توجهات البحث التربوي بجامعة الكويت في ضوء الرؤية ٢٠٣٥

              كلية التربية

 كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

المجلة التربوية لتعليم الكبار– كلية التربية – جامعة أسيوط

          ======= 

توجهات البحث التربوي بجامعة الكويت في ضوء الرؤية ٢٠٣٥

إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد

1-فيصل مشعل المطيري

(وافد كويتي)

2-أ.د/ عمر محمد مرسي                   3- أ.د/ بهاء الدين عربي محمد

       أستاذ أصول التربية                                    أستاذ أصول التربية

      كلية التربية بأسيوط                                     كلية التربية بأسيوط

4-د/علي محد يحيي

مدرس أصول التربية

كلية التربية بأسيوط

}     المجلد السابع – العدد الثالث  – يوليو 2025م {

                Adult_EducationAUN@aun.edu.eg               

مستخلص البحث:

       هدف البحث إلى التعرف على رؤية الكويت 2035 والاحتياجات التعليمية للمجتمع الكويتي من بحوث أصول التربية ، كما هدف إلى الكشف عن توجهات بحوث أصول التربية الواردة في استراتيجية التنمية المستدامة في رؤية الكويت 2035 وأهدافها وتحدياتها المستقبلية ، واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي.

وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج من أهمها:

1-أن رؤية الكويت 2035 تمثل إطارًا استراتيجيًا متكاملاً يعكس طموحات الدولة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال التركيز على ثلاثة محاور رئيسة هي: المجتمع الحيوي، الاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح.

2- أن هناك حاجة ملحة لتطوير السياسات التي تدعم البحث العلمي وتربط الجامعات بالقطاع الصناعي لتلبية احتياجات المجتمع. ومن خلال هذه الرؤية، يُتوقع أن تصبح الكويت مركزًا عالميًا في مجالات التعليم والبحث العلمي. لكن التحديات تبقى في ضرورة زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص وتحقيق تكامل بين السياسات التعليمية والتنموية في الدولة.

3- كما ربط البحث بين البحث التربوي ورؤية الكويت 2035، مؤكدًا على أهمية البحوث التربوية في تعزيز التنمية المستدامة، من خلال دعم الابتكار وتوجيه مخرجات التعليم ليتماشى مع احتياجات سوق العمل. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لتضافر الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات المجتمعية لتحقيق التكامل بين النظرية والتطبيق، وضمان أن يسهم البحث التربوي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.

الكلمات المفتاحية: البحث التربوي- رؤية الكويت  2035  - متطلبات التنمية- الاحتياجات التعليمية- التعليم الجامعي.

Abstract

The research aimed to identify Kuwait Vision 2035 and the educational needs of Kuwaiti society in terms of educational foundations research. It also aimed to uncover the educational foundations trends contained in the sustainable development strategy of Kuwait Vision 2035, its objectives, and future challenges. The research used a descriptive-analytical approach. The research has reached a set of key findings, the most important of which are:

1. Kuwait Vision 2035 represents an integrated strategic framework that reflects the state's ambitions to achieve sustainable development by focusing on three main dimensions: a vibrant society, a thriving economy, and an ambitious nation.
2. There is an urgent need to develop policies that support scientific research and link universities with the industrial sector to meet societal needs. Hence, the pivotal role of the research map in supporting this vision is evident by providing universities with appropriate funding and expanding graduate programs. Through this vision, Kuwait is expected to become a global center in education and scientific research. However, challenges remain, including the need to increase cooperation between the public and private sectors and integrate educational and development policies in the country.
3. The research also linked educational research to Kuwait Vision 2035, emphasizing the importance of the research map in promoting sustainable development by supporting innovation and directing educational outcomes to align with labor market needs. However, there remains an urgent need for concerted efforts between academic institutions and community sectors to achieve integration between theory and practice and ensure that educational research contributes to achieving the country's strategic goals.

Keywords: Educational Research - Kuwait Vision 2035 - Development Requirements - Educational Needs - University Education.

مقدمة:

   يمثل البحث التربوي المدخل الحقيقي لأي نهضة حضارية لكل مجتمع يرغب في النهوض والرقي والريادة ، كما إنه ضرورة للحفاظ على المستوي العلمي والثقافي للمجتمع ، ويمثل أحد الوسائل الحيوية لتعديل النظام التعليمي وتطويره وحل مشكلاته.

   ويسهم البحث التربوي في تطوير السياسات التربوية والتعليمية سواء على مستوي النظرية أو التطبيق ، إضافة إلى الإسهام في حل المشكلات وتحسين الممارسات التربوية على أرض          الواقع ، وخاصة في ظل التطورات الحلية الحادثة في كل من السياسة والممارسة البحثية   (Gert Biesta, 2019,1-4) .

     ولكي يحقق البحث التربوي أهدافه المنشودة ، لابد أن يرتكز إلى خريطة بحثية مدروسة ومخططة ، تنطلق من الاستراتيجيات البحثية والتنموية القومية ، بما يحقق الترابط والتكامل بين البحث التربوي وقضايا المجتمع ومشكلاته وتحدياته ، وبالشكل الذي يسهم في الاستفادة من نتائج هذا البحث في خدمة المجتمع.

    وفقه تحديد الأولويات البحثية وترتيبها في مجال البحث العلمي والتربوي خاصة في ظل تلك المتغيرات والتحديات المتلاحقة والسريعة وانعكاساتها على النظم التعليمية من القضايا المهمة التي ينبغي أن تعيرها المؤسسات البحثية اهتماما كبيرا ، والعمل على تنفيذها؛ لسد احتياجات المجتمع، ومعالجة قضاياه ومشكلاته التنموية المختلفة في جميع المجالات، ولاسيما التعليمية والبحثية منها  (أبو السعود ، سعيد طه محمود وآخرون، 2020،282).

    فقضية أولويات البحث العلمي بحاجة إلى عناية مكثفة من قبل إدارة المؤسسات التعليمية والبحثية والجامعية، وأعضاؤها من المعلمين والباحثين بمختلف مستوياتهم ودرجاتهم العلمية؛ من أجل التخطيط المناسب لممارسة البحث العلمي في ضوء استراتيجية ورؤية وخريطة واضحة محددة توجه البحوث وتختار وترتب القضايا والموضوعات والمشكلات البحثية في ضوء الأولى والأجدر والمستحق بالبحث، من حيث معايير الأهمية والقيمة والمنفعة لخدمة وتطوير المجتمع من خلال دعم قضايا التنمية الشاملة والمستدامة في جميع المجالات (أحمد ، محمد فتحي عبد الرحمن،2022، 3-5).

    فلا يمكن لأي نظام للتعليم والبحث العلمي أن يحقق رسالته، وأن يكون شريكا علميا في خدمة المجتمع وتنميته إلا إذا قام بعض العاملين فيه بإجراء البحوث وفقا للكفايات المؤسسية والإمكانات الأكاديمية  والموارد المادية المتاحة، وذلك بدعم من القطاع العام، وأن يعمل المجتمع على إعادة الإيمان" العلمي للباحثين كي يتمكنوا من السعي إلى تحقيق أهداف جديدة في سياق القضايا الأيكولوجية والاقتصادية والثقافية التي تواجه البشرية(البويهي ، فاروق شوقي ، 2014،97) .

    ومن ثم تهتم الجامعات بالبحث العلمي لما له من دور فعال في التنمية الشاملة والمستدامة بجوانبها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية، حيث إنه يعد الآلية الأساسية لمجابهة المشكلات التي تواجه القطاعات المختلفة، وإيجاد السبل الكفيلة بحلها والقضاء عليها، ومن ثم الارتقاء بمستوى الخدمات والمنتجات التي تقدمها والوصول إلى الجودة المنشودة (هاشم ،نهلة عبد القادر ، ٢٠٠٨، 156).

   ولكي يحقق البحث التربوي بدولة الكويت أهدافه المنشودة في ضوء الرؤية ٢٠٣٥ ، لابد أن يرتكز إلى بحوث مدروسة ومخططة ، تنطلق من الاستراتيجيات البحثية والتنموية القومية ، بما يحقق الترابط والتكامل بين البحث التربوي وقضايا المجتمع ومشكلاته وتحدياته ، وبالشكل الذي يسهم في الاستفادة من نتائج هذا البحث في خدمة المجتمع.

مشكلة البحث:

يعد البحث العلمي أساس التقدم والتطور لأي دولة ، ودولة الكويت من الدول التى تسعى لتطوير البحث العلمي بجامعاتها ،حيث اعتمدت على البحث العلمي بجميع أنواعه ومجالاته وأقسامه وفروعه ، بما يحقق رؤيتها ويعمل على تقدمها .

ويمثل البحث العلمي في عالم اليوم أولوية حتمية لكثير من الشعوب المتقدمة منها والنامية ، هادفة من وراء ذلك إلى تقدم الحضارات ورقيها في شتى المجالات ، فهو العمود الفقري للجامعات والمعاهد ومراكز البحوث والعاملين بها ، واًبح التميز البحثي ضرورة ملحة لتحقيق التنمية المستدامة ، إذ إن البحث العلمي ودرجة كفاءته يُعد مقياسا لمدى تقدم المجتمعات ، كما يعد البحث التربوي إحدى آليات تطوير المجتمع سياسيا واقتصاديا وعلميا ، وقد تعاظمت أهميته باعتبار أن نتائج البحوث التربوية هي التي تحقق المطالب المتجددة لمنظومة التعليم ، سواء أكان من حيث تقديم معالجة علمية وموضوعية للمشكلات والقضايا التربوية ، أم من حيث صياغة الحلول والقرارات التي يقود تبنيها نحو تطوير الأداء التربوي ، وضمان القوة والفاعلية للمؤسسة التعليمية في ظل عالم يتوجه نحو الإبداع وصناعة المعرفة التي هي وقود النهضة الحديثة (الوحش ، هالة مختار، 2021 ، 5).

ولكي يحقق البحث التربوي أهدافه المنشودة ، لابد أن يرتكز إلى خريطة بحثية مدروسة ومخططة ، تنطلق من الاستراتيجيات البحثية والتنموية القومية ، بما يحقق الترابط والتكامل بين البحوث التربوية وقضايا المجتمع ومشكلاته وتحدياته ، وبالشكل الذي يسهم في الاستفادة من نتائج هذا البحث في خدمة المجتمع ( عتريس ، محمد عبد ، 2020، 245).

      في ضوء ما تقدم يتضح أنه لكي يحقق البحث التربوي أهدافه بقسم أصول التربية بجامعة الكويت ، فإنه لابد من توفر بحوث تربوية واضحة تربط أبحاث القسم برؤية واستراتيجيات دولة الكويت ، حتى يتحقق الترابط والتكامل بين أبحاث قسم أصول التربية والمجتمع وتحدياته بدولة الكويت ، ويمكن الاستفادة من نتائج هذه الأبحاث بما يحقق رؤية الكويت 2035.

      وقد أوصت دراسة (هيا المزروع ، 2011، 108) بضرورة وجود سياسة بحثية على مستوى الأقسام والجامعات تساعد على توجيه الطلبة لاختيار أفكار بحثية ، وربط البحث التربوي في الرسائل الجامعية بما يدور في المجتمع .

     وأكدت دراسة (ناهد الموسي ، 2020، 140) أن البحوث لها دور كبير في مساعدة الجامعات والكليات والأقسام العلمية نحو أهم المجالات والقضايا والتوجهات المستقبلية التي يجب التركيز عليها ؛ بما يخدم المجتمع وأولويات التنمية المستدامة ، نتيجة لذلك يتزايد الاهتمام في الأدبيات العربية والدولية بموضوع الخريطة البحثية.

    كما تؤكد دراسة ( رشيدة الطاهر ، 2018) أن البحوث لها دور فاعل في الربط بين البحث العلمي والسياق المجتمعي الذي يختلف من فترة زمنية لأخرى ، بما يفرض أهمية أن يسترشد الباحث التربوي بمصفوفة أولويات في اختبار موضوع الدراسة ، كما تمثل الخرائط البحثية نوعا من الدليل أو المرشد الذي يساعد طلاب الدراسات العليا وغيرهم من الباحثين في تخطي مرحلة في إعداد البحث التربوي ، وهي مرحلة اختيار المشكلة ، والانتقال إلى المراحل التالية بسلاسة تامة ، كما تعد الخرائط البحثية أجندة عمل تحدد لصانعي السياسات التعليمية الأولويات والقضايا المهمة ، هذا فضلاً عن كونها تتيح إمكانية تصنيف البحوث التي تمت في تخصص محدد خلال فترة زمنية إلى توجه أو مسار أو ( برادايم) مما يسمح بتحديد الفجوة البحثية ودراستها مستقبلا ( الطاهر ، رشدي السيد أحمد ، 2018، 239).

 بناء على ما تقدم وما أكدته عديد من البحوث والدراسات من وجود قصور وانفصال كامل بين البحث العلمي والمجتمع مما يؤثر بشكل واضح وملحوظ على تقدم وتطور الدولة؛ بل ينتج عنه زيادة المشكلات التي تواجه المجتمع الكويتي بما لا يتماشي مع الرؤية المستقبلية التي تسعي دولة الكويت لتحقيقها ،فإنه لابد من توفر بحوث محددة وواضحة لقسم أصول التربية بجامعة الكويت تربط القسم بقضايا ومشكلات المجتمع وتسهم بفعالية في تحقيق رؤية الكويت 2035 للتنمية المستدامة ، بما يسهم ليس فقط في حل المشكلات المختلفة ومواجهة التحديات المتلاحقة ، بل وفي تنمية المجتمع الكويتي ، وتطوير دولة الكويت.

أهمية الدراسة:

للبحث أهمية نظرية وأخرى تطبيقية، يمكن توضيحها كما يأتي:-

الأهمية النظرية:-

يستمد هذا البحث أهميته النظرية من الآتي:.

1- الإطلاع على الأوليات البحثية في مجال أصول التربية ، بما يفيد كليات التربية والأقسام العلمية والدراسين في استكشاف ظواهر وموضوعات تراعي احتياجات المجتمع الكويتي 2035.

2- يتسق البحث الحالي مع المستجدات الحديثة في مجال أصول التربية بما يسهم تحقيق ورؤية الكويت 2035 نحو مجابهة مستجدات الواقع المجتمعي الكويتي.

الأهمية التطبيقية:-.

1-السعي لتوجيه الدراسين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الكويتية لتناول القضايا ذات الأولوية للمجتمع وتطوير التخصص ومجالاته وجوانبه..

2- قد يسهم البحث في الكشف عن الأهمية الضرورية في تكامل التخصصات والمجالات مع بعضها البعض في فروع العلم المتنوعة.

أهداف الدراسة:

سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف الآتية :

1-التعرف على رؤية الكويت 2035 والاحتياجات التعليمية للمجتمع الكويتي من بحوث أصول التربية.

2-تحليل توجهات بحوث اًصول التربية الواردة في استراتيجية التنمية المستدامة نحو تحقيق رؤية الكويت 2035 وأهدافها وتحدياتها المستقبلية.

تساؤلات الدراسة:-

سعت الدراسة الحالية إلى الإجابة عن التساؤلات التالية:

1- ما الإطار المفاهيمي لرؤية الكويت 2035 م، ومتطلباتها من البحوث التربوية ؟

2- ما توجهات بحوث اًصول التربية بالكويت لتحقيق رؤية الكويت 2035؟

دراسات سابقة:

سعت دراسة عادل محمد إبـراهيم (2002حيث هدفت إلى تحديد أهم مجالات البحث في تعليم الكبار، والكشف عن المشكلات التي تواجه البحث العلمي ،ومدى ارتباط تلك المشكلات بمتغيرات (الجنس(، واقتراح بعض السبل والأساليب التي تغلب عليها، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي كما استعانت باستبيان ، وتوصلت إلى أهم مجالات البحث في تعليم الكبار هي: المفاهيم، طبيعة تعليم الكبار وفلسفتها، طبيعة مؤسسات تعليم الكبار وبرامجها، مصادر التعلم المستخدمة لتعليمهم ، كما توصلت إلى ضعف التواصل بين المؤسسات البحثية المهتمة بتعليم الكبار، وندرة وجود أقسام متخصصة لتعليم الكبار بالجامعات والمراكز البحثية، الافتقار إلى التنسيق والتكامل بين البحوث مما يؤدي إلى تكرارها.

  وهدفت دراسة دينا حسن (2006) تعرف توجهات البحث التربوي في مجال تعليم الكبار بمصر وتعرف التوجهات العالمية في مجال تعليم الكبار وذليك بهدف تقديم خريطة بحثية مستقبلية لمجال تعليم الكبار وقد طبقت هذه الدراسة البحث على رسائل الماجستير والدكتوراه التي تمت مناقشتها في كليات التربية بالجامعات المصرية، واستخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي كما استعانت بأسلوب تحليل المضمون لتحليل الرسائل الجامعية، وتوصلت الدراسة لتصميم خريطة بحثية لمجال تعليم الكبار وكذلك تعرف التوجهات العالمية، ووضعت الدراسة الخريطة في شكل سيناريوهات تمثلت في السيناريو الأول الاستمراري والسيناريو الثاني الوسط والسيناريو الثالث التقدمي.

   وهدفت دراسة إبراهيم محمد إبراهيم (2007) إلى رسم خريطة بحثية لتعليم الكبار مين أجيل التمكن من خلال مسيح رسائل الماجستير والدكتوراه والبحوث والدراسات والتجارب والبرامج التي أجريت في تعليم الكبار في الفترة من 1948 -2006م. وانتهت بتصنيف البحوث والدراسات طبقا ً لمجالات تعليم الكبار وهي محو الأمية، مواصلة التعليم، الثقافية الحرة، التأهيل والتدريب، وإعداد القيادات، وفي كل مجال من المجالات السابقة صنفت البحوث والدراسات طبقا ومضمونه مع الآخذ في الاعتباري التسلسل الزمني.

    واستهدفت دراسة ريتشر وآخرون إلى استخدام نموذج  Delphi لتحليل المحتوي لتحديد أهم المجالات البحثية في مجال تعليم الكبار وبرزت أهداف الدراسة في تحديد وتصنيف مجالات البحث الأساسية وتحديد الأكثير أهمية والوقوف على المجالات التي لم تحظي بالاهتمام الكافي كما وضعت الدراسية عن معايير الاختيار الخبراء المستطلع أراءهم تبعا لعدة معايير منها الإسهام الكبير في الخبراء المجال بمعنى سنوات خبرة طويلة وأن تتوافر لديهم الرغبة في المشاركة في الدراسة وإبداء الرأي وأوصت هذه الدراسة بضرورة توجيه الاهتمام بعدد من المجالات وضرورة وصول المزيد من الخدمات للفئات الأقل تمثيلا في المجتمع وضرورة زيادة معدلات المشاركة من قبل هذه الفئات في فرص التعليم المستمر والتعليم مدى الحياة.

     واستهدفت دراسة "شيرستردم" وآخرون ( 2016 ) تعرف مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر واستخدمت منهج تحليل المحتوي في تناولها لعدد من المقالات والدراسات الخاصة بمجلة تعليم الكبار في الفترة من 2006 إلى 2015 وذلك بهدف التوصل إلى أهم القضايا التي تناولتها المجلة والموضوعات البحثية وما استخدمته من تصميمات بحثية وما قدمته من أطر معرفية في المجال، أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالموضوعات البحثية التي تناولتها المجلة وذلك بتعمق دراسية بعض هذه الموضوعات واستهدفت موضوعات جديدة بالبحث والدراسة.

       واستهدفت دراسة نجلاء النحاس (2016) إلي استخدام البحوث الجامعية (R.U)  Undergraduate Reteach   في تصميم خريطة بحثية مستقبلية لقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الإسكندرية في ضوء التوجهات البحثية العالمية المعاصرة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي ومن أدواته بطاقة فحص وثائق الخرائط البحثية بأقسام المناهج والتعليم بكليات التربية في الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية، واستبانة تحديد التوجهات البحثية المعاصرة بأقسام المناهج والتعليم بكليات التربية في الجامعات العالمية، وبطاقة فحص وثائق بحوث درجتي الماجستير والدكتوراه بالتخصصات المختلفة بقسم المناهج وطرق التدريس بالكلية في الفترة الزمنية ما بين 2000 إلى 2015 في ضوء التوجهات البحثية العالمية المعاصرة، وانتهت الدراسة ببناء إطار مقترح لاستخدام البحوث الجامعية   (UR)  في تصميم خريطة بحثية مستقبلية لقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية – جامعية الإسكندرية في ضوء التوجهات البحثية العالمية المعاصرة، وتحديد قائمة بالتوجهات البحثية المعاصرة بهذا القسم ، وتصميم خريطة بحثية مستقبلية خمسية مقترحة (2012-2016 ) لقسم المناهج وطرق التدريس بالكلية قائمة على واقع بحوث القسم في ضوء التوجهات البحثية العالمية المعاصرة.

   وتناولت دراسة جميلة البلوي (2017)  بيان مفهوم البحث العلمي في مجال تعليم الكبار، وتحديد أبرز مجالات تعليم الكبار، مع تعرف التحديات العالمية المعاصرة التي يجب مراعاتها عند تحديد الأولويات، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتوصلت إلى مجموعة من الأولويات البحثية في مجالات تعليم الكبار وأوصت بضرورة أن تتبني الجامعيات القضايا والموضوعات البحثية التي حددتها هذه الدراسة وأن تتناولها بالبحث والدراسة من قبل أقسام التربية.

   وأظهرت دراسة رشيدة السيد الطاهر، عدنان قطيط ، (2018) استكشاف فلسفة ومنطلقات الخرائط البحثية ومزاياها لاسيما في مجال التربية وإلقاء الضوء على أهم الأسس النظرية التي توضح ملامح بحوث السياسيات التعليمية كأحد مجالات البحث التربوي، بالإضافة إلى تحليل توجهات السياسيات التعليمية الواردة في استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصير 2030 ،وأهدافها وتحدياتها المستقبلية، وذلك في محاولة للكشف عن الأولويات البحثية في مجالات السياسيات التعليمية من منظور أعضاء هيئة التدريس وذلك كي تتمكن من رسم خريطة مقترحة لبحوث السياسيات التعليمية في مصير في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 ، واستخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي بالإضافة إلى التحليل القبلي للسياسيات التعليمية، كما استعانت باستطلاع رأي الباحثين وأعضاء هيئة التدريس المختصين لتعرف درجة موافقتهم حول القضايا والمجالات المقترحة لحساب الأوزان النسبة لها؛ لترتيها حسب أولوية جدواها بما يدعم بناء الخريطة المقترحة ، وتوصلت الدراسة إلى و ضع خريطة مقترحة لبحوث السياسات التعليمية في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030 ،كما وضعت عدد من الشروط والمتطلبات اللازمة لتطبيق الخريطة المقترحة.

تعليق على الدراسـات السـابقة:

 استفادت الدراسية الحالية من تلك الدراسات الكثير من الفوائد التي عززت خلفيتها النظرية، وبلورت بعض الرؤى المتعلقة بموضوع الدراسة الحالية من حيث اختيار وتحديد المشكلة والإسهام في تحديد موضوع الدراسة ، وفي الوقت نفسه فإن لهذه الدراسة ما يميزها من أهداف وخصائص عن غيرها من الدراسات السابقة

   ومن خلال عرض الدراسات السابقة العربية والأجنبية يتبين ما يلي:

- الاتفاق الواضح بين الدراسات على ضرورة الخريطة البحثية وأهميتها في مجال التربية بصفة خاصة.

-تأكيد معظم الدراسات على ضرورة إحداث التنسيق والتكامل والانسجام بين مجالات البحوث وبعضها البعض حتى تتم الاستفادة الكاملة منها وحتى تضمن عدم التكرار في موضوعات أو مجالات وندرة البحث في مجالات أخرى.

- تعرف موقع الدراسة الحالية من الدراسات السابقة ، الأمر الذي شجع الباحث على إجراء هذه الدراسة.

-استفادت الدراسة الحالية من بعض مراجع الدراسات السابقة وبعض إجراءاتها مما شجع الباحث على الاهتمام بالمراجع الحديثة والاطلاع بتوسع على المراجع الأجنبية.

  وتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات والبحوث السابقة وذلك في أنها تناولت الإطار النظري في الدراسة الحالية موضوعات مرتبطة بالتوجهات البحثية ، بينما تناولت الأطر النظرية في الدراسات السابقة موضوعات في البحث التربوي كتعريفه وأهدافه ومشكلاته.

          فثمة اتفاق إلى حد كبير - بين معظم البحوث والدراسات والتقارير على أن من أهم سلبيات ومعوقات وأوجه قصور البحث التربوي ، هي غياب الخريطة البحثية الواضحة والواعية والمخططة والمدروسة والموجهة للبحث التربوي في الكويت ، والمرتبطة بمشكلات المجتمع وقضاياه وتحدياته من جهة ، وبالخطط والاستراتيجيات البحثية والتنموية والقومية من جهة أخرى ، إضافة إلى عدم وجود معايير ومحكات واضحة ومدروسة لتوجيه البحث التربوي بما يتلاءم وواقع المجتمع الكويتي ومشكلاته وتحدياته المستقبلية .

حدود الدراسة:

     اقتصر البحث الحالي على تناول أهم التوجهات الخاصة بالبحث التربوي بجامعة الكويت في ضوء رؤية الكويت 2035.

التعاريف الإجرائية لمصطلحات البحث:

1-التوجهات البحثية لقسم أصول التربية يعرفها الباحث إجرائيا بأنها : دليل استرشادي مفصل لمساعدة وتوجيه وتمكين الباحثين من التعرف على المجالات والقضايا المهمة والأولويات الواقعية التي يجب التركيز عليها خلال فترة زمنية معينة ، وذلك لتحقيق رؤية الكويت 2035.

2-رؤية الكويت 2035 يعرفها الباحث إجرائيا : هي الاستراتيجية طويلة المدى التي وضعتها دولة الكويت في ضوء الواقع الفعلي لها وما تطمح إليه ، وذلك للنهوض بدولة الكويت وتطويرها ، من خلال الاستثمار الحقيقي في الركائز المحددة التي تبني عليها الدولة من بنية تحتية ورأس مال بشري ، وإدارة حكومية ، ورعاية صحية ، واقتصاد مستدام وبيئة معيشية مستدامة ، لتصبح دولة الكويت قادرة على المنافسة محليا وإقليميا وعالميا.

وسوف يتناول الباحث فيما يلي:

أولا: أهمية البحث التربوي كأحد مجالات البحث:

إن البحث التربوي يعد أحد مجالات البحث العلمي يعنى بتطبيق أساسيات وخطوات البحث العلمي في تطوير النشاط الإنساني، ووضع الحلول المناسبة لعلاج المشكلات التربوية القائمة في المجتمع، فضلا عن الوصول إلى معرفة جديدة تنطوي على إحداث تغيير (إيجابي) في النشاط الإنساني والتربوي.

    ولقد تزايدت أهمية البحث العلمي التربوي من منطلق أن الإنسان هو مصدر القوة والتقدم والتنمية في المجتمع، وأن التعليم هو التطبيق الأساسي لتحقيق أي قوة ذاتية لجميع أفراد المجتمع المتعلمين، وأن البحث التربوي وسيلة النظام التعليمي لتحسين أساليبه، والنهوض بمستواه، ومعالجة مشكلاته، ومواجهة متطلباته وهو وسيلته لدراسة العملية التعليمية التي تعنى ببناء البشر وتنميتهم للقيام بدورهم في التنمية  الشاملة والمستدامة للمجتمع (شحاتة ، حسن سيد ، 2001، 11).

    فالبحث التربوي لا يقل أهمية عن أنواع البحوث العلمية في المجالات الأخرى؛ كونه يعمل في مجال التربية وتقدمه وتنميته. حيث يعد البحث التربوي أحد التي تعد الأداة الرئيسية والمهمة في تغيير وتطوير المجتمع المجالات الحيوية من البحث العلمي التي تسهم في عملية التنمية الشاملة داخل المجتمع المصري فللبحوث التربوية دور أساسي في التنمية الشاملة والمستدامة يبدأ من مساهمتها في تحديد احتياجاتها، ومعالجة مشكلاتها، واستشراف تحدياتها، وتوفير مستلزماتها، والمفاضلة بين خياراتها، والتعريف بنظرياتها، وينتهي بتنمية طاقاتها وتوزيع خيراتها وإدامة ثرواتها (الكبيسي ،عامر خضير ، 2011، 234).

     وبصورة عامة فإن الاعتقاد السائد في الأوساط التربوية هو أنه إذا ما أريد تطوير أي نظام تربوي وتطوير المجتمع وتنميته بصورة فاعلة، فلا بد من الاستناد إلى بحث علمي تربوي رصين وأصيل، يتناول مكونات التربية بغية معالجتها وتطويرها وتنميتها من أجل تحقيق الغايات والأهداف التنموية المنشودة.

    وعليه فلابد من تشجيع وتنشيط البحوث العلمية التربوية التي تتناول الأولويات البحثية بكافة الوسائل الممكنة، وتنمية الوعي بأهميتها في معالجة المشكلات التعليمية والمجتمعية، وتغيير الأساليب التنظيمية في مؤسسات البحث العلمي التربوي بحيث ينظر إليه نظرة أكثر جدية واستيعابا لضروراته في إنتاج المعرفة وأهميته في الحياة المعاصرة ودفع عجلة التنمية المستدامة، وكما ينبغي توفير كوادر علمية وفنية متميزة، وإعداد وتدريب الباحثين في مجالات وأولويات العلم كافة، وإنشاء المراكز البحثية المتخصصة في البحث التربوي، وتهيئة البيئة البحثية المناسبة، وغربلة البحوث العلمية التربوية واستخراج ما يصلح منها في حل المشكلات، وتحديد أساليب استثمار نتائجها في مجالات التنمية الشاملة، وحث الهيئات والمؤسسات على الاستفادة منها، ورصد الميزانيات اللازمة لإجراء البحث التربوي، وتوفير مستلزماته من كتب ومراجع علمية، وإعداد كوادر إدارية وعلمية واعية وقيادة حكيمة، تخطط وتنظم مدخلاته، وتشرف على عملياته، وتقوم نتائجه في سبيل تحقيق غاياته وأهدافه التنموية في المجالات كافة (المجيدل ، عبد الله ، شماس، سالم مستهيل ، 2010، ص22.) .

ثانيا: ملامح توجهات البحوث التربوية في ضوء رؤية الكويت 2035

      تعتمد رؤية الكويت 2035 على محاور ثلاثة: وهي المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل في سبيل تحقيق أهدافها وتعظيم الاستفادة من مرتكزاتها إذ يمثل المحور الأول: "المجتمع الحيوي" من خلال التركيز على بناء مجتمع حيوي، يعيش أفراده وفق المبادئ الإسلامية ومنهج الوسطية والاعتدال، معتزين بهويتهم الوطنية، وفخورين بإرثهم الثقافي في بيئة إيجابية جاذبة. بينما يركز المحور الثاني: "الاقتصاد المزدهر"، على توفير الفرص للجميع عبر بناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، وتنمية الفرص للجميع وتنويع الاقتصاد، وتوليد فرص العمل للمواطنين، كما يركز المحـور الثالث من الرؤية على الحكومة الفاعلة من خلال تعزيز الكفاءة والشفافية، وتشجيع ثقافة الأداء لتمكين الموارد والطاقات البشرية ( رؤية الكويت) (رؤية الكويت 2035، 10).

    ويمكن تناول بعض الأهداف التي تطمع رؤية 2035 إلى تحقيقها، حيث ترتبط بمحاور هذه الرؤية على النحو التالي: (رؤية الكويت ) (رؤية الكويت 2035، 11-12).

1- الارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي من المرتبة 48 الى المرتبة 32.

2-الوصول من المركز 58 إلى المراكز الـ 7 الأولى في مؤشر الحكومات الإلكترونية. 5

3-الوصول من المركز 2 :إلى المركز 42 في مؤشر فاعلية الحكومة.

4-الانتقال من المركز 47 في مؤشر التنافسية العالمي إلى أحد المراكز الـ 32 الأولى

5-رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 44

6-تخفيض معدل البطالة من 11.6 % إلى 8 %.

     ولقد ورد في رؤية الكويت 2035 عددا من المحاور الواضحة التي يمكن أن يتفرع عنيا العديد من القضايا، والأولويات البحثية التي يجب أخذها بعين الاعتبار من قبل الهيئات العلمية والباحثين، حيث تضمنت ما يلي: مجتمع حيوي قيمة راسخة، الحياة وفق مبادئنا الإسلامية، الاعتزاز بهويتنا الوطنية، المجتمع الحيوي بنيانه متين، والاهتمام بالأسرة وبناء شخصية الأبناء (رؤية الكويت 2035، 13-14).

          يتضح مما سبق أن على رؤية الكويت تسعي إلي توفير الفرص للجميع عبر بناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، وتنمية الفرص للجميع وتنويع الاقتصاد، وتوليد فرص العمل للمواطنين، وتعزيز الكفاءة والشفافية، وتشجيع ثقافة الأداء .

      وقد أوصت رؤية الكويت 2035 بضرورة جعل كل من برنامج التحول الوطني 2009 ورؤية الكويت  2035  بمثابة المرجعية، والمظلة العامة التي تنطلق منيا وتعمل في  إطارها كافة مؤسسات الدولة ومنها مكتبة الشيخ جابر الصباح الوطنية في سعيها إلى دعم التنمية المستدامة بالكويت (رؤية الكويت 2035، 15-16).

      ومن خلال القراءة التحليلية لرؤية 2035  ،يمكن استخلاص عدد من التوجهات والأولويات البحثية التي يجب التركيز عميا، والتي يمكن تقسيميا إلى أولويات اجتماعية وثقافية )مثل تربية المواطنة والهوية والعولمة، والتطرف الفكري والتغير الثقافي والقيمي ودور المرأة وقيم العمل والإنتاج ( وأولويات اقتصادية وسياسية (مجانية التعميم والخصخصة والتمويل والاستثمار ودعم القطاع الخاص وحوكمة التعميم والنزاهة والشفافية ودور الجمعيات الأهلية) (رؤية الكويت 2035، 36-37).

ثالثا: دور البحوث التربوية  في تحقيق بعض متطلبات التنمية الواردة في رؤية  2035:

   تعد التربية من أرقى أنواع الاستثمار، حيث إن الاستثمار هنا يكون استثمارا  في البشر الذين يشكلون العمود الفقري لتقدم المجتمع، فالتنمية البشرية تعد غاية من غايات التربية، فالفرد يولد ولديه العديد من الاستعدادات والقدرات التي يمكن للتربية أن تمارس دورا بارزا  في تنميتها وتطويرها بما يعود على المجتمع بالفائدة، وتسهم في تقدمه ورقيه. فالتربية مطلب أساسي لأي مجتمع إذا أراد أن يتبوأ مكانة بين المجتمعات المتقدمة، وواجب أساسي من واجباته، لا يمكن إغفاله، فعلى القدر الذي يبذله المجتمع، ومؤسساته في تربية أفراده يتوقف كيانه، واستمراره، وتقدمه، فالتربية بهذا تعد مقوم  أساسي من مقومات أي مجتمع  (أحمد، وائل ، 2009،44).

     فالبحث العلمي يعد ركناً رئيساً ومعلماً أساسياً من معالم وأركان الحياة الجامعية على اعتبار أن العلاقة وثيقة بين الجامعة والمجتمع، وأن البحوث الجامعية توجه لحل مشكلات المجتمع والتعامل مع قضاياه، من أجل ذلك عنيت الجامعات بالبحوث العلمية التربوية من أجل قيام الجامعة بوظيفتها تجاه المجتمع، وعلى اعتبار أن القيام بالبحوث التربوية نشاط علمي ووظيفة من وظائف الجامعة.

     وللبحث التربوي أدوار ووظائف أهمها (الصاوي. محمد ، 2007، 33):

مساعدة الأفراد على تصور المشكلات وتحديدها والتخطيط اللازم للتغلب عليها. .

تنمية التفكير العلمي في تقويم القضايا وتحليليا والتعرف على طرق علاجها المساعدة على تلبية متطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

-تحسين طرق التعليم والتعلم وفقا للاتجاهات التربوية المعاصرة.

       وعليه يتمثل دور البحوث التربوية في تحقيق بعض متطلبات التنمية الواردة في رؤية 2035 فيما يلي (رؤية الكويت 2035، 8-9) :

-زيادة الميزانيات المخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي باعتباره من أهم الركائز لإحداث الطفرة التكنولوجية المطلوبة وتوجيهها طبقاً للخطة الاستراتيجية .

-دعم مشاركة رأس المال الخاص في تمويل الأبحاث العلمية كما يحدث في الدول المتقدمة واقتصار التمويل عمى المصادر الحكومية المحدودة.

تدعيم دور المكتبات الجامعية والعامة، وتوصيلها بقواعد المعلومات والدوريات العالمية وبراءات الاختراعات وربطها بشبكة موحدة للمكتبات الجامعية والمحلية والمدرسية لتوفير المراجع العلمية المطلوبة للنهوض بالبحث العلمي.

-التوسع في برامج الدراسات العليا وبرامج المواد المتخصصة المختلفة باعتبارها أهم آليات نقل التكنولوجيا وتوليد براءات الاختراع والحقوق الفكرية وربط هذه البرامج بمشاكل الصناعة والمجتمع ككل.

-انشاء جامعة للدراسات العليا والبحوث التربوية وإعدادها لتصح مركز جذب عالمي للعلماء والمخترعين وجعلها مركزا للصناعات التكنولوجية والمعلوماتية.

-عمل قاعدة معلومات إلكترونية بالمشاكل التقنية التي تواجه الصناعة والحكومة ومؤسسات المجتمع، والمدارس والمؤسسات التعليمية.

-إيجاد مصادر دخول للجامعات بوضع القواعد الملائمة للجامعات الحكومية والخاصة لمتوسع في اجتذاب الطلبة غير الكويتيين بمصاريف لزيادة دخول الجامعات ولتصبح الكويت مركزا عالمياً للتعليم والتدريب.

نتائج البحث:

          ومن خلال العرض السابق للدراسات السابقة والاطار النظري توصل البحث الي النتائج التالية:

-رؤية الكويت 2035 تمثل إطارًا استراتيجيًا متكاملاً يعكس طموحات الدولة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال التركيز على ثلاث محاور رئيسية هي: المجتمع الحيوي، الاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح.

- هناك حاجة ملحة لتطوير السياسات التي تدعم البحث العلمي وتربط الجامعات بالقطاع الصناعي لتلبية احتياجات المجتمع.

- البحوث الجامعية توجه لحل مشكلات المجتمع والتعامل مع قضايا،وعلى اعتبار أن القيام بالبحوث التربوية نشاط علمي ووظيفة من وظائف الجامعة.

-إن البحث التربوي في مجال أصول التربية يشهد تحولات جوهرية تتماشى مع المتغيرات المعاصرة، سواء على المستوى النظري أو التطبيقي. فقد تناول الفصل خمسة عناصر رئيسية تمثل ركائز أساسية لفهم واقع البحث التربوي في هذا المجال: مجالات البحث المختلفة، المتغيرات المعاصرة، أولويات البحث، الفجوة بين النظرية والتطبيق، وواقع البحث في تحقيق رؤية الكويت 2035.

- أهمية البحوث التربوية في تعزيز التنمية المستدامة، من خلال دعم الابتكار وتوجيه مخرجات التعليم ليتماشى مع احتياجات سوق العمل. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لتضافر الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات المجتمعية لتحقيق التكامل بين النظرية والتطبيق.

قائمة المراجع :

أولاً: المراجع العربية:

1. إبراهيم ، إبراهيم محمد (2007) : خريطة بحثية لتعليم الكبار من أجل التمكين في جمهورية مصر العربية ، آفاق جديدة في تعليم الكبار (6) ، 401-422.
2. أبو أحمد، أحمد سيد عطا سيد، 2023 : مجالات وأولويات البحث في الإدارة التربوية لإعداد خريطة بحثية مقترحة: دراسة تحليلية ، مجلة كلية التربية، جامعة بنها - كلية التربية، مج34 ,ع135م.
3. أحمد ، وائل محمد (2009) : إعداد خريطة البحث التربوي لمواجهة بعض مشكلات الواقع التعليمي بمحاطة الدقهلية ، رسالة ماجستير ، قسم أصول التربية ، كلية التربية ، جامعة الفيوم .
4. إسماعيل ، طلعت حسيني ، (2013): متطلبات تفعيل دور البحث التربوي في معالجة بعض القضايا المجتمعية ذات الأولوية لمرجلة ما بعد 25 يناير ، مجلة دراسات تربوية ونفسية ، مجلة كلية التربية بالزقازيق ، ع 81 ، أكتوبر.
5. حسن سيد شحاتة: البحوث العلمية التربوية بين النظرية والتطبيق. القاهرة: الدرر العربية للكتاب، 2001م.
6. الخليلي ، خليل يوسف (2010) : التحديات التي تواجه البحث التربوي في الوطن العربي ، المؤتمر العلمي العاشر – البحث التربوي في الوطن العربي ، رؤي مستقبلية مصر  2-403-419.
7. دينا حسن محمد عبد الشاقي : البحث في تعليم الكبار رؤية مستقبلية لخريطة بحثية ، رسالة دكتوراه ، معهد الدراسات والبحوث التربوية ، جامعة القاهرة، 2006.
8. سعد بن ذعار القحطاني: خريطة بحثية مقترحة لتخصص أصول التربية الإسلامية بالجامعات السعودية في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية. المجلة التربوية، كلية التربية، جامعة سوهاج، ٧٣، مايو، 2020، ، ٦٣٨- ٦٧٤.
9. الشرنوبي ،  هاشم سعيد إبراهيم ، 2010 : فاعلية بعض استخدام استراتيجيات البحث الإلكتروني عبر الويب واستراتيجيات ما وراء المعرفة في استجابة طلاب الدراسات العليا في تخصيص تكنولوجيا التعليم على الخريطة البحثية المقترحة في المجال وتنمية مهارات التربية ، مجلة كلية التربية جامعة الأزهر ، مصر ، ع 144 ، ج 5 ، 13-154.  
10. الصاوي ، محمد وجيه ، 2007 : توجيه البحوث الجامعية لترشيد التنشئة الثقافية والتربوية ، المؤتمر العلمي الأول لكلية التربية جامعة الأزهر بالاشتراك مع مركز الدراسات المعرفية (توجيه بحوث الجامعات الإسلامية في خدمة قضايا الأمة ) المنعقد في الفترة من 18-19 فبراير
11. صبري ، ماهر إسماعيل وآخرون ، 2011 : دراسة لتوجهات بحوث التربية العلمية بالمملكة العربية السعودية على ضوء أولوياتها ورسم خريطة مقترحة  لها ، جامعة طيبة  ( مجلة العلوم التربوية) – السعودية ، س 6 ، ع 1 .
12. صلاح عبد الله محمد : خريطة بحثية مقترحة لبحوث أصول التربية المرتبطة بخطيط التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر ، رسالة دكتوراه ،كلية التربية ، جامعة أسيوط ، 2002 م.
13. الطاهر، رشيدة السيد أحمد ، خريطة مقترحة لبحوث السياسات التعليمية في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر ، العلوم التربوية، جامعة القاهرة – مجلة كلية الدراسات العليا للتربية، مج26 ,ع1، 2018. 108 - 32
14. الكبيسي ،عامر خضير:  أوجه النقص والقصور في الرسائل والأطروحات العلمية إزاء مشكلات التنمية وتحدياتها: الباب والمعالجات. ورقة عمل مقدمة للملتقى العلمي بكليات الدراسات العليا ، الرياض، المملكة العربية السعودية، في الفترة من ١٠-١٢ أكتوبر. 2011.
15. المجيدل ، عبد الله ، شماس ، سالم مستهيل: معوقات البحث العلمي بكليات التربية من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية (دراسة ميدانية- كلية التربية بصلالة أنموذجا). مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية، 2010م.
16. عثمان ، صبري خالد ، 2008: البحث التربوي ومشكلاته في ضوء المتغيرات المعاصرة – العلم والإيمان للنشر والتوزيع ، دسوق ، مصر.
17. العلياني ، غرم الله دخيل الله سابر ، 2016 : خريطة بحثية مقترحة لبحوث الإدارة والتخطيط التربوي في ضوء خطة التنمية التاسعة والاحتياجات التعليمية للمجتمع السعودي ، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس – السعودية ، ع74 ، 135- 170.
18. عوض، أسياد (2011): خريطة مقترحة للبحوث التربوية في مجال التعليم الجامعي حتى عام ،رسالة دكتوراه (كمية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر، القاهرة: مصر.
19. عوض، أسياد محمد ، 2008 : خريطة مقترحة للبحوث التربوية في مجال التعليم الجامعي حتى عام 2025 .
20. دولة الكويت،رؤية الكويت 2035، وزارة الخاجية
21. غرم الله بن دخيل الله العليان، (٢٠١٦)، " خريطة بحثين مقترحة لبحوث الإدارة والتخطيط التربوي في ضوء خط التنمية التاسعة والاحتياجات التعليمي للمجتمع السعودي" مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، (٧٤).
22. الفرخ، أسماء  (2014): إعداد خريطة لمبحث التربوي في مصر في ضوء خبرات بعض الدول الأجنبية، (رسالة ماجستير)، كلية التربية، جامعة الزقازيق. الزقازيق: مصر.
23. لاشين ، محمد ، وإسماعيل ، عمر ، 2014 : التجديد التربوي في سلطنة عمان ومتطلباتها البحثية رؤية بخريطة بحثية لقسم الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية ، جامعة السلطان قابوس ، مجلة الدراسات التربوية والنفسية ، جامعة السلطان قابوس ، 8 (2) 59-84.
24. مصطفي ، مجدي محمد ، 2002 : تحديد أولويات خدمة المجتمع من منظور الخدمة الاجتماعية دراسة تطبيقية على مجالات التعليم والصحة والشئون الاجتماعية بمدينة العين ، مجلة التربية – كلية التربية ، جامعة الأزهر ، الجزء الثاني ، يونيه، ع 109 .
25. عوض ،منى عوض هاشم: رؤية نقدية ألبحاث أقسام أصول التربية بكلية التربية للجامعيات المصرية وعلاقتها بعض العوامل الثقافية بالمجتمع المصري ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة سوهاج ، 2015.
26. ميخائيل ، مطانيوس (2006) : مشكلات البحث التربوي كما يراها أعضاء الهيئة التدريسية في الكليات التربوية في سورية ، مجلة اتحاد الجامعات العربية ، الأردن ، 4 (1) 88-122.
27. نجلاء عبد التواب عيسيي عبدالعال: تصميم خريطة بحثية لقسم أصول التربية بكلية التربية جامعة بني سويف في ضوء الأولويات البحثية، مجلة مستقبل التربية العربية ، مجلد 23 ،العدد 101 ،2016 ، 239-425.
28. نجلاء مجيد النحاس: استخدام البحوث الجامعية في تصميم خريطة بحثية مستقبلية لقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الاسكندرية، في ضوء التوجهات البحثية العالمية المعاصرة، مجلة كلية التربية، جامعة الإسكندرية ، المجلد السادس والعشرون، العدد السادس ، الجزء الثاني، 2016م.
29. النوح ، مساعد بن عبد الله حمد ، 2015 : خريطة بحثية مقترحة في أصول التربية في الجامعات السعودية ، مجلة رابطة التربية الحديثة ، مصر ، مج 7 ، ع 6 ، 21-160.

ثانيًا: المراجع الأجنبية:

1. Al Samih, A.M. : p. "Research Map of Research Priorities in HE Studies in the Kingdom of Saudia Arabia", Universal Journal of Educational Research, Vol. 4, No. 7,2016, 1630.
2. Cherrstrom C.A, Rabbins S.e 8 Bixby J. (2016) 10 years of Adult Learning, content analysis of on Academic Journal. of Adult Learning, 28, 3-11.
3. Gail Burnaford, et al.: The Arts and Special Education: A Map for Research, The John F. Kennedy Center for the Performing Arts Office of VSA and Accessibility, 2012, pp. 4 – 5.
4. Gert Biesta, et al.: "Why Educational Research Should Not Just Solve Problems, but Should Cause Them as Well", British Educational Research Journal (BERJ), Vol. 45, No. 1, February 2019, pp. 1-4.
5. Mehri Sedighi & Ammar Jalalinanesh : "Mapping Research Trends in the Field of Knowledge Management", Malaysian Journal of Library Information Science, Vol. 19, No. 1, 2014, p. 71.