90
90
90
75
45
55
445
20.8
1.09
الاستطلاعیة
10
10
10
10
10
10
60
20.3
3.72
یتضح من جدول (1) أن عدد الطلاب بالعینة الأساسیة بلغ (445) طالباً، متوسط أعمارهم (20.8) بانحراف معیاری (1.09)، کما بلغت العینة الاستطلاعیة (60) طالباً متوسط أعمارهم (20.3) بانحراف معیاری (3.72).
ثانیًا: أدوات البحث: لاختبار صحة فروض البحث تم استخدام الأدوات التالیة:
1) مقیاس الذکاء الروحی:
هدف المقیاس "معرفة درجة الطلاب فی الذکاء الروحی" وقد تم بناء المقیاس وفق نظریة Emmons ویتکون فی صورته الأولیة من (46) مفردة، والنهائیة من (40) مفردة تقیس أربعة مکونات مقسمة کالتالی: (11) مفردة لمکون التسامی، و(9) مفردات لمکون التصوف، و(10) مفردات لمکون إدراک المعانی القدسیة، و(10) مفردات لمکون استثمار المصادر الروحیة، وقد تم تقدیر الدرجات وفق مقیاس متدرج من (1) إلى (5) بحیث إذا اختار الطالب مستوى (5) فإن العبارة تکون أکثر مطابقة علیه، وتکون أقل مطابقة إذا وقع اختیاره على مستوى (1)، وبناء علیه فإن الدرجة العظمى للمقیاس (200) درجة والصغرى (40). ولا تتطلب الإجابة عن هذه المفردات زمن محدد، إلا أنه قد تبین من خلال التطبیق على العینة الاستطلاعیة أن متوسط زمن الإجابة عن المقیاس بلغ (24) دقیقة.
وقد تم حساب صدق المقیاس عن طریق: صدق المحتوى، حیث تم عرضه على (11) من المحکمین المتخصصین فی التربیة وعلم النفس، وطلب منهم: إبداء الرأی فی مدى تمثیل کل مفردة للمکون التی تندرج تحته، ومدى ملائمتها لعینة البحث، وإضافة أو حذف أو تعدیل ما یرونه مناسباً، وتراوحت نسبة اتفاق المحکمین على عناصر التحکیم بین (91 %، 100 %)، کما تم إجراء التعدیلات والاستفادة من الملاحظات التی أبداها المحکمون. کما تم حساب صدق الاتساق الداخلی، عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجة الإجابة عن کل مفردة والمکون الذی تنتمی إلیه، وبین درجة کل مکون والدرجة الکلیة للمقیاس، وقد تراوحت معاملات الارتباط بین (0.597، 0.837) وجمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)، عدا مفردة واحدة فی مکون التسامی، وثلاثة مفردات فی مکون التصوف، ومفردتان فی مکون إدراک المعانی، ومفردتان فی المکون استثمار المصادر الروحیة، حیث کانت جمیعها غیر دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05). کما تم حساب صدق المحک: عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجات العینة الاستطلاعیة على المقیاس، ودرجاتهم على مقیاس الذکاء الروحی إعداد الطلاع (2016)، فقد بلغت قیمة معامل الارتباط بینهما (0.809) وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01).
کماتم حساب ثبات المقیاس عن طریق استخدام طریقتی ألفا کرونباخ وإعادة التطبیق على العینة الاستطلاعیة مرتین بفاصل زمنی (17) یوم، وقد تراوحت قیم معاملات الثبات بین (0.646، 0.824) وهی قیم مرتفعة نسبیاً ودالة إحصائیًا عند مستوى (0.01)، وتشیر النتائج السابقة لطرق حساب الصدق والثبات إلى الثقة فی النتائج التی یمکن التوصل إلیها بعد تطبیق مقیاس الذکاء الروحی.
مقیاس الصلابة النفسیة:
هدف المقیاس "معرفة درجة الطلاب فی الصلابة النفسیة" وقد تم بناء المقیاس فی ضوء ما توصل إلیه Kobasa; Maddi and Funk وتکون المقیاس فی صورته الأولیة من (42) مفردة، والنهائیة من (38) مفردة تقیس ثلاث مکونات، مقسمة کالتالی: (13، 12، 13) تقیس مکونات (الالتزام، التحکم، التحدی) على الترتیب، وقد تم تقدیر الدرجات وفق مقیاس متدرج من (1) إلى (5) بحیث إذا اختار الطالب مستوى (5) فإن العبارة تکون أکثر مطابقة علیه، وتکون أقل مطابقة إذا وقع اختیاره على مستوى (1)، وبناء علیه فإن الدرجة العظمى للمقیاس (190) درجة والصغرى (38). ولا تتطلب الإجابة عن هذه المفردات زمن محدد، إلا أنه قد تبین من خلال التطبیق على العینة الاستطلاعیة أن متوسط زمن الإجابة عن المقیاس بلغ (21) دقیقة.
وقد تم حساب صدق المقیاس عن طریق: صدق المحتوى، حیث تم عرضه على مجموعة المحکمین، وفق بنود التحکیم السابقة، وقد تراوحت نسبة اتفاق المحکمین على هذه البنود بین (91 %، 100 %)، کما تم إجراء التعدیلات والاستفادة من الملاحظات التی أبداها المحکمون. کما تم حساب صدق الاتساق الداخلی، عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجة کل مفردة والمکون الذی تنتمی إلیه، وبین درجة کل مکون والدرجة الکلیة للمقیاس، وقد تراوحت معاملات الارتباط بین (0.738، 0.903) وجمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)، عدا مفردة واحدة فی مکون الالتزام ومفردتان فی مکون التحکم ومفردتان فی مکون التحدی، حیث کانت جمیعها غیر دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05). کما تم حساب صدق المحک: عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجات العینة الاستطلاعیة على المقیاس، ودرجاتهم على مقیاس الصلابة النفسیة إعداد مخیمر (2012)، فقد بلغت قیمة معامل الارتباط بینهما (0.779) وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01).
کماتم حساب ثبات المقیاس عن طریق استخدام طریقتی ألفا کرونباخ وإعادة التطبیق على العینة الاستطلاعیة مرتین بفاصل زمنی (17) یوم، وقد تراوحت قیم معاملات الثبات بین (0.614، 0.767) وهی قیم مرتفعة نسبیاً ودالة إحصائیًا عند مستوى (0.01)، وتشیر النتائج السابقة لطرق حساب الصدق والثبات إلى الثقة فی النتائج التی یمکن التوصل إلیها بعد تطبیق مقیاس الذکاء الروحی.
مقیاس سلوک التنمر:
هدف المقیاس "معرفة درجة الطلاب فی سلوک التنمر" ویتکون المقیاس فی صورته الأولیة من (30) مفردة، والنهائیة من (28) مفردة تقیس سلوک التنمر، وقد تم تقدیر الدرجات وفق مقیاس متدرج من (1) إلى (5) بحیث إذا اختار الطالب مستوى (5) فإن العبارة تکون أکثر مطابقة علیه، وتکون أقل مطابقة إذا وقع اختیاره على مستوى (1)، وبناء علیه فإن الدرجة العظمى للمقیاس (140) درجة والصغرى (28). ولا تتطلب الإجابة عن هذه المفردات زمن محدد، إلا أنه قد تبین من خلال التطبیق على العینة الاستطلاعیة أن متوسط زمن الإجابة عن المقیاس بلغ (18) دقیقة.
وقد تم حساب صدق المقیاس عن طریق: صدق المحتوى، حیث تم عرضه على مجموعة المحکمین، وفق بنود التحکیم السابقة، وقد تراوحت نسبة اتفاق المحکمین على هذه البنود بین (91 %، 100 %)، کما تم إجراء التعدیلات والاستفادة من الملاحظات التی أبداها المحکمون. کما تم حساب صدق الاتساق الداخلی، عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجة الإجابة عن کل مفردة والدرجة الکلیة للمقیاس، وقد تراوحت معاملات الارتباط بین (0.663، 0.871) وجمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)، عدا مفردتان غیر دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05). کما تم حساب صدق المحک: عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجات العینة الاستطلاعیة على المقیاس، ودرجاتهم على مقیاس التنمر إعداد الدسوقی (2016)، وبلغت قیمة معامل الارتباط بینهما (0.728) وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01).
کماتم حساب ثبات المقیاس عن طریق استخدام طریقتی ألفا کرونباخ وإعادة التطبیق على العینة الاستطلاعیة مرتین بفاصل زمنی (17) یوم، وقد تراوحت قیم معاملات الثبات بین (0.649، 0.911) وهی قیم مرتفعة نسبیاً ودالة إحصائیًا عند مستوى (0.01)، وتشیر النتائج السابقة لطرق حساب الصدق والثبات إلى الثقة فی النتائج التی یمکن التوصل إلیها بعد تطبیق مقیاس الذکاء الروحی.
نتائج البحث ومناقشتها:
قبل التحقق من صحة فروض البحث تم التأکد من کافة الافتراضات والشروط الواجب توافرها لتحلیل المسار، حیث تم إیجاد مصفوفة معاملات الارتباطات بین متغیرات الدراسة والجدول رقم (2) یوضح ذلک:
جدول رقم (2)
مصفوفة معاملات الارتباطات بین متغیرات الدراسة
المکون
التسامی
التصوف
المعانی
المصادر
الالتزام
التحکم
التحدی
التنمر
التسامی
1
التصوف
0.16**
1
المعانی
0.54**
0.65**
1
المصادر
0.55**
0.50**
0.72**
1
الالتزام
0.88**
0.17**
0.50**
0.53**
1
التحدی
0.51**
0.62**
0.94**
0.69**
0.47**
1
التحکم
0.44**
0.41**
0.57**
0.75**
0.44**
0.53**
1
التنمر
-0.70**
-0.45**
-0.76**
-0.75**
-0.70**
-0.75**
-0.72**
1
P** < 0.01
یتضح من الجدول رقم (2) أن التنمر یرتبط ارتباطاً سالباً بین جمیع مکونات الذکاء الروحی والصلابة النفسیة، حیث جاءت معظم معاملات الارتباطات مرتفعة ودالة إحصائیاً عند مستوى (0.01).
نتائج الفرض الأول
ینص الفرض الأول على أنه "لا یوجد نموذج من النموذجین المقترحین (أ)، (ب) أکثر مطابقة من الآخر مع بیانات الدراسة بالنسبة للعلاقات المختلفة بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر". وللتحقق من صحة هذا الفرض اقترح الباحث نموذجین (أ) و(ب) بنائیاً، واستخدم أسلوب تحلیل المسار -وهو أسلوب لتقییم النماذج السببیة الذی یستهدف دراسة تأثیر مجموعة من المتغیرات على متغیرات أخرى معتمدا على برنامج (Amos 22)- لتفسیر طبیعة العلاقات بین الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر؛ وتم التأکد من کافة الافتراضات والشروط الواجب توافرها لتحلیل المسار، ومنها حسن مطابقة النموذج المقترح من خلال حساب مؤشرات المطابقة، والشکلین التالیین (3) و (4) یوضحان نتائج تحلیل نموذج المسار المستخرج لکل من النموذجین (أ) و(ب):
شکل رقم (3) تحلیل المسار للنموذج (أ) شکل رقم (4) تحلیل المسار للنموذج (ب)
کما یوضحه الجدول (3) مؤشرات حسن المطابقة لکل من النموذجین (أ) و (ب).
جدول رقم (3)
مؤشرات حسن المطابقة لکل من النموذجین المقترحین (أ) و (ب)
مؤشرات حسن المطابقة
قیمة المؤشر
مؤشر حسن المطابقة
قرار المطابقة
(أ)
(ب)
(أ)
(ب)
النسبة بین کا2 ودرجات الحریة (CMIN/DF)
1.32
11.95
مقبول
غیر مقبول
جذر متوسطات مربعات البواقی (RMR)
0.29
1.09
مقبول
غیر مقبول
حسن المطابقة (GFI)
0.99
0.96
مقبول
مقبول
المطابقة المصحح بدرجات الحریة (AGFI)
0.97
0.78
مقبول
غیر مقبول
مؤشر توکر لویس (TLI)
0.99
0.91
مقبول
غیر مقبول
جذر متوسط مربع الخطأ التقریبی (RMSEA)
0.027
0.157
مقبول
غیر مقبول
یتضح من الجدول رقم (3) أن جمیع قیم مؤشرات حسن المطابقة للنموذج (أ) جاءت فی المدى المقبول لحسن المطابقة، مما یدل على مطابقة نموذج تحلیل المسار لمتغیرات البحث مع بیانات عینة الدراسة بدرجة مرتفعة، بینما جاءت معظم مؤشرات حسن المطابقة للنموذج (ب) فی المدى غیر المقبول. وفی ضوء هذه النتیجة تم قبول النموذج الأول (أ) لتفسیر طبیعة المسارات بین کل من الذکاء الروحی والصلابة النفسیة والتنمر. وعلیه فإنه یتم رفض الفرض الأول وقبول الفرض البدیل الذی ینص على أن "النموذج (أ) أکثر مطابقة من النموذج (ب) مع بیانات الدراسة بالنسبة للعلاقات المختلفة بین مکونات الذکاء الروحی ومکونات الصلابة النفسیة وسلوک التنمر".
نتائج الفرض الثانی
ینص الفرض الثانی على أنه "یوجد تأثیر غیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین مکونات الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط لدى عینة الدراسة"،وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معاملات الانحدار المعیاریة واللامعیاریة على عینة الدراسة للتعرف على المسارات غیر المباشرة لنموذج تحلیل المسار، والجدول رقم (4) یوضح دلالة ذلک:
جدول رقم (4)
المسارات غیر المباشرة لنموذج تحلیل المسار للعلاقة بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط لدى عینة الدراسة
المتغیرات واتجاه التأثیر
معاملات الانحدار اللامعیاریة
معاملات الانحدار المعیاریة
من
إلى
التسامی
التنمر
-0,514
-0.248
التصوف
التنمر
-0,050
-0.026
المعانی
التنمر
-0,498
-0.260
المصادر
التنمر
-0,476
-0.246
یتضح من الجدول رقم (4) أن معاملات الانحدار اللامعیاریة والمعیاریة تراوحت معظمها بین (-0.026، -0,514) ومعظمها قیم مقبولة، مما یؤکد صحة نموذج تحلیل المسار للعلاقة بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط لدى عینة الدراسة، وهذا یدعوا إلى قبول الفرض الثانی، والذی یشیر إلى وجود تأثیر غیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین مکونات الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط لدى عینة الدراسة".
نتائج الفرض الثالث
ینص الفرض الثالث على أنه "یوجد تاثیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة"،وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معاملات الانحدار المعیاریة واللامعیاریة، والخطأ المعیاری، والقیمة الحرجة التی تعادل قیمة "ت"، للتعرف على التأثیرات المباشرة للذکاء الروحی فی سلوک التنمر، والجدول رقم (5) یوضح دلالة ذلک:
یتضح من الجدول رقم (5) أن جمیع قیم معاملات الانحدار اللامعیاریة کانت قیمها الحرجة غیر دالة إحصائیاً عند مستوى (0.05)، عدا المعاملات بین التسامی والتنمر، التی کانت قیمتها الحرجة دالة عند مستوى (0.05)، کما أظهرت النتائج انخفاض جمیع معاملات الانحدار المعیاریة عن المستوى المقبول حیث جاءت أقل من (0.2)، وتوضح هذه النتائج رفض الفرض الثالث وقبول الفرض البدیل ونصه "لا یوجد تأثیر مباشر دال إحصائیًا بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة".
نتائج الفرض الرابع
ینص الفرض الرابع على أنه "یوجد تأثیر سالب ودال إحصائیًا بین الصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة"، وللتحقق من صحة هذا الفرض، تم حساب معاملات الانحدار المعیاریة واللامعیاریة، والخطأ المعیاری، والقیمة الحرجة، للتعرف على التأثیرات المباشرة للصلابة النفسیة فی سلوک التنمر، والجدول رقم (6) یوضح دلالة ذلک:
یتضح من الجدول رقم (6) أن جمیع قیم معاملات الانحدار اللامعیاریة کانت قیمها الحرجة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01)، کما أظهرت النتائج أن معاملات الانحدار المعیاری تراوحت بین (-0.274إلى-0.323) وهی قیم مرتفعة ومقبولة، وتظهر القیم السابقة قبول الفرض الرابع الذی یدعوا إلى وجود تأثیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین الصلابة النفسیة وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة".
مناقشة النتائج:
تظهر نتائج الفرض الأول أن النموذج (أ) أکثر مطابقة من النموذج (ب) مع بیانات الدراسة بالنسبة للعلاقات المختلفة بین مکونات الذکاء الروحی ومکونات الصلابة النفسیة وسلوک التنمر، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن النموذج الذی یمثل حسن المطابقة بین متغیرات الدراسة هو النموذج (أ) الذی یفترض وجود علاقة سببیة بین متغیرات الدراسة، حیث تمثل مکونات الذکاء الروحی المتغیرات المستقلة، ومکونات الصلابة النفسیة المتغیرات الوسیطة، بینما یمثل المتغیر التابع سلوک التنمر، وهذا ما أکدته نتائج جمیع قیم مؤشرات المطابقة للنموذج (أ). کما تظهر نتائج الفرض الثانی وجود تأثیر غیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین مکونات الذکاء الروحی وسلوک التنمر من خلال الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط لدى عینة الدراسة. وتفسر هذه النتیجة بإنه رغم وجود علاقة قویة بین مکونات کل من الذکاء الروحی والصلابة النفسیة بسلوک التنمر، إلا أن الذکاء الروحی یؤثر بشکل غیر مباشر فی الحد من سلوک التنمر من خلال امتلاک الطلاب بقدر مقبول من الصلابة النفسیة، وهذا ما أکدته نتائج معاملات الانحدار اللامعیاریة والمعیاریة لجمیع مکونات الذکاء الروحی. وفی ضوء ذلک فإن إمتلاک الطلاب لمکونات الصلابة النفسیة: الالتزام والتحکم والتحدی، بدورة یساعد ویسهم فی تفعیل دور مکونات الذکاء الروحی فی الحد من سلوک التنمر لدى الطلاب. یبرهن ذلک ما أشار إلیه (Kobasa & Maddi (1994؛ خنفر (2014) من أن أحد الأسباب الرئیسة لعدم تأثر الأفراد بالضغوط هو العوامل الوسیطة Mediator Factors بین التعرض للضغوط ونواتجها والمتمثلة فی الصلابة النفسیة، حیث تنشئ مکونات الصلابة النفسیة قوة نفسیة تعین الفرد على التکیف البناء مع أحداث الحیاة الضاغطة، وتخلق نوع من الشخصیة شدیدة التحمل تستطیع أن تقاوم الضغوط لتصل إلى مرحلة التوافق، وما أشار إلیه (Mahasneh et al. (2015؛ عثمان والعتیبی (2017) وعبد الرحمن وآخرون (2018) أنه رغم أن الذکاء الروحی یعدّ أحد المداخل الإیجابیة الحدیثة لخفض السلوکیات السلبیة، ویعتبر أکثر أنواع الذکاءات التی تساعد الطلاب على التعامل مع الآخرین بطریقة إنسانیة کریمة، إلا أن مردود الذکاء الروحی على حیاتنا الیومیة یتمثل فی التعامل الحکیم مع المحن والشدائد وتقدیم سلوک یتسم بالرحمة بدلاً من العدوانیة. وأن الصفات التی یمتلکوها الأفراد ذوی الذکاء الروحی المرتفع کالسلام النفسی والاحترام والتسامح والعدالة والرغبة فی بذل العون للآخرین تسهم بشکل کبیر فی خفض سلوک التنمر والسلوک العدوانی. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة Nicullina (2014)؛ أبو الدیار (2015)؛ Torabi & Nadali (2016) وجاب الله وزاید (2018) التی أظهرت نتائجها وجود علاقة موجبة یمکن التنبؤ بها بین الذکاء الروحی وکل من التمکین النفسی والمنظومة القیمیة ودافعیة الإنجاز والسعادة والهناءة الذاتیة، وأن التمکین النفسی یقوم بدور المتغیر الوسیط بین الذکاء الروحی والمشارکة الوظیفیة، بالإضافة إلى فاعلیة البرامج القائمة على الذکاء الروحی فی خفض الرهاب الاجتماعی والعصابیة وسلوک التنمر، وإمکانیة خفض السلوک التنمری من خلال البرامج القائمة على الذکاء الروحی. کما تتفق مع دراسة راضی (2008)؛ Li et al. (2013)؛ المدهون (2015)؛ شلبی (2016)؛Saremi et al. (2016) ودلیلة وحکیمة (2017) التی توصلت نتائجها إلى وجود علاقة سالبة بین الصلابة النفسیة والتنمر وإدمان الانترنت، وعلاقة موجبة بین الصلابة النفسیة والذکاء الوجدانی والإنفعالی والالتزام الدینی، وأن الصلابة النفسیة تقوم بدور المتغیر الوسیط فی العلاقة بین فاعلیة الذات ومهارات حل المشکلات، ومتغیر الوسیط فی العلاقة بین فاعلیة الذات ومهارات حل المشکلات، بالإضافة إلى إمکانیة التنبؤ بسلوک التنمر بمعلومیة الصلابة النفسیة وتقدیر الذات، وأن للالتزام الأخلاقی والتعاطف دور هام فی التخفیف من حدة التنمر بالمؤسسات التعلیمیة. فی حین تختلف مع دراسة الرفاعی (2003) التی توصلت نتائجها إلى أن الصلابة النفسیة لم یکن لها دوراً بارزاً فی تعدیل العلاقة بین إدراک الحیاة الضاغطة وأسالیب المواجهة الأقل فعالیة. ورغم اختلاف دراسة الرفاعی (2003) مع نتائج الدراسات السابقة إلا أنه یمکن فهم ذلک فی إطار أن الصلابة النفسیة لا تؤدی دورها بشکل بارز فی حال استخدام الفرد لأسالیب المواجهة الأقل فاعلیة، أما إذا استخدم الفرد أسالیب مواجهة أکثر فاعلیة فقد تؤدی الصلابة النفسیة دوراً واضحاً فی إدارة الحیاة الضاغطة والحد من سلوک التنمر.
کما تظهر نتیجة الفرض الثالث عدم وجود تأثیر مباشر دال إحصائیًا بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن مکونات الذکاء الروحی لا تؤثر بشکل مباشر فی الحد من سلوک التنمر، إلا من خلال اکتساب الطلاب العدید من المتغیرات الأخرى، وهذه النتیجة تعضد ما توصل إلیه الفرض الأول من نتائج، وتتفق مع ما أشار إلیه (Buzan (2005); Wilbur (2010); Costello (2013 من أن الذکاء الروحی یتأثر بالعدید المتغیرات منها ما یرتبط بطریقة تفکیر الأفراد والوعی بذاتهم ومدى التزامهم وتسامحهم وتعاطفهم مع الآخرین، ومنها ما یرتبط بالتنشئة الأسریة وما تعززه من قیم ومبادئ دینیة، ومنها ما یرتبط بثقافة المجتمع، بجانب التکامل بین ما یتعلمونه وما یحافظون علیها من قیم وربطها بالعمل. وذلک رغم ما أشار إلیه (Emmons (2003؛ Mamin (2008) وخشبة والبدیوی (2018) من أن الذکاء الروحی یعتبر المحرک الرئیس لسلوک الفرد ویمکن ملاحظته من خلال بعض السلوکیات کالصدق، والتعاطف، ومساعدة الآخرین، کما یوصف بأنه أکثر الأسالیب فاعلیة فی تطویر الفضائل الروحیة، وتکوین أفراد منتجین قادرین على تحمل المسؤولیة، وممارسة السلوکیات التی تمکنه من السیطرة على ذاتهم من ارتکاب کل ما هو خطأ. وما أظهرته نتائج دراسة (Nicullina (2014 التی توصلت إلى فاعلیة البرامج القائمة على الذکاء الروحی فی خفض الرهاب الاجتماعی والعصابیة وارتفاع فی احترام الذات والضمیر والإرادة والمسئولیة. وفاعلیة بعض البرامج فی تنمیة الذکاء الروحی وخفض سلوک التنمر، کما فی دراسة أبو الدیار (2015)، ونتائج دراسة (Azizi (2012؛Torabi & Nadali (2016) وخشبة والبدوی (2018) التی کشفت عن وجود علاقة موجبة یمکن التنبؤ بها بین الذکاء الروحی وکل من التمکین النفسی واستراتیجیات ما وراء المعرفة والهناءة الذاتیة والمشارکة الوظیفیة، واستراتیجیات ما وراء المعرفة. ویمکن إرجاع هذه النتیجة إلى أن مکونات الذکاء الروحی رغم تأثرها بالتنشیة الأسریة وثقافة المجتمع إلا أنها لا ترتبط بالضرورة بالتنشیئة الدینیة ومقدار ما لدى الفرد من معلومات دینیة، وهذا ما قد یبرر وجود العدید من حالات التنمر والظواهر السالبة غیر المرغوب فیها، بین من ینتمون إلى المؤسسات التعلیمیة والهیئات ذات الطابع الدینی أو من یحتسبون أنفسهم من رجال الدین، وذلک رغم ما یمتلکونه من معارف ومعلومات دینیة وما یتمتعون به من خصائص روحانیة، قد تتوافر لدیهم بحکم طبیعة التعلیم الدینی أو ظروف التنشیئة الدینیة، وهذا ما قد لا یتوافر لدى أقرانهم بالجامعات والمؤسسات التعلیمیة الأخرى، إلا أن فرصة إمتلاکهم لمکونات الصلابة النفسیة قد تتساوی مع أقرانهم بالمؤسسات الأخرى غیر الدینیة، وعلیه فإذا ما توافر لدى الطلاب ذوی الذکاء الروحی، القدر الکافی من مکونات الصلابة النفسیة، بجانب ما یتمتعون به من خصائص روحیة، قد یؤدی بدوره إلى تغییر ملحوظ فی السلوک، ومواجهة المشکلات التی یتعرضون لها بحکمة وبصیرة، بدلاً من السلوک التنمری بالمؤسسات التعلیمیة. یؤکد ذلک ما أشار إلیه ملحم والربابعة (2018) أن الذکاء الروحی یعدّ واحداً من أکثر الأسالیب التی تُنَمّی الفضائل الروحیة، والنضج الروحی لدى الطلبة، وهذا لا یمکن أن یتحقق دون تبنی منظومة قیمیة تسمح لهم فی مواجهة المحن والمصاعب، وتحقیق لهم مستویات مقبولة من التکیف. یعضض هذه الرؤى نتائج العدید من الدراسات کدراسة (Fox et al. (2010؛ Langevin & Prasad (2012) وأبو الفضل وحسن (2017) والتی توصلت إلى فاعلیة البرامج القائمة على المثل والاعتقادات والمکونات الروحیة والذکاء الانفعالی فی خفض وعلاج التنمر وتغییر اتجاهات المراهقین نحو ضحایا التنمر.
کما تظهر نتیجة الفرض الرابع وجود تأثیر مباشر سالب ودال إحصائیًا بین الذکاء الروحی وسلوک التنمر لدى عینة الدراسة، وتعتبر هذه النتیجة منطقیة، خاصة فی ظل النتائج السابقة التی تظهر الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط یؤثر فی سلوک التنمر لدى الطلاب. ویمکن إرجاع هذه النتیجة إلى أن مکونات الصلابة النفسیة تقوم بدور مهم فی الحد من سلوک التنمر، فمن خلال مکون الالتزام یعقد الطالب مع نفسه عقداً یلتزم به تجاه نفسه وأهدافه وقیمه یجعله یتحمل المسئولیة تجاه هذه القیم والأهداف، ومن خلال مکون التحکم یستطیع الفرد السیطرة على الأحداث من حوله، والتأثیر فیها وتحویلها إلى نتائج ذات معنی، بدلاً من العجز عن مواجهتها واتباع سلوک التنمر، ومن خلال مکون التحدییعتقد الفرد بأن ما یطرأ من تغییر على جوانب حیاته، أمر طبیعی وضروری للنمو والارتقاء، أکثر من کونه تهدیداً لأمنه وثقته بنفسه. یبرهن ذلک راضی (2008)؛ الیاسین (2015) وSaxena (2015) عندما أشاروا إلى أن مکون الالتزام سواء أکان نحو الذات والعمل أو الالتزام القانونی والدینی والأخلاقی، یعتبر أحد الدعائم الأساسیة التی تشکل سلوکاً سویاً یحد من ظاهرة التنمر، ویدفع الطلاب للتفاعل البناء مع أقرانهم. کما یشیر الرفاعی (2003)؛ Abdullahi et al. (2015) إلى أن مکون التحکم یمثل اعتقاد الفرد بقدرته السیطرة على الأحداث من حوله، والتأثیر فیها من خلال ما یتخذه من قرارات، بجانب قدرته على التحکم المعرفی والسلوکی واستخدام العملیات الفکریة المختلفة والقدرة على تفسیر ومواجهة الأحداث الضاغطة وتقییمها. کما یرى Saxena (2015)أن مکون التحدی یقوم بدور مهم فی الحد من سلوکالتنمرفعن طریقه یعتقد الفرد بأن ما یطرأ من تغییر على جوانب حیاته، هو أمر طبیعی لا بد منه وضروری للنمو والارتقاء أکثر من کونه تهدیداً لأمنه وثقته بنفسه، وهذا المکون یساعد الفرد على الإقدام بدلاً من السلبیة والإحجام، وإلى التغییر بدلاً من الاستقرار. یؤکد ذلک التوجه ما أشار إلیه (Baroncelli & Ciucci (2014 وأبو الفضل وحسن (2017) أن ما یدفع الطلاب لسلوک التنمر واستخدام العنف، هو القصور فی فهم واستقبال انفعالات الآخرین والتحکم فیما یشعرون به، والإحساس المنخفض للذات. وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة الرفاعی (2003)؛ شلبی (2016) وSaremi et al. (2016) التی توصلت إلى وجود علاقة سالبة بین الصلابة النفسیة والتنمر وإدمان الانترنت وإدراک أحداث الحیاة الضاغطة. کما تتفق مع نتائج دراسة (Tomas et al. (2014؛ عبده (2017) وعبد الرحمن وآخرون (2018) التی توصلت إلى أن سلوک التنمر یرتبط ارتباطاً سالباً بالذکاء الأخلاقی والأمن النفسی والرقابة الذاتیة. وتختلف مع نتائج دراسة راضی (2008)؛Li et al. (2013)؛ المدهون (2015) ودلیلة وحکیمة (2017) التی توصلت إلى وجود علاقة موجبة بین الصلابة النفسیة ومهارات حل المشکلات والذکاء الوجدانی والذکاء الانفعالی والالتزام الدینی والمساندة الاجتماعیة. ویمکن إرجاع هذا الاختلاف فی نوع العلاقة من حیث کونها سالبة أو موجبة، إلى طبیعة المتغیرات التی یتم دراستها مع الصلابة النفسیة، فجمیعها یظهر التأثیر الفعّال للصلابة النفسیة فی تعزیز القیم والمتغیرات الإیجابیة، والحد من الظواهر السالبة. وفی ضوء ذلک فإن هذه النتائج تتناسق مع بعضها البعض، وتظهر التأثیر الفعّال الصلابة النفسیة فی الحد من سلوک التنمر لدى الطلاب.
التوصیات:
فی ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث فإنه یمکن الخروج بالتوصیات التالیة:
1) توجیه نظر القائمین على عملیة التعلم لفئة الطلاب المتنمرین بالجامعات، وتوفیر الأدوات والوسائل المناسبة لاکتشافهم ووضع البرامج المناسبة لعلاج هذه الظاهرة والحد منها بین الطلاب.
2) الاستفادة من النموذج المقترح مع الأخذ بعین الاعتبار الدور الوسیط للصلابة النفسیة، وذلک عند بناء البرامج والاستراتیجیات التعلیمیة القائمة على الذکاء الروحی للحد من سلوک التنمر.
3) حث القائمین على واضع المناهج، أن تتضمن المقرارت التعلیمیة أنشطة وموضوعات تثیر الذکاء الروحی لدى الطلاب، وتتطلب تفعیل مکونات الصلابة النفسیة، مع تدریب أعضاء هیئة التدریس على تطبیق وتفعیل هذه الأنشطة والموضوعات داخل المؤسسات التعلیمیة.
4) تشجیع الباحثین على إجراء المزید من الدراسات والبحوث العلمیة، التی ترتکز على أسلوب النمذجة البنائیة للوصول إلى فهم أعمق لدراسة الذکاء الروحی والصلابة النفسیة وسلوک التنمر مع العدید من المتغیرات النفسیة والاجتماعیة.
المراجع
أولاً: المراجع العربیة
أبو الدیار، مسعد نجاح (2015). فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة الذکاء الروحی وخفض السلوک التنمری لدى عینة من أطفال المرحلة الابتدائیة، مجلة العلوم الاجتماعیة، مجلس النشر العلمی، جامعة الکویت، (43)، ع1، 49-87.
أبو الفضل، محفوظ عبد الستار وحسن، یاسر عبد الله (2017). فعالیة برنامج إرشادی انتقائی فی تنمیة الذکاء الانفعالی وأثره على مستوى التنمر المدرسی لدى تلامیذ المرحلة الثانیة من التعلیم الأساسی المعاقین سمعیاً، مجلة التربیة الخاصة، مرکز المعلومات التربویة، کلیة علوم الإعاقة والتأهیل، جامعة الزقازیق، (18)، 1-90.
أحمد، عاصم عبد المجید وعبده، إبراهیم محمد (2017). التنمر المدرسی وعلاقته بالذکاء الأخلاقی لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة: دراسة تنبؤیة، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، رابطة التربویین العرب، (86)، 475 – 45.
آل زاهر، عبد الله أحمد (2018). دافعیة الإنجاز وعلاقته بالذکاء الروحی لدى طلاب کلیة التربیة فی جامعة الملک خالد، المجلة العربیة للدراسات التربویة والاجتماعیة، معهد الملک سلمان للدراسات والخدمات الاستشاریة، جامعة المجمعة، (12)، 213-237.
الدسوقی، مجدی محمد (2016) مقیاس السلوک التنمری للأطفال والمراهقین، القاهرة، دار جوانا للنشر والتوزیع.
الدعیلج، هیفاء حمد (2018). الذکاء الروحی وعلاقته بالحل الإبداعی للمشکلات لدى الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 34(3)، 543-588.
الرفاعی، عزة محمد (2003). الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط بین إدراک أحداث الحیاة الضاغطة وأسالیب مواجهتها، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة حلوان.
الشریف، إلهام حامد (2018). دور الإدارة المدرسیة فی معالجة ظاهرة التنمر المدرسی بالمرحلة المتوسطة من وجهة نظر الطلاب والطالبات بمدینة جدة، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 34(3)، 122-150.
الضبع، فتحی عبد الرحمن (2012). الذکاء الروحی وعلاقته بالسعادة النفسیة لدى عینة من المراهقین والراشدین. مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، رابطة التربویین العرب، 29(1)، 135-176.
الطلاع، محمد عصام (2016). الذکاء الروحی وعلاقته بالصمود النفسی لدى طلبة الجامعة الإسلامیة بغزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة.
العطوى، سعود سالم (2014). أثر برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض سلوک الاستقواء وتنمیة مهارات الاتصال لدى طلبة المرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة، رسالة دکتوراة غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، الجامعة الأردنیة.
العنزی، مریم نزال (2018). السلوک الاستقوائی لدى طلاب وطالبات جامعتی الجوف وحائل: دراسة مقارنة، مجلة کلیة التربیة، جامعة الأزهر، 179(1)، 398-423.
المدهون، عبد الکریم سعید (2015). الذکاء الوجدانی وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى عینة من طلاب کلیات جامعة فلسطین بغزة، مجلةالعلومالتربویة، کلیة الدراسات العلیا للتربیة، جامعة القاهرة، 23(3)، 2-26.
المعجم الوسیط (2004). مجمع اللغة العربیة، ط4. القاهرة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة.
الیاسین، نور محمد (2015). الأفکار اللاعقلانیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة والاستجابة الانفعالیة لدى طلبة جامعة الیرموک، رسالة دکتوراة غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الیرموک.
جاب الله، عبد الله سید وزاید، محمد أحمد (2018). توسط الذکاء الروحی والعفو العلاقة بین إستراتیجیات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتیة فی نموذج بنائی، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، کلیة التربیة، جامعة البحرین، 19(1)، 225-270.
خشبه، فاطمة السید والبدیوی، عفاف سعید (2018). مستوى التمکین النفسى لدى أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم وعلاقته بالذکاء الروحى والتفکیر الابتکارى لدیهم، مجلة کلیة التربیة، جامعة بنها، 29(116)، 308-334.
خنفر، فتیحة (2014). الضغط النفسی وعلاقته بالصلابة النفسیة لدی طلبة کلیة التربیة، مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة، جامعة الموصل، 11(1)، 28-56.
دلیلة، زمیت وحکیمة، آیت حمود (2017). علاقة الصلابة النفسیة والذکاء الانفعالی بمستوى الصحة النفسیة لدى البطال، مجلة الحکمة للدراسات التربویة والنفسیة، مؤسسة کنوز الحکمة للنشر والتوزیع، (10)، 145-170.
راضی، زینب نوفل (2008). الصلابة النفسی لدى أمهات شهداء انتفاضة الأقصى وعلاقتها ببعض المتغیرات، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة.
شلبی، وفاء محمد (2016). بعض متغیرات الشخصیة وعلاقتها بالتنمر لدى عینة من ذوی صعوبات التعلم، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة المنیا.
عبد الرحمن، محمد السید، مراد، محمد محمود وأحمد، أسماء محمد. (2018). أبعاد الذکاء الأخلاقی المنبئة بالتنمر لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة، مجلة دراسات تربویة ونفسیة، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق، (98)، 58-81.
عبده، أسماء أحمد حامد (2017). الأمن النفسی وعلاقته بالتنمر لدى المراهقین، مجلة البحث العلمی فی التربیة، مجلة کلیةالبناتللآدابوالعلوموالتربیة، جامعة عین شمس، 17(6)، 187-202.
عثمان، إلهام جلال؛ العتیبی، أسماء فراج (2017). الذکاء الروحی وأسالیب مواجهة الضغوط کمنبئات للتحصیل الأکادیمی لدى طالبات کلیة التربیة، مجلة کلیةالدراساتالعلیاللتربیة، جامعة القاهرة، 25(3)، 432-477.
عشعش، نورا محمود؛ سعفان، محمد إبراهیم ومحمد، عبد الصبور منصور (2018). أسالیب مواجهة الضغوط النفسیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدى طلاب الجامعة، مجلة کلیة التربیة، جامعة بورسعید، (23)، 401-430.
محمد، عبد العاطی عبد الکریم (2018). الإسهام النسبى لبعض المتغیرات النفسیة والاجتماعیة فی سلوک التنمر لدى طلاب المرحلة الثانویة بمنطقة القصیم، مجلةدراساتعربیةفیالتربیةوعلمالنفس، رابطة التربویین العرب، (97)، 275-315.
مخیمر، عماد محمد (2012). مقیاسالصلابةالنفسیة، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
ملحم، محمد امین والربابعة، حمزة عبد الکریم (2018). الذکاء الروحی وعلاقته بالمنظومة القیمیة لدى طلبة کلیة الشریعة فی جامعة الیرموک، المجلة الاردنیة للعلوم الاجتماعیة، عمادة البحث العلمی، الجامعة الإردنیة، 11(2)، 165-181.
ثانیاً: المراجع الأجنبیة
Adams, J. (2006). What makes a bully tick? Science world, 63(4), 10-13.
Azizi, M. (2013). The Relationship between Spiritual Intelligence and Vocabulary Learning Strategies in EFL Learners. Theory and Practice in Language Studies, 3(5), 852-858.
Baroncelli, A. & Ciucci, E. (2014). Unique Effects of Different Components of Trait in Traditional Bullying and Cyber Emotional Intelligence Bullying. Journal of Adolescence, 37(6), 807-815.
Buzan, T. (2005). The power of Spiritual intelligence. New York, Harper Collins Publishers, LTD.
Cornell, D. (2015). Authoritative School Climate Survey and School Climate Bullying Survey. Curry School of Education, University of Virginia.
Corvo, K. & Delara, E. (2010). Towards in integrated theory of relational violence: Is bullying a risk factor for domestic violence? Aggression and violence behavior, 15 (3), 181-190.
Costello, M. (2013). How to increase your spiritual intelligence? Personal development. Brooks-Cole, Publishing Company.
Emmons, R. (2000). Spiritual and intelligence: problem and prospects. The International Journal for the Psychology of Religion, 10(1), 57-64.
Emmons, R. (2003). The Psychology of Ultimate Concerns: Motivation and Spirituality in Personality. New York, A division of Guilford Publications.
Fox, C.; Elder, T.; Gater, J. & Johnson, E. (2010). The association between adolescents’ beliefs in a just world and their attitudes to victims of bullying, British Journal of Educational Psychology, 80 (2), 83-198.
Funk, S. (2002). Hardiness: A review of theory and research. Health psychology, 11(5), 335-345.
Hamilton, S. (2007). Dictionary of Psychological Testing, Assessment and Treatment, second edition. London: Jessica Kingsley Publishers.
Hystad, S. (2012). Exploring gender equivalence and bias in a measure of psychological hardiness. International Journal Psychological Studies, 4, 69-79.
King, D. (2008). Rethinking claims of spiritual intelligence: A definition, model, and measure. Unpublished Master’s Thesis, Trent University, Peterborough, Ontario, Canada.
Kobasa, S. & Maddi, S. (1994). Hardiness and Mental Health, Journal of Personality Assessment, 63(2) 265-274.
Kobasa, S. (1982). Commitment and coping in stress resistance among lawyers. Journal of Personality and Social Psychology, 42(4), 707-717.
Langevin, M. & Prasad, N. (2012). Stuttering education and bullying awareness and prevention resource: A feasibility study, Language, Speech, and Hearing Services in Schools, 43 (3), 344-358.
Li, M.; Eschenauer, R. & Yang, Y. (2013). Influence of efficacy and resilience on problem solving in the united states, Taiwan, and China, Journal of multicultural counseling, (41), 144- 157.
Li, Q. (2012). Bullying in the new playground: Research into cyber-bullying and cyber victimisation, Australasian Journal of Educational Technology, 23(4), 435-471.
Mahasneh, A.; Shammout, N.; Alkhazaleh, Z. & Abu-Eita, J. (2015). The relationship between spiritual intelligence and personality traits among Jordanian university students, Journal Psychology Research and Behavior Management, (8), 89-97.
Mamin, M. (2008). Spiritual Intelligence in executive coaching. CPCP Final Research Paper, International Coach Academy.
Nicullina, G. (2014). Ways of Developing Spiritual Intelligence, Journal of Experiental Psychotherapy. 17(3), 31-36.
Phillips, J. (2011). Hariness as a defense against compassion factigue and burnout. Journal of Emergency Nursing, 37(2), 125-132.
Saremi, N.; Shoaei, L.; Mashayekhi, K. & Darabi, K. (2016). The relationship between psychological hardiness with Addiction to internet in female high school students of Ahvaz. International Journal of Humanities and Cultural Studies, Special Issue, 1559-1566.
Saxena, S. (2015). Relationship between psychological hardiness and mental health among college students. Indian Journal of Health & Wellbeing, 6(8), 823-825.
Srivastava, P. (2016). Spiritual Intelligence: An overview. International Journal of multidisciplinary research and development, 3(3), 224- 227.
Storch, E.; Masia, C. & Brassard, M. (2017). The relationship of peer victimization to social anxiety and loneliness. Child study Journal, (33), 1-18.
Taylor, c.; Murray, A.; Carl, M. & Anddrea, L. (2004). Quality of life intervention for prostate cancer patients: design and baseline Characteristics of the active for life after cancer trial. Psychological or subjective well- beng, Social Indictors Research, 25(3), 265- 285
Tomas, H.; Micheal, T. & Exum, L. (2014). The Impact of self-control and neighborhood disorder on bullying victimization. Journal of criminal justice, 42(4), 347- 355.
Torabi, M. & Nadali, I. (2016). When dos spiritual intelligence particularly predicts job engagement? The mediating role of psychological empowerment, Iranian, Journal of Nursing and Midwifery Research, 21(6), 589- 594.
Wigglesworth, C. (2014). The twenty-one skills of spiritual intelligence. USA: New Paperbacke.
Willbur, R. (2010). What is spiritual intelligence? Journal of humanistic psychology, (11), 284-301.
المراجع
المراجع
أولاً: المراجع العربیة
أبو الدیار، مسعد نجاح (2015). فاعلیة برنامج إرشادی فی تنمیة الذکاء الروحی وخفض السلوک التنمری لدى عینة من أطفال المرحلة الابتدائیة، مجلة العلوم الاجتماعیة، مجلس النشر العلمی، جامعة الکویت، (43)، ع1، 49-87.
أبو الفضل، محفوظ عبد الستار وحسن، یاسر عبد الله (2017). فعالیة برنامج إرشادی انتقائی فی تنمیة الذکاء الانفعالی وأثره على مستوى التنمر المدرسی لدى تلامیذ المرحلة الثانیة من التعلیم الأساسی المعاقین سمعیاً، مجلة التربیة الخاصة، مرکز المعلومات التربویة، کلیة علوم الإعاقة والتأهیل، جامعة الزقازیق، (18)، 1-90.
أحمد، عاصم عبد المجید وعبده، إبراهیم محمد (2017). التنمر المدرسی وعلاقته بالذکاء الأخلاقی لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة: دراسة تنبؤیة، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، رابطة التربویین العرب، (86)، 475 – 45.
آل زاهر، عبد الله أحمد (2018). دافعیة الإنجاز وعلاقته بالذکاء الروحی لدى طلاب کلیة التربیة فی جامعة الملک خالد، المجلة العربیة للدراسات التربویة والاجتماعیة، معهد الملک سلمان للدراسات والخدمات الاستشاریة، جامعة المجمعة، (12)، 213-237.
الدسوقی، مجدی محمد (2016) مقیاس السلوک التنمری للأطفال والمراهقین، القاهرة، دار جوانا للنشر والتوزیع.
الدعیلج، هیفاء حمد (2018). الذکاء الروحی وعلاقته بالحل الإبداعی للمشکلات لدى الطلبة الموهوبین فی المملکة العربیة السعودیة، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 34(3)، 543-588.
الرفاعی، عزة محمد (2003). الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط بین إدراک أحداث الحیاة الضاغطة وأسالیب مواجهتها، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة حلوان.
الشریف، إلهام حامد (2018). دور الإدارة المدرسیة فی معالجة ظاهرة التنمر المدرسی بالمرحلة المتوسطة من وجهة نظر الطلاب والطالبات بمدینة جدة، مجلة کلیة التربیة، جامعة أسیوط، 34(3)، 122-150.
الضبع، فتحی عبد الرحمن (2012). الذکاء الروحی وعلاقته بالسعادة النفسیة لدى عینة من المراهقین والراشدین. مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس، رابطة التربویین العرب، 29(1)، 135-176.
الطلاع، محمد عصام (2016). الذکاء الروحی وعلاقته بالصمود النفسی لدى طلبة الجامعة الإسلامیة بغزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة.
العطوى، سعود سالم (2014). أثر برنامج إرشادی معرفی سلوکی لخفض سلوک الاستقواء وتنمیة مهارات الاتصال لدى طلبة المرحلة الثانویة فی المملکة العربیة السعودیة، رسالة دکتوراة غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیا، الجامعة الأردنیة.
العنزی، مریم نزال (2018). السلوک الاستقوائی لدى طلاب وطالبات جامعتی الجوف وحائل: دراسة مقارنة، مجلة کلیة التربیة، جامعة الأزهر، 179(1)، 398-423.
المدهون، عبد الکریم سعید (2015). الذکاء الوجدانی وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى عینة من طلاب کلیات جامعة فلسطین بغزة، مجلةالعلومالتربویة، کلیة الدراسات العلیا للتربیة، جامعة القاهرة، 23(3)، 2-26.
المعجم الوسیط (2004). مجمع اللغة العربیة، ط4. القاهرة، الهیئة العامة لشئون المطابع الأمیریة.
الیاسین، نور محمد (2015). الأفکار اللاعقلانیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة والاستجابة الانفعالیة لدى طلبة جامعة الیرموک، رسالة دکتوراة غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الیرموک.
جاب الله، عبد الله سید وزاید، محمد أحمد (2018). توسط الذکاء الروحی والعفو العلاقة بین إستراتیجیات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتیة فی نموذج بنائی، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، کلیة التربیة، جامعة البحرین، 19(1)، 225-270.
خشبه، فاطمة السید والبدیوی، عفاف سعید (2018). مستوى التمکین النفسى لدى أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم وعلاقته بالذکاء الروحى والتفکیر الابتکارى لدیهم، مجلة کلیة التربیة، جامعة بنها، 29(116)، 308-334.
خنفر، فتیحة (2014). الضغط النفسی وعلاقته بالصلابة النفسیة لدی طلبة کلیة التربیة، مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة، جامعة الموصل، 11(1)، 28-56.
دلیلة، زمیت وحکیمة، آیت حمود (2017). علاقة الصلابة النفسیة والذکاء الانفعالی بمستوى الصحة النفسیة لدى البطال، مجلة الحکمة للدراسات التربویة والنفسیة، مؤسسة کنوز الحکمة للنشر والتوزیع، (10)، 145-170.
راضی، زینب نوفل (2008). الصلابة النفسی لدى أمهات شهداء انتفاضة الأقصى وعلاقتها ببعض المتغیرات، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة.
شلبی، وفاء محمد (2016). بعض متغیرات الشخصیة وعلاقتها بالتنمر لدى عینة من ذوی صعوبات التعلم، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة المنیا.
عبد الرحمن، محمد السید، مراد، محمد محمود وأحمد، أسماء محمد. (2018). أبعاد الذکاء الأخلاقی المنبئة بالتنمر لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة، مجلة دراسات تربویة ونفسیة، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق، (98)، 58-81.
عبده، أسماء أحمد حامد (2017). الأمن النفسی وعلاقته بالتنمر لدى المراهقین، مجلة البحث العلمی فی التربیة، مجلة کلیةالبناتللآدابوالعلوموالتربیة، جامعة عین شمس، 17(6)، 187-202.
عثمان، إلهام جلال؛ العتیبی، أسماء فراج (2017). الذکاء الروحی وأسالیب مواجهة الضغوط کمنبئات للتحصیل الأکادیمی لدى طالبات کلیة التربیة، مجلة کلیةالدراساتالعلیاللتربیة، جامعة القاهرة، 25(3)، 432-477.
عشعش، نورا محمود؛ سعفان، محمد إبراهیم ومحمد، عبد الصبور منصور (2018). أسالیب مواجهة الضغوط النفسیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدى طلاب الجامعة، مجلة کلیة التربیة، جامعة بورسعید، (23)، 401-430.
محمد، عبد العاطی عبد الکریم (2018). الإسهام النسبى لبعض المتغیرات النفسیة والاجتماعیة فی سلوک التنمر لدى طلاب المرحلة الثانویة بمنطقة القصیم، مجلةدراساتعربیةفیالتربیةوعلمالنفس، رابطة التربویین العرب، (97)، 275-315.
مخیمر، عماد محمد (2012). مقیاسالصلابةالنفسیة، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
ملحم، محمد امین والربابعة، حمزة عبد الکریم (2018). الذکاء الروحی وعلاقته بالمنظومة القیمیة لدى طلبة کلیة الشریعة فی جامعة الیرموک، المجلة الاردنیة للعلوم الاجتماعیة، عمادة البحث العلمی، الجامعة الإردنیة، 11(2)، 165-181.
ثانیاً: المراجع الأجنبیة
Adams, J. (2006). What makes a bully tick? Science world, 63(4), 10-13.
Azizi, M. (2013). The Relationship between Spiritual Intelligence and Vocabulary Learning Strategies in EFL Learners. Theory and Practice in Language Studies, 3(5), 852-858.
Baroncelli, A. & Ciucci, E. (2014). Unique Effects of Different Components of Trait in Traditional Bullying and Cyber Emotional Intelligence Bullying. Journal of Adolescence, 37(6), 807-815.
Buzan, T. (2005). The power of Spiritual intelligence. New York, Harper Collins Publishers, LTD.
Cornell, D. (2015). Authoritative School Climate Survey and School Climate Bullying Survey. Curry School of Education, University of Virginia.
Corvo, K. & Delara, E. (2010). Towards in integrated theory of relational violence: Is bullying a risk factor for domestic violence? Aggression and violence behavior, 15 (3), 181-190.
Costello, M. (2013). How to increase your spiritual intelligence? Personal development. Brooks-Cole, Publishing Company.
Emmons, R. (2000). Spiritual and intelligence: problem and prospects. The International Journal for the Psychology of Religion, 10(1), 57-64.
Emmons, R. (2003). The Psychology of Ultimate Concerns: Motivation and Spirituality in Personality. New York, A division of Guilford Publications.
Fox, C.; Elder, T.; Gater, J. & Johnson, E. (2010). The association between adolescents’ beliefs in a just world and their attitudes to victims of bullying, British Journal of Educational Psychology, 80 (2), 83-198.
Funk, S. (2002). Hardiness: A review of theory and research. Health psychology, 11(5), 335-345.
Hamilton, S. (2007). Dictionary of Psychological Testing, Assessment and Treatment, second edition. London: Jessica Kingsley Publishers.
Hystad, S. (2012). Exploring gender equivalence and bias in a measure of psychological hardiness. International Journal Psychological Studies, 4, 69-79.
King, D. (2008). Rethinking claims of spiritual intelligence: A definition, model, and measure. Unpublished Master’s Thesis, Trent University, Peterborough, Ontario, Canada.
Kobasa, S. & Maddi, S. (1994). Hardiness and Mental Health, Journal of Personality Assessment, 63(2) 265-274.
Kobasa, S. (1982). Commitment and coping in stress resistance among lawyers. Journal of Personality and Social Psychology, 42(4), 707-717.
Langevin, M. & Prasad, N. (2012). Stuttering education and bullying awareness and prevention resource: A feasibility study, Language, Speech, and Hearing Services in Schools, 43 (3), 344-358.
Li, M.; Eschenauer, R. & Yang, Y. (2013). Influence of efficacy and resilience on problem solving in the united states, Taiwan, and China, Journal of multicultural counseling, (41), 144- 157.
Li, Q. (2012). Bullying in the new playground: Research into cyber-bullying and cyber victimisation, Australasian Journal of Educational Technology, 23(4), 435-471.
Mahasneh, A.; Shammout, N.; Alkhazaleh, Z. & Abu-Eita, J. (2015). The relationship between spiritual intelligence and personality traits among Jordanian university students, Journal Psychology Research and Behavior Management, (8), 89-97.
Mamin, M. (2008). Spiritual Intelligence in executive coaching. CPCP Final Research Paper, International Coach Academy.
Nicullina, G. (2014). Ways of Developing Spiritual Intelligence, Journal of Experiental Psychotherapy. 17(3), 31-36.
Phillips, J. (2011). Hariness as a defense against compassion factigue and burnout. Journal of Emergency Nursing, 37(2), 125-132.
Saremi, N.; Shoaei, L.; Mashayekhi, K. & Darabi, K. (2016). The relationship between psychological hardiness with Addiction to internet in female high school students of Ahvaz. International Journal of Humanities and Cultural Studies, Special Issue, 1559-1566.
Saxena, S. (2015). Relationship between psychological hardiness and mental health among college students. Indian Journal of Health & Wellbeing, 6(8), 823-825.
Srivastava, P. (2016). Spiritual Intelligence: An overview. International Journal of multidisciplinary research and development, 3(3), 224- 227.
Storch, E.; Masia, C. & Brassard, M. (2017). The relationship of peer victimization to social anxiety and loneliness. Child study Journal, (33), 1-18.
Taylor, c.; Murray, A.; Carl, M. & Anddrea, L. (2004). Quality of life intervention for prostate cancer patients: design and baseline Characteristics of the active for life after cancer trial. Psychological or subjective well- beng, Social Indictors Research, 25(3), 265- 285
Tomas, H.; Micheal, T. & Exum, L. (2014). The Impact of self-control and neighborhood disorder on bullying victimization. Journal of criminal justice, 42(4), 347- 355.
Torabi, M. & Nadali, I. (2016). When dos spiritual intelligence particularly predicts job engagement? The mediating role of psychological empowerment, Iranian, Journal of Nursing and Midwifery Research, 21(6), 589- 594.
Wigglesworth, C. (2014). The twenty-one skills of spiritual intelligence. USA: New Paperbacke.
Willbur, R. (2010). What is spiritual intelligence? Journal of humanistic psychology, (11), 284-301.