أنور محمود, أبو العز. (2022). ثقافة الاختلاف من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 4(1), 135-148. doi: 10.21608/altc.2022.274187
أبو العز أنور محمود. "ثقافة الاختلاف من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية". المجلة التربوية لتعليم الکبار, 4, 1, 2022, 135-148. doi: 10.21608/altc.2022.274187
أنور محمود, أبو العز. (2022). 'ثقافة الاختلاف من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية', المجلة التربوية لتعليم الکبار, 4(1), pp. 135-148. doi: 10.21608/altc.2022.274187
أنور محمود, أبو العز. ثقافة الاختلاف من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية. المجلة التربوية لتعليم الکبار, 2022; 4(1): 135-148. doi: 10.21608/altc.2022.274187
ثقافة الاختلاف من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية
هدف البحث إلى تحديد الآليات اللازمة لتنمية المضامين التربوية لثقافة الاختلاف من المنظور الإسلامي وتطبيقها المعاصرة في التعليم الثانوي العام ، واعتمد الباحث في دراسته على استخدام المنهج الاستنباطي ، وتوصل البحث إلى مجموعة النتائج منها:
1) قدم القرآن الكريم والسنة النبوية منهجًا متكاملا لتدبير الاختلاف مع الآخرين من خلال النماذج التطبيقية في إدارة الخلاف بين أنبياء الله ورسله.
2) يعد الاختلاف من ثوابت خلق الإنسان ونظام الخلق وقانون يعيش في دائرته جميع المخلوقات.
3) يراعي الدين الإسلامي التيسير ويدفع المشقة عن الإنسان ؛ فأحل له الأخذ بالرخص في مواطنها ، وإحسان الظن بالأخرين واحترام رأيهم.
هدف البحث إلى تحديد الآليات اللازمة لتنمية المضامين التربوية لثقافة الاختلاف من المنظور الإسلامي وتطبيقها المعاصرة في التعليم الثانوي العام ، واعتمد الباحث في دراسته على استخدام المنهج الاستنباطي ، وتوصل البحث إلى مجموعة النتائج منها:
1) قدم القرآن الكريم والسنة النبوية منهجًا متكاملا لتدبير الاختلاف مع الآخرين من خلال النماذج التطبيقية في إدارة الخلاف بين أنبياء الله ورسله.
2) يعد الاختلاف من ثوابت خلق الإنسان ونظام الخلق وقانون يعيش في دائرته جميع المخلوقات.
3) يراعي الدين الإسلامي التيسير ويدفع المشقة عن الإنسان ؛ فأحل له الأخذ بالرخص في مواطنها ، وإحسان الظن بالأخرين واحترام رأيهم.
الكلمات المفتاحية : ثقافة الاختلاف - منظور القرآن الكريم - السنة النبوية .
Abstract
The aim of the research is to determine the mechanisms necessary for the development of the educational contents of the culture of difference from the Islamic perspective and its contemporary application in general secondary education.
1-The Noble Qur’an and the Sunnah of the Prophet presented an integrated approach to managing disagreement with others through applied models in managing conflict between God’s prophets and messengers.
2-Difference is one of the constants of human creation, the system of creation, and a law in which all creatures live.
3-The Islamic religion takes into account the facilitation and repels hardship from the human being; So it is permissible for him to take the cheapness in its places, and to think well of others and respect their opinion.
Keywords: the culture of difference - the perspective of the Holy Quran - the Sunnah of the Prophet.
مقدمة:
يعد الاختلاف من ثوابت خلق الإنسان ونظام الخلق وقانون يعيش في دائرته جميع المخلوقات فالاختلاف سنة كونية من سنن المولى عز وجل ، مظاهرها تتجلى في اختلاف الليل والنهار ، والفصول الأربعة ، واختلاف ألوان البشر ، وفي المذاهب الفقهية التي تتعدد فيها الآراء في المسألة الواحدة ، وكذلك في تتعدد الحركات الإسلامية العاملة للإسلام ، لذا فإن إقرار الإنسان بالاختلاف واكتساب ثقافته يجنبه الخوض في صدام مع من يخالفونه الرأي ، ويجعله يقبل التعايش معهم، حتى لو كانوا على النقيض منه تمامًا في معتقده وأفكاره.
فقد وضع الإسلام الآليات التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة تقبل بشرعية الاختلاف بين الإنسان وأخيه الإنسان من أجل تحقيق السلم والسلام ، لذا فإنّ ثقافة الاختلاف في الإسلام تسعى إلى فهم أسباب الاختلاف الحقيقية ، ورسم معادلة تتأسس على أصل الوحدة التكريمية للإنسان.
مشكلة الدراسة:
أصبح الاختلاف قيمة أساسية تسعى المؤسسات التربوية إلى تنميتها ، ولكن القضية الملحة هي كيفية الاختلاف بمعنى كيف يختلف الإنسان مع الآخر دون إنقاص من قدره أو التقليل من شأنه ، وكيف تتلاقى الأفكار المختلفة حتى تنتج أفكار جديدة تضيف وتثري المعارف وتحل أصعب المشكلات ، إنه دور مؤسسات التربية التي تضع آليات الاختلاف ، وتدير الحوار والنقاشات وتعمل على بناء الأفكار والأفراد وإذابة الذات والسلبية والقهر والاستغلال.
حيث إنّ الواقع يثبت أنّ العالم العربي والإسلامي يعاني من تكريس الرأي الواحد ؛ مما يفرض قبول الرأي الأخر ، والسماح لجميع الآراء للتعبير عن نفسها ووجودها ، والتسامح مع المخالف ، واحترام حرية الفكر والتفكير(1). ، بالإضافة إلى انصراف كثير من الناس في الآونة الأخيرة عن المقاصد الحقيقية للإسلام والتي منها: تطهير القلوب ، وتزكية النفوس ، وقوة مراقبة الله عز وجل التي تبعث على امتثال أوامره واجتناب نواهيه والمحافظة على شرائع الدين الإسلامي(2).
أهمية الدراسة:
يمكن تحديد أهمية الدراسة الحالية في النقاط الآتية:
العمل على نشر ثقافة الاختلاف باعتبارها مدخل لتحقيق التكامل والتوازن في الشخصية الإنسانية من خلال مساعدة الفرد على مواجهة المشكلات والتحديات الحياتية المعاصرة.
· تتمثل في تقديم مقترح لدور المدرسة الثانوية في تنمية ثقافة الاختلاف لدى الطلاب في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية من أجل إعداد الإنسان الصالح النافع لأمته العربية والإسلامية.
أهداف الدراسة:
سعت الدراسة إلى تحديد الآليات اللازمة لتنمية المضامين التربوية لثقافة الاختلاف من المنظور الإسلامي وتطبيقها المعاصرة في التعليم الثانوي العام.
تساؤلات الدراسة:
حاول الباحث خلال دراسته أن يجيب عن التساؤلات التالية:
ما الإطار الفكري لثقافة الاختلاف من المنظور الإسلامي؟
ما الآليات اللازمة لتنمية المضامين التربوية لثقافة الاختلاف من المنظور الإسلامي وتطبيقها المعاصرة في التعليم الثانوي العام؟
منهج الدراسة:
اعتمد الباحث في دراسته على استخدام المنهج الاستنباطي كأداة أساسية لوصف وتحليل ما جاء في القرآن الكريم من آيات ، والسنة النبوية من أقوال وأفعال يمكن ترجمتها إلى تطبيقات تربوية قابلة للتحقيق والتطبيق على أرض الواقع.
الإطار النظري:
مفهوم ثقافة الاختلاف:
يقصد بثقافة الاختلاف بأنها مجموعة من المبادئ التوجيهية للكيفية التي ينبغي أن يتصرف بها الإنسان تجاه الآخرين عند الاختلاف في أمر معين ، ويرى أن ذلك تصرفًا حسنًا يريده لنفسه ويبحث عنه ويكافح في سبيل تقديمه ليستفيد منه غيره من الأجيال الحالية والقادمة ، والمحافظة عليه كتراث يتعامل به الناس جيلاً بعد جيل في ضوء ما أقرته الشريعة الإسلامية الغراء بهدف تحقيق السعادة والنجاح في الدنيا والأخرة(3).
وتعرف بأنها القيم التي توجه سلوكيات الإنسان وتصرفاته في تعاملاته مع الأخرين لكي يحترم آرائهم المخالفة ويناقشهم فيها ويستفيد منها في جو يسوده الهدوء وسعة الصدر(4) ، وذلك يتطلب الالتزام بالتقوى وتجنب الهوى ، وذلك من شأنه أن يجعل الحقيقة وحدها هدف المختلفين حيث لا يهم أي منهما أن تظهر الحقيقة على لسانه أو لسان الأخرين.
وتعرف ثقافة الاختلاف في الإسلام بأنها: أنواع الاختلاف التي حدثت في الإسلام وتناقلتها الأجيال عبر عصوره المختلقة ، والآداب والمسالك والقواعد والمناهج التي يأمر بها ويقرها من خلال مصادره التشريعية(5).
وفي ضوء التعريفات السابقة يتضح ما يلي:
تعبر ثقافة الاختلاف عن مجموعة من الأفكار والآراء التي يتبادلها البشر فيما بينهم في حالة الاختلاف.
تهدف ثقافة الاختلاف إلى نشر الأفكار الصحيحة وإظهار الحقائق ؛ وذلك يزيل اللبس في الموضوعات محل الاختلاف.
أهمية ثقافة الاختلاف في ضوء المنظور الإسلامي
1- رسالة النبي() رحمة للعالمين تستوعب التعامل المتوازن مع الاختلاف
2- المحافظة على الترابط الاجتماعي في ظل التنوع الثقافي
3- ثقافة الاختلاف تؤدي إلى تراكم المعرفة وتجديد حركة الاجتهاد.
أهداف ثقافة الاختلاف في ضوء المنظور الإسلامي:
يمكن توضيح مجموعة من الأهداف التي تهدف إلى تحقيقها ثقافة الاختلاف في ضوء المنظور الإسلامي ، وهي كما يلي:
1-التمسك بكتاب الله وسنة نبيه() ، ورد الأمور إلى أهل العلم عند الاختلاف:
قال تعالى﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ سورة الأنعام:الآية38 ، أي: ما أهملنا ولا أغفلنا، في اللوح المحفوظ شيئا من الأشياء، بل جميع الأشياء ، صغيرها وكبيرها، مثبتة في اللوح المحفوظ، على ما هي عليه ، فتقع جميع الحوادث طبق ما جرى به القلم. وفي هذه الآية ، دليل على أن الكتاب الأول ، قد حوى جميع الكائنات ، وهذا أحد مراتب القضاء والقدر، فإنها أربع مراتب: علم الله الشامل لجميع الأشياء ، وكتابه المحيط بجميع الموجودات ، ومشيئته وقدرته النافذة العامة لكل شيء ، وخلقه لجميع المخلوقات، حتى أفعال العباد(6).
2-تنمية الإبداع:
"إن وضوح الفكرة لدينا لا يعني أن الآخرين ينظرون إليها بنفس الوضوح ، فربما كنا نتطلع إليها من خلال الجوانب المضيئة عندنا، بينما يكون عنصر الضوء غير متوفر في الجوانب الأخرى التي يعيش فيها الآخرون ، لأنهم لا يملكون ما يهيئ لهم ذلك ، تماما كما يكون الصحو في بعض الآفاق مجالا للانطلاق مع إشعاع الشمس، بينما تجعل السحب الدكناء الآفاق الأخرى في ظلام دامس. وقد يبدو هذا طبيعيا عندما نلاحظ اختلاف وجهات النظر في فهم بعض الأشياء العادية في الحياة، كنتيجة طبيعية لاختلاف العادات والظروف والأفكار. ولعل قيمة هذا الاتجاه ، في ملاحظة موقعنا تجاه الآخرين ، تبرز في إتاحة الفرصة لنا في الانطلاق نحو موضوعية أكثر وفهم أرحب، في سبيل تعرف وجهة النظر الأخرى ، من حيث طبيعة الفكرة التي يؤمنون بها من جهة، ومن حيث طبيعة الموقف الذي يتخذونه منا، من جهة أخرى، الأمر الذي يجعلنا أكثر قدرة على الحركة بوعي، وعلى ضوء الأجوبة الصحيحة لما يرد من التساؤلات، ومعالجة القضايا المعروضة في مجالات البحث"(7).
ويمكن تحديد العلاقة بين الإبداع وثقافة الاختلاف في أنّه عندما يصبح الفرد مبدعًا ، يكون لديه قدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار حول المشكلة التي يتعرض لها ؛ بشرط أن تتصف هذه الأفكار بالتنوع والاختلاف وعدم التكرار ، وتحرر الإنسان من التبعية بكل أنواعها.
3-تحقيق الوسطية:
ينظر التصور الإسلامي للوسطية على أنّها مفهوم يقوم على الجمع بين الوحدة والتعدد , فهو يؤكد على وحده المجتمع من خلال تقريره وجوب خضوع كل المجتمع للقواعد الأصول التي مصدرها النصوص اليقينيةَ الورود القطعية الدلالة ، ويؤكد على التعددية و حرية الأفراد المكونين له وذلك من خلال إباحة اختلاف الناس الفروع التي مصدرها النصوص الظنية الورود والدلالة , والإباحة هنا مشروطة بعدم مخالفة أو عدم الاتفاق على مخالفة القواعد الأصول(8).
لذا فإن ذلك يلزم الاعتدال والبعد عن التعصب في الرأي ؛ فقد قال ابن القيّم في الرأي أنّه ما يراه القلب بعد فكر وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب مما تتعارض فيه الأمارات, فلا يقال في الأمر الذي لا تختلف فيه العقول ولا تتعارض فيه الأمارات إنه الرأي(9).، ويمكن تحقيق الوسطية في ضوء المنظور الإسلامي من خلال مجموعة من الآليات منها(10):
-الانفتاح على كل الساعين إلى الخير من بني الإنسان التزاما بمبدأ التعاون على البر والتقوى.
-التجاور بين الأشياء مع تمايزها بما يحترم قاعدة الاختلاف والتنوع.
-إعذار الخلق والتيسير عليهم بما لا يتصادم مع أصول الشرع وثوابته.
-إدراك الأولويات وترتيب التكاليف طبقا لأحوال كل مجتمع وبيئة.
-اعتبار تغير الأحكام بتغير الأمكنة والأزمنة والأحوال بمعنى التفاعل مع البنية والطرفين الجغرافي والتاريخي.
4- الحفاظ على الهوية الإسلامية:
حيث تسهم ثقافة الاختلاف في تدعيم الهوية العربية والإسلامية المعاصرة من خلال تجديد الثقافة مع المحافظة على القيم الاصيلة الدافعة إلى احترام كرامة الإنسان ، وحريته وحقه في المشاركة والاتصال والتعليم والحياة الكريمة ، وأن تعمل على المحافظة على التماسك الاجتماعي، وأن يتحلى بالتسامح ، وتشجيع التنوع ، والانفتاح على العصر وغرس القيم الإنسانية ، ومقاومة دعاوى التغريب والذوبان في الآخر(11).
لذا يمكن القول أنّ الحفاظ على الكرامة الإنسانية تمثل أساس مشروع الإصلاحات والتحولات الإيجابية المجتمع ، فلا تطوير لأوضاع الأمة بدون صيانة الكرامة الإنسانية أفراد وجماعات، ولا تطوير لمناهج التربية والتعليم بدون إعادة الاعتبار إلى الإنسان وجودا، ورأيا وحقوقا ، ولا استقرار عميق لكياناتنا الاسرية والاجتماعية بدون الحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان.
مقومات ثقافة الاختلاف في الإسلام:
أولاً: احترام النفس الإنسانية
لقد أكد القرآن الكريم على احترام النفس البشرية ؛ حيث إن الناس جميعًا سواسية لا فضل لعربي على أعجمي ، فقال تعلى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ سورة الحجرات:الآية13.
كما أقر النبي() أن الناس مهما اختلفوا في ألوانهم وأجناسهم وأديانهم يمكن لهم أن يجتمعوا على أرضية مشتركة ، وذلك من خلال الاحترام المتبادل فيما بينهم ، فقد قال() إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم(12) ، ومرت به()جنازة فقام ، فقيل له: إنها جناز يهودي، فقال: "أليست نفسا"(13)؛ هذه في قمة العظمة التي أظهرها النبي() في احترامه للذات الإنسانية بغض النظر عن الملة والدين.
ثانيًا: استيعاب الآخر
وهو أن يكون من خلال الإقناع القائم على الدليل الواضح والرد اللين حتى يمكن احتواء الطرف الآخر ؛ فقد قال تعالى﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ سورة العنكبوت:الآية46.
وفي صلح الحديبية اعترض سهيل بن عمر على بعض الألفاظ في الوثيقة فعندما كتب على ابن أبي طالب: بسم الله الرحمن الرحيم ، قال سهيل: أما الرحمن فوالله لاندري ما هو؟ ولكن اكتب باسمك اللهم فأمر() أن يكتب ذلك. ثم أملى عليه: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. فقال سهيل: لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك.... ثم أمر()عليا أن محمد بن عبد الله وأن يمحو لفظ رسول الله ، فأبى علي أن يمحو هذا اللفظ فمحاه() بيده الشريفة(14).
ثالثًا: السماحة والعفو
قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم﴾ سورة المائدة:الآيتان15-16.
والعفو والتسامح من سمات وأخلاق النبي() وخير دليل على ذلك موقف النبي() عندما نزل عليه جبريل عليه السلام ، ومعه ملك الجبال وهو بالطائف يتعرض للإيذاء من سفهائهم ، فقال: يا محمد إن شئت أن اطبق عليهم الأخشبين ، فقال() بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا(15).
رابعًا: الاستفادة من تجارب الآخرين
لقد لفت القرآن الكريم الأنظار إلى ضرورة الافادة من التاريخ ودراسة تجارب الأمم السابقة والوقوف على موطن الخطأ والصواب قال تعالى:﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ سورة آل عمران:الآية137، كما أرشدنا إلى حاجة كل انسان لعلم أخيه الإنسان الذي سبقه فالخبرات والعلوم لم تولد معنا، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ سورة النحل:الآية78.
ومن هنا فقد أفرد الله تعالى لمهارة الافادة من تجارب الاخرين مساحة كبيرة في كتابه المعجز، وذلك عن طريق أخذ العبرة من قصص السابقين تارة قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ سورة يوسف:الآية111. وتارة عن طريق الاشارة إلى المشاهد للتعلم من خبرات الغير وتجاربهم قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾ سورة المائدة:الآية31.
خامسًا: الإيمان بأن ثقافة الاختلاف أسلوب حضاري لحل المشكلات
فالإيمان بالاختلاف في الحوار أسلوبا حضاريا لحل المشكلات هو الكفيل بتعيب النوع إلى العنف في النفوس ، وبفضله يخفف الإنسان من غلو أنانيته ، ويتعلم أن الحقيقة لا يمكن أن تكون ملكا خاصا له ، بل إن الحصول عليها يتم عبر كلا من الافكار وتفاعل التجارب ، واحتكاك الآراء المختلفة ، من خلال هذه الثقافة يتعلم كيف يتنازل عن تعصبه لمعتقد وآرائه ، وعن تعاليه الذي يزين له أنه الوحيد الذي يمثل القيم ، وانه فوق الحوار والنقاش والتساؤل ، لأن النفس التي تؤمن بضرورة الحوار والاختلاف ووجوب الالتقاء مع الاخر والتفاهم معه تترك دائما في داخلها هامشا للخطأ والصواب في الفكر الذي تحمله وهذا يعزز فيها الرغبة الدائمة في المراجعة والنقد الذاتي الذي يفتح ليه بلا شك المجال امام النمو والنضج وتصحيح الأخطاء.
معوقات ثقافة الاختلاف في الإسلام:
تواجه ثقافة الاختلاف في هذا العصر عديدًا من المعوقات ، يمكن عرضها على النحو التالي:
أولاً:التعصب
من الأمور التي تؤثر على ثقافة الاختلاف التعصب على المستويين المعرفي والسوسيولوجي ؛ حيث يتجه العقل الإنساني إلى المطلق الفكري والديني والاجتماعي ، ونحو إقصاء الأخر ورفض فطرة التباين وسنة التغيير وتعطيل الحركة الاجتهادية التي وجد العقل من أجلها مما يقف عائقًا أمام تحقيق التفاهم والحوار والتسامح والتعايش(16).
ثانيًا: اعتماد الأسرة على الطرق الدخيلة في تربية الأبناء
لقد أرجع أحد الباحثين غياب ثقافة الاختلاف داخل الأسرة العربية المسلمة إلى تعود الأسرة العربية في تربية الأبناء على الطريقة الاستقطابية أحادية الرؤية التي تنادي بأن لكل أمر وجهًا واحدًا، وأن الفرد بمفرده يمتلك الحقيقة المطلقة دون الأخرين(17).
ثالثًا:الغلظة والتشدد في غير موضعه
قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ سورة البقرة:الآية185. ، وقال رسول الله() "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"(18). ، وقد قال() لمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن "إنك تأتي قوما من اهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة ، فإن اطاعوا لذلك فاعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنياهم فترد على فقرائهم"(19) ، أي أن الرسول() ينصح بالتدرج وعدم الغلو دفعة واحدة حتى لا ينفر النفس".
رابعًا: غياب المنهج الإلهي عن الواقع العملي
إن غياب المنهج الرباني عن واقع التطبيق العملي في حياة الأفراد والجماعات يؤدي إلى انحراف في سلوك الأفراد وانتشار الفساد والخلاف، ومنهج الإسلام يعد ضابطا لسلوك الإنسان، فهو يحول العقوبات والمعززات ومظاهر السلوك الحسن والقبيح وغيابه ينذر بسوء عاقبة في الدنيا والاخرة ، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ سورة الزخرف:الآيتان36-37.
نتائج البحث:
توصل الباحث من خلال بحثه إلى النتائج التالية:
4) قدم القرآن الكريم والسنة النبوية منهجًا متكاملا لتدبير الاختلاف مع الآخرين من خلال النماذج التطبيقية في إدارة الخلاف بين أنبياء الله ورسله.
5) يعد الاختلاف من ثوابت خلق الإنسان ونظام الخلق وقانون يعيش في دائرته جميع المخلوقات.
6) يراعي الدين الإسلامي التيسير ويدفع المشقة عن الإنسان ؛ فأحل له الأخذ بالرخص في مواطنها ، وإحسان الظن بالأخرين واحترام رأيهم.
7) من أسباب تنمية ثقافة الاختلاف لدى الإنسان: اختلاف عقول الأفراد وفهمهم ، واختلاف حصيلتهم العلمية ، وعدم إلمام الأفراد بموضوع معين.
8) لا يؤدي الاختلاف إلى الفرقة والنزاع ، بل يمهد لتحقيق التكامل بين الآراء والتحرر من التعصب.
9) يعاني العالم العربي والإسلامي من تكريس الرأي الواحد ؛ مما يفرض قبول الرأي الأخر ، والسماح لجميع الآراء للتعبير عن نفسها ووجودها ، والتسامح مع المخالف.
10) يحتاج المجتمع إلى تعلم آداب الاختلاف على أن يكون الحوار واحترام الرأي الأخر مبدئين أساسيين عند الاختلاف.
11) أنّ ضعف الفهم الحقيقي لثقافة الاختلاف يرجع إلى تقصير مؤسسات التربية ، والغزو الفكري والأخلاقي.
مراجع البحث
1) عبد الله أحمد اليوسف ، شرعية الاختلاف: دراسة تأصيلية منهجية للرأي الأخر في الفكر الإسلامي ، ط3، بيروت: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع ، 1434هـ/2012م ، ص10.
2) فيفي أحمد توفيق ، "أركان الإسلام في القرآن الكريم ودور المؤسسات التربوية في تنفيذ تطبيقاتها التربوية" ، مجلة كلية التربية ، جامعة أسيوط , المجلد(30) , العدد(2) ، 2014م ، ص456.
3) ريم بنت خليفة الباني ، ثقافة الحوار لدى طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض ودورها في تعزيز بعض القيم الخلقية ، المملكة العربية السعودية: مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، 2010م ، ص93.
4) أحمد حمدي توفيق ، "نشر قيمة ثقافة الاختلاف بين الشباب: دراسة مقارنة بين الذكور والإناث بالمجتمع المصري" ، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية ، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة حلوان ، المجلد(9)، العدد(33) ، 2012م ، ص ص3767-3868.
5) أنس محمد رضا القهوجي ، ثقافة الاختلاف في الفقه الإسلامي:أنواعها ، صورها ، أسبابها ، قواعدها ، ضوابطها ، آدابها ، تركيا: مطبوعات إكساد ، 2021م ، ص16.
6) عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق ، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع 1423هـ/2002م ، ص ص255-256.
7) فضل الله السيد محمد ، خطوات على طريق الإسلام ، بيروت: دار التعارف ، 1977م ، ص357.
8) عبد الله بن عبد العزيز الزايدي ، "حرية التعبير عن الرأي في الشريعة الإسلامية: التأصيل والضوابط" ، مؤتمر الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة ، 2017م ، ص ص23-24.
9) ابن القيم الجوزية ، إعلام الموقعين عن ربّ العالمين ، ، تخريج: أبي عبيدة مشهور حسن آل سلمان ، أبي عمر أحمد عبد الله أحمد ، المجلد(2) ، الدمام: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع ، 1423هـ ، ص124.
10) أحمد بن محمد حسني وآخرون ، "الوسطية من خلال مقاصد الشريعة الإسلامية: دراسة تحليلية" ، المجلة الدولية للدراسات الغرب آسيوية ، المجلد(3) ، العدد(2) ، 2011م ، ص ص97-98.
11) سلامة صابر العطار ، التربية وقضايا العصر ، الرياض: دار الزهراء للنشر والتوزيع، 1430هـ/2009م ، ص81.
12) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري، كتاب الجنائز ، باب القيام للجنازة ، الجزء(2) ، بيروت: دار ابن كثير ، 1423هـ/2002م ، رقم الحديث 1307، ص84.
13) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مرجع سابق ، كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي، الجزء(2) ، رقم الحديث1312، ص85.
14) صفي الرحمن المباركفوري ، الرحيق المختوم ، بيروت: دار الهلال ، 1427هـ ، ص313.
15) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مرجع سابق ، كتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم آمين ، الجزء(4) ، حديث رقم3231 ، ص115.
16) بوبكر جيلاني ، "الاختلاف والتواصل والحوار والتسامح: من سنن الكون وشروط توازنه" ، مجلة الحكمة ، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث ، المجلد(21)، العدد(84) ، 2014م ، ص61.
17) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مرجع سابق ، كتاب الأدب ، باب الرفق في الأمر كله رقم الحديث6024، ص1510.
18) أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ، صحيح مسلم ، مرجع سابق ، كِتَابُ الإيمان بَابُ الدعاء إلى الشهادتين وَشَرَائِعِ الإسلام ، الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع ، 1427هـ/2006م ، رقم الحديث29 ، ص50.
المراجع
مراجع البحث
1) عبد الله أحمد اليوسف ، شرعية الاختلاف: دراسة تأصيلية منهجية للرأي الأخر في الفكر الإسلامي ، ط3، بيروت: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع ، 1434هـ/2012م ، ص10.
2) فيفي أحمد توفيق ، "أركان الإسلام في القرآن الكريم ودور المؤسسات التربوية في تنفيذ تطبيقاتها التربوية" ، مجلة كلية التربية ، جامعة أسيوط , المجلد(30) , العدد(2) ، 2014م ، ص456.
3) ريم بنت خليفة الباني ، ثقافة الحوار لدى طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض ودورها في تعزيز بعض القيم الخلقية ، المملكة العربية السعودية: مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، 2010م ، ص93.
4) أحمد حمدي توفيق ، "نشر قيمة ثقافة الاختلاف بين الشباب: دراسة مقارنة بين الذكور والإناث بالمجتمع المصري" ، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية ، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة حلوان ، المجلد(9)، العدد(33) ، 2012م ، ص ص3767-3868.
5) أنس محمد رضا القهوجي ، ثقافة الاختلاف في الفقه الإسلامي:أنواعها ، صورها ، أسبابها ، قواعدها ، ضوابطها ، آدابها ، تركيا: مطبوعات إكساد ، 2021م ، ص16.
6) عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق ، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع 1423هـ/2002م ، ص ص255-256.
7) فضل الله السيد محمد ، خطوات على طريق الإسلام ، بيروت: دار التعارف ، 1977م ، ص357.
8) عبد الله بن عبد العزيز الزايدي ، "حرية التعبير عن الرأي في الشريعة الإسلامية: التأصيل والضوابط" ، مؤتمر الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة ، 2017م ، ص ص23-24.
9) ابن القيم الجوزية ، إعلام الموقعين عن ربّ العالمين ، ، تخريج: أبي عبيدة مشهور حسن آل سلمان ، أبي عمر أحمد عبد الله أحمد ، المجلد(2) ، الدمام: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع ، 1423هـ ، ص124.
10) أحمد بن محمد حسني وآخرون ، "الوسطية من خلال مقاصد الشريعة الإسلامية: دراسة تحليلية" ، المجلة الدولية للدراسات الغرب آسيوية ، المجلد(3) ، العدد(2) ، 2011م ، ص ص97-98.
11) سلامة صابر العطار ، التربية وقضايا العصر ، الرياض: دار الزهراء للنشر والتوزيع، 1430هـ/2009م ، ص81.
12) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري، كتاب الجنائز ، باب القيام للجنازة ، الجزء(2) ، بيروت: دار ابن كثير ، 1423هـ/2002م ، رقم الحديث 1307، ص84.
13) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مرجع سابق ، كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي، الجزء(2) ، رقم الحديث1312، ص85.
14) صفي الرحمن المباركفوري ، الرحيق المختوم ، بيروت: دار الهلال ، 1427هـ ، ص313.
15) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مرجع سابق ، كتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم آمين ، الجزء(4) ، حديث رقم3231 ، ص115.
16) بوبكر جيلاني ، "الاختلاف والتواصل والحوار والتسامح: من سنن الكون وشروط توازنه" ، مجلة الحكمة ، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث ، المجلد(21)، العدد(84) ، 2014م ، ص61.
17) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مرجع سابق ، كتاب الأدب ، باب الرفق في الأمر كله رقم الحديث6024، ص1510.
18) أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ، صحيح مسلم ، مرجع سابق ، كِتَابُ الإيمان بَابُ الدعاء إلى الشهادتين وَشَرَائِعِ الإسلام ، الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع ، 1427هـ/2006م ، رقم الحديث29 ، ص50.