هدفت الدراسة إلى تحديد القيم التربوية والأهداف التربوية المتضمنة في کتاب باولو فريري "تعليم المقهورين"، کما هدفت إلى الکشف عن کيفية توظيف فلسفة فريري في المؤسسات التربوية المعاصرة. وقد استخدمت الباحثات المنهج التحليلي، بأسلوب تحليل المحتوى، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثات استمارة تحليل المحتوى. ولتحليل النتائج استخدمت الباحثات حساب التکرارات تم جمع التکـرارات لکـل بعـد وتفريغهـا فـي جـداول، والنسب المئوية لتحديد أولويات ترتيب القيم والأهداف .وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن :بُعد القيم التعليمية احتلت المرتبة الأولى بنسبة مئوية قدرها (37.84٪) في مجمل کتاب تعليم المقهورين، يليها " القيم الذاتية بنسبة (31.45٪)، ويليها القيم الاجتماعية بنسبة (20.93٪) وجاءت القيم الأخلاقية في المرتبة الأخيرة بنسبة (9.77٪).،کما توصلت الدراسة إلى مدى توفر الأهداف التربوية في کتاب باولو فريري، حيث ظهرت هذه الأهداف بصورة جلية في الفصل الرابع واحتل المرتبة الأولى بنسبة مئوية مقدارها (51.2٪)، کما ظهرت في المقدمة والفصل الأول بنسبة مئوية مقدارها (23.3٪)، کما توفرت في الفصل الثاني بنسبة (14.7٪)، تلاها الفصل الثالث بنسبة مقدارها (10.8٪).وتم تقديم عدداً من التوصيات والمقترحات التي تسهم في توظيف فلسفة فريري في المؤسسات التربوية المعاصرة.
هدفت الدراسة إلى تحدید القیم التربویة والأهداف التربویة المتضمنة فی کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین"، کما هدفت إلى الکشف عن کیفیة توظیف فلسفة فریری فی المؤسسات التربویة المعاصرة. وقد استخدمت الباحثات المنهج التحلیلی، بأسلوب تحلیل المحتوى، ولتحقیق أهداف الدراسة استخدمت الباحثات استمارة تحلیل المحتوى. ولتحلیل النتائج استخدمت الباحثات حساب التکرارات تم جمع التکـرارات لکـل بعـد وتفریغهـا فـی جـداول، والنسب المئویة لتحدید أولویات ترتیب القیم والأهداف .وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن :بُعد القیم التعلیمیة احتلت المرتبة الأولى بنسبة مئویة قدرها (37.84٪) فی مجمل کتاب تعلیم المقهورین، یلیها " القیم الذاتیة بنسبة (31.45٪)، ویلیها القیم الاجتماعیة بنسبة (20.93٪) وجاءت القیم الأخلاقیة فی المرتبة الأخیرة بنسبة (9.77٪).،کما توصلت الدراسة إلى مدى توفر الأهداف التربویة فی کتاب باولو فریری، حیث ظهرت هذه الأهداف بصورة جلیة فی الفصل الرابع واحتل المرتبة الأولى بنسبة مئویة مقدارها (51.2٪)، کما ظهرت فی المقدمة والفصل الأول بنسبة مئویة مقدارها (23.3٪)، کما توفرت فی الفصل الثانی بنسبة (14.7٪)، تلاها الفصل الثالث بنسبة مقدارها (10.8٪).وتم تقدیم عدداً من التوصیات والمقترحات التی تسهم فی توظیف فلسفة فریری فی المؤسسات التربویة المعاصرة.
The present study aims at identifying the educational values and objectives included in Paulo Freire's book "Pedagogy of the Oppressed"; it also aims at revealing how to employ Freire's philosophy in contemporary educational institutions.The researchers used the analytical method and content analysis form. To analyze the results, the researchers used the calculation of frequencies. The percentages and frequencies were collected for each dimension and entered in tables to determine priorities of the order of values and objectives.By analyzing Freire’s “Pedagogy of the Oppressed”, the researchers found out that the educational values ranked first with a percentage of (37.84%), followed by self-values with a percentage of (31.45%), followed by social values with (20.93%); ethical values ranked last with a percentage of (9.77%).The educational objectives were clearly found in the fourth chapter of the book and ranked first with a percentage of (51.2%). Theyalso appeared in the introduction and the first chapter of the book with a percentage of (23.3%), in the second chapter with a percentage of (14.7%), and in the third chapter with (10.8%).The study concluded with a set of recommendations that contribute to employing Freire’s philosophy in contemporary educational institutions.
Keywords: Values, pedagogy, oppressed
مقدمة
تسعى المجتمعات الإنسانیة على اختلاف أهدافها وتوجهاتها إلى جعل التعلیم على رأس أولویاتها؛ إذ ترى فیه مصدر قوتها، وأداة لحل مشکلاتها، وبناءً لحاضرها ومستقبلها، فالتعلیم ضرورة من ضرورات الحیاة وهو الرکیزة الأساسیة لأی تطور ونما اجتماعی واقتصادی وهو الجسر الوحید ووسیلة العبور للمستقبل الزاهر المشرق، وتزداد الحاجة إلى التعلیم لدى المجتمعات النامیة التی تسعى لتحقیق ذاتها وإثبات وجودها مع رکب الدول المتقدمة؛ فتتخذ من التعلیم وسیلة مساعدة للقضاء على الفقر والبطالة، وطریق للنهوض والتقدم.
فالتعلیم حق أساسی من حقوق الإنسان وهو من المبادئ الإنسانیة الأولیة، وقد تم الاعتراف به لأول مرة على الصعید الدولی کحق من حقوق الإنسان فی الإعلان العالمی لحقوق الإنسان الذی صدقته الجمعیة العمومیة للأمم المتحدة فی دورتها المنعقدة فی باریس عام 1948م ، فقد نص البند (26) من الإعلان العالمی لحقوق الإنسان على الآتی: "لکل شخص الحق فی التعلیم، ویجب أن یکون التعلیم فی مراحله الأولى والأساسیة على الأقل بالمجان، وأن یکون التعلیم الأولی إلزامیا وینبغی أن یعمم التعلیم الفنی والمهنی، وأن ییسر القبول للتعلیم العالی على قدم المساواة التامة للجمیع وعلى أساس الکفاءة، ویجب أن تهدف التربیة إلى إنماء شخصیة الإنسان إنماء کاملا، وإلى تعزیز احترام الإنسان والحریات الأساسیة وتنمی التفاهم والتسامح والصداقة بین جمیع الشعوب والجماعات العنصریة أو الدینیة، وإلى زیادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام".
وقد ذکرت هدیل القزاز (2011) أن جمیع المواثیق والمعاهدات الدولیة والإقلیمیة تؤکد على حق الطفل فی التعلیم بعد الإعلان العالمی لحقوق الإنسان عام 1948م، بإعلان حقوق الطفل لعام 1959م، والعهد الدولی للحقوق الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة عام 1966م، واتفاقیة حقوق الطفل لعام 1989م، وغیرها من مصادر القانون الدولی وحقوق الإنسان.
والتعلیم حق للجمیع بصرف النظر عن الجنس أو الدین أو العرق أو الوضع الاقتصادی، وتتمایز الشعوب بمقدار ما یناله المواطن فیها من حق فی التعلیم، ذلک الحق الذی یسمیه التربویون تکافؤ الفرص التعلیمیة، مؤکدین أن التکافؤ لا یقف عند حد إتاحة الفرصة للالتحاق بمؤسسات التعلیم، وإنما کذلک بالعدل فی تقدیم الخدمة التعلیمیة داخل المؤسسة، والعدل فی فرص التوظیف.
وبالنظر إلى مبدأ تکافؤ الفرص التعلیمیة فإن له جذوره التاریخیة العمیقة، حیث تناوله کثیر من الفلاسفة والمفکرین عبر عصور التاریخ المختلفة، بدءًا بأفلاطون، حیث جعل المرحلة الأولى فی النظام التعلیمی من (7- 18) سنة عامة لجمیع الأفراد، کما أنه لم یفرق بین المرأة والرجل، ومرورًا بأرسطو وکونتلیان، والقدیس أوغسطین والإمام الغزالی، وانتهاءً بجون دیوی وطه حسین وغیرهما من المربین والفلاسفة المعاصرین، فقضیة تکافؤ الفرص التعلیمیة تعد من القضایا القدیمة المتجددة باستمرار (الدهشان،2013).
وحول سیاسة المساواة فی التعلیم، ذهب تورستن هیوسن Husen Torsten (1987) إلى القول: "إن دور التربیة (التعلیم) فی تحقیق المساواة، أو العکس، أصبح من الموضوعات المهمة التی عکف العدید من رجال التربیة والعلماء على دراستها حیث سارت الإصلاحات التربویة بعد الحرب العالمیة الثانیة -فی الدول الصناعیة- فی اتجاه تحقیق المساواة" (ص3).
کما نظر غاستون میلیاریة Gaston Miliaret إلى المساواة التعلیمیة بوصفها: إمکانیة متاحة، أمام الأطفال کافة، من أجل الحصول على تعلیم متکافئ یتجاوب مع استعداداتهم العقلیة الخاصة، وذلک بشکل مستقل عن تأثیر الشروط الاجتماعیة الخارجیة: کالوضع الاقتصادی والاجتماعی لعائلاتهم (فی وطفة،2011، 25).
ففی عام 1990م، عقد المجتمع الدولی اجتماعاً فی تایلند، لیؤکد التزامه بتعمیم التعلیم فی المؤتمر العالمی المعنی بتوفیر التعلیم للجمیع. وکجزء من المبادرة التی تمخضت عنه (توفیر التعلیم للجمیع)، التزم ائتلاف واسع یضم الحکومات، والمنظمات غیر الحکومیة، ووکالات التنمیة، بستة أهداف ترمی إلى توفیر التعلیم "لجمیع المواطنین فی جمیع المجتمعات (الیونیسف، 2015).
وبالرغم من المحاولات الدولیة الجادة لتعمیم التعلیم وجعله حقًا لجمیع فئات المجتمع إلا أن حق الإنسان فی التعلیم یتعرض إلى انتهاکات صارخة حول العالم، وذلک لأسباب مختلفة کالاستعمار، والإدارة السیاسیة، ونقص الموارد الأساسیة، بالإضافة إلى عدم دمج دول العالم الثالث حق التعلیم فی دساتیرها الوطنیة، کما تؤدی الکثیر من الأسباب الأمنیة فی الدول التی تدور فیها الحروب إلى توقف معظم الخدمات العامة فیها ومنها خدمة التعلیم، مما ینتج عنه حرمان الأفراد من حقهم الأساسی فی التعلیم، هذه الفئات هی الأکثر حرمانا وتهمیشا فی المجتمع، تظل ترزح تحت وطأة الجهل والحرمان من التعلیم، هؤلاء مَن یُطلق علیهم (المحرومون أو المقهورون).
إن المقهورین حول العالم فئات حُرمت حقها الطبیعی فی التعلیم أو السلام أو الحریة؛ فمنهم المقهورین سیاسیاً أو اجتماعیاُ أو ثقافیاً، بالإضافة لفئة المحرومین من التعلیم.
فحسب إحصائیة نشرتها الیونسکو (2017) بأن: "حوالی 17% من سکان العالم البالغین ما زالوا لا یعرفون القراءة والکتابة، وثلث هذه النسبة من النساء"، وأوضحت منظمة الیونسکو "أن حوالی 127 ملیون شاب على مستوى العالم، لا یستطیعون القراءة والکتابة، من بینهم 60.7% من الفتیات، بینما هناک حوالی67.4 ملیون طفل لم یلتحقوا بالمدارس".
تختلف مبررات وأسباب الحرمان من التعلیم وانتشار الأمیة بین الدول النامیة، باختلاف البیئة وطبیعة المجتمع، ففی بعض الدول خاصة فی المناطق الریفیة یؤدی الفقر إلى منع الآباء أبناءهم من الالتحاق بالمدارس، وإدخالهم مبکرًا لسوق العمل لمساعدة العائلة، بالإضافة إلى حرمان الفتاة من تعلیمها وذلک لنظرة المجتمع بأنها تابع للرجل ومعتمدة علیه.
ویعد باولو فراری من أبرز المناصرین لفئة المحرومین من التعلیم، فقد ثار لتحریرهم من الجهل والفقر وتوجیه طاقاتهم نحو تغییر العالم، وتجاوز ظروف القهر فی کتابه "تعلیم المقهورین".
وتأتی هذه الدراسة النقدیة للغوص فی فکر فریری الفلسفی، والوقوف على آرائه فی کتاب "تعلیم المقهورین". وفی ضوء ما سبق یمکن صیاغة موضوع الدراسة فی الأسئلة الآتیة:
-ما القیم التربویة المتضمنة فی کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین"؟
-ما الأهداف التربویة المتضمنة فی کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین"؟
-کیف یمکن توظیف فلسفة فریری فی المؤسسات التربویة المعاصرة؟
أهداف الدِّراسَة:
هدفت الدراسة إلى :
-التعرف على القیم التربویة المتضمنة فی کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین".
-التعرف على الأهداف التربویة المتضمنة کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین".
-الکشف عن کیفیة توظیف فلسفة فریری فی المؤسسات التربویة المعاصرة.
أهمیَّة الدِّراسَة:
- تکتسب الدراسة أهمیتها من أهمیة کتاب تعلیم المقهورین بوصفه ثورة فی توفیر التعلیم وإقرار حقه لطبقة الفلاحین.
- یکشف الکتاب عن اتجاهات حدیثة فی تعلیم الکبار.
- تناول الدراسة لکتابات رائد من رواد التربیة النقدیة.
- تشابه الظروف الاجتماعیة والفکریة والاقتصادیة والسیاسیة التی عاصرها باولو فریری مع واقع العالم العربی.
- إسهام التطبیقات التربویة المستخلصة من فکر فریری فی إیجاد حلول للمشکلات التربویة الموجودة فی مؤسساتنا التعلیمیة فی العالم العربی.
- تسهم هذه الدراسة فی مساعدة الباحثین خاصة فی مجال دراسات القیم.
- مساعدة مخططی المناهج عند إعادة صیاغة وتطویر المناهج الدراسیة، بتضمینها القیم المناسبة تماشیا مع ما أسفرت عنه نتائج الدراسة.
حدود الدِّراسَة:
•الحد الموضوعی: اقتصرت الدراسة على تحلیل کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری.
القهر: لغة: کما جاء فی معجم المعانی الجامع: "القهر مصدر من الفعل قهَرَ یَقْهَر، قَهْرًا.
قهَر الشّخصَ: احتقره، تسلّط علیه بالظّلم. أخَذهم قهْرًا: من غیر رضاهم. أخرجه قهْرًا: جبرًا واضطرارًا". (معجم المعانی، 2010م)
اصطلاحاً: المعاملة القاسیة والغیر عادلة تحت السیطرة بالقوة. یتم فیه قمع الفرد من ناحیة الأفکار أو المشاعر. ویمکن للفرد قمع العاطفة الغیر مرغوب فیها أو الفکر الغیر مرغوب فیه (سعدالدین، 2015م).
کما عرّف باولو فریری القهر بأنه: "ذلک النسق من المعاییر والإجراءات، والقوانین الذی یشکل الناس ویکیف طبیعتهم، ثم یضغط على عقولهم حتى یعتقدوا أن الفقر والظلم الاجتماعی حقیقتان طبیعیتان لا یمکن تجنبهما فی الوجود الإنسانی، ولا یتم ذلک إلا حینما یکون النفوذ والسلطة لدى قلة من الناس، والخرافة، والوهم فی عقول الکل، والقهر لیس مجرد بنیة اجتماعیة واقتصادیة، إنما ثقافیة أیضا تُسمى " الصمت" والتی یتم فیها قبول الأمر الواقع القهری فیتأرجح الناس بین وهم التفاؤل وقهر التشاؤم غیر قادرین على تغییر واقعهم وسعیهم الجاد نحو المستقبل" (فی أبو جبارة، 2009م).
بناءً على ذلک تعرّف الباحثات المقهورین إجرائیاً بأنهم:
" فئة مضطهدة ومهمشة فی المجتمع، حُرمت حقوقها الأساسیة فی الحیاة الکریمة من التعلیم والرعایة الصحیة، وتعانی من الجهل والفقر تحت سطوة القوة والقهر. فینتج عنه المقهورین سیاسیاً أو المقهورین اجتماعیاً أو المقهورین اقتصادیاً"
الإطار النظری
أولاً: القیم:
1-مفهوم القیم: تختلف الآراء حول هذا المفهوم باختلاف التخصص؛ بل هناک اختلاف داخل التخصص الواحد.
تعرّف القیم لغةً: قیام الأمر اعتداله، وقیمة الشیء قدره، ویقال: ما لفلان من قیمة: أی ما له ثبات ودوام على الأمر (أنیس، ومنتصر، والصوالحی، وأحمد،1972م، ص768). وقیمة الشیء أی قدره، وقیمة المتاع أی ثمنه، وقوّم الشیء أی أصلحه، وقیّم الشیء بمعنى أظهر ما فیه من إیجابیات سلبیات" (المعجم الوجیز، 1994م، ص521).
وبالتالی تُعرّف القیم اصطلاحاً بأنها: "کل ما یعد جدیرا بالاهتمام والعنایة لشتى الاعتبارات، کل الأحکام المکتسبة اجتماعا التی تحکم سلوک الفرد وتفکیره" (الرشدان،2008م، ص 152).
کما یعرفها الجلاد (2007م، ص22) بأنها: "مجموعة من المعتقدات، والتصورات المعرفیة، والوجدانیة والسلوکیة الراسخة التی یختارها الإنسان بحریة بعد تفکر وتأمل، ویعتقد بها اعتقادا جازما، تشکل لدیة منظومة من المعاییر یحکم بها على الأشیاء بالحسن أو القبح، وبالقبول أو الرفض، ویصدر عنها سلوک منتظم یتمیز بالثبات والتکرار والاعتزاز".
ویعرفها الحربی (2010م) بأنها: "محصلة الاتجاهات التی تتکون لدی الفرد إزاء موضوع ما أو موقف متصل به سواء بالقبول أو الرفض" (ص12).
ومن التعریفات الفلسفیة للقیم ما ورد فی المعجم الفلسفی من أن القِیَم: "أحکام مکتسبة من الظروف الاجتماعیة، یتشرّبها الفرد ویحکم بها، وتُحدّد مجالات تفکیره، وتُحدّد سلوکه، وتؤثر فی تعلمه. فالصدق، والأمانة، والشجاعة الأدبیة، والولاء، وتحمّ ل المسؤولیة؛ کلها قیم یکتسبها الفرد من المجتمع الذی یعیش فیه. وتختلف القِیَم باختلاف المجتمعات؛ بل والجماعات الصغیرة" (فی خیاط، 2004م، ص31).
2-أهمیة القیم:
تعتبر القیم التربویة ذات أهمیة أساسیة فی بناء وتکوین شخصیة الأفراد فی المجتمعات الإنسانیة، فقیمة أی مجتمع بقیمه التربویة المتمسک بها. وبالتالی یمکن إبراز أهمیة القیم التربویة
فی النقاط التالیة:
تساعد الإنسان على تنظیم معالم شخصیته الفردیة الاجتماعیة، إضافة إلى أنها تساعد فی بناء ذاته (الهاشمی،1989، 126).
تقوم بإعطاء الفرد إمکانیة أداء ما هو مطلوب منه، وتمنحه القدرة على التکیف والتوافق الإیجابیین، وتحقیق الرضا عن نفسه لتجاوبه مع الجماعة فی مبادئها وعقائدها الصحیحة (أبو العینین،1978، 35).
تقوم بإصلاح الفرد نفسیا وخلقیا، حیث توجهه للخیر والإحسان (أبو العینین، ص36).
تعمل على ضبط نزوات الفرد وشهواته ومطامعه (العاجز، 2002، 66).
تمنح الإنسان الإحساس بالأمان، وقوة یتغلب بها على ضعفه فی مواجهة التحدیات (زهران،2003، 162)
غرس القیم منذ الطفولة یوفر للطفل البیئة السلیمة والرعایة النفسیة اللازمة، وتعمل کذلک على إشباع حاجاته (دیوی، 48).
تساعد القیم التربویة على التنبؤ بما ستکون علیه المجتمعات، فالمجتمع الذی یحمل أفراده قیما وأخلاقیات مجتمع یتنبأ له بحضارة ورقی، وازدهار، وإذا ما انهارت تلک القیم والأخلاقیات سقطت الحضارة، وأصبحت الأمم فی طریقها إلى التخلف(الجمل،1996، 23)
3-تصنیف القیم:
اختلف الباحثون والتربویون فی تصنیف القیم؛ إذ تعددت التصنیفات وتعددت لاختلاف الأطر الفلسفیة والفکریة التی تنبثق منها هذه التصنیفات، وکذلک لتعدد أغراض التصنیف وأهدافه، واختلاف تخصص من یقومون به. ومن تصنیفات القیم تصنیف فلیب فینیکس Flip Phoenix (فی سویف،1984،42-43) الذی قسم القیم کالتالی:
-قیم مادیة: یقصد بها القیم التی تساعد على الوجود المادی للإنسان.
-قیم اجتماعیة: تساعد على إشباع الحاجات الاجتماعیة.
-قیم عقلیة: تساعد على إدراک الحق.
-قیم أخلاقیة: مصدر الشعور بالمسئولیة.
-قیم جمالیة: تعکس اهتمامات القرد الجمالیة.
-قیم روحیة أو دینیة: تتصل بالسلوک الدینی.
کما صنف سبرانجر Sibranjir فی کتابه أنماط الرجال القیم إلى ستة أنماط (فی زاهر،1984،28)، وهی:
-قیم نظریة: یُعبر عنها باهتمام الفرد ومیله إلى اکتشاف الحقیقة، ویتمیّز الأشخاص الذین تسودهم هذه القیمة بنظرة موضوعیة نقدیة معرفیة وتنظیمیة.
-قیم اقتصادیة: یُقصد بها میل الفرد واهتمامه بکل ما هو نافع، وهو فی سبیل هذا الهدف یتخذ من العالم المحیط به وسیلة للحصول على الثروة.
-قیم جمالیة: یُعبّر عنها باهتمام الفرد ومیله إلى کل ما هو جمیل من ناحیة الشکل؛ لذا فإنه ینظر إلى العالم المحیط به نظرة تقدیر على أساس التکوین، والتنسیق، والتوافق الشکلی.
-قیم اجتماعیة: یُقصد بها اهتمام الفرد بالآخرین، والسعی إلى مساعدتهم؛ لأنه یجد فی ذلک متعة إشباع لرغباته، وهو ینظر إلى الناس على أنهم غایات ولیسوا وسائل لغایات أخرى.
-قیم دینیة: یهتم حاملها بمعرفة ما وراء هذا العالم الظاهری، وأصل الإنسان، ومصیره، وطبیعته.
-قیم سیاسیة: یُقصد بها اهتمام الفرد ومیله إلى الحصول على القوة؛ لذا فالأشخاص الذین یحملون هذه القِیَم یتصفون بحب السیطرة والتحکم فی الأشیاء والأشخاص من خلال قیادتهم لنواحی الحیاة المختلفة.
ثانیاً: نبذة عن باولو فریری Paulo Freire (1920-1997م):
ولد باولو رغلوس نیفیس فریری Paulo Reglus Neves Freire یوم 19 من سبتمبر عام 1921م فی مدینة ریسایف Recife البرازیلیة، وهی إحدى أفقر المناطق فی هذا البلد الشاسع فی أمریکا اللاتینیة (جاد،2005م، ص 36). وکان أبواه ینتمیان للطبقة الوسطى، لکنهما کانا یعانیان من مشاکل مالیة ضخمة خلال فترة الرکود الاقتصادی، وهو الأمر الذی جعل فریری یعایش الفقر والجوع منذ نعومة أظفاره(القرمطی،2015).
خلال الأزمة الاقتصادیة العالمیة فی الأعوام من 1928-1932م، حاولت أسرة فریری أن تحافظ على مستوى معیشتها فی الطبقة المتوسطة، ولکن کانت تواجه صعوبات کبرى فی الوفاء باحتیاجات الأسرة، وقد انتقلت إلى خارج العاصمة، وقد خسر فریری من جراء ذلک سنتین من الدراسة الثانویة، وفی سن العشرین بدأ یتابع دروس الحقوق التی اضطر إلى قطعها عدة مرات لأسباب مالیة، إذ کان علیه أن یعمل لکسب العیش والإسهام فی میزانیة الأسرة (جاد،2005، 38).
وبعد تحسن أوضاع الأسرة استطاع فریری أن یلتحق بکلیة الحقوق فی جامعة ریسیف، وفی الجامعة قام بدراسة الفلسفة وعلم نفس اللغة، بجانب دراسته الأساسیة للقانون، بینما کان یقوم بالعمل لبعض الوقت کمدرس للغة البرتغالیة فی إحدى المدارس الثانویة، وفی نفس تلک الفترة أیضاً انهمک فی قراءة أعمال مارکس Marx وسارتر Sartre وجیفارا Guevara واریک فروم Eric Fromm وعدد من المفکرین الکاثولیکیین أمثال ماریتین Maritene وبرنانوس Bernanus ومونییه Monet الذین أثروا تأثیراً قویاً فی فلسفته التعلیمیة.
وبعد تخرجه فی الکلیة عمل لفترة قصیرة کمحامٍ، لکنه اختار الاستمرار فی مسیرة التعلیم التی بدأها أثناء دراسته (تحدیداً منذ عام 1941م)، فاستمر فی تعلیم البرتغالیة بالمدارس الثانویة حتى عام 1947م. وخلال تلک الفترة تزوج من إلزا أولیفیرا Elsa Oliveira التی کانت تعمل بالتدریس أیضًا، والتی أنجبت له 3 بنات وولدین، وقد زادت أبوته من اهتمامه بتعمیق قراءاته فی مجالات نظریات التعلیم والفلسفة وسوسیولوجیا التعلیم. وفی الفترة من عام 1948م إلى عام 1960م عمل فی مجال تعلیم الکبار وتدریب العمال، وهو المجال الذی کرس له حیاته التالیة وبرز فیه. فصار السمة الممیزة لفلسفته وکتاباته بقیة حیاته. وخلال الفترة من عام 1961م حتى عام 1964م عمل کأول مدیر لقسم الإرشاد الثقافی بجامعة ریسیف، وهو المنصب الذی أهَّله لوضع البرامج التعلیمیة للفلاحین فی شمال شرق البرازیل، وهذه البرامج حققت نجاحًا وشهرةً؛ حیث إنه کان ینجح فی تعلیمهم القراءة والکتابة فی 30 ساعة (القرمطی،2015).
وقد حظی نجاحه فی تعلیم الکبار باعتراف عالمی دفع الحکومة الثوریة فی البرازیل لاختیاره عام 1963م رئیسًا للمجلس القومی للثقافة الشعبیة. وخلال تلک الفترة احتک احتکاکًا مباشرًا بفقراء الحضر، وبدأ فی بلورة طریقته الخاصة فی التواصل معهم من خلال برامج تعلیم الکبار القائمة على الحوار، کما استمر فی علاقته بالجامعة من خلال عقد حلقات نقاشیة عن تاریخ وفلسفة التعلیم، ومن ثم تم منحه درجة الدکتوراه فی تعلیم الکبار عام 1959م (القرمطی،2015) (جاد، 2005).
وفی عام 1964م عقب الانقلاب العسکری الذی وقع هناک عُدّ فریری محرضًا سیاسیًّا خطرًا على النظام، وأُلقی به فی السجن 70 یوما، وخلال سجنه بدأ فی کتابة أول أعماله التی کانت بعنوان "التعلیم کممارسة للحریة". وبعد انقضاء سجنه نُفی لمدة 15 عامًا، بدأها بفترة قصیرة فی بولیفیا، ثم ما لبث أن انتقل إلى شیلی حیث قضى 5 أعوام یعمل لعدد من المنظمات الدولیة العاملة فی إطار حرکة الإصلاح الزراعی المسیحی الدیمقراطی، وفی عام 1969م عمل بالتدریس والبحث بجامعة هارفارد فی مجال التعلیم والتنمیة والتغییر الاجتماعی. وقد أتاحت له الفترة التی قضاها بأمریکا أن یوسع من مفهومه حول العالم الثالث من المعنى الجغرافی إلى المغزى السیاسی، وذلک حین اطلع على ما تعانیه الأقلیات فی أمریکا من ألوان القهر؛ حیث إن أمریکا کانت تموج فی تلک الفترة بحرکة الأقلیات المطالبة بحریاتها المدنیة. وخلال تلک الفترة أصدر فریری أشهر کتبه قاطبة، ألا وهو "تعلیم المقهورین" (القرمطی،2015).
وفی عام 1979 سمحت له الحکومة البرازیلیة بالعودة من منفاه؛ حیث التحق بالعمل فی جامعة ساو باولو. وفی عام 1988م عُین کوزیر للتعلیم فی مدینة ساو باولو؛ مما أتاح له الإشراف على برامج إصلاح التعلیم فی ثلثی مدارس البرازیل.
وبعد أن أمضى فریری 18 عامًا فی البرازیل، وتحدیداً فی الثانی من مایو عام 1997م توفی باولو فریری بأزمة قلبیة فی ریو دی جانیرو، بعد أن ترک تراثًا عملیا وفکریا ثریا (القرمطی،2015)
وبذلک یعد باولو فریری Paulo Freire واحداً من أبرز المفکرین المعاصرین الذین کرسوا حیاتهم من أجل الارتقاء بمستوى التعلیم ومزجه مع الواقع السیاسی والاجتماعی والثقافی، وتغییر أوضاع الفقراء والمهمشین والمستضعفین على مستوى العالم تغییراً جوهریاً نحو الأفضل (أبو جادو،2009).
ثالثاً: وصف کتاب "تعلیم المقهورین":
کتاب "تعلیم المقهورین" أو "أصول تربیة المضطهدین" (Pedagogia do Oprimido) کتبه المعلم البرازیلی باولو فریری ونشر عام 1968م بالبرتغالیة. وفی عام 1970م تم ترجمته بواسطة مایرا راموس Mayra Ramos إلى الإنجلیزیة (Pedagogy of the Oppressed). ثم ترجمه إلى اللغة العربیة الدکتور یوسف نور عوض عام 1980م ونشرته دار القلم فی بیروت.
یعد کتاب تعلیم المقهورین کتابا ثوریا فی مجاله، وقد اشتهر فی الأوساط التربویة على أنه یقدم نظریة جدیدة فی أسالیب التعلیم وبخاصة تعلیم الکبار، یتناول بفصوله الأربعة موضوعات على قدر عال من الأهمیة.
رابعاً: ملامح الفکر التربوی عند باولو فریری Paulo Freire:
من خلال الاطلاع على الأدبیات المختلفة للمفکر باولو فریری یمکن للدراسة الحالیة تحدید أهم بعض الملامح الممیزة لفکر باولو فریری التربوی وذلک متمثلاً فی المحاور التالیة:
الأهداف التربویة: تحدد الدراسة الحالیة الأهداف التربویة فی " فکر باولو فریری" من خلال کتابة تعلیم المقهورین (فی عوض، 1980) کالتالی:
ـــــ تحقیق إنسانیة الأنسان، فالکفاح من أجل الإنسانیة یتحقق مفعوله عندما یدرک الأفراد أن اللاإنسانیة مجرد ظاهرة فی التاریخ، لا تشکل حتمیة مصیریة.
ــــــ تباین القهر أمام المقهورین حتى یتسنى لهم النضال من أجل اکتساب حریتهم.
ــــــ القضاء على الظروف التی حولت الناس إلى مجرد أشیاء، من أجل تحقیق الأنسنة والقضاء على الاستلاب.
الطبیعة الإنسانیة: ینظر باولو فریری Paulo Freire إلى الإنسان على أنه کائن واع، فالوعی هو العملیة التی یستطیع من خلالها الإنسان أن یفهم ویعرف العالم من حوله، فالإنسان الحقیقی الواعی یوجد مع العالم فی حقیقة جدلیة ناقدة هادفة، فالواقع وموجوداته لیس لهما من حقیقة خارج وعی الإنسان ومدرکاته، فالإنسان ذاته یعیش داخل الواقع، کما یتفاعل فی الوقت ذاته (عمار، 2007، 186).فالإنسان عند فریری کائن مبدع وهذا الإبداع لا یتحقق بالتعلیم البنکی کما یرى فریری وتظهره الدراسة الحالیة. لأجل هذا یوصی فریری بالتعلیم الحواری الذی یساعد على الإبداع وتنمیة المقدرة على حل المشکلات ومواجهة الصعاب.
طبیعة المعرفة: یری باولو فریری أن المعرفة عبارة عن بناء اجتماعی، له أبعاده الفردیة التی لا یمکن أن ننساها أو نقلل من أهمیتها، فعملیة التعرف تقوم على تحدید الأهداف، وتثیر لدى الأفراد مجالات متعددة وموضوعات مختلفة للتفکیر.
وبالاطلاع على کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری تجد الدراسة الحالیة أن نظرة باولو فریری Paulo Freire تختلف کل الاختلاف مع مفهوم طبیعة المعرفة فی ظل التعلیم البنکی أو التعلیم التقلیدی، الذی یعتبر المعرفة هبة من المعلمین یمنحونها للمتعلمین والذین یعتبرونهم لا یعلمون شیئا، فإلصاق الجهل المطلق بالآخرین هو صفة من صفات أیدلوجیة الاضطهاد (فریری، 2002، 58).
کما تأتی المعرفة عند باولو فریری من خلال التفاعل القائم والمستمر بین العقل والحواس، والإبداع والتنمیة المجتمعیة فی شتى مناحی الحیاة، ولیست موروثة وإنما تأتی بالاکتساب، کما أنها عبارة عن نوعین معرفة شعوریة والثانیة معرفة نظریة تشمل المعتقدات المکونة عن طریق التداعیات النقدیة والنقاش (باولو فریری، 2005، 72).
طبیعة العملیة التعلیمیة: یتحدث فریری Paulo Freire فی کتابة تعلیم المقهورین عن النظام التعلیمی کما لو مصرفاً للنقود یأتی إلیه الطلاب لینهلوا من المعلومات التی یحتاجون إلیها فی الحیاة، فالمعرفة لیست المنفعة التی تمر من خلال المعلمین إلى المتعلمین، وأنه على الطلاب أن یقوموا بترکیب الهیکل المعرفی والخبرات التی یکتسبونها من المواقف المختلفة أو التی یمرون بها فی حیاتهم (عوض، 1980).فعلى المعلمین أن یدرکوا کیف یتفهم الطلاب العالم، حتى یتمکنوا من الوصول إلى الطریقة المثلى فی تعلیم طلابهم، والتعلیم عند باولو فریری بهذا الشکل لیس مجرد توصیل معلومة من شخص یُعلمها إلى شخص آخر یتلقاها دون جهد، وإنما هی دراسة نقدیة وأسلوب طرح المشکلات اللذین یرتبطان تمام الارتباط بعملیة النقد لکل ما هو سائد فی العملیة التعلیمیة.
وتستنتج الدراسة الحالیة أن التعلیم عند باولو فریری Paulo Freire هو الإعداد للمعرفة، وتوفیر ما یلزمها من أدوات ومهارات، وهو تمرین على الصبر والمثابرة فی استخدام هذه الأدوات وتنمیة هذه المهارات.
المعلـم: یتمثل دور المعلم فی کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین" فی تقدیمه للمشکلات المتعلقة بتنظیم الموقف الوجودی، لیساعد المتعلمین على الوصول لوجهة نظر ناقدة لواقعهم الذی یعیشون فیه، وتعتمد عملیة التعلیم والتعلم على الحوار والمناقشة بین المتعلمین والمعلمین (مرزوق، 2012، 428).کما أن المعلم یقوم ببناء القیم الصحیحة ـــــ لدى المتعلمین ــــــ على قاعدة واضحة من الاقتناع العقلی والاختیار الحر، بعیدا عن التلقین والإکراه والإجبار، ذلک لأن القیم قضیة تصوریة وجدانیة متأصلة فی النفس البشریة، وعلیه لا بد من مراعاة قیامها على قاعدة عقلیة ممزوجة بالعاطفة والوجدان حتى تتشکل عند الفرد بصورة صحیحة (العجرمی، 2012، 27).
فالعلاقة بین المعلم والمتعلم یجب أن تقوم على الحوار، واستقصاء المشکلات الواقعیة، والوعی بها من قِبل المتعلمین، والتی تساعدهم على التفاعل مع واقعهم بالتحلیل تحلیلاً نقدیاً، وتطبیق الفکر فی الواقع.
خامساً: النظریة التربویة وباولو فریری Paulo Freire:
تحتل النظریة التربویة مکانة متمیزة فی کتابات ومؤلفات باولو فریری Paulo Freire، حیث ساعده انتقاله من بلد إلى بلد آخر على تکوین رؤیة ونظریة تربویة، ویمکن تلمس شواهد هذه النظریة فی کتابه تعلیم المقهورین من خلال نظریة تربویة جدیدة تدعو إلى الانتقال من التعلیم البنکی إلى التعلیم الحواری، ویهدف من خلالها القضاء على قهر المعلمین للمتعلمین، وذلک من خلال خلق جو تربوی یسوده الإخاء والمودة داخل وخارج المؤسسات التعلیمیة، لیصبح المعلم میسراً للمادة العلمیة؛ من خلال إتباع أسلوباً جدیداً فی التعلیم متمثل فی طرح المشکلات وحلها بالمشارکة مع الطلاب(إبراهیم، 2005، 67).
إلا أن عمار (2007) قد حدد مصدر النظریة التربویة عند باولو فریریPaulo Freire بقوله: "إن فریری لم یکن فیلسوفاً من أصحاب الأبراج العاجیة، ولکنه ظل طوال حیاته مناضلا مشتبکاً مع الواقع، تلتحم فی أفکاره وحدة الفکر والعمل، وفی توأمة العمل مع الفکر، وأننا نصنع الطریق فی الأرض بالمشی علیها"(182).
1-مبادئ النظریة التربویة عند فریری:
ترتکز النظریة التربویة عند باولو فریری على مجموعة من الأسس والمبادئ یمکن بلورتها فی:
(محمد وإبراهیم، 2000، 220)
التعلیم لیس محایداً، وإنما یتخذ أحد اتجاهین، إما اتجاه مساعدة الأفراد على التحرر من القهر، أو اتجاه سلبهم حریتهم وإنسانیتهم.
الناس أحرار فی عالمهم ویمتازون بقدرتهم على الإبداع والتغییر فیه وفی ذاتهم، وذلک من خلال ما أتیح للإنسان من القدرة على التفکیر والتدبر فی الماضی والوعی به، ومن ثم بناء المستقبل الحاضر فی ضوء ذلک.
التغییر فی البناء الاجتماعی والتربوی للإنسان المقهور لا یتم إلا من خلال تعلیم القراءة والکتابة والقضاء على الجهل والتخلف والوعی بالذات، والخیاران متلازمان.
عملیة التربیة والتعلیم عملیة کلیة، فالفرد فیها لا یستطیع أن یقوم بإجراء نوع من المسح أولاً لیحدد حاجاته، ثم یقوم بتعیین الأهداف ثم یخطط للخبرات التعلیمیة، لکنه یبدأ عمله معتمداً على طرح الحوار لإثارة الوعی والانتباه لدى الطلاب بأوضاعهم الاجتماعیة من جهة وبذاتهم من جهة أخرى.
التعلیم التقلیدی ـــ البنکی ـــــ لیس إلا تخزین معلومات فی ذاکرة الطلاب العقلیة إلى أن یأتی موعد الامتحانات ویتم تفریغ هذه المعلومات فی کراسات الإجابة، بینما من الأحرى أن تکون العملیة التعلیمیة قائمة على التواصل بین المعلم والمتعلم ـــــ التعلیم الحواری ــــ بدلاً من التواصل من طرف واحد هو المعلم.
الإیمان العمیق بإنسانیة الإنسان وبجماهیر الشعب، والقدرة على تغییر الأوضاع.
النظر إلى المعرفة على أنها عملیة بحث، ولیست عملیة تلقین.
2-تطبیقات النظریة التربویة لفریری Paulo Freire فی میدان التربیة العربیة:
باستکشاف الواقع التربوی العربی نلاحظ بعض مظاهر التسلط والقهر التی سعى کتاب تعلیم المقهورین إلى محاربتها؛ من أجل تحریر الإنسان وتحقیق إنسانیته. وبتسلیط الضوء على واقع التربیة العربیة نجد أنها تعانی أمراضاً أزلیة وتحدیات کبیرة، وتعد السلطویة أهم تلک الأمراض التی یعانی منها الجسم التربوی العربی، وقد طغت السلطویة على بعض جوانب التربیة العربیة حتى کاد یسودها ما أسماه البعض " اغتیال العقول والنفوس" وفشلت التربیة فی تحقیق اهدافها الرئیسة للتعلیم، وهو إیجاد الملکات النقدیة والفکریة المستقلة (السورطی، 2009، 14).
إن تزاید استئثار الدول المتقدمة بالمعرفة والقوة، وفرض الهیمنة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة على الدول النامیة، لاجتثاث الأصول الفکریة وتشویه القیم العقیدیة والخلقیة التی یلتزم بها المجتمع العربی والإسلامی (مکروم، 2004، 3). یوجب علینا العمل على بناء العقلیة الناقدة والمنفتحة والمرنة، القادرة على التسلح بالمعرفة والقوة، من أجل الوقوف فی وجه محاولات مسخ الهویة الوطنیة، وتحریر العقول من التنمیط ومن سیطرة ما یملکون العلم والمعرفة، وجعلهم مصدراً للمعرفة والقوة بما یملکون من ثقافة وعلم (نصار، 2005، 30). ویمکن إیجاز أبرز سلبیات النسق التربوی العربی فی:
ــــ الاعتماد على التعلیم البنکی بالحفظ والتلقین.
ــــ الانفصال بین التعلیم والتربیة من جهة، والسیاسات التنمویة والاجتماعیة من جهة أخرى.
ــــ العجز عن تنشئة المواطن اللاتنویری.
ـــــ ممارسة المؤسسة التربویة للقهر والتسلط بما تفرضه من مناهج ومحتویات واسالیب تلقین.
ــــ الظلم الاجتماعی وعدم العدالة فی الفرص التعلیمیة بین الریف والحضر.
وتتفق الدراسة الحالیة مع الواقع التربوی العربی فی المشکلة والحل، فقد کان محقاً باولو فریری Paulo Freire عندما نظر إلى التعلیم المصرفی ــــ البنکی ـــ الذی یتحول الطلاب فیه إلى مجرد وحدات ذاکرة تخزن، یقوم المعلم بإیداع معارفه فیها، ویقلل من الإبداعیة عند الطلاب أو إلغائها تماماً، من أجل خدمة أغراض القاهرین. کما تتفق هذه الدراسة مع واقعنا التربوی العربی فی الحلول من خلال التعلیم الحواری الناقد ببرامجه، حیث یدخل الطلاب فی علاقة حوار دائم مع المعلمین، وتتکفل هذه الطریقة بتخلیص المتعلمین من الأوهام والأساطیر، وتخلص الدراسة بأن وظیفة التربیة عند فریری Paulo Freire هی تنمیة النقد والحوار، وتدریب الوعی الناقد، لأنه یسلم بأن عقل الإنسان قادر على التکیف وکشف الحقائق (خضر، 2008، 109).
الدِّراسَات السابقة:
تعرض الدراسة فی هذا الجزء الدِّراسَات السابقة ذات الصلة بالدِّراسَة الحالیَّة، واتبعت الباحثات فی سردها التسلسل الزمنی من الأحدث إلى الأقدم، ومن الدِّراسَات السابقة التی تناولت فکر باولو فریری دراسة مرزوق(2012) بعنوان: النظریة التربویة لباولو فریری وتطبیقاتها فی العالم النامی: دراسة تحلیلیة نقدیة، هدفت الدراسة إلى التعرف على معالم النظریة التربویة عند باولو فریری، وأبعاد فکره التربوی، استخدمت الدراسة المنهج الفلسفی التحلیلی، وانتهت الدراسة إلى وجود العدید من الممارسات السلبیة التی یعانی منها النظام التعلیمی العربی القاتلة للإبداع والتی تکرس القهر والتسلط والتقلید.
کما جاءت دراسة إبراهیم(2003) بعنوان: النظریة التربویة فی کتابات باولو فریری، دراسة تحلیلیة، هدفت الدراسة إلى التعرف على النظریة التربویة وأبعادها فی کتابات باولو فریری من خلال کتاباته وما کتب عنه، وقد رکزت الدراسة على مفهوم التربیة الثوریة التی تبناها باولو نتیجة لنشأته فی مجتمع مقهور، کما عرضت الدراسة مفهوم النظریة ومدى انطباقها على فکر فریری، وکیفیة تأثر فریری فی تسجیله لمجموعة أفکاره بالتیارات الثقافیة والفکریة والدینیة، وقد تحددت محاور نظریة فریری التربویة فی مجموعة من المحاور وهی: القهر، التعلیم البنکی، الوعی، الأنسنة، الحوار، تعلیم الکبار.
وسبقتها دراسة نجیب(1998) بعنوان: باولو فریری- الوعی من الخارج، سعت دراسة لتحدید منهج فریری فی صیاغة وإدارة برنامجه السیاسی، واستنتج الباحث أن هذا المنهج هو الذی أعطى فریری مکانته ضمن مفکری القرن العشرین أکثر من مجرد عمله وطریقته فی برامج محو الأمیة، ویطلق على المنهج "صناعة الوعی" الذی شاع بین دول العالم. وتتبعت الدراسة تطور فکر باولو فریری وتأثره فی نهایة حیاته بفلسفة ما بعد الحداثة مما دفع البعض لیطلق على فلسفته: الفلسفة الإنسانیة الدیمقراطیة الرادیکالیة.
کما جاءت دراسة محمد(1995) بعنوان: نظریة باولو فریری فی تعلیم وتنمیة الکبار، هدفت الدراسة إلى التعرف على نظریة باولو فریری فی تعلیم وتنمیة الکبار، والکشف عن منابعها الفکریة، وتحلیل مبادئ نظریة باولو فریری فی تعلیم وتنمیة الکبار، وتوصلت إلى أن فریری تأثر بتیارات فکریة کثیرة، وطبقت نظریته فی دول کثیرة مثل تنزانیا والولایات المتحدة الأمریکیة.
منهجیة الدراسة وإجراءاتها:
منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی، الذی یهدف إلى الوصف الموضوعی والعلمی المنظم والکمی للمضمون الظاهر (طعیمة،1989،22)، لتحلیل محتوى الکتاب موضوع الدراسة لمعرفة القیم التی تتضمنه.
ولقد استخدمت الباحثات منهج تحلیل المحتوى، الذی یُعد أحد مداخل البحث الوصفی، وقد عرّف بیرلسون Berelson(فی العسّاف،2012،217) منهج تحلیل المحتوى بأنه: "طریقة بحث یمکن تطبیقها من أجل الوصول إلى وصف کمی هادف ومنظم لمحتوى أسلوب الاتصال".
أداة الدراسة:
اعتمدت الباحثات فی هذه الدراسة على استمارة تحلیل المحتوى
الصورة الأولیة لقائمة الأبعاد المستنبطة من کتاب تعلیم المقهورین:
اشتملت القائمة على خمسة أبعاد ــــــ أربعة منها للقیم والبعد الخامس یقیس بعد الأهداف التربویة ــــــ فی کتاب تعلیم المقهورین، وهذه الأبعاد تتمثل فی البُعد الاجتماعی، البُعد الأخلاقی، البُعد التعلیمی، البُعد الذاتی، بُعد الأهداف المتضمنة فی الکتاب والجدول (1) یوضح الأبعاد الرئیسة للقیم وعدد القیم الفرعیة التابعة لها، وکذلک بعد الأهداف التربویة.
جدول (1) الأبعاد الرئیسة وعدد القیم الفرعیة المنتمیة لها
م
الأبعاد الرئیسة
عدد القیم الفرعیة المنتمیة للبعد الرئیس
1
البعد الاجتماعی
19
2
البعد الأخلاقی
10
3
البعد التعلیمی
13
4
البعد الذاتی
8
5
بعد الأهداف التربویة
14
المجمــــــــــــــــــــــــوع
64
خطوات الدراسة:
تم إعداد استمارة تحلیل المحتوى فی صورتها الأولیة، وعرضها على مجموعة من المحکمین لمعرفة آرائهم فی القیم ومدى انتمائها للمحاور الرئیسة، والاستفادة من مقترحاتهم فی إضافة بعض القیم التی یمکن أن تکون قد أغفلتها القائمة، أو استبعاد القیم غیر المناسبة.
ثم قامت الباحثات بجمع الاستمارات من المحکمین بعد تعبئتها، وتم استبعاد القیم التی أجمعوا أنها غیر مناسبة من وجهة نظرهم والإبقاء على القیم المناسبة، ومن ثم قامت الباحثات بإعادة کتابة القائمة فی صورتها النهائیة ولتحقیق أهداف الدراسة قامت الباحثات بعرض القائمة على المتخصصین فی المجال التربوی.
الصورة النهائیة لقائمة القیم والأهداف:
قامــت الباحثــات بتعــدیل الاستمارة بالإضافة والحذف بنــاءً علــى المقترحــات والتعــدیلات التــی اقترحهــا السادة المحکمین البالغ عددهم(10) ثم تم عرضها على مجموعـة مـن المتخصصـین فـی التربیـة، وبناء علـى ذلـک أصـبحت أداة الدراسـة الأولـى فـی صـورتها النهائیـة صـالحة للتطبیـق علـى کتـاب تعلیم المقهورین لباولو فریری والجدول التالی یوضح القائمة فی صورتها النهائیة.
جدول (2) الأبعاد الرئیسة وعدد القیم الفرعیة المنتمیة لها فی صورتها النهائیة
م
الأبعاد الرئیسة
عدد القیم الفرعیة المنتمیة للبعد الرئیس
1
البعد الاجتماعی
8
2
البعد الأخلاقی
9
3
البعد التعلیمی
8
4
البعد الذاتی
8
5
بعد الأهداف التربویة
8
المجمــــــــــــــــــــــــوع
41
خطوات التحلیل:
أداة التحلیل: یهدف تحلیل محتوى کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری إلى استخراج القیم والأهداف التربویة من محتوى الکتاب
عینة التحلیل: تمثلت عینة التحلیل فی کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری وفق قائمة القیم.
وحدة التحلیل: اعتمدت الباحثات وحدة الفقرة، ووحدة اللفظة، ووحدة الفکرة فی تحلیل الکتاب، حیث یتم تحلیل هذا الکتاب بناء على توافر المعاییر فی کل صفحة من الکتاب.
فئات التحلیل:تــم تحلیــل کتاب تعلیم المقهورین، وفق قائمـة القـیم التـی تـم تحدیـدها مسـبقاً، وتمثلـت فئات التحلیل فی هذه الدراسة فی القیم الفرعیة الواردة فی بنود الأبعاد الخمسة.
ضوابط عملیة التحلیل: تم تحلیل محتوى الکتاب وفق قائمة القیم المعدة من قبل الباحثات، ومقارنة تحلیله، وفق المعاییر والشروط المتفق علیها بین الباحثات والمحلل الإحصائی.
صدق أداة التحلیل: یقصد بالصدق مدى تحقیق الأداة للغرض التی أعدت من أجله، فتقیس ما وضعت لقیاسه، وقد تم الاستدلال على صدق التحلیل من خلال بطاقة التحلیل التی تم الحکم على صدقها من خلال عرضها على متخصصین فی التربیة، وذلک بعد إجراء التعدیلات المطلوبة حسب اقتراحات السادة المحکمین.
ثبات أداة التحلیل: تقصد الباحثات بالثبات أی الحصول على نفس النتائج عند تکرار القیاس باستخدام نفس الأداة فی نفس الظروف التی جرت فیها عملیة القیاس، وللتأکد من ثبات عملیة التحلیل قامت الباحثات الثلاث بتحلیل کتاب تعلیم المقهورین وفق قائمة القیم المعدة، کل واحدة بانفراد، وتم حساب نسبة الاتفاق بین تحلیل الباحثات باستخدام معادلة هولستی والتی تنص على:
حیث ر: معامل الثبات.
2(ت1×ت2): عدد مرات الاتفاق بین التحلیل الأول والتحلیل الثانی × 2.
ت1: مجموع التکرارات فی التحلیل الأول.
ت2: مجموع التکرارات فی التحلیل الثانی.
وقد استخدمت الباحثات القیمة الأقل للتحلیلین فی البسط وذلک لقربها من الصواب حسب اتفاق الکثیر من الباحثین، والجدول التالی یوضح ثبات التحلیل لمحتوى کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری:
جدول (3) معامل ثبات کتاب باولو فریری (تعلیم المقهورین)
م
الأبعاد الرئیسة
کتاب تعلیم المقهورین
تحلیل الباحثة1
الباحثة2
الثبات
1
البعد الاجتماعی
167
165
99.3٪
2
البعد الأخلاقی
78
80
98.7٪
3
البعد التعلیمی
302
300
99.6٪
4
البعد الذاتی
251
255
92.2٪
5
بعد الأهداف التربویة
118
125
97.1٪
المجموع
916
925
99.5٪
من خلال الجدول (3) یتضح أن معمل الثبات بلغ نسبة 99.5٪ وهو نسبة مرتفعة، ما یؤکد قبول التحلیل، وکذلک الاتفاق بین تحلیل الباحثات فی الحصول على معامل ثبات مرتفع.
نتائج الدراسة وتفسیرها
مناقشة النتائج المتعلقة بـــــــــ (السؤال الأول):
1- ما القیم التربویة المتضمنة فی کتاب باولو فریری "تعلیم المقهورین"؟
للإجابة عن السـؤال الأول للدراسـة، وبعـد الاطـلاع علـى الأدبیـات التربویـة والدراسـات السـابقة وبعـض المواقـع الالکترونیـة والمـؤتمرات العلمیـة المتصـلة بـالقیم المتضـمنة فـی کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری، قامت الباحثات بإعـداد قائمـة المکونـة مـن خمسة محاور ــــــ أبعاد ــــــ فـی کتاب "تعلیم المقهورین": القــیم: الاجتماعیــة، الأخلاقیة، التعلیمیة، الذاتیة، ثم یأتی بعد الأهداف التربویة المتضمنة فی الکتاب فی محاولة للإجابة على السؤال الثانی من أسئلة الدراسة ، وقد خرجت القائمة بصورتها النهائیة لهذا الکتاب محور الدراسة من خمسة أبعاد و(41) قیمة وهدف فرعی کما هو موضح فی الجدول رقم (4).
جدول (4) القیم والأهداف المتضمنة فی کتاب تعلیم المقهورین
الأبعاد الرئیسة
القیم المتضمنة فی الکتاب
الأبعاد الرئیسة
القیم المتضمنة فی الکتاب
البعد الاجتماعی
-التعاون والمشارکة.
-الانتماء للجماعة.
-خدمة المجتمع.
-التمسک بالقیم وتقالید وعادات المجتمع.
-احترام الحقوق العامة.
-التآلف الثقافی.
-المواطنة.
-الثقة بالآخرین
البعد الأخلاقی
-الصدق.
-الأمانة.
-الاعتذار.
-التواضع.
-الشکر.
-الصبر.
-الثقة بالنفس.
-الشجاعة.
-النظام.
توصلت الدراسة الحالیةإلى مجموعة من النتائج بعد استخدام الباحثة لأداة تحلیل المحتوى لکتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری، وکانت النتائج کما هو موضح فی الجدول (5) التالی:
یتضح من الجدول (5) السابق أن بُعد القیم التعلیمیة احتل المرتبة الأولى بنسبة (37.8٪) فی مجمل کتاب تعلیم المقهورین، وظهرت هذه النسب فی الفصول بنسب مئویة مختلفة حیث احتل الفصل الثالث المرتبة الأولى فی القیم التعلیمیة بنسبة (19.4٪) یلیه الفصل الرابع بنسبة (7.7٪) ثم الفصل الثانی بنسبة (6.6٪) ثم الفصل الأول بنسبة (4.01٪).
ثم جاءت القیم الذاتیة فی المرتبة الثانیة بنسبة (31.4٪)، وقد ظهرت هذه القیم فی المقدمة والفصل الأول بنسبة (11.6٪)، وفی الفصل الثانی بنسبة (5.6٪)، أما فی الفصل الثالث فجاءت بنسبة (7.6٪)، وجاءت النسبة فی الفصل الرابع بمقدار (6.5٪).
أما القیم الاجتماعیة فقد احتلت المرتبة الثالثة بنسبة (20.9٪) وجاء الفصل الرابع فی المرتبة الأولى متفوقا على الفصول الثلاثة فی الترتیب بنسبة (7.6٪)، وتلاها الفصل الثالث بنسبة (5.3٪)، کما جاءت المقدمة والفصل الأول فی المرتبة الثالثة بنسبة (4.2٪)، واحتل الفص الثانی المرتبة الرابعة بنسبة (3.6 ٪).
وقد جاءت القیم الأخلاقیة فی المرتبة الرابعة من الترتیب بین الأبعاد الأربعة بنسبة (9.7٪)، واحتل الفصل الرابع المرتبة الأولى بنسبة (5.5٪)، تلاه الفصل الثالث بنسبة (1.75٪)، ثم المقدمة والفصل الأول بنسبة (1.8٪)، وجاء الفصل الثانی فی المرتبة الأخیرة بنسبة (0.6٪).
وفیما یلی النتائج الفرعیة لکل بعد من هذه الأبعاد فیما یلی:
أولاً: البعد الاجتماعی: تکون محور القیم الاجتماعیة من ثمان قیم مختلفة، ویوضح الجدول (6) عدد التکرارات والنسب المئویة والرتب للقیم الاجتماعیة المتوفرة فی کتاب تعلیم المقهورین.
جدول (6) التکرارات والنسب المئویة والرتب
م
القیم المتضمنة فی الکتاب (البعد الاجتماعی)
التکرار
النسبة المئویة
الرتبة
1
التعاون والمشارکة.
37
22.1٪
1
2
الانتماء للجماعة.
19
11.3 ٪
5
3
خدمة المجتمع.
6
3.5 ٪
7
4
التمسک بالقیم وتقالید وعادات المجتمع.
7
4.1 ٪
6
5
احترام الحقوق العامة.
34
20.3 ٪
2
6
التآلف الثقافی.
28
16.7 ٪
4
7
المواطنة.
4
2.3 ٪
8
8
الثقة بالآخرین
33
19.7 ٪
3
المجموع
167
100 ٪
النسبة العامة للبعد
20.9 ٪
یتضح من خلال استعراض النتائج فی الجدول (6) أن بُعد القیم الاجتماعیة قد احتل المرتبة الثالثة فی ترتیب القیم فی الکتاب محل الدراسة، وأن قیمة التعاون والمشارکة قد احتلت المرتبة الأولى من بین القیم التی شملها البعد الاجتماعی بنسبة (22.1٪)، یلیها قیمة احترام الحقوق العامة فی المرتبة الثانیة بنسبة (20.3٪)، ویلیها فی المرتبة الثالثة قیمة الثقة بالآخرین بنسبة (19.7٪)، وفی المرتبة الرابعة جاءت القیمة التآلف الثقافی بنسبة (16.7٪) ، أما فی المرتبة الخامسة فقد جاءت القیمة الانتماء للجماعة بنسبة (11.3٪)، ویلیها قیمة التمسک بالقیم وعادات المجتمع بنسبة (4.1٪) فی المرتبة السادسة، ثم خدمة المجتمع فی المرتبة السابعة بنسبة (3.5٪)، أما المواطنة فقد احتلت المرتبة الثامنة بنسبة (2.3%).
ثانیاً: البعد التعلیمی: یتکون هذا البعد من ثمان قیم کما هو موضح فی الجدول (7) التالی:
جدول (7) التکرارات والنسب المئویة والرتب
م
القیم المتضمنة فی الکتاب ( البعد التعلیمی)
التکرار
النسبة المئویة
الرتبة
1
تقدیر العلم والعماء
9
2.9٪
7
2
حب القراءة والاطلاع.
1
0.3٪
8
3
القدرة على الإبداع.
31
10.2٪
5
4
التفکیر العلمی.
17
5.6٪
6
5
أسلوب الحوار.
120
40.1٪
1
6
التفکیر الناقد.
50
16.5٪
2
7
البحث العلمی.
34
11.2٪
4
8
حل المشکلات
40
13.2٪
3
المجموع
302
100٪
النسبة العامة للبعد
37.8٪
یتضح من خلال جدول (7)أن قیم البعد التعلیمی قد احتلت المرتبة الأولى فی ترتیب القیم فی الکتاب محل الدراسة، وأن قیمة أسلوب الحوار احتلت المرتبة الأولى من بین القیم الفرعیة التی شملها البعد التعلیمی بنسبة (40.1٪)، یلیها قیمة التفکیر الناقد فی المرتبة الثانیة بنسبة (16.5٪)، ویلیها فی المرتبة الثالثة قیمة حل المشکلات بنسبة (13.2)، وفی المرتبة الرابعة جاءت القیمة البحث العلمی بنسبة (11.2٪)، أما فی المرتبة الخامسة فقد جاءت القیمة القدرة على الإبداع بنسبة (10.2٪)، ویلیها قیمة التفکیر العلمی بنسبة (5.6٪) فی المرتبة السادسة، ویلیها قیمة تقدیر العلم والعلماء فی المرتبة السابعة بنسبة (2.9%)، أما قیمة حب القراءة والاطلاع فقد احتلت المرتبة الثامنة بنسبة (0.3٪).
ثالثا: البعد الذاتی: یتکون هذا البعد من ثمان قیم کما هو موضح فی الجدول (8) التالی:
جدول (8) التکرارات والنسب المئویة والرتب
م
القیم المتضمنة فی الکتاب (البعد الذاتی)
التکرار
النسبة المئویة
الرتبة
1
الدفاع عن النفس.
10
3.98٪
6
2
الحریة.
101
40.24٪
1
3
النضال.
63
25.09٪
2
4
الإیمان بالتغییر.
19
7.58٪
4
5
مواجهة التحدیات.
33
13.16٪
3
6
اتخاذ القرار.
12
4.78٪
5
7
إتقان العمل.
4
1.59٪
8
8
الثقة بالنفس
9
3.58٪
7
المجموع
251
100
النسبة العامة للبعد
31.4٪
وبناءً على الجدول (8) یتضح أن قیم البعد الذاتی قد احتلت المرتبة الثانیة فی ترتیب القیم فی الکتاب، وأن قیمة الحریة قد احتلت المرتبة الأولى من بین القیم الفرعیة التی شملها البعد الذاتی بنسبة (40.24٪)، یلیها قیمة النضال فی المرتبة الثانیة بنسبة (25.09٪)، ویلیها فی المرتبة الثالثة قیمة مواجهة التحدیات بنسبة (13.16٪)، وفی المرتبة الرابعة جاءت قیمة الإیمان بالتغییر بنسبة (7.58٪)، أما فی المرتبة الخامسة فقد جاءت قیمة اتخاذ القرارات بنسبة (4.78٪)، ویلیها قیمة الدفاع عن النفس بنسبة (3.98%) فی المرتبة السادسة، ویلیها قیمة الثقة بالنفس فی المرتبة السابعة بنسبة (3.58%)، وأخیرا قیمة إتقان العمل بنسبة (1.59٪).
رابعا: البُعد الأخلاقی: یشتمل هذا المحور على تسع قیم موضحة فی الجدول (9) التالی:
جدول (9) التکرارات والنسب المئویة والرتب.
م
القیم المتضمنة فی الکتاب (البعد الأخلاقی)
التکرار
النسبة المئویة
الرتبة
1
الصدق.
6
7.69 ٪
4
2
الأمانة.
1
1.28 ٪
7 مکرر
3
الاعتذار.
1
1.28 ٪
7
4
التواضع.
12
15.38 ٪
3
5
الشکر.
2
2.56 ٪
6
6
الصبر.
-
-
-
7
الثقة بالنفس.
5
6.41 ٪
5
8
الشجاعة والتضحیة.
24
30.77 ٪
2
9
النظام.
27
34.63 ٪
1
المجموع
78
100٪
النسبة العامة للبعد
9.77 ٪
یتبین من جدول (9) أن قیم البعد الأخلاقی احتل المرتبة الخامسة فی ترتیب القیم فی کتاب تعلیم المقهورین بنسبة (9.77٪ )، وأن قیمة النظام احتلت المرتبة الأولى من بین القیم التی شملها البعد التعلیمی بنسبة (34.63٪)، یلیها قیمة الشجاعة والتضحیة فی المرتبة الثانیة بنسبة (30.77٪)، ویلیها فی المرتبة الثالثة قیمة التواضع بنسبة (15.38٪)، وفی المرتبة الرابعة جاءت قیمة الصدق بنسبة (7.69٪)، أما فی المرتبة الخامسة فقد جاءت قیمة الثقة بالنفس بنسبة (6.41٪)، ویلیها قیمة الشکر بنسبة (2.56%) فی المرتبة السادسة، وتأتی قیمة الأمانة وقیمة الاعتذار فی المرتبة السابعة بنسبة (1.28%) لکل واحدة منهما، وبهذا تکون القیم المُستخلصة فی البُعد الأخلاقی ثمان قیم فقط
مما سبق تبین للباحثات توافر القیم فی کتاب تعلیم المقهورین: القیم التعلیمیة ثم القیم الذاتیة ثم القیم الاجتماعیة وأخیرا القیم الأخلاقیة، وتعزو الباحثات تفوق القیم التعلیمیة فی الکتاب إلى اهتمام المؤلف بتعلیم فئة المقهورین وترکیزه على محاربة الأمیة، وتطویر التعلیم التلقینی إلى التعلیم الحواری، واحتلت القیم الذاتیة المرتبة الثانیة لکونها تساعد أفراد المجتمع على إحداث التغییر، ابتداء بالتغییر الداخلی ثم تغییر أوضاعهم الاجتماعیة، ثم تأتی القیم الاجتماعیة فالقیم الأخلاقیة.
مناقشة النتائج المتعلقة بـــــــــ (السؤال الثانی):
2- ما الأهداف التربویة المتضمنة فی کتاب "تعلیم المقهورین" باولو فریری؟
فیما یلی تستعرض الباحثات النتائج المتعلقة بالأهداف التربویة فی کتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری، وسیتم توضیح نتائج تحلیل المحتوى کما فی الجدول (10) التالی:
جدول (10) التکرارات والنسب المئویة لمحور الأهداف التربویة
مستویات التحلیل
الأهداف التربویة
المجموع
النسب
الترتیب
التکرارات
النسبة
المقدمة والفصل الأول
54
23.3%
54
23.3%
2
الفصل الثانی
34
14.7%
34
14.7%
3
الفصل الثالث
25
10.8%
25
10.8%
4
الفصل الرابع
118
51.2%
118
51.2%
1
المجموع
231
100
یتضح من خلال الجدول (10) مدى توفر الأهداف التربویة فی کتاب باولو فریری، وقد ظهرت هذه الأهداف بصورة جلیة فی الفصل الرابع واحتل المرتبة الأولى بنسبة (51.2٪)، کما ظهرت فی المقدمة والفصل الأول بنسبة (23.3٪)، کما توفرت فی الفصل الثانی بنسبة (14.7٪)، تلاها الفصل الثالث بنسبة (10.8٪).
وفیما یلی عرض التکرارات والنسب المئویة للأهداف الفرعیة الموجودة فی کتاب تعلیم المقهورین، ویتضح ذلک من الجدول (11) التالی:
جدول (11) التکرارات والنسب المئویة والرتب
م
الأهداف التربویة المتوفرة فی الکتاب
( بعد الأهداف التربویة)
التکرار
النسبة المئویة
الرتبة
1
المعرفیة
21
17.79٪
2
2
الوجدانیة
10
8.47٪
5
3
المهاریة
2
1.69٪
8
4
تقدیم بدائل
5
4.24٪
7
5
تقنیات التعلیم
8
6.77٪
6
6
التعلیم البنکی
17
14.42٪
4
7
التعلیم الحواری
20
16.95٪
3
8
حل المشکلات
35
29.67٪
1
المجموع
118
100٪
وتبین من جدول (11) توفر بُعد الأهداف التربویة بصورة کبیرة فی الفصول الأربعة للکتاب، وقد احتل أسلوب حل المشکلات المرتبة الأولى فی ترتیب الأهداف بنسبة (29.67%)، والأهداف المعرفیة احتلت المرتبة الثانیة من بین الأهداف المطلوب تحقیقها بنسبة (17.79٪)، یلیها التعلیم الحواری فی المرتبة الثالثة بنسبة (16.95٪)، ویلیها فی المرتبة الرابعة التعلیم البنکی بنسبة (14.42٪)، وفی المرتبة الخامسة جاءت الأهداف الوجدانیة بنسبة(8.47٪)، أما فی المرتبة السادسة فقد جاءت تقنیات التعلیم بنسبة (6.77٪)، ویلیها تقدیم بدائل للتعلیم بنسبة (4.24٪) فی المرتبة السابعة، أما المرتبة الثامنة فقد جاءت الأهداف المهاریة بنسبة (1.69٪).
یتضح مما سبق مدى توفر الأهداف التربویة فی فصول الکتاب الأربعة (الأهداف المعرفیة والأهداف الوجدانیة والأهداف المهاریة بصورة متفاوتة، کان فی مقدمتها الأهداف المعرفیة، التی أظهرت اهتمام المؤلف بأسلوب حل المشکلات فی محاولة للاعتماد علیه فی تطویر منظومة التعلیم، بل والارتقاء من التعلیم البنکی (المعتمد على الحفظ والاسترجاع)، إلى منظومة التعلیم الحواری (المعتمد على البحث والاستقصاء)، بل یتعدى ذلک إلى النقد الذاتی والموضوعی للوصول إلى المعلومة بالاعتماد على التقنیات والبدائل الحدیثة فی التعلیم.
ومن خلال محور الأهداف التربویة ومدى توفرها بالکتاب یتضح أن باولو فریری یؤکد على الدراسة النقدیة التی ترتبط بشکل أساسی بعملیة النقد لکل ما هو سائد، واعتبار الدراسة النقدیة مطلب أساسی للفهم والإدراک وتغییر الواقع ومواجهة التحدیات، وبذلک یصبح المتعلمون أکثر وعیا وإدراکا للعملیات الاجتماعیة.
مناقشة النتائج المتعلقة بـــــــــ (السؤال الثالث):
3- کیف یمکن توظیف فلسفة فریری فی المؤسسات التربویة المعاصرة؟
على القیادات التربویة التعلیمیة أن تمارس نوعا من التعلیم یقوم على المشارکة بین المعلم والمتعلم، وأن تغذى هذه المشارکة بالتجربة العملیة، مع عقد ورش عمل ودورات تدریبیة مکثفة تدور حول توضیح استراتیجیات تعلیم القیم وتعلمها للتلامیذ مع إلزام کافة المعلمین الجدد والقدامى بحضور هذه الورش والدورات والاستفادة من نتائجها وتوصیاتها. إذ لا جدوى من معلم قدیم ومنهاج جدید یجهل کیفیة التعامل معه فی عالم حافل بوسائل تعلیمیة حدیثة، وتقنیات تربویة متطورة، وغزو ثقافی، وقیم غریبة وافدة.
تعقیب على نتائج الدراسة:
تأسیسًا على ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج خلال عملیة التحلیل لکتاب تعلیم المقهورین لباولو فریری، ترى الباحثات أنه توجد الکثیر من القیم التی یجب على مؤسساتنا ومعاهدنا التربویة أن تأخذ بها، ومن ثم إعادة هیکلة المناهج التعلیمیة فکریا وعلمیا وقیمیا وتعلیمیا بما یواکب النهضة العلمیة الشاملة، لتحقیق الفکر العالی الذی یتلاءم ومتطلبات العصر الحدیث.
کما ترى الباحثات أنه یجب العمل على تغییر نوعیة التعلیم المبنی على الحفظ والتلقین والانتقال إلى تعلیم مبنی على الحوار والمناقشة وحل المشکلات، وأن یکون للمتعلم دوره الفعال داخل حجرات الدراسة، من أجل إنهاء منظومة التعلیم البنکی والانتقال إلى التعلیم الحواری الذی یصب فی مصلحة الطالب والعملیة التعلیمة.
توصیات الدراسة:
ـــــــ ضرورة اهتمام الجامعات السعودیة بعملیة إعداد المعلم مهنیا ــــــ کلیات التربیة ــــــ وتزویده بمجموعة القیم الإیجابیة المراد إکسابها للطلاب فی مراحل التعلیم المختلفة، من خلال التدریب المیدانی وورش العمل.
ـــــــ ضرورة التخطیط الجید والفعال من قبل المختصین فی تخطیط المناهج بهدف تحدید کیفیة وضع القیم المستفادة فی مناهج التربیة والتعلیم.
ــــــ أن یسود جو من الأمن والأمان فی المؤسسات التربویة والتعلیمیة.
ــــــ تکاتف جمیع المؤسسات التربویة فی مواجهة تحدیات الواقع من فساد وضعف وتمزق ومحاولات طمس الهویة العربیة الإسلامیة.
ــــــ القضاء على المرکزیة فی اتخاذ القرارات، والمحافظة على الحقوق والحریات السیاسیة.
ـــــ قیام العلاقات بین الأفراد داخل المؤسسات التعلیمیة وغیرها من مؤسسات المجتمع المدنی على أسس التفاهم والحوار البناء والاحترام المتبادل.
ـــــــ تطویر وتنوع طرائق التدریس واستخدام التقنیات الحدیثة فی التعلیم، وتعلیم الطلاب القیم یکون من خلال مواقف حیاتیة، مع مراعاة الجانب النظری والجانب التطبیقی من قبل معدی المناهج الدراسیة.
ــــــ تطویر النظم التعلیمیة وأهدافها وأسالیبها من خلال:
الجلاد، ماجد زکی. (2007). تعلم القیم وتعلیمها تصور نظری وتطبیقی لطرائق واستراتیجیات تدریس القیم، ط.2، عمان: دار المسیرة.
الجمل، علی أحمد. (1996). القیم ومناهج التاریخ الإسلامی. القاهرة: عالم الکتب.
الحربی، علی بن سعد. (2010). أهمیة دور معلمی العلوم الطبیعیة فی تنمیة القیم العلمیة لدى طلاب الصف الثالث الثانوی الطبیعی بالمرحلة الثانویة بالمملکة العربیة السعودیة. رسالة دکتوراه، جامعة أم القرى: مکة.
خضر، محسن. (2008). تربیة الحریة أصوات فی الفکر المعاصر. القاهرة: دار العالم العربی.
الخطیب، طه یاسین. (2003). القیم التربویة فی موعظة لقمان لابنه. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 4(1)، 124-155.
العجرمی، سمیة. (2012). دراسة تحلیلیة للقیم المتضمنة فی کتب التربیة الإسلامیة والاجتماعیة وحقوق الإنسانللصف الرابع الأساسی بفلسطین. دراسة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الأزهر: قطاع غزة.
العسّاف، صالح بن حمد. (2012). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة. ط.2. الریاض: دار الزهراء.
العمرو، عبدالله. (2006). منظومة القیم الإسلامیة التی یحتاجها المسلم المعاصر. ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر التربیة الإسلامیة وبناء المسلم المعاصر، جامعة أم القرى: مکة المکرمة، 990-1036.
فرایری، باولو. (د.ت). تعلیم المقهورین (ترجمة یوسف نور عوض)، بیروت: دار القلم.
الکرداوی، إبراهیم. (1995). الفعل الثقافی فی سبیل الحریة. القاهرة: مرکز الدراسات والمعلومات القانونیة لحقوق الإنسان.
مبروک، ابراهیم. (2003). النظریة التربویة فی کتابات باولو فریری: دراسة تحلیلیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة طنطا، طنطا.
مجمع اللغة العربیة. (1994). المعجم الوجیز. ط.4. مصر: مجمع اللغة العربیة.
محمد، عبدالراضی إبراهیم. (1995). نظریة باولو فریری فی تعلیم وتنمیة الکبار. مجلة دراسات تربویة، رابطة التربیة الحدیثة.
مرزوق، فاروق جعفر. (2012). النظریة التربویة لباولو فریری وتطبیقاتها فی العالم العربی: دراسة تحلیلیة نقدیة. القاهرة: معهد الدراسات التربویة بجامعة القاهرة.
نجیب، کمال. (1998). باولو فریری: الوعی من الخارج. مجلة التربیة المعاصرة، ع(50)، الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
نصار، سامی. (2005). المعرفة والقوة دراسة فی تعلیم الکبار فی عصر ما بعد الحداثة. مجلة العلوم التربویة،ع(4) ، معهد الدراسات التربویة، القاهرة: جامعة القاهرة، أکتوبر، 2005م.
الهاشمی، عبدالحمید. (1989). المرشد فی علم النفس الاجتماعی، ط.2، القاهرة: دار الشرق.
وطفة، علی أسعد. (2011): تکافؤ الفرص الأکادیمیة. ع(29). الکویت: سلسلة الإصدارات الخاصة.
المراجع الأجنبیة:
Husen Torsten. (1987). Higher education and social stratification. an International comparative study, une sco IIEP, Paris.
المراجع الإلکترونیة:
أبو جبارة، حسام فتحی. (2009). تربیة الحریة عند باولو فریری. ملتقى ابن خلدون. مسترجع من:
الجلاد، ماجد زکی. (2007). تعلم القیم وتعلیمها تصور نظری وتطبیقی لطرائق واستراتیجیات تدریس القیم، ط.2، عمان: دار المسیرة.
الجمل، علی أحمد. (1996). القیم ومناهج التاریخ الإسلامی. القاهرة: عالم الکتب.
الحربی، علی بن سعد. (2010). أهمیة دور معلمی العلوم الطبیعیة فی تنمیة القیم العلمیة لدى طلاب الصف الثالث الثانوی الطبیعی بالمرحلة الثانویة بالمملکة العربیة السعودیة. رسالة دکتوراه، جامعة أم القرى: مکة.
خضر، محسن. (2008). تربیة الحریة أصوات فی الفکر المعاصر. القاهرة: دار العالم العربی.
الخطیب، طه یاسین. (2003). القیم التربویة فی موعظة لقمان لابنه. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 4(1)، 124-155.
العجرمی، سمیة. (2012). دراسة تحلیلیة للقیم المتضمنة فی کتب التربیة الإسلامیة والاجتماعیة وحقوق الإنسانللصف الرابع الأساسی بفلسطین. دراسة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الأزهر: قطاع غزة.
العسّاف، صالح بن حمد. (2012). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة. ط.2. الریاض: دار الزهراء.
العمرو، عبدالله. (2006). منظومة القیم الإسلامیة التی یحتاجها المسلم المعاصر. ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر التربیة الإسلامیة وبناء المسلم المعاصر، جامعة أم القرى: مکة المکرمة، 990-1036.
فرایری، باولو. (د.ت). تعلیم المقهورین (ترجمة یوسف نور عوض)، بیروت: دار القلم.
الکرداوی، إبراهیم. (1995). الفعل الثقافی فی سبیل الحریة. القاهرة: مرکز الدراسات والمعلومات القانونیة لحقوق الإنسان.
مبروک، ابراهیم. (2003). النظریة التربویة فی کتابات باولو فریری: دراسة تحلیلیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة طنطا، طنطا.
مجمع اللغة العربیة. (1994). المعجم الوجیز. ط.4. مصر: مجمع اللغة العربیة.
محمد، عبدالراضی إبراهیم. (1995). نظریة باولو فریری فی تعلیم وتنمیة الکبار. مجلة دراسات تربویة، رابطة التربیة الحدیثة.
مرزوق، فاروق جعفر. (2012). النظریة التربویة لباولو فریری وتطبیقاتها فی العالم العربی: دراسة تحلیلیة نقدیة. القاهرة: معهد الدراسات التربویة بجامعة القاهرة.
نجیب، کمال. (1998). باولو فریری: الوعی من الخارج. مجلة التربیة المعاصرة، ع(50)، الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
نصار، سامی. (2005). المعرفة والقوة دراسة فی تعلیم الکبار فی عصر ما بعد الحداثة. مجلة العلوم التربویة،ع(4) ، معهد الدراسات التربویة، القاهرة: جامعة القاهرة، أکتوبر، 2005م.
الهاشمی، عبدالحمید. (1989). المرشد فی علم النفس الاجتماعی، ط.2، القاهرة: دار الشرق.
وطفة، علی أسعد. (2011): تکافؤ الفرص الأکادیمیة. ع(29). الکویت: سلسلة الإصدارات الخاصة.
المراجع الأجنبیة:
Husen Torsten. (1987). Higher education and social stratification. an International comparative study, une sco IIEP, Paris.
المراجع الإلکترونیة:
أبو جبارة، حسام فتحی. (2009). تربیة الحریة عند باولو فریری. ملتقى ابن خلدون. مسترجع من: